الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الديمقراطيون بأنتظار غودو

كامل داود
باحث

(رويَ اêيçï المïèçل ئ الكêçè في الïيوçنيé)

2009 / 9 / 17
ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق


تعكف الاحزاب والقوى السياسية العراقية على تجهيز عدتها لخوض غمار الانتخابات البرلمانية المزمع اجراءها في 16/1/ 2010، وكان قصب السبق تمثل في ولادة ( الائتلاف الوطني العراقي ) بعد ان رأى قادته تغيير الاسم القديم (الائتلاف العراقي الموحد ) ولحقته كتل وكيانات اخرى في ائتلافات لم تبتعد كثيرا عن برامجها التي دخلت بها الانتخابات السابقة سوى بالمسميات فقط .
وقد عمدت لتغيير لافتاتها لتبدو التسمية الجديدة منسجمة مع نوايا الناخبين بالالتفاف حول كيان وطني حقيقي ، بعيد عن الصبغات الطائفية الضيقة التي طغت على الانتخابات الماضية والتي كلفت الناخبين الكثير من التخلف والشقاء، هذا من جانب ومن الجانب الاخر فأن قسما منها تكشفت ملامحه بمحك تجربة الحكم وتبينت له عوامل التناقض بين موضوعتي واقع بناء الدولة واحلام وادعاءات الثورة ،لذلك نرى ان
( الائتلاف الموحد )لم يعد موحدا ،بعد الذي لحقه من التشرذم والانقسام ، حيث ان تجربة حكم الائتلاف قد تلفحت بجملة من المتاعب والانقسامات المتعلقة بتوزيع المناصب بين نخب الائتلاف نفسه كان اعظمها خروج (ائتلاف دولة القانون )الذي شكله السيد نوري المالكي رئيس حزب الدعوة ، ولا يحد من هذا التصور ما اطلقه قادة الائتلاف الجديد من الدعوات المتكررة لأنضمام قوى اخرى و ترك الباب مواربا امام العائدين، ولكن تلك الدعوات ذهبت ادراج الرياح.
ومن جانبها ادركت بقية احزاب الاسلام السياسي ، بشقيها السني والشيعي، اهمية الخطاب الانتخابي المدني في اللعبة الديمقراطية المقبلة فقررت ان تردي لبوسا مختلفا ،وتدخل بحلة انتخابية مغايرة من خلال أستعارتها مسميات الاحزاب الديمقراطية والتي بدورها، لازالت تلتزم الصمت على كل ما يجري من حراك محموم .
فقد فضّلت ،الاحزاب والقوى الديمقراطية ، الركون الى ظل جدار الانتظار من غير فعل او حراك سياسي يذكر ، عدا بعض الفعاليات الخجولة والتي لا تشكل بحد ذاتها سوى ردود افعال ليست بمقدورها ، والحالة هذه ان تعيد الثقة لقاعدتها العريضة من الجماهير التي تتوق الى بناء دولة مدنية بعيدة عن المداميك الطائفية والعرقية بعد ان ذاقت تلك الجماهير ، الأمرّين جراء ذلك طوال السنين التي اعقبت انهيار الدكتاتورية ، فضلا عن الاحباط والتململ إزاء مواقف الاحزاب الديمقراطية وإحجامها لتبني المشروع المدني الذي طال انتظاره وترددها في تلبية حاجات البلاد في التضافر والسير بخطى واثقة قادرة على الاصرار والتصدي لما يجب ان يكون ،لا الرضوخ والانقياد لما هو كائن .
فما زالت القوى الديمقراطية تلتزم الصمت المطبق ،وكل قوة منها تنتظر المبادرة من غيرها فضلا عن انخراط البعض في تحالفات بعيدة كل البعد عن ما يؤمن به وما يدعو اليه ، وهنا لا نجد تفسيرا لذلك غير اللهاث وراء مكاسب سياسية شخصية تلقي وراء ظهرها ركام الجهود والطاقات التي شيّدت بها النخب الديمقراطية العراقية، ومنذ الحقبة الليبرالية في منتصف القرن الماضي ، صروح البناء الاجتماعي القائم على أُسس المواطنة الحقيقية وقيم الدولة المدنية .
ان القوى الديمقراطية الآن، امام اختبار تاريخي من قبل قاعدتها العريضة وعموم المواطنين المتطلعين الى الخيار الوطني ،وعليها ان تبرهن على استعدادها لتحمل دورها المزعوم والمرتجى ,وأقل ذلك ان تخرج الى الناخبين بقائمة انتخابية مدنية وديمقراطية موحّدة واضحة الملامح والّا فلتغلق دكاكينها وتبحث لها عن عمل آخر بعيد عن السياسة وانتظار غودو فقد طالت قائمة المنتظرين .










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - غودو
Mazin ( 2009 / 9 / 17 - 20:44 )
الأخ كامل
تحية طيبة
غودو لن يأتي،وهذا خبر مؤكد أذاعته وكالة الأنباء الغودوية لأن الزمن قد تغير وتغيرت معه الظروف التي يستطيع بها غودو ان يأتي للعمل في العراق،ولذا وجب على القوى(كما تسميها) الديمقراطية ان تنتج غودوها الخاص بها،وبدون ان تبقى حاطّة رجل على رجل وسالفة تجيبني وسالفة تودّيني.
لا حصاد بلا زرع يا كامل،،فأين هو الزرع ونحن نعاني من شحة المياه بعد ان (أستثمرها) الأخوة أبناء الجوار نظرا لسعيهم نحو التكامل الزراعي والكهربائي.
تحياتي


2 - تحالفات
جواد الديوان ( 2009 / 9 / 17 - 23:06 )
لا يمكن ان يكون اعلان التحالفات سباقا بين الاتجاهات السياسية، ويشير الكاتب الى اشكاليات تواجه الائتلاف الوطني العراقي. وربما وجدت القوى الديمقراطية صعوبات في تحديد خيارها في الفترة الماضية ولايمكن وضع مثل هذه المواقف لنشر في المواقع الالكترونية، وفي الاونة الاخيرة يتجه معظمهم لكتلة ديمقراطية مؤثرة

اخر الافلام

.. فيديو: الكوفية الفلسطينية تتحول لرمز دولي للتضامن مع المدنيي


.. مراسلنا يكشف تفاصيل المرحلة الرابعة من تصعيد الحوثيين ضد الس




.. تصاعد حدة الاشتباكات على طول خط الجبهة بين القوات الأوكرانية


.. برز ما ورد في الصحف والمواقع العالمية بشأن الحرب الإسرائيلية




.. غارات إسرائيلية على حي الجنينة في مدينة رفح