الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أوباما لن يوقف تخصيب اليورانيوم الإيراني

اديب طالب

2009 / 9 / 18
مواضيع وابحاث سياسية


الرئيس الأميركي السابق جورج دبليو بوش، قدم لحكم الملالي في إيران عدداً من الهدايا، منها على سبيل المثال، إسقاط نظام صدام العدو التقليدي لطهران، من دون أن يضعف النفوذ الإيراني في العراق، ومنها إسقاط حكم طالبان، من دون أن يضعف أيضاً فرص تدخل إيران في أفغانستان. ومنها إتاحة الوقت الكافي لاقترابها من صنع الذرة الخامنئية النجادية. تلك الهدايا رفعت من قيمة النظام الإيراني إقليمياً، مما أغراه وزاد غروره بحيث أعتقد أن من حقه أن يشارك كقطب مهم في إدارة المنطقة والعالم. ظن الرئيس بوش أن ثمة إمكانية لاحتواء إيران، وجاءت الوقائع خلاف ذلك تماماً.
الرئيس الأميركي الحالي باراك أوباما، مصر على سياسة الاحتواء للدولة الخمينية، ولكن من خلال اليد المدودة، عكس القبضة الحديدية التهديدية لبوش. ورغم أن رزمة الاقتراحات التي سلمتها إيران الى ممثلي الدول الست الكبرى، لم تلحظ لب المشكلة هرولة إيران لصنع الذرة. ورغم أن مرشد الجمهورية الإسلامية علي خامنئي اعتبر أن التراجع عن "الحقوق" النووية لبلده يعني "انهيار" النظام، فإن الدول الست الكبرى دعت طهران الى اجتماع في باريس وذلك قبل انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة في 24 أيلول (سبتمبر) الجاري، إيران استندت في ما استندت اليه من دواعي التصلب والغرور، الى أن رئيس وزراء روسيا وحاكمها الفعلي فلاديمير بوتين قد حذر من عواقب مهاجمة إيران أو فرض عقوبات جديدة عليها، رغم أنه نصحها بـ"التروي" قليلاً بالنسبة لهرولتها نحو الذرة.
إيران استندت أيضاً، الى ما قاله مسؤول أميركي قريب من الملف الإيراني لجريدة الشرق الأوسط: "إن المفاوضات مع إيران، لن تكون سهلة أو سريعة. أزمة الانتخابات، كما أضعفت النظام الإيراني، جعلت إقدامه على حلول وسطى مسألة صعبة". واستندت الى ما قاله مسؤول أوروبي لنفس الجريدة وفي نفس اليوم: "إذا اقترح الإيرانيون مواصلة تخصيب اليورانيوم، تحت إشراف كامل من وكالة الطاقة الذرية، لضمان عدم تحويل البرنامج الإيراني لبرنامج تسليح نووي، فنحن منفتحون على ذلك". إذاً، مع "الصعوبة" و"البطء"، تتجدد المهل الزمنية الأميركية "التحذيرية"، ويطول الحوار. وإذاً، ثانية، مع قول "الأوروبي"، تلين روسيا والصين، وحتى الرئيس شافيز، وسيشجع الجميع، وينظرون بعين الرضى الى "الذرة الإيرانية تحت الرقابة" أعتقد انه يصلح عنواناً لفيلم أكشن أميركي-. ومع كلتي "الإذاً" يصبح الاحتواء الأميركي لإيران ممكناً، وبمباركة الشرعية الدولية، وبعيداً عن عسكرة الموضوع، وبعيداً عن خسائر تلك العسكرة وأعبائها، وخطورة نتائجها التدميرية على بقاء حكام المنطقة حكاماً، وبعيداً عن الدمار الكامل لشعوب المنطقة النصف مدمرة حالياً.
قال الصهيوني العنصري يعقوب عميدور في "إسرائيل اليوم" في 1/9/2009: "يمكن أن نستخلص من الحرب ومن نهايتها يقصد الحربين، العالميتين الأولى والثانية دروساً كثيرة، لكن إذا وجد درس واحد مهم فهو يكمن في أنه إذا كان يترأس دولاً معادية طغاة متمسكون بايديولوجية إبادة، وإذا كانوا يملكون القدرة على فعل ذلك، فينبغي تناول مقاصدهم وأقوالهم بجدية. إن من لا يحارب هؤلاء الطغاة وهم ما يزالون يخططون للحرب سيضطر الى فعل ذلك من بعد، في ظروف أصعب، عندما يختار العدو الوقت المريح له".
قال اللواء احتياط، غيورا آيلند، الذي شغل سابقاً منصب رئيس مجلس الأمن القومي: "الولايات المتحدة كانت مستعدة للتوقيع على صيغة تسمح للإيرانيين بتخصيب اليورانيوم، لهدف سلمي، ونضيف نحن "وما زالت".
ثمة دعوة علنية إسرائيلية للحرب على إيران وهذا أمر لن يوافق عليه الرئيس أوباما، اللهم إلا إذا ركب الملالي المتشددون رؤوسهم، وثمة دعوة للالتزام بالرؤيا الأوبامية بصدد "الذرة" الإيرانية. كلا الدعوتين باطلتين من قبل الدولة العبرية، إسرائيل لن تذهب الى الحرب، وكل ما تقصده، إشاعة الذعر في المنطقة بين حكامها وشعوبها، فضلاً عن استنفار "الكل" وراءها، في عداء لإيران، مغطية كل برامجها المعادية لسلام عادل وشامل مع العرب والفلسطينيين، بحجة أن الخطر الإيراني هو الأول والأخير. وإسرائيل ستبقى رافضة للتخصيب الإيراني لليورانيوم ومهما كان الإشراف الدولي محكماً، لأن قبولها يعني إفراغ الرعب من إيران من موجباته ومحتواه، ومواجهة إنهاء عدوانها المستمر على العرب والفلسطينيين، بسلام أوبامي مستند للمبادرة العربية المعدلة.
ثمة استدراك "بسيط". ماذا لو لم تنتبه أو تنفذ أو تذعن إيران للذي قاله المسؤولان، الأميركي والأوروبي لجريدة الشرق الأوسط؟ أظن أنه لا بد في تلك الحالة من إجراء "بسيط" أيضاً، وهو عمل عسكري ذكي على شاكلة القنابل الذكية، وانتقائي على شاكلة الوراثة الانتقائية، وهذا العمل يقتلع أذرعة إيران من "آباطها" جمع أبط -، يدفع بها الى السير جانب الحائط، تسأل الله الستر والأمان والقناعة، بعد أن تكون قد خسرت كل الهدايا التي سبق وقدمها لها بوش، وخسرت الدارين الدنيا والآخرة معاً، عندها ليس للملالي المتشددين إلا القول: "لا حول ولا قوة إلا بالله، وإنا إليه لراجعون"، وليس للشعب الإيراني، إلا الترحم على أيام الشاه المخلوع، بعد واحد وثلاثين عاماً من العذاب المغلف بالعقائد. وفي حال كهذه ستقبل إيران ومتشددوها حصراً، بل ستستسلم ويستسلمون للاحتواء بوشياً أم أوبامياً كان، المهم أنه صنع في أميركا.
() كاتب سوري








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الاتحاد الأوروبي.. مليار يورو لدعم لبنان | #غرفة_الأخبار


.. هل تقف أوروبا أمام حقبة جديدة في العلاقات مع الصين؟




.. يديعوت أحرونوت: إسرائيل ناشدت رئيس الكونغرس وأعضاء بالشيوخ ا


.. آثار قصف الاحتلال على بلدة عيتا الشعب جنوب لبنان




.. الجزائر: لإحياء تقاليدها القديمة.. مدينة البليدة تحتضن معرض