الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


معركة في سياتل

ميسون البياتي

2009 / 9 / 18
الادب والفن


( معركة في سياتل ) فلم سينمائي من إنتاج عام 2007 قام بإخراجه وكتابة السيناريو الفنان الإيرلندي الشاب ( ستيوارت طاوزند ) . يعتمد الفلم على قصة حقيقية وقعت لمدة خمسة أيام أواخر عام 1999 في سياتل حين قام آلاف المحتجين بمحاصرة بناية أمريكية تقرر أن يعقد فيها الإجتماع الوزاري لعدد من كبار العاملين في ( منظمة التجارة العالمية ) .
قام المحتجون بإتهام المنظمة بأنها سبب الجوع والمشاكل الإقتصادية والمرض والموت الجماعي في العالم , وأنها لا تحل مشاكل البشرية بل على العكس تزيد تعقيدها .
كانت المظاهرة سلمية , ولم يستعمل فيها المحتجون العنف , لكن شرطة الدولة صاحبة الديموقراطية رقم واحد في العالم , ولكي تنال من المحتجين , فقد زجت بينهم مجموعة من مرتكبي الشغب , والقائمين بالعنف والسرقة .
ثم قامت بمحاصرة المكان وأطلقت الأعيرة النارية والبلاستيكية .. وإستعملت الهراوات والغازات المسيلة للدموع , وإقتادت الكثير من المحتجين الى المعتقلات .
طبعا نحن لا نسمع بمثل هذه الأحداث , لأن ال ( سي إن إن ) و ( بي بي سي ) أو غيرها من الوكالات الخبرية التي تقود العالم من أذنيه .. لا تتحدث عن هكذا ( أمور تافهة ) حين تقع في الغرب , لكن إذا تعارك عشرة حمّالين في سوق الشورجة أو الغورية أو الحميدية , ترى مراسلي هذه الوكالات يتراكضون في كل الإتجاهات , وتتم الإتصالات عبر الستلايت بمختلف المحللين حول العالم لمعرفة النتائج المتوقعة لهذه العركة المفصلية ومحاولة النزول على أسبابها الحقيقية .. هل كان بسبب نقل صناديق كشمش أم أكياس عدس .
المهم تهيأ للعالم السينارست والمخرج الشاب ستيوارت طاوزند ( مواليد 1972 ) ليكتب ويخرج من هذه الحكاية , فلماً يدين به منظمة التجارة العالمية , والديموقراطية الغربية , والإعلام الغربي الذي كان يأتمر بأوامر الشرطة التي تحاول تصوير المحتجين المسالمين على أنهم سّراق وقطّاع طرق . وقد عرض الفلم لأول مرة يوم 22 مايس 2008 في مهرجان سياتل للأفلام السينمائية , كدليل على ديموقراطية الدولة ورحابة صدرها .. ولكن إنتظروا لنرى كيف إستقبل الفلم من قبل النقاد والصحافة .
رغم أن الفلم يعتمد على أحداث حقيقية حتى ليكاد يكون فلما وثائقيا , إلا أنه إعتمد على الممثلين أيضا , أما مشاهد الفلم تم تصويرها في كندا والولايات المتحدة الأمريكية . في كندا تم إختيار مقاطعتي ( كولومبيا البريطانية ) و ( فانكوفر ) للتصوير في مواقع مثل : جامعة كولومبيا البريطانية , منطقة كرينفيل سكوير , وعتبة مكتبة فانكوفر العامة .
أما في الولايات المتحدة الأمريكية فقد تم التصوير في العاصمة الثانية واشنطون , إضافة للتصوير في سياتل نفسها .. المهم بعد إنتهاء الفلم تم عرضه لأول مرة كما قلنا في مهرجان سياتل السينمائي .. فكيف تم إستقبال الفلم ؟
تلقى الفلم ردود فعل متباينة من النقاد ، حيث حصل على 52 ٪ من الأصوات المؤيدة في الإستفتاء الذي أجراه موقع (( Rottentomatoes.com )) يستمد الموقع إسمه من البيض الفاسد والطماطة الخايسة التي يرشق بها الممثلون المسرحيون في العروض السيئة .. وكان هناك توافق كبير بين آراء المشتركين في الإستفتاء أن الفيلم ، وعلى الرغم من نيته الحسنة وعاطفيته ، إلا أنه ليس فلما بسيطا لأنه يحمل نقدا سياسيا حادا .
وفي حين إعتبرت مجلة ( نيويورك ) الفيلم بأنه (( إنتصار )) نظرا لسياستها الناقدة للسياسة الأمريكية ... كما أن الناقد السينمائي ( روجر إيبرت ) الذي يكتب في صحيفة ( شيكاغو صن تايمز ) كان قد أعطى الفلم 3 نجوم على مؤشر مكون من 4 نجوم ووصف الفلم بأنه ليس فلما وثائقيا صرفا , ولا هو في نفس الوقت فلم درامي , بل يجمع بين الأسلوبين ... فإن الموقع الألكتروني ( إي دبليو . كوم ) إعتبر الفلم (( فلما تلفزيونيا سيئا أُخذ موضوعه عن المظاهرات المحتجة التي { حصلت وإنتهت } عام 1999 ضد قمة منظمة التجارة العالمية في سياتل , خلق منها ستيوارت طاوزند وبشكل عاطفي .. شيئا مذهلا )) .
أما الموقع الألكتروني (Anarkismo.net ) فقد ذكر بأن الفلم تجاهل التنوع في الفكر والاستراتيجية داخل الجماعات ( الفوضوية ) التي شاركت في الإحتجاج ، وعرض عوضا عن تعدديتها كتلة أحادية الأبعاد ، كاريكاتيرية ومثيرة وناقصة الفهم لمعنى الفوضوية ، ولا تختلف كثيرا عما يعرض ويقال عن الفوضوية في وسائل الإعلام الجاهلة .

رغم أن ستيوارت طاوزند كان قد كتب سيناريو الفلم وأخرجه , بنية الإعتراض على ما وقع من ظلم بحق الجماعات المحتجة من قبل الحكومة وعلى أيدي الشرطة .. إلا أن بعض تلك الجماعات مثل جماعة ( CrimethInc ) إحتجت على الفلم لأنه من وجهة نظرها قدَّم صورة مغايرة للأحداث . ففي نشرة بعنوان ( وماذا عن الغد؟ ) ذكرت الجماعة بأن الفلم قدَّم إنتفاضتها على أنها إنتفاضة عفوية معزولة وغير منظمة , تداخلت معها مجموعة صغيرة من المتطرفين , من ( فوضويي الكتلة السوداء ) في حين أن المنظمة في الحقيقة تشارك في كل النشاطات الإجتماعية والسياسية وتتبع تكتيكات فوضوية للعمل , ولم تتحرك عفويا ضد قمة منظمة التجارة العالمية في سياتل عام 1999 .
مثل كل الأفلام ذات الفكر الهادف والإحتجاجي أو الثوري , فهذا الفلم لن يلقى الدعم بالإعلان أو التوزيع أو العرض مثلما يحصل مع الأفلام التجارية .. ولكن يمكن التعرف على الكثير عنه من خلال موقعه الألكتروني على الوصلة التالية :








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كاظم الساهر: العاصمة الإدارية الجديدة مبهرة ويسعدنى إقامة حف


.. صعوبات واجهت الفنان أيمن عبد السلام في تجسيد أدواره




.. الفنان أيمن عبد السلام يتحدث لصباح العربية عن فن الدوبلاج


.. الفنان أيمن عبد السلام يتحدث عن أسباب نجاح شخصية دانيال في ل




.. فيلم ولاد رزق 3 بطولة أحمد عز يقفز لـ 193 مليون جنيه منذ طرح