الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تعبئة الجهود الوطنية والديمقراطية وعمل الحزب

شاكر النداف

2009 / 9 / 19
العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية


لايمكن فهم مشروع او سياسة ما بمعزل عن تحديد طبيعة المرحلة الراهنة من تطور البلاد ، وطبيعة الصراع المتعدد الاشكال والابعاد الذي يكتنف المرحلة الحالية ، فهو صراع ذو طابع معقد ومتشابك ، صراع دولي واقليمي وداخلي ، حيث بعضه مرتبط بالبعض الاخر ، مما يعقد الخارطة السياسية في العراق ، و يحتم على الحزب الطليعي التدقيق اكثر من مرة واحدة في اوراق اللعبة السياسية وقضية العمل المشترك والتحالف السياسي وتحديد مسار واضح على الصعيدين الحزبي والوطني.
فالخيار الوطني الديمقراطي هو اليوم وكما كان في السابق ، الحل الوحيد والقادر على اخراج بلادنا من ازمتها الراهنة ، وهذا يقتضي بطبيعة الحال من الناحية الحزبية ، العمل على توسيع القاعدة الجماهيرية للحزب وانتهاج سياسة وخطاب سياسي من شأنهما ان يقويا تاثير الحزب على الساحة السياسية ولعب الدور الريادي في عملية الاصطفاف الوطني الديمقراطي والثاثير على نهج هذا الاصطفاف من اجل ضمان مسيرته وتطويره بما يلبي الحاجة الوطنية والجماهيرية والحزبية منها ، فهو الطريق الوحيد والسليم لتفعيل المشروع الوطني الديمقراطي باعتباره مهمة وطنية عاجلة.

ان شعبنا العراقي اليوم ، يهمه قبل كل شيء انهاء اثار الاحتلال واثار نظام البعث التعسفي المقبور واثار الجريمة المنظمة وسرقة اموال الشعب وعمليات التزوير والفساد والخراب الاقتصادي والاجتماعي المدمر ، كما ويهمه التخلص من الفكر الطائفي السياسي المقيت وما خلفه من تدمير في السلم الاجتماعي الاهلي ، كما ويهم شعبنا التخفيف من الضائقة التي خلفتها الظروف الصعبة التي يمر بها من جشع الاطماع الاقليمية والدولية ، والتمتع بحقه في العيش كشعب يملك سيادته الوطنية ، التي بدونها لايتمكن من حل المشاكل التي تتعلق بشكل حكمه وحرياته الديمقراطية ، ووضعه الاقتصادي وشتى قضاياه الاجتماعية والثقافية الاخرى.

ان تلك الحقوق لايمكن الحصول عليها وتطويرها من لدن حزب واحد او تكتل سياسي بعينه ، بل يتطلب الامر الى تجميع قوى شعبنا الوطنية والديمقراطية مهما كان حجمها او قوة فعلها في المشهد السياسي الحالي ، وعلى طليعة شعبنا الواعية وبالاخص تلك الطليعة التي شهد لها التأريخ تضحياتها ونزاهتها في النضال الوطني ، وهي اليوم تلعب دورآ سياسيا آخذ بالتصاعد رغم بعض الاخفاقات في عملية الانتخابات والتحالفات السياسية الماضية وضعف في الخطاب السياسي ، على هذه الطليعة مهمات تأريخية جسيمة تحتم عليها قراءه صحيحة بعيده عن المحاباة والمجاملات ، قراءه تفرز القوى التي يهمها مصلحة العراق وشعبه عن القوى التي تتحين الفرص من اجل مصالحها الفئوية والحزبية الضيقة . علينا ان نستوعب تجارب الماضي وهي كثيرة وغنية وان ندرك ضرورة التنسيق وتوحيد الجهود المشتركة مع تلك القوى التي يهمها الحرص على بناء عراق جديد قائم على روح الانتماء الى الوطن والمواطنة ، عراق ديمقراطي يحترم فيه المواطن ليس على اساس انتماءه الطائفي او العرقي او المذهبي.

ان مثل هذه المهمة تقع على عاتق قوة لها خبرة تنظيمية في تعبئة الجماهير وفي تحريك الشارع و القوى الوطنية الاخرى نحو عمل جماهيري من شأنه ان يوجه الناخب العراقي في اختيار القائمة الصحيحة التي بأمكانها ان تؤثر في تغير الاصطفافات السياسية الحالية وتبعد البلاد من شرور التكتلات الطائفية والعرقية و التي زادت من تدهور البلاد وابعدته عن حركة التطور والبناء ، واذا لم ندرك هذه المهمة او تأخرنا عنها فسوف نسبب لانفسنا متاعب اكثر وتضحيات اكبر ، رغم من اننا ندرك من ان النجاح لايأتي من خلال جولة واحدة ، ولكن اذا لم ننظم انفسنا اليوم ، فسيرسم مصيرنا الاخرون من اعداء شعبنا أعداء الديمقراطية والانعتاق. وعلى التجمعات والمنظمات الديمقراطية والوطنية ان تعي مسؤليتها في توحيد الجهود ونبذ خلافاتها مع بعضها والانطلاق من المصلحة العامة للبلاد ، حيث ان تشتت الاصوات سوف يفقد الجماهير الامل بهذه القوى ، وهي مسؤولية تقع ليس على عاتق الحزب الشيوعي فقط وانما تقع على عاتق تلك القوى والتجمعات التي ارادت ان تختبر قوتها بمفردها ، مما ادى الى اضعاف وتشتت الصوت الانتخابي في الانتخابات البرلمانية الماضية .

علينا ان نفهم عمليا من ان حفظ كيان الحزب وتطوير عمله شىء والنضال لتعبئة الجهود الوطنية والديمقراطية شىء آخر ، رغم العلاقة الجدلية بينهما في عملية النضال الوطني المشترك . ان القضية الوطنية والديمقراطية التي نريد المشاركة في حلها وانجازها تتوقف بالدرجة الاولى على وجود حزب قوي يلعب دورا مميزا في العمل الجماهيري ، يدقق وبروح نقدية التجارب الماضية ويكسب حس الجماهير من خلال تفهم مطاليبها ، ويقدم لها برنامج يلبي طموحاتها المشروعة ويدافع عن مطاليبها وينتهج خطاب سياسي قريب الى نبضها ، وبهذا سوف يكسب الحزب دورآ رياديآ من شأنه ان يصلب عود القوى الوطنية والديمقراطية الاخرى في تحالف من شأنه ان يصحح العملية السياسية ويضمن مستقبل الشعب في عراق ديمقراطي مستقر وآمن.


19 ايلول 2009








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اشتباكات بين الشرطة الإسرائيلية والمتظاهرين المطالبين بإسقاط


.. مواجهات بين الشرطة ومتظاهرين يطالبون بإقالة الحكومة في تل أب




.. الشرطة الإسرائيلية تفرق احتجاجات في تل أبيب ضد الحكومة ونتني


.. آلاف المتظاهرين يخرجون في شوارع تل أبيب




.. العلاقات السوفييتية العربية