الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فاتنة الغرة امرأة مشاغبة حتى التعب

غريب عسقلاني

2009 / 9 / 18
الادب والفن



في ديوانها "امرأة مشاغبة جداً " توهم الشاعرة فاتن الغرة القارئ، وقد أوهمت نفسها، بأنها امرأة مشاغبة تتجاوز المألوف، وتكشف الأقنعة، وتبوح بجسارة، معتقدة أنها تلج المغامرة بأدوات مشروعة.. فتطرح بيانها :
عيوني كالسيف
تعرف طريقها
وهو زبدة مطلية بالمربى
فهو المقنع الرخو، العابث، الفاقد نبض دوره، المسحوبة منه الفحولة، المتشدق المكابر، المستهتر، المستغل لموقعه يقرر ويحكم، وعند المواجهة الحقيقية يفر أو ينام:
أنا الأنثى تدب خطاي
فيغلق الهاربون نوافذهم
كي يناموا
"ولأن الماء يعرف وحده سر الغرق، ولأنها المرهقة من كنس الرجال, فلا بأس أن تتسلى بالصداع الجميل الذي يطفح على الجلد أعراض شهوة ولا يتسرب إلى بؤر الخلايا، ويعمر مقصورة القلب .
الحب حاله وقتية تسكن خلاياي
جميل هذا الصراع .
على من تمارس الشاعرة مشاغبتها، وهي التي تعترف أمام نفسها وبصدق مقدار حاجتها إليه "الرجل" حتى تصل إلى الإشباع /الامتلاء الذي يضيء كيانها ويؤطر كينونتها ودورها:
من سيكشر لي عند رفض الأوامر
من سوف يعطي المكان وجوده
ومن سوف يخطر فوق صباحي
ومن سوف يلقي عليّ التحية
فاتن الغرة, عندما تشاغب تقرر الانفصال والتمرد على النساء اللواتي يدركن موقعهن من الرجل, ويدركن أيضاً أن الانتصار لقضاياهن هو الانتصار للرجل، فالرجل لا يسطو أو يستبد لأنه يريد ذلك، ولكن موقعه جاء نتاج لتطور المجتمعات التاريخي والاجتماعي والاقتصادي الذي توجه سيداً, ووضعه على محك الاختبار، وبذلك يصبح أرق التفاعل مؤشر العلاقة، ومن هنا تقع شاعرتنا في فخ الإدراك/الوعي :
لم تكن يوماً صديقي
غير أني ما أشتهيك
لِمَ المشاغبة إذن، وافتراض المعركة بغير شروطها ؟
هل هي المكابرة التي دفعتها إلى مناورة غير موفقة وأخذتها إلى الهزيمة، لذلك نراها تجثو عند قدميه/تستجديه وتتعلق بأهدابه :
دعنا نغادر هذه الأكوان
كي نختار كوناً
لا يليق بغيرنا
النفي أصبح التأكيد فهي دائماً صديقته / حبيبته، تبحث عن كون يتسامح معها، ويبعدها عن بوابات حنقها التي صنعتها لنفسها وتمترست خلفها ظناً منها أنها الطريدة والضحية منذ الأزل
يمتصكِ النحل مبتعداً بنظرة ساخرة
وعندما تلتقطين العسل
يقرصكِ الدبور
تتعامى عن قَرص الدبور اللسعة / الشهوة / الاشتهاء، قرص ينفث في الخلايا حمى لاهبة تنمل الوتر على ربابة القلب تدخل النفس في البلبلة .
عندما أشرب الشاي صباحاً
تنتابني قشعريرة ..
كأنني على وشك ملامسة
المعصية
أية معصية تلك التي تهاجسها، وأي تمرد هذا الذي تعلنه، وهي الكسيرة الباحثة عن وسائد الراحة، المشتعلة اشتياقاً، المعبأة وجداً وشبقاً، لاهثة لدرجة التوسل والذعر:
أريدك قبل هجوم الصقيع
وقبل انتحار الجدائل فيّ
فمن سوف يُرجع عمري إليّ
مشكلة الشاعرة فاتن الغرة المشاغبة جداً، هي اختلاط حيثيات الدفاع مع مسببات الاعتراف، ولأن الاعتراف هو الحقيقة تسقط مناورة التذرع بالغبن وتسقط التهمة
مشكلتي أنك تغفر عند كل دمعة
وأنت تحتاج بحوراً
للخروج عن صمتك
ليس الصمت، إنما هو الإنصات والتريث حتى تهمد نزوات الصياح وتموت رغوات المشاغبات الزائفة، ويبدأ التأمل مقدمة للمراجعة، والهجوع إلى الرغبات المشروعة .
أنا امرأة ولست نبية
فأعذر الماء إن غافلته قدماي
وعبرت
الاعتراف لا يعني التوبة، وإنه الإقرار باللهاث النزق، الذي يقتله العودة إلى صدقية العلاقة معه "الرجل" قبل الوصول إلى مفترق لا لقاء بعده .
قبل أن تمضي
دع جبينك يسترح
على وسادة مرفأي الشتوي
حرر منك عمري
واسكب في عيونك سورة الفردوس
عَجِّل ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فيلم السرب للسقا يقترب من حصد 28 مليون جنيه بعد أسبوعين عرض


.. الفنانة مشيرة إسماعيل: شكرا للشركة المتحدة على الحفاوة بعادل




.. كل يوم - رمز للثقافة المصرية ومؤثر في كل بيت عربي.. خالد أبو


.. كل يوم - الفنانة إلهام شاهين : مفيش نجم في تاريخ مصر حقق هذا




.. كل يوم - الفنانة إلهام شاهين : أول مشهد في حياتي الفنية كان