الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


دعوة لإنهاء معاناة معتقلي أشرف بالعراق بمناسبة العيد‏

باسم محمد حبيب

2009 / 9 / 18
حقوق الانسان


تصلني هذه الأيام العديد من الرسائل التي تتناول بشكل خاص معاناة سكان معسكر اشرف المعتقلين لدى الحكومة العراقية ، وقد أبلغتني إحدى الرسائل بان هؤلاء المعتقلين مهددون بالموت بسبب قيامهم بالإضراب عن الطعام ، حيث تدهورت إلى حد كبير حالتهم الصحية وبلغوا حالة إلا عودة التي قد تعني الموت الأكيد ، الرسائل أبلغتني بصدور حكم قضائي يبرا ساحة هؤلاء المعتقلين أي أنهم غير مدانين بأي جرم أو جنحة ، وبالتالي لابد لنا أن نسال الحكومة العراقية عن الداعي وراء إطالة فترة اعتقال هؤلاء ، وهل يحمل اعتقالهم أي ضرورة ؟ فان كان هؤلاء قد ارتكبوا جرائم ما كان الأحرى بالحكومة العراقية عرض الأمر على القضاء حتى يقول كلمته فيهم ، وان كان هؤلاء أبرياء بل وتمت تبرئتهم فعلا كما تقول الرسائل ، فالأحرى بالحكومة العراقية إطلاق سراحهم بالسرعة الممكنة حتى لا تتحمل عبا آلامهم ومعاناتهم .
إننا ندرك جيدا أن الحكومة العراقية تريد إرساء علاقات حسنة مع إيران بغية غلق كل الملفات العالقة بين الطرفين ، ونحن نؤيد هذا الأمر جملة وتفصيلا ، لكن لا يجب أن يتم ذلك على حساب الحق والمنطق ، فرغم أن سكان اشرف من معارضي الحكومة الإيرانية وقد يكونون من الذين قاتلوها في وقت سابق ، إلا أنهم قد التزموا منذ التغيير والى الآن بإيقاف كل النشاطات الموجهة إلى إيران من الأراضي العراقية ، وبالتالي لم يعد هؤلاء يشكلون أي خطر على إيران ، وبدلا من أن تمارس الحكومة العراقية أعمالا قد تضر بمصلحة العراق وبسمعته ، عليها أن تتخذ إجراءات أكثر حكمة تتناسب مع مكانة العراق وسمعته الدولية ، سيما وهو يخطوا خطوات بناء ديمقراطيته الوليدة .
أن ما نرجوه هو أن تستجيب الحكومة العراقية إلى هذه النداءات ، فإطلاق سراح الرهائن ربما يساهم بشكل أو بأخر في حسم هذا الملف بعد أن تصل الأطراف المعنية إلى قناعات بشان الطريقة التي يمكن بها إنهاء هذه الأزمة بطريقة سلمية ، فمثلما من حق إيران الحفاظ على أمنها واستقرارها ، من حقنا أيضا الحفاظ على ما تحمله قيمنا وتقاليدنا من تقدير للدخيل والضيف ، ما يفرض علينا واجب الدفاع عن كل من يحتمي بنا أو يلجا ألينا طلبا للأمن والسلامة .
قد يكون من مصلحة الحكومة العراقية حسم خلافاتها مع إيران ، لكن في نفس الوقت يجب عليها أن تحافظ على التزاماتها الإنسانية بل وأزيد على ذلك أن هذه الالتزامات يجب أن تتقدم على أي هدف أخر ، لان الديمقراطية التي نسعى لترسيخها في هذا البلد تنطلق من هذه المعايير ، فهي قيمة إنسانية قبل أن تكون قيمة وطنية ، ومن الواجب أخذها بالاعتبار عند مواجهتنا لأي موقف بما في ذلك المواقف المحرجة .
فلكي نكسب احترام العالم وتقدير الخيرين والمخلصين ، لابد أن نضع الهدف الإنساني في مقدمة الأهداف التي نعمل لأجلها ونمارس دورنا في دعم وخدمة القضايا الإنسانية ، فقضية اشرف هي بشكل أساس قضية إنسانية قبل أن تكون قضية سياسية ، ومن واجبنا أن ننظر إلى بعدها الإنساني بذات القدر الذي ننظر فيه إلى بعدها السياسي حتى لا يكون الحل متعارضا مع احدهما .
وبما إننا على أبواب عيد إسلامي مهم هو عيد الفطر المبارك ، لذا لا يسعنا إلا أن ندعوا الحكومة العراقية إلى استغلال هذه المناسبة ل إطلاق سراح معتقلي اشرف وإنهاء معاناتهم ومن ثم البحث عن حل سياسي لازمتهم التي طالت أكثر من اللازم ، وبالتأكيد سنجد هذا الحل الذي سيرتكز بشكل أساس على معايير الحق والمنطق ، هذا بالإضافة إلى هدفنا الأخر وهو العمل على إرساء علاقات طيبة ومتوازنة مع الجارة إيران .











التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - دعوة انسانية ووطنية صادقة
ابراهيم خليل العلاف ( 2009 / 9 / 18 - 23:55 )
نؤيد دعوة الاخ الاستاذ باسم محمد حبيب ،لانها متوازنة، وذات بعد وطني عراقي، وانساني، فالعراق- عبر تاريخه_ أبو الغريب، ويجب عليه في كل الاحوال ان يلتزم بالجوانب الانسانية تجاه من يلجأون اليه.. والتعامل بكل صدق.. والاخذ بنظر الاعتبار المصالح الوطنية العليا بعيدا عن التاثيرات الخارجية أيا كانت ..ويمكن محاسبة من لايلتزم بالقوانين والاعراف السارية في العراق ولنكن بمستوى المسؤولية ونتصرف لاكسياسيين بل رجال دولة ststemen

اخر الافلام

.. فلسطيني يصنع المنظفات يدويا لتلبية احتياجات سكان رفح والنازح


.. ??مراسلة الجزيرة: آلاف الإسرائيليين يتظاهرون أمام وزارة الدف




.. -لتضامنهم مع غزة-.. كتابة عبارات شكر لطلاب الجامعات الأميركي


.. برنامج الأغذية العالمي: الشاحنات التي تدخل غزة ليست كافية




.. كاميرا العربية ترصد نقل قوارب المهاجرين غير الشرعيين عبر الق