الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


معجمٌ مصغّر لهن

أدونيس

2009 / 9 / 19
الادب والفن



أ
بدأت حياتها ناراً مفردة
ولن يكون لرمادها شبيه.


ب
حبها، صيغة ماضية
لا تحاور إلاّ المستقبل.


ت
ارتجف الضوء حول جدران بيتها
حين التطم بأطرافي:
حقاً،
ليست الروح هي التي تتذكّر،
بل الجسد.


ث
حبٌّ –
صدرٌ مفتوح،
لكن للصدر صوت كأنَّه
لهجةٌ بائدة.


ج
حبٌّ –
عبودية تنسكبُ حرّة
من أباريق أبديّة.


د
الفجرُ يُزيّن جسدها
وجسدها يزين الليل.


ذ
عطرها فواصل وحركات
في كتاب جسدها.


ر
ما أكثر الجثث التي حرستها أحلامُها
والتي لا تزال تحرسها.


ز
حسناً، كما تشائين،
سأصعد إلى ذروات وهمك
وأتذوق أعاليَ الواقع.


س
لا ذراعاها،
لا خطواتها،
جسدُها هو الذي يفتح الأفق.


ش
حبٌّ -
كوكبٌ يتسوَّل
الفضاء.


ص
من فراش حبّها
خرج العالم الذي تكرهه.


ض
تغار من الغروب –
ألأنه وسادة الشمس؟


ط
تحب أن ترقص فيما تغنّي:
قدماكَ، أيّها العالم، مِلحٌ
والحَلْبة زبَد.


ظ
لا يعرف الحبّ
أن يحبّ
إلا غريقاً في
محيط الجسَد-
في بحيرة دمعها.


ع
لا يتوقّفُ جسدها عن تغيير
حدودهِ وتوسيعها.


غ
"أخرجي من الكتب":
قالت لصديقتها،
وأخذت تمتدح الرّيشة والحبر والكتابة.


ف
هي-
جسدها مسألة في علم الفلك
لا في علم الحياة.


ق
مرة نظر إليها والى مرآتها،
وأخذ يتساءل: ما الفرق بينهما؟


ك
ترفض أن تستقبل الرّجل
الذي تحبّه على الأرض،
إلا إذا دخل عليها من باب السماء.


ل
كانت تتساءل، في أثناء حديثها عن الحب:
كيف يزن اللاشيء
الذي يقول كل شيء؟


م
ولدت في منعطف
يوحد بين العقل والقلب
والمخيّلة،
وتزهو بأنها الضالّة.


ن
لا يقين لها
إلآ في نَرْدِ الحبّ.


هـ
ليلى، تلك التي أحبّها الجنون،
أعطت اسمها إلى الّليل.

أين الضّوء الذي يقدر أن يطفئه؟


و
رأسها أمطار وعواصف
لكن جسدها بحار من العطش.


ي
حول قدميك، يجلس البرج الثالث عشر
من أفلاك جسدكِ غير المرئيّة،
ممسوحاً بزيت الرّغبة
ملفوفاً بثوب الحبّ.

متى ستفهمين الأفقَ الذي ابتكرتُه صورتي لمعناكِ؟









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تحياتي
د.لمى محمد ( 2009 / 9 / 18 - 22:21 )
رائع يا حضرة الشاعر...تحياتي


2 - معجم مصغر لهن
ناس حدهوم أحمد ( 2009 / 9 / 19 - 00:32 )
قصيدة رائعة للشاعر الكبير أدونيس
الغني عن التعريف
دمت مبدعا أيها الشاعر الكبير .


3 - معجم مصغر لهن
ناس حدهوم أحمد ( 2009 / 9 / 19 - 00:33 )
قصيدة رائعة للشاعر الكبير أدونيس
الغني عن التعريف
دمت مبدعا أيها الشاعر الكبير .


4 - هذا هو الشعر
هاشم كريم ( 2009 / 9 / 19 - 23:10 )
مرة اخرى يسجل الكبير ادونيس خرقا شعريا : يمعودين هؤلاء الشعراء ( البشوش) - بالعراقي- لو يبطلون كتابة مو احسن شكد اكو شعراء (بشوش) بالعراق وبالبصرة مدينتي...؟ السياب مات والبريكان مات ولم يبق إلا سعدي يوسف وفي كل يوم يطلقون عليه الرصاص
البش طائر يعيش على المياه الآسنة في جنوب العراق(*)


5 - أغنية للحب.. والحياة
غـسـان صـابـور ( 2009 / 9 / 20 - 17:29 )
مهما ماتت الكلمة العربية, يـبـقـى أدونيس لينفح فيها الحب وديمومة الحياة,
شكرا وألف شكر يا صديقي, لكل ما تعطي.. لنا.. ولي .. من حياة !!!...
غسان صابور ليون فـرنـسـا


6 - أدونيس.. ترانيم خالدة
أحـمـد بـسـمـار ( 2009 / 9 / 20 - 18:14 )
كلما قرأت أدونيس, أوقف موسيقى الراديو الخافتة وأعيد القراءة بصوت عال, ثم أرفع صوتي وأترنح وأترنم, كأنني أعيد ترتيلة فيروز في الميلاد أو أغنيات بحارة قديمة حزينة, لم يعد يسمعها أحد.. وأترنح كالصوفيين لذة وعبادة مع كل كلمة, مع كل معنى, مع كل تلميحة عنهن ولهن .. وحولهن.
لأنني مثلك أيها الإنسان الحقيقي احـبـهـن.. أحبهن كالنور والجمال.. والـحـريــة !!!...
أحمد بسمار مواطن عادي بلاد الحرية الواسعة


7 - رجـاء اعذرهم يا أدونيس
أحـمـد بـسـمـار ( 2009 / 9 / 21 - 14:55 )
رجاء أن تعذرهم يا صديقي... هم.. أعني بـ .. هم .. كل من لم يقرؤوا كلماتك وكل من لم يعلقوا عليها سلبا ام إيجابا.. أنا أفهمهم.. انشغالاتهم بالعيد.. بمسلسلات العيد التلفزيونية.. وفوازيرها.. بشوف الواوا وعشرات أغاني وفاء وهبي وسوسو وغيرهن ممن أجهل اسماءهن وروعة هزات خصورهن يا صديقي... وهل تبقى لدى قرائنا وقت بعد كل هذه الهموم الراقية لقراءة أدونيس؟؟؟!!! أرجوك أن تعذرهم.. أنا سامحتهم من زمن بعيد .. ولم أعد ابكي على ثقافتنا!!!...
أحمد بسمار مواطن عادي بلاد الحقيقة الواسعة

اخر الافلام

.. الكويت.. فيلم -شهر زي العسل- يتسبب بجدل واسع • فرانس 24


.. رحيل الممثل البريطاني برنارد هيل عن عمر 79 عاماً




.. فيلم السرب يتخطى 8 ملايين جنيه في شباك التذاكر خلال 4 أيام ع


.. الفنان محمد عبده يكشف عبر برنامج -تفاعلكم- أنه يتلقى الكيماو




.. حوار من المسافة صفر | الفنان نداء ابو مراد | 2024-05-05