الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كيف للعلمانية التقدم والمناهج التربوية تتخطاها ...؟

مصطفى حقي

2009 / 9 / 17
اخر الاخبار, المقالات والبيانات


المنهج التربوي التعليمي في الوطن العربي والإسلامي ساحات ألغام تهدد خطا الأجيال القادمة وتدفع بها إلى الانجراف في سيل من تعاليم سلفية من الكراهية وإنكار الآخر والتقوقع الطائفي وتكفير ومعاداة بين أبناء الوطن الواحد إلى درجة الموت انتحاراً بتفجير النفس في وسط إسلامي مخدوعاً أنه شهيد وبانتظاره حوريات أبكار لاأباً لهن ولا أم صُنِعنَ فقط للترفيه الجنسي ، لأنهن لا يحملن ولا يولدن فقط للمجامعة ولا شئ آخر ، وكذلك الغلمان المرد .. الذين حُرموا عليه في الدنيا وحُللوا له في الآخرة ... وتصوّر يا رعاك الله ...؟ هكذا ثقافة تولّد هكذا جهادي استشهادي جنّاتي حوري غلماني ...؟ وهكذا أيضاً جندت حركة طالبان طلاب مدارسها ليكونوا جُنداً جهاديين استشهاديين في صفوفها وعندما قلّ عددهم لجئوا إلى خطف مئات الأطفال في افغانستان ليجندوهم في صفوف الحركة ..؟ تركيا وبرغم علمانيتها الناقصة .. خرّجت المدارس الدينية فيها 500,000 داعية وإماماً ليزيدوا الطين بلّة في مجتمع تغلب عليه الأمية والفقر والبطالة وغير قادر على صنع إبرة دون استيراد الآلة من الغرب ... ويعقب الأستاذ صلاح يوسف على ذلك بقوله : المسلمون يؤمنون بأن القرآن قد احتوى علوم السابقين واللاحقين استناداً إلى الآية ( وما فرطنا في الكتاب من شيء ) وهو ما جعل المسلمون ينفقون عمرهم في البحث عن العلم في كلام القرآن وأحاديث محمد، ولهذا يستهلك الإعجازيون جل أوقاتهم في البحث عن كلمات يمكن تفصيلها لكي تنطبق على تفسير علمي أو نظرية حديثة. ليس لدى المسلمين منهاج الشك المنظم الذي يمثل بداية السؤال نحو بناء معرفة منظمة علمية. الإيمان والتسليم بمسلمات الدين وفرضياته يلغي فوراً أي شك. المؤمن لا يشك، لا يشك في نظرية خلق الكون في ستة أيام ولا يشك في أن الأرض هي مركز الكون حسبما يشير القرآن، ولا يشك في يوم القيامة ولا في عذاب القبر ولا يشك في أن الحياة الآخرة حقيقة علمية مثبتة. كل التفاصيل تنتج عقلاً خاملاً مستكيناً للقضاء والقدر وما علينا سوى أن نصلي ونكثر من الدعاء كي تستقيم احوالنا وينتهي فقرنا وتمنحنا السماء بعضاً من المطر لري الحقول. أي تخلف وأي سخافة نحياها بينما المدارس تعمل كمراكز تطويع وتخدير للعقول بدلاً من أن تثير لديها الرغبة الجامحة في التفكير والنقد والإبداع. (انتهى)
ما يمتخص عنه المنهج التربوي الذي يعمل به حالياً في كافة الأقطار العربية الذي يتدرج بحده الأدنى في الدول المنفتحة نوعاً ما إلى الغلو،وحدّه الأعلى في الدول التي تحكمها الشريعة الإسلامية ، وسنتناول ذلك الحد الأدنى من المنهاج التربوي الذي ضمّن منهاجه دروساً للدين تبدأ من الصف الأول الابتدائي ومن هنا تبدأ الغشاوة العقلية ومنهجية التفكير الخاطئ المبرمِجة لعقل هذا الطفل في خانة الخضوع والانسياق الروحي العاطفي الخائف أبداً وبالكاد يتطلع إلى السماء خوفاً ورهبة من إله يحرق في الآخرة ويحاسب في القبر وفي الدنيا سيف مسلط لبتر الأطراف وقطع الرقاب عند الخطأ .. وعندما يبلغ هذا الطفل الرشد ويصل إلى الثانوية يسيطر عليه ، جمود عقلي ، دائم الاستغفار من ربه إذا هو فكّر ومتوكل قدرياً ، وطموحاته تندرج في مقولة القناعة كنز لايفنى ... وكل شيء مكتوب على الجبين .. ولا راد لقدره وقضائه .. وانها مشيئة الله .. ولا حول ولا قوّة إلا بالله .. واصبروا وصابروا والصبر مفتاح الفرج ، وهذه الدنيا إلى زوال والخلود للآخرة ..؟وأيضاً أجد من المفيد قراءة جزء من مقال الكاتب صلاح يوسف المنشور في الحوار 1-9 -009: إن الإسلام المهيمن على عقول الناس هو إسلام الخطباء يوم الجمعة وهو إسلام كليات الشريعة وأصول الدين التي تخرج كل عام عشرات الألوف من الأغبياء والببغاوات مغسولي الأدمغة والذين سيعملون بدورهم على استكمال غسل عقول باقي أفراد المجتمع. إن إسلام ابن رشد ونصر أبو زيد ومحمد عبده هو إسلام فاشل يتناقض مع نصوص القرآن والسنة، وإن المراهنة على المشاريع الفاشلة لا يعدو عن كونه إضاعة للوقت وعرقلة كريهة لجهود التنوير.( انتهى)
ويعلن الإسلاميون في الكويت أن تخصص أموال الزكاة للمبتكرين والمخترعين .. ولكن وهل بالمال وحده يولد الإبداع ,,؟ وقد ثبت أن مناخ الإبداع الحرية .. وأين هي الحرية في هذه البلاد .. وقد تكاتف الإستبداد الديني إلى جانب السلطوي والعقل ( مُفرملٌ) مكبوحٌ ولن يتقدم خطوة حتى ولو غُطيَ بالجواهر والدرر .. ان لم يتم تجاوز المنهج الثقافي الحالي لن تفلح العلمانية ولا أبيها ولا جدها في التقدم خطوة واحدة في هكذا درب قد عمه ظلام الجهل والتقليد ، وسلام على جهل يوحد بيننا ...!










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - مناهج متعبة بفعل فاعل
عـــــايــــد ( 2009 / 9 / 17 - 21:17 )
صدقت أخي صلاح المناهج التربوية ثبت بالدليل القاطع مدى افلاسها و النتيجة ها هي قوافل الالوف من الابناء سواء
المتخرجين من الجامعات او المتسربين من المدارس و الثانويات لا فكر متحرر يحملونه و لا جرأة في طرح السؤال و لا أمل أو قدرة لديهم في تغيير هذا الواقع المتعب أو التفكير نحو مستقبلهم القاتم
و لكن المشكلة الاكثر خطورة تكمن في تعاون الدول و الحكومات مع هذا الفكر المخرب للأجيال ؟؟ بربك يا سيدي كيف يقبل العقل أن تفتح أبواب قناة اذاعية أو مرئية لمعتوه يصدر أخطر الافكار و السموم لجمهور الغلابة من المواطنين ،بربك كيف يسمح بفتح الزوايا لأطفال يدرس فيها كيف يستحل الذبح و ضرب الرقاب
بربك كيف يسمح بانشاء و بناء بين كل مسجد و مسجد مسجد أي منطق هذا في غياب الرقيب أو المرشد و بين قوسين أين الدولة؟
التلميذ في مرحلة الابتدائي و الاعدادي صار أنــى التفت وجد نفسه في محيط كله دين و مواعظ تفوق سنه و تتجاوز قدراته و عواطفه فتراه عرضة لتلاعب و قهر أربعة مؤسسات المدرسة ، المسجد ، الاسرة ،وسائل الاعلام و كأن الدولة غير معنية و لا تتحمل المسؤولية في طبع و اعداد المناهج و مراقبة المساجد و اعداد المدرسين
و يبقى الامل في تغيير المناهج و ابعاد الدين عن الدولة و أيضا ابعاد الدولة عن الدين
ا


2 - غموض
عبد القادر أنيس ( 2009 / 9 / 17 - 22:02 )
جاء في المقال نقلا عن صلاح يوسف: ( إن إسلام ابن رشد ونصر أبو زيد ومحمد عبده هو إسلام فاشل يتناقض مع نصوص القرآن والسنة، وإن المراهنة على المشاريع الفاشلة لا يعدو عن كونه إضاعة للوقت وعرقلة كريهة لجهود التنوير).
وهو قول فيه غموض. فهل إسلام هؤلاء فاشل لأنه يتناقض مع نصوص القرآن والسنة؟ أم إنه فاشل لأنه لا يتناقض مع نصوص القرآن والسنة؟
على كل حال، أرى، من جهتي، أن وضع هؤلاء في سلة واحدة فيه ظلم؟ فابن رشد كان أقرب إلى الإلحاد، وكان يكاد يفضل الحكمة اليونانية الوثنية على الشريعة الإسلامية، ويعتبر أرسطو الوثني معلمه الأول. ولو أتيح لابن رشد ليعبر عن أفكاره بحرية لذهب بعيدا. ولقد كانت أفكاره إحدى اللبنات في بناء الصرح العلماني الأوربي.
بالنسبة لمحمد عبده، فقد كان شعار حركته الإصلاحية نكوصيا :-لا يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها- بعيدا عن منهج ابن رشد العقلاني الذي ينتصر للحكمة على الشريعة، بينما كان العالم في عهد عبده يعج بأفكار التقدم الثورية المناهضة للبلادة الدينية ولم يستفد منها إلا قليلا، رغم أنه تعرف عليها في أكبر حواضرها (باريس). وقد كتب صاحبه الأفغاني ضد الإلحاد. كانت نتيجته الحتمية هي حركة الإسلام السياسي الرجعية والتي لا أعتقد أن عبده ولا الأفغاني يمكن اعتبارهما غي


3 - السيد أنيس عبد القادر
صلاح يوسف ( 2009 / 9 / 18 - 07:56 )
بداية أتوجه بجزيل شكري للأستاذ الفاضل مصطفى حقي على اهتمامه البديع بقضية المناهج التربوية ودورها الخطير في صناعة التخلف والانحطاط، كما أشكر الأخ عايد لتعليقه المنتمي لصلب الموضوع.
وتعقيباً أو رداً على تساؤلات السيد أنيس عبد القادر، أقول التالي:
ابن رشد لم يكن ملحداً في كتاباته، بل منتصراً للعقل، مثل المعتزلة وهم الظاهرة الأسبق في الانتصار للعقل، فقد اكتشفوا مبكراً كم التناقض بين أحكام القرآن وآياته وبين الحراك الاجتماعي وأجمعوا على أنه ( إذا تعارض حكم النص مع حكم العقل نلجأ لحكم العقل ) وهو ما أدى إلى تكفيرهم وإجهاض حركتهم التنويرية.
أما بالنسبة لرواد عصر النهضة ( الأفغاني والكواكبي وعبده )، فقد حاولوا الاجتهاد في تفسير النصوص لتقديم إسلام لا يتناقض مع الحداثة، وقد لجأ الإمام محمد عبده إلى استبعاد التفكير من حياة المسلمين عبر الآية ( ولو شاء ربك لآمن من في الأرض جميعاً أأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين - يونس: 99 )، متجاهلاً آيات ( إن الدين عند الله الإسلام ) و ( قاتلوهم يعذبهم الله بأيديكم ). بمعنى آخر ان محمد عبده حاول اللعب على حبل الآيات المنسوخة لتبييض صفحة الإسلام وتحديثه لكي يتلاءم مع تطورات العصر ولكن الوهابية كانت لهؤلاء بالمرصاد. يجب الاعتراف أن محاولات المعتزلة كا


4 - تصحيح
صلاح يوسف ( 2009 / 9 / 18 - 16:02 )
ورد في ردي على الأستاذ أنيس عبد القادر ( وقد لجأ الإمام محمد عبده إلى استبعاد التفكير من حياة المسلمين ) وقد سقطت كلمة التفكير سهواً بينما الصواب ( التكفير ). أرجو تقبل اعتذاري.

اخر الافلام

.. تشييع جثماني الصحفي سالم أبو طيور ونجله بعد استشهادهما في غا


.. مطالب متواصلة بـ -تقنين- الذكاء الاصطناعي




.. اتهامات لصادق خان بفقدان السيطرة على لندن بفعل انتشار جرائم


.. -المطبخ العالمي- يستأنف عمله في غزة بعد مقتل 7 من موظفيه




.. تعرف على أبرز المواقع الأثرية في محافظة الديوانية العراقية