الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
كتاب آفاق كونفدرالية- الحلقة السابعة
بولات جان
2009 / 9 / 20مقابلات و حوارات
بولات جان- نسرين محمد
الفصل السادس
النضال السياسي في غربي كردستان و دور حزب الاتحاد الديمقراطي PYD
- ما الذي كنتم تبتغونه من وراء تأسيس حزب التجمع الديمقراطي؟
كان إنشاء التجمع الديمقراطي تجربة، حاولنا من خلالها جس النبض حول مدى إمكانية جعل الحركة الكردية رسمية في سوريا، لذا فإننا ساندنا هذا الكيان الآنف فترة من الزمن بعدها تيقن لنا بأن القائمين عليها أو بعضهم غير أوفياء لقضية الشعب و لم يكونوا أهلاً لتلبية طموحات و تحقيق آمال الشعب، عكس ذلك فقد حاولوا سحب النضال إلى جانب الدولة، فسحبت حركتنا مساندتها من هؤلاء، و كان رد فعلهم محاولة إلحاق الضرر بالحركة كونهم كانوا على إطلاع تنظيمنا و بجماهيرنا و علاقاتنا و مراكزنا و شكل تحركاتنا بين الجماهير.
فمنذ البداية لم يحظ هؤلاء على ثقة كبيرة منا، و لم نؤمن بهم كثيراً و لكننا - كما أسلفت - حاولنا خوض هذه التجربة علّ و عس ننقل نضالنا إلى المضمار الرسمي من خلالهم.
- بداية ساندتوها و بعدها عدتم و تخليتم عنها و قاموا هم بالتشهير بكم مع أنكم كنتم تسيرون دعاية لهم قبل ذلك. أ لا يؤثر كل هذا التقلب على نفسية الشعب و تزحزح ثقته بالكيانات التي اسستموها فيما بعد، و أخص بالسؤال حزب الاتحاد الديمقراطي؟
دون شك، أنها تؤثر و قد أثرت سلباً. كون حركتنا معروفة لدى الجميع بأنها لا تقع بسهولة في الأخطاء و كونها تفكر أربعين مرة و تقيمها قبل أن تقدم على اي مشروع. أما مشروع التجمع، فقد تم اتخاذ قراره بعد اعتقال القائد على عجل، و لم تكن إدارة الحركة حينها على دراية و ذات خبرة سياسية متكافئة، كل هذا أثر سلباً على شكلنة هذا الكيان، و لكننا اخذنا الكثير من الدروس و العبر. قد تكون هذه التجربة قد أضرت بعض الشيء بالشعب مما دعته للنظر بعين الريبة و الخيفة من كل المشروعات الجديدة. و لكن علينا أن لا نخاف من خوض غمار تجارب جديدة، و خاصة التي قد تفسح المجال للنشاط الرسمي لحركتنا في أي مكان كان. يجب أن نتقرب بشكل سياسي و نستثمر الفرص المتاحة لتوسيع النضال؛ أي يجب أن لا نكون منغلقين و أحاديي التفكير.
ـ حالياً هناك حزب في سوريا وقد تطرقتم أثناء لقاءاتنا الماضية إلى ذكره وكذلك يعتبره الكثيرون وريثاً شرعياً لكم. أضافة إلى أنكم قد أستسم هذا الحزب الخاص بغربي كردستان. سؤالي سيكون بصدد الفائدة أو الدافع الكامن خلف إنشاء هذا الحزب؟
نحن نعتبر تقسيم كردستان الى أربعة أجزاء من افعال الاعداء ؛ لذا فإننا نرى كردستان ككلٍ واحد ولا نؤمن بالحدود والتقسيم الاجباري. كحركة نخاطب الشعب الكردستاني ككل وليس كل جزء على حدى وهذا يساهم في خلق روح وطنية واحدة بين الشعب الكردستاني وتجاوزنا الانقسامات والشروخ الموجودة بين الاجزاء واللهجات والعقائد والمناطق المختلفة في كردستان. لم نكن حزباً لشمالي كردستان بل ولكافة كردستان. بعد دخول التغيرات الاستراتجية على أجندة الحركة والبدء بصياغة وتطبيق مشروع مؤتمر الشعب والنظام الكونفدرالي. لكل جزء بعض من خصوصياته، فكان يجب انشاء تنظيمات خاصة بكل جزء على حدى بما يتلائم مع الخاصية الكونفدرالية.
تداولنا هذا الموضوع سنة 2002 وأستمر حتى 2003 وتمخضت عن النقاشات التي أجريناها ضرورة إنشاء تنظيم خاص بكل جزء فتقرر إنشاء حزب خاص لغربي كردستان. وفي سنة 2003 تم إنشاء حزب الاتحاد الديمقراطي لغربي كردستان وفي الوقت ذاته تم إنشاء حزب الحياة الكردستانية الحرة لكردستان الشرقية وقبلها بسنة كنا قد أنشأنا حزب الحل الديمقراطي الكردستاني لجنوب كردستان و بالنسبة للشمال كانت هنالك أحزاب موجودة سابقاً.
ـ انشاء حزب خاص بكل جزء إلا يضعف هذا من الجزء المعني وكذلك يضعف الوحدة الوطنية؟
إن تعمقنا من النواحي الايديولوجية والسياسية والتنظيمية و عمّقنا تقديم الجزء على الكل فإن ذلك سيضعفه لا محال وسيكون عكس نهجنا؛ فكون تنظيم الاحزاب في الاجزاء ليس إلا ضرورة نضالية وكوسيلة تكتيكية للتنظيم وهو لا يعني بكل الأحوال إن الحركة ستشتت نفسها على الاجزاء. فالاستراتيجية الاساسية هي العمل على أساس كردستان المتحدة وأنها وهي الأولوية في أجندة كل جزء ولا يجب أن يكون الجزء في الاولوية. فكردستان تأتي في الدرجة الأولى وفي الدرجة الثانية يأتي الجزء وعكس ذلك خاطئ ونرفضه تماماً. فإنشاء الاحزاب الخاصة لا يعني إن كل شخص سيعمل لاجل جزئه، كلا بل الجميع سيعملون لأجل كردستان ككل. إذاً، تأتي المصلحة الوطنية العامة في الدرجة الأولى وبعدها يأتي التنظيم حسب خصوصيات وظروف الجزء في الدرجة الثانية. على هذا الاساس تم إنشاء حزب الاتحاد الديمقراطي.
ـ تحدثتم في سياق اللقاءات بإن إنشاء هذا الحزب آنف الذكر كان بداية رسمية للتصفية في غربي كردستان فكيف تنشؤون حزباً ومن ثم تعتبرونه بداية للتصفية؟
كانت مرحلة إنشاء الحزب "PYD " مشؤومة. ففي تلك المرحلة كانت الزمرة التصفوية مسيطرة على الوضع بشكل أكثر من نسبي ضمن الحركة. كان من المقرر أن يتم إنشاء (PYD) على أرضية القوات العسكرية وبمبادرتها، كان يجب أن أتوقف شخصياً على تحضيراتها، في تلك المرحلة أستشهد مساعدي (الرفيق أردال) وكنا كقوات حماية الشعب مشغولين جداً، لذا لم نتمكن من التجاوب مع متطلبات إنشاء الحزب في ساحتنا، أستغلت الزمرة التصفوية هذا الفراغ، وأفسحوا عن استعدادهم القيام بهذا الأمر، وكأنهم يقدمون لنا خدمة ويخففون عن كاهلنا المشاغل الموجودة. فعلاً فقد باتت المبادرة في أيدي تلك الزمرة أثناء التحضيرات وفي المؤتمر التأسيسي وتوظيف الكوادرفي PYD. أي أن البداية المشؤومة تكون على هذه الشاكلة، لكن هذا لا يعني بتاتاً إنعدام الحاجة إلى مثل هذا الحزب في غربي كردستان.
ـ ماهي الحاجة العملية لإنشاء هذا الحزب؟
من الناحية العملية إن إنشاء هذا الحزب في غربي كردستان غير ضروري، فالشكل القديم للنضال كان أنسب عملياً من الشكل الحالي لطراز النضال. لكن إنشاء هذا الحزب ليس ضرورة عملية فحسب، بل أن التوجه الايديولوجي يفرض وجود الحزب لهذا الجزء. فالتوجه الايديولوجي يفضي إلى ضرورة تنظيم غربي كردستان بشكلٍ كونفدرالي. هذا يفرض وجود تنظيم خاص به والأسم ليس مهماً بالإمكان تسميته بـPKK غربي كردستان. أي إن إنشاء الحزب كان نتيجة متطلبات التوجه الايديولوجي الجديد وكذلك كضرورة عملية وتنظيمية.
ـ أين يكمن موقع(PYD) على خارطة نظام (كوما كوملين كردستان) ومؤتمر الشعب؟ أي هل الحزب حليف لمؤتمر الشعب أم تحت إمرته؟
لا هذا ولا ذاك. فـ PYD ليس حليفاً ولا تحت إمرة مؤتمر الشعب. فمؤتمر الشعب هو المجلس الأعلى للشعب ضمن نظام الكونفدرالية الديمقراطية الكردستانية. وهو ليس تنظيماً، بل مجلساً للشعب، ضمن هذا المجلس يوجد ممثلون لكل أجزاء كردستان وكذلك ممثلون لغربي كردستان، أي ممثلين لـ PYD. فهذا الحزب يرى في مؤتمر الشعب كممثل أعلى للإرادة السياسية للشعب الكردستاني. فليس في الأمر أوامر أو علاقات فوقية أو تحتية. كما أسلفت سابقاً بإن العلاقات ضمن النظام الكونفدرالي هي علاقات تبادلية، أي أن PYD مرتبط مع مؤتمر الشعب وكذلك مؤتمر الشعب مرتبط بـ PYD .
ـ كيف ذلك؟
عندما يقر مؤتمر الشعب أحدى القرارات بصدد غربي كردستان فإنه يولي أهمية كبيرة لموقف ورأي PYD، والعكس صحيح، فحينما يقر PYD بقرار مابشأن غربي كردستان فإنه يولي أهمية لرأي وموقف مؤتمر الشعب. و لا يخرج عن الإطار الايديولوجي و الاستراتيجي العام له.
ـ هل PYD مسؤول عن كل شيء في غربي كردستان؟
PYD حزب سياسي وليس كل شيء في غربي كردستان. فحسب الذهنية الهرمية السلطوية القديمة كانت الاحزاب السياسية في مجتمع ما تمثل كل شيء. لكن حسب الذهنية الكونفدرالية الجديدة فإن الحزب السياسي ليس كل شيء في المجتمع. فالسياسية جزء واحد فقط ضمن اشكال التنظيم المختلفة الأخرى في المجتمع، وأهم شيء هي منظمات المجتمع المدني. كما تعرفون بإنه لدينا أثني عشرة هيئة تنفيذية وبهذه الهيئات نسعى إلى تنظيم المجتمع من أثني عشر جناحاً في كل المجالات. المجال السياسي جناح واحد بين الاجنحة الاثني عشرة الأخرى للتنظيم. وإن كان النضال السياسي مهماً في كردستان إلا إنه ليس كل شيء .PYD حزب سياسي في غربي كردستان وفعالياتنا ليست محدودة فقط بالمجال السياسي، من الضروري وجود فعاليات الشبيبة والمرأة والنشاطات الاجتماعية والثقافية والتربية واللغة... وإلى ما هنالك من نواحي في المجتمع. أي أن نضالنا قد تجاوز حدود الأحزاب وبات نضالاً شعبياً وأجتماعياً شاملاً، لذا فإن النضال في غربي كردستان ليس محدوداً بنشاط حزب سياسي فحسب، بل يتوجب وجود نشاطات أقتصادية وثقافية، كما الحال في شمالي كردستان الآن.
نفس الشيء موجود في جنوب كردستان، لدينا حزبنا السياسي في الجنوب ومع ذلك لدينا فعاليات خارج مدار الحزب السياسي في النواحي الاعلامية والثقافية والصحية والدبولوماسية والنسائية والشبيبة. هذه المؤسسات تنضوي مع الحزب السياسي لتؤلف منسقية المجتمع الديمقراطي لجنوب كردستان. و الحزب السياسي لا يمثل إلا واحداً من خُمس ضمن هذه الادارة. ويجب أن نقوم بشكلنة التنظيم في غربي كردستان كما هو الحال في شمال و جنوب كردستان.
ـ أي بشكل منسقية المجتمع الديمقراطي؟
نعم.
ـ أ لم يكن هذا الطراز معمولا ًبه غداة المؤتمر الأول للحزب؟
بلى كان موجوداً. لكن حدثت مشاكل عديدة حينها وطالب إداريّو الحزب بتعديل ذلك الطراز وتطبيق المركزية الحزبية، أي أن لا يكون هنالك فعاليات خاصة لكل نشاط أوهيئة على حدى، بل أن تكون كل النشاطات تحت رعاية الحزب. وكانت لهم مبرراتهم على شكل "إن الظروف لا تسمح بتعدد الإدارات وإن ضغوطات الدولة تفرض قوة مركزية لجميع النشاطات في غربي كردستان" وإلى ما هنالك من مبررات واقترحوا انضواء كل النشاطات تحت مظلة الحزب و نحن بدورنا قبلنا بهذا الاقتراح. ليكن بعلم الجميع أنه طرازمؤقت ومرحلي ولن يدوم طويلاً. فالحزب هو حزب سياسي ويجب أن يكون هنالك فعاليات الحركة النسائية والشبيبة والثقافة و التربية و اللغة و النشاطات الاجتماعية و الايكولوجية و العلمية و التنويرية و الصحية و كذلك نشاطات أخرى في غربي كردستان بجانب الحزب و ليس تحت مظلته.
ـ أفهم من هذا أن النظام الكونفدرالي غير مطبق حتى الآن في غربي كردستان؟
قد يكون الوضع الراهن و طراز التنظيم المركزي محبذاً لدى إداريي الحزب و لكن هذا لا يخفي الحقيقة التي تفضي إلى أنه ليس بمقدور الحزب الوصول إلى جلّ المؤيدين و المتعاطفين و حتى العاملين لدى الثورة. لذا يجب البدأ مجدداً بإعادة إنشاء منسقية المجتمع الديمقراطي لغربي كردستان، لإدارة النضال من قِبلها. مثلاً للحركة النسائية خصوصياتها و هي ليست حركة سياسية فحسب، نفس الشيء بالنسبة لحركة الشبيبة و الثقافة. هذا معناه إنه من الخطأ حشر كل الفعاليات والنشاطات الاجتماعية في اللولب السياسي. فنحن نسيّر حالياً كل فعالياتنا بإسم الحزب، والحزب لا يتجاوب مع هذا الثقل ولا يمكن القيام بكل ذلك على إكمل وجه.
ـ لكنكم قبلتم بمركزة النشاطات بيد الحزب؟
هذا كان في العام المنصرم، حينها كان يجب أخذ تدابير على تلك الشاكلة. ولكن من الآن وصاعداً يجب تجاوز ذلك الطراز وإيصال التنظيم في غربي كردستان إلى طراز نظام الكونفدرالية الديمقراطية الكردستانية. أي إنشاء منسقية المجتمع الديمقراطي وليكن الحزب جزءً من هذه الإدارة.
ـ كيف ترون مستقبل هذا الحزب؟
الحزب يكون رائداً في المجال السياسي وتمثيل الشعب الكردي في المحافل السياسية وتنظيم الجماهير وتنويرها والسعي الحثيث لأجل إنجاح مشروع الكونفدرالية الديمقراطية الكردستانية. و يجب عدم ربط كل شيء بنفسه، عكس ذلك أن ينتهج الكونفدرالية الديمقراطية في تعاملاته وتقرباته من النشاطات الاجتماعية الأخرى .
ـ لقد مر هذا الحزب خلال مسيرته القصيرة بالكثير من المراحل وتعرض لاهتزازات عنيفة. كيف ترون هذا الحزب في المستقبل؟ أي هل سيقزم أم يتضخم أم ينحل أم ماذا؟
كما قلتُ آنفاً إن الزمرة التصفوية أثرت على نشأة الحزب وأدخلته في مسار خاطئ وقد أثرهذا سلباً على صورة الحزب لدى الرأي العام. وقد أودت بالحزب إلى شفا الهاوية، لذا فإن جماهير شعبنا لم تتشجع ولم تتحمس له. فثارت الظنون حوله وحول كوادره. فقد تقرب الحزب بتهاون وإهمال كبيرين للعائلات والأصدقاء والكادحين الذين خدموا الثورة عشرات السنين وهذا كان الخطأ الرئيسي للحزب والفشل الأول الذي مني به. تصل الى اسماعنا أنباء إن بعض الأطراف المرتبطة بالقائد والثورة والقيم الوطنية غير متحمسة للحزب حتى الآن وهذا يعود لسببين رئيسين الأول التصفية والتقربات الخاطئة في بداية قيام الحزب والثاني عائد الى تقوقع الرفاق الحاليين وتقصيرهم في الوصول والتواصل مع جميع الذين خدموا الثورة بكل شيء.
ـ أي لم يبق أثر للتصفية؟
بعد أن طفحت التصفية بالحزب بدء الثوار الحقيقيون ومناضلو القائد آبو بالنضال ضد النهج التصفوي وكان على رأس المناضلين تأتي الرفيقة الشهيدة شيلان والرفاق الذين استشهدوا معها وخاصة الرفيق فؤاد. وكذلك فقد ناضل الرفاق المتبقون حالياً في الكفاح ضد التصفوية والعدمية واليأس والقنوط الذي تغلغل في صفوف الشعب وبين الكوادر. لذا على الشعب الثقة بأن هؤلاء الرفاق المتبقين في النضال، لرفاقٌ صادقين وموثوق بهم وقد ناضلوا على الرغم من النواقص والأخطاء ضد التصفية والخيانة، وتوحدوا على نهج الشهيدة شيلان وعلى هذا الأساس عقدوا المؤتمرالثاني للحزب. نستطيع القول بإن المؤتمر الثاني كان علامة خير، وقد اطمأنا على الحزب إلى أن الحزب قد تطهر من كل الشوائب .
ـ وهل كان هذا هو الفرق بين مؤتمر الأول والثاني للحزب؟
صحيح يمكننا القول بأن هذا الحزب قد اصبح حزباً بمؤتمره الثاني، وقبلها فقد كان صنواً للتصفوية، حتى إنه كان بالأحرى تغيير اسم الحزب ولكن المؤتمر لم يغيره، وهذا ليس بمسألة ذات بال. على الجميع بدءاً من الرفاق والاصدقاء والجماهير الثقة بإن الحزب قد أعاد شكلنته على جهود وتضحيات الشهداء وعلى رأسهم الشهيدة شيلان. ومن الخاطئ أن تداوم العائلات الصديقة والمؤيدون على مواقفهم الباردة هذه. فقد زالت تلك المبررات والحجج لمواقفهم تلك.
كنا ننتظر خطو الحزب لخطوات أكبر وابعد عقب مؤتمر الثاني على شكل القيام بحملة كبيرة للم الشمل وجمع الشتات وإعادة النضال الى مساره القويم؛ لكن الرفاق قصروا في ذلك. على الرغم من ذلك فإن وضع الحزب ليس سيئاً، بل اكثر تطوراً بالقياس مع العام المنصرم. وقد اثبت أنه جديرٌ بالثقة، على الجماهير تقديم العون والسند له. ليس مطلوباً من الجميع ان يتحولوا الى أعضاء في الحزب، لكن المطلوب مساندته وتقديم العون له، فحالياً PYD يعتبر ممثلنا الوحيد في تلك الساحة.
ـ هل لـ PKK فعاليات خاصة في غربي كردستان؟
لـ PKK كوادر تمثلها في جميع المنظمات والمؤسسات الأخرى ولكنهم يناضلون بالهوية السياسية للحزب أو المؤسسة التي يناضلون ضمنها لدينا رفاق من PKK يعملون في غربي كردستان ولكنهم يحملون هوية الحزب السياسي.
ـ أ ليس من الأفضل لهم العمل بهويتهم كأعضاء لـPKK؟
لا نريد التمييز بين الكوادر حتى أن يشعر أحد بأن هذا من PKK أو هذا من خارج PKK. مع العلم بأنه لا يوجد كوادر ليسوا من PKK ضمننا. فيعتبر كل كوادرالحركة من PKK، لكن هنالك بعضٌ منهم ألتحقوا بمدرسة PKK أو شاركوا في المؤتمر التأسيسي، فهؤلاء لهم دور الريادة الايديولوجية وما عدا ذلك لا يوجد اي فرق للرفاق في النضال.
ـ أ صحيح بأنكم تردعون حزب الاتحاد الديمقراطي وتمنعونه من عقد العلاقات مع الأحزاب الكردية في غربي كردستان؟
من يقول ذلك (غاضباً)؟ إنه زعمُ كاذب ولا أساس له من الصحة. ربما حدثت بعض النواقص في هذا المجال سابقاً وكنا قد وجهنا لهم النقد وتجاوزنا تلك النواقص، لإننا نسعى الى اقامة وحدة وطنية بين الكرد جميعاً ولسنا ضد عقد التنظيمات لعلاقات جيدة في بينهم، لا ننسى بإن الحزب حركة ثورية مناضلة وله مبادئ و ميزات غير متوفرة لدى أي حزب آخر؛ كون جلّ كوادره من الفدائيين من أجل الحرية. وخاصية أخرى هي أن الحزب صاحب أوسع قاعدة جماهيرية في غربي كردستان. دون التهاون والتساهل مع هذه المبادئ والحقائق بإمكان الحزب عقد العلاقات مع أي طرفٍ كردي والعمل بما فيه خير الأمة الكردستانية. حتى الآن لم نسمع في أي أجتماع كلمة واحدة لردع الحزب من عقد العلاقات مع الأحزاب الكردية لأننا لسنا ضدها ولا أعتقد أن هنالك من يعارض هذه العلاقات ضمن الإدارات العليا أو ضمن الحزب نفسه.
ـ أنتم تنفون ردعكم للحزب من عقد العلاقات وفي الوقت نفسه ترى الأحزاب أن PYD يعتبر نفسه مركزاً وعلى الجميع التشبه به حتى يعقدوا معه العلاقات. أي أن الحزب يفرض مبادئه وأساسياته على آخرين، ما قولكم مقابل هذه الإدعاءت؟
إن كان الحزب يفرض ذلك فهو امر خاطئ. يجب أن نكنّ الاحترام لهذا أو ذاك الحزب حتى لو كان صغيراً وأن نتقبل خصوصياته. هنالك أحزاب معدومة الجماهير ولا تخرج من كونها جماعة سياسية صغيرة وحزب آخر له قاعدة جماهيرية هائلة، هنا لا يمكننا تحليل كلا الحزبين بنفس الشكل وهناك بعض الأحزاب لم تتحمل أي عناء يذكر لأجل القضية الكردية ومقابلها نرى أن PYD منبثق من ميراث ثورتنا وآلاف التضحيات والنضالات العظيمة والشهداء وكذلك فأن كوادر PYD يعتبرون فدائيين مضحين لأجل الشعب وليسوا ككوادر الأحزاب الآخرى. هذه بعض من خصوصيات PYD وعلى الأحزاب الآخرى رؤية ذلك والتعامل مع الحزب على هذا الأساس؛ وعلى PYD كذلك إعطاء الاعتبار لخصوصيات تلك الاحزاب وسيكون مناسباً لو تم القيام بإستفتاء شعبي لمعرفة عدد المؤيدين لكل حزب من الاحزاب الكردية، حينها سيحق لكل منها أخذ دور يتلائم وحجمه الجماهيري.
ـ كيف يجب أن يكون موقف PYD من التحالفات الاستراتيجية مع الأحزاب الكردية الآخرى؟
قبل كل شيء يجب أن نوسع من تنظيمنا على أسس نظام الكونفدرالية الديمقراطية في كل مكان من غربي كردستان وعلى صعيد كافة الشرائح الاجتماعية. يأتي في درجة الثانية مسألة عقد العلاقات مع الأحزاب والاطراف التي نراها مناسبة لذلك، أي الاحزاب المحترمة والمناضلة والتي تمتلك قاعدة جماهيرية ولها أهدافها الصادقة مع القضية. مع الضرورة أن نوليهم الأهمية ونقترب منهم بجدية، أما تلك التي ليس لها أي عمل أو نشاط أو قاعدة إنما لها علاقات مع أحزاب الجنوب ومن خلالها مع الامريكان وتفرض نفسها أنطلاقاً من هذه العلاقة وليس من منطلق نضالها وقاعدتها الجماهيرية، فأن مثل هذه الاطراف لا تستدعي ان نحملها محمل الجد ولا أن نوليهم اية اهمية. على الحزب والتنظيمات الوطنية والديمقراطية إقامة وحدة في ما بينها. فهنالك ضرورة قصوى لهذا الأتحاد وهذه الضرورة تفرضها المستجدات المحتملة التي قد تطرء على سوريا الداخلة في مرحلة لا مستقرة. فسوريا بحاجة الى تحويل وإعادة بناء الديمقراطية، الشعب الكردي بطبيعة الحال ركيزة اساسية في عملية البناء الديمقراطي؛ لذا على الحكومة والمعارضة رؤية هذه الحقيقة والتصرف على اساسها، فالشعب الكردي يمثل دور مفتاح الحل والتغير الديمقراطي في سوريا، أنطلاقاً من هذه الحقيقة الحساسة، على الشعب الكردي كجماهير واحزاب التوحد والتحالف والتعاون فيما بينها. فالوحدة الوطنية في غرب كردستان ضرورة حياتية وملحة جداً.
ـ في الجانب الآخر هنالك معارضة سورية ما عدا الكرد، برأيكم هل هذه المعارضة ديمقراطية وكيف يجب أن يكون موقف الحزب منها؟
المعارضة السورية موضع جدال ولا يمكننا تعميم تسمية "الديمقراطية " على كل معارضة تظهر، على الكرد التروي في هذا المنحى وعدم الأرتماء في أي تحالف أو علاقة دون معرفة عميقة للطرف المقابل، هذا لا يردع الشعب الكردي عن الانفتاح على العلاقات مع الجهات الديمقراطية و المعارضة إن كانت ضمن النظام أو خارجها وخاصة مع القوى الديمقراطية المنضمة لتقبل خصوصيات الشعوب الآخرى والنابذة للشوفينية ولا يوجد في الساحة السورية معارضة ديمقراطية تعد بالمستقبل حالياً، لذا على الكرد الانتباه لهذه النقطة، يجب المحاولة لعقد العلاقات مع الديمقراطيين العرب وليس مع العملاء فمن قال إن العملاء ديمقراطيين، العميل لا يمكن ان يكون ديمقراطياً؛ كونه سيتحين الفرص للدخول إلى سوريا كما حدث في العراق والأستيلاء على المناصب ومقدرات البلاد. فهم ليسوا جديرين بالاهتمام بتاتاً. على جماهيرينا الشعبية عدم معاداة الشعب العربي ونبذ كل الصراعات بين الشعوب وفي الوقت نفسه يجب مناهضة العرب الشوفينيين الذين يعملون ويتهجمون على الشعب الكردي، لذا يتوجب أخذ موقف حازم من هؤلاء فحسب، وليس من الشعب العربي ككل. بل يجب ان ننتهج خط الاخوة والصداقة للشعوب والامتثال للقيم والثقافة الديمقراطية لهذه الاخوة. المنطقة برمتها ومن ضمنها سوريا تتخبط في أزمة كبيرة جداً ولن تفيد معاداة الشعوب والاصرار على الرجعية والشوفينية أوالعمالة للقوى الخارجية للخروج من هذه الأزمة ولن يفيدنا وصفات (رشيتات) خارجية، بل الحل يكمن في ثلاث مبادئ وهي الديمقراطية والعدالة وتآخي الشعوب. ولتكن الديمقراطية والعدالة وتآخي الشعوب شعاراً للشعب الكردي في سوريا. بهذا الشعار سيتأهل الشعب الكردي للريادة الديمقراطية في سوريا ودفع القوميات الأخرى صوب المشاركة في البناء الديمقراطي للبلاد. هذا الدور مطلوب من الكرد دون سواهم وهم مؤهلون، لذلك ايديولوجياً وتنظيمياً وجماهيرياً وهم محظوظون كونهم يمتلكون توجيهات ديمقراطية عصرية وآفاق مستقبلية واسعة ولن يكون هذا بالكردي القديم القوموي الضيق الحاقد على كل من سواه والاناني والمنقطع عن الحقائق العالمية والعصرية، أنما بكردي عصري ديمقراطي عارف لحقائق العصر والديمقراطية.
ـ مامدى تلقي PYD للدعم والمساعدة من الاجزاء الأخرى لكردستان لتسيير نضاله؟
أو بالأحرى مدى تلقي غربي كردستان لهذا الدعم؟
كنت قد أوضحت في سياق حوارنا بإن غربي كردستان يقوم بلعب دور يفوقه حجماً بمرات عديدة في النضال التحرري والديمقراطي لأجل كردستان. وقد قام بلعب دورٍ هائلٍ جداً في ثورة الانبعاث في شمالي كردستان وأرفدته بالدعم المعنوي والمادي والكوادر المناضلة. اليوم كذلك فإن كوادر غربي كردستان يناضلون في كل الساحات الكردستانية وعلى المستويات كافة. لكن لا يمكننا أعتبار هؤلاء الكوادر تابعين لـ PYD أما مساعدات PYD فهي معدومة تماماً، فمنذ ثلاث سنوات لم تقم بتقديم أية مساعدة مادية و لا كادرية للخارج، بل إنها تعاني من ضائقات مادية. لذا على الجماهير مساعدتها للخروج من هذه الضائقة. حتى بإمكان بعض كوادره العمل في مكان ما لتوفير الإمكانيات المادية للحزب.
نحن نتأمل الكثير من تلك الساحة للعب دورها كما السابق بل ولتجاوز ذاك المستوى. للساحة أرضية مهيئة للتقدم والريادة في تطبيق النظام الكونفدرالي.
ـ يبدو بإنكم لم تستوعبوا سؤالي بشكلٍ جيد. كنت اقصد مدى تلقيها للمساعدة وليس مدى تقديمها وساكون أكثر وضوحاً في سؤالي، أ ليس من المفروض أذا وقع جزء من كردستان في ضائقة مادية أو أزمة ما ألأ يجب ان تقوم الاحزاب والتنظيمات والمؤسسات في الاجزاء الأخرى بمد يد العون والمساعدة للجزء المتأزم كي يخرج من الضائقة؟
بلى. يجب ان يقدموا العون والمساعدة ولكن لا نقدمها لـPYD كونه تمتلك أرضية قوية جداً " ضاحكاً" .
ـ لا اقصد PYD ؛ فهنالك أزمة البطالة والفقر المتفشي في غربي كردستان وسوريا عامة. هنالك اتحاد رجال الاعمال الكردستانين (كارساز) أليس من المفروض تقديم المساعدة لهذا الجزء من قِبلهم؟
المشاكل الاقتصادية تعانيها كردستان عامةً وحسب اعتقادي بأن غربي كردستان أفضل حالة بالقياس مع الاجزاء الاخرى، فالحالة الاقتصادية متدنية جداً في كردستان. فلو كان الكرد يستثمرون ثرواتهم الطبيعية بانفسهم، لباتت كردستان خلال عشرة اعوا م من الدول الغنية جداً وستصل الى مستوى أوربا. فالبترول الكردستاني يكفي لجعل كل عائلة كردستانية صاحبة أعلى دخل في منطقة. ولكن الوضع الحالي لكردستان لا يؤهلها لتقديم الدعم والمساعدة من قبل اي جزء لجزء آخر. قلتم اتحاد رجال الاعمال " كارساز" فأن جمعنا ثروات كل هؤلاء فأنها لا تساوي ربع ثروة اي برجوازي تركي متوسط الحال، أي أنه لا يوجد برجوازي كردي ذو ثروة كالبرجوازيين الآخرين.
لكن علينا تجاوز هذا الوضع بالنضال لأجل إحلال العدالة وإعطاء الحقوق لاصحابها الحقيقيين. أما بشأن PYD يجب أن تعمل للوصول إلى درجة تؤهلها للأكتفاء الذاتي من كل النواحي. فنحن كحركة نعتمد هذا المبدأ كوننا لا نحصل على أية مساعدة مادية من أي جهة كانت. الكل يعرف بإننا نعتمد بالاساس على المساعدات الصغيرة التي يقدمها أبناء الشعب والقاعدة الجماهيرية ويعيش كوادرنا حياة متواضع إلى أبعد الحدود. أي أن الدعم المادي المقدم من قبل الجماهير هو الأساس الاقتصادي لحركتنا ويجب أن تنتهج PYD نفس الشيء.
ـ هذا الشعب الذي أرفد حركتكم بكل الامكانيات المادية واللوجستية والبشرية؛ فلِمً الآن يعاني حزبه الخاص الضائقة المادية أو ما الذي يمنع الشعب من تقديم المساعدات لـ PYD؟
السبب الأول يعود الى ضعف النشاطات التنظيمية في غربي كردستان في السنوات الأخيرة. أما السبب الثاني والذي يؤثر مباشرة على المسألة الاقتصادية هو الدعاية التي يروجها بعض الفارين من الحركة أو حتى بعض من رفاقنا دون أن يعلموا ماذا يعني كلامهم ذاك. تلك الدعاية تدور حول إن بعض العائلات والشخصيات الجبهويين قد أستولوا على ممتلكات الحركة وأستغلوها لأنفسهم. فقد كنا نعمل على أستثمارالمالية الموجودة في خزانة التنظيم في بعض المشاريع عن طريق الاصدقاء والوطنيين ولكننا لم ننجح في هذا المجال ولم نخسر شيئاَ. وقد أرجعنا كل ما أستثمرناه الى خزينة التنظيم ولكننا نسمع بين الحين والآخر دعايات تروج بإن هذا أو ذاك الشخص الفلاني قد أحتال على الحزب أو قد استولى على ممتلكاتنا. أقولها صراحة إن هذه دعايات كاذبة ولا أساس لها من الصحة. لا تظنوا بأننا نتساهل مع أي مخلوقٍ يستولي على إمكانياتنا التي صنعها الشهداء بدمائهم. ولن نتوانى عن محاسبة أي إنسان تسول له نفسه الاستيلاء على ليرة واحدة من إمكانياتنا.
أعود وأكرر بإنه لم يستول أي إنسان على أية أموال للحركة, وقد كان الشهيد فؤاد شخصياً يتعامل مع المسائل المادية وكان على علم بكل واردة وشاردة في مسألة المالية وقد جمعها وأخرج سجلاتها ومقاديرها وأماكنها بكل دقة وسلمها للتنظيم قبل استشهاده بمدة. كل السجلات موجودة لدى الرفاق وليس في الأمر من أحتيال على الحركة أو سرقة امكانياتها أو أبتزاز المال. لكن هنالك بعض من الذين يروجون لهذه الدعايات الملفقة بهدف ردع الجماهير من تقديم المساعدة للثورة. فكل قرش يقدمه الشعب يدخل في خزينة التنظيم ويستثمر لأجل النضال. رفاقنا العاملون في PYD لرفاقٍ امناء وموثوقين ومحافظين على القيم والامكانيات وليس بينهم من هو موضع الشك أو الأشتباه؛ وكلنا ايمان بصدقهم وارتباطهم وصميميتهم مع الثورة والشعب. فقد تطهرت حركتنا من كل الشخصيات المتعفنة والمنتهية روحاً وايماناً ولم يبق سوى الاوفياء المؤمنون بالنهج الآبوجي وهم يتحلون بالروح الثورية الجديدة. على الشعب أن يثق بهم والالتفاف حول الحركة وتجاوز النواقص الموجودة.
ـ حسب المعلومات الواردة أنه تم توظيف عدد من العرب المعروفين بتشددهم القوموي لتولي عدة مناصب في السلطة. هؤلاء معروفون بحساسيتهم وعداوتهم للشعب الكردي. هذا يضع في الاحتمال حدوث مؤامرات أخرى مستقبلاً كما حدثت يوم الثاني عشر من آذار سنة 2004 في مدينة القامشلي. وليس مستبعداً تعسفها بالشعب الكردي. حال تعرض الشعب الكردي لمثل هذا الهجوم؛ هل أنتم مستعدون للدفاع عن الشعب الكردي في غربي كردستان بقواتكم العسكرية؟
ماقلته الآن مهم للغاية. الدفاع يكون عبر التنظيم، فمجتمعٌ غير منظم ليس بأستطاعته الدفاع عن ذاتهَ. إلى جانب ذلك يجب أن يتم القيام بالتحضيرات اللازمة على شكل الدفاع الذاتي، أي تشكيل جماعات الدفاع الذاتي غير المسلحة. لا أقول هنا اللجوء إلى التسلح، إنما تنظيم فرق التوعية الدفاعية. فكما قلتم بإن الاخطار تحيق بالشعب الكردي في سوريا والهجوم عليهم وارد في الحسبان. لذا على الكرد عدم البقاء في الموقف الضعيف، لإن ضعف الكرد و تشرذمهم سيجعل منهم هدفاً للجميع. فلن يكون بعيداُ جعل الكرد ورقة لتصفية الحسابات بين فصائل السلطة ذاتها أو بين السلطة والدول الخارجية. لذا على الكرد دون هدر الوقت الإسراع في تنظيم ذاتهم والوصول الى مستوى يؤهلهم لإمتلاك قدرة الدفاع عن الذات وردع الهجمات. لا أقول هذه الامور للإستعراض أو الدعاية، فالوضع حساس جداً و لا يمكن التنبأ بما قد يحدث غداً. الرقابة و التحكم بالأمور حول مدى التنسيق مطلوب جداً في حالة حدوث أي شيء. أي يجب ان يكون لهم مخطط مدروس في المسيرات والاضرابات والتدابير الدفاعية وعدم الانجرار وراء العواطف واللاعقلانية. التحرك الارتجالي واللامدروس سيجلب الخسارة غير المقبولة بتاتاً. وعلى الإداريين تثقيف وتوعية الجماهير الكردية بهذه الأمور...
ـ لم تجيبوا على سؤالي عن مدى استعدادكم للتدخل العسكري؟
لن أجيب على سؤالك.
ـ ...
أن كنا نعتبر أنفسنا حركة وطنية ذات أستراتيجية كردستانية من الطبيعي أن يكون لـ قوات حماية الشعب تدابيرها الخاصة بهذا الشأن. وليس من الضروري ذكر شكل وماهية هذه التدابير.بعد مجزرة قامشلو في الثاني عشر من آذار تيقنّا لوجود ثغرات في غربي كردستان وتداولنا هذا الأمر مع المؤسسسات المعنية وقد تم إتخاذ بعض التدابير. وإن استدعت الحاجة فإن التدابير ستدخل على الخط.
ـ في السنة المنصرمة كثفت سوريا من تموقع جيشها في مناطق غربي كردستان وما يثير الانتباه هو كون أكثرية الجنود أكراداً والضباط عرباً. هذه هي المرة الاولى يتم جمع هذا العدد من العساكر في غربي كردستان. بماذا تربطون هذا الأمر؟
سياسة جلب العساكر الكرد إلى المناطق الكردية، سياسية تمارسها الدولة التركية مؤخراً. كانت تركيا تنتبه لعدم إقدام الجنود الكرد للمناطق الكردية فيما مضى لكن الآن عكست سياستها وباتت تستقدم الجنود الكرد للمحاربة في المناطق الكردية حتى تقتل الكردي بالكردي.
نلاحظ بإن أكثرية جنود الجيش المقتولين من اصولٍ كردية. هذه سياسة تاريخية للدولة التركية وقد طبقتها لأخماد انتفاضة ديرسم في الربع الاول من القرن العشرين. فالدولة التركية لا تميز بين الكردي المحارب ضدها أو الكردي المحارب لأجلها، فموت كل كردي لمصلحتها و لن تذرف دموعاًَ أذا سقط آلاف جنودها ذوي الاصول الكردية. يجب ان نتوخى الحظر مقابل هذه السياسة وأعتقد بأن سوريا لجأت الى سياسة جلب الجند الكرد إلى غربي كردستان للتقليل من ردة فعل المجتمع الكردي وعدم إثارة حفيظته.
ـ و بماذا تربطون كون الضباط ليسوا أكراداًً؟
هذا يغير الموازين وقد تكن لعبة قذرة تستهدف الشعب الكردي، نقوم الآن بصياغة نداء للشباب الكرد يحثهم في حال تم استقدامهم الى كردستان للحرب، بان يفروا من الجيش كي لا تتلطخ اياديهم بدماء اخوانهم واخواتهم المناضلين لأجل الحرية.
ـ أ تقصدون البدء بحملة للاعتراض الضميري ضد العسكرية؟
ليست تماماً. أولاً يجب على الشباب الكرد الاعتراض على الالتحاق بالجيش مضطرين وإن خافوا من عواقبها وألتحقوا بالجيش، حينها يجب ان يعترض على القدوم الى كردستان لمحاربة الانصار ويجب ان يفروا في حال استقدامهم. اما بالنسبة الى الوضع في سوريا، فالدولة السورية سلكت طريقاً خاطئ ولا تزال تسير فيه. فما كان يجب ان تعادي الشعب الكردي لمداهنة الاتراك ومن خلالها التملق لامريكا، سلمت كوادرنا لتركيا و أرتكبت مجزرة قامشلو و اليوم تمركز جنودها في المنطقة الكردية وبشأن اختيار الجنود الكرد للتواجد في كردستان، فربما يكون السبب هو عدم إثارة حفيظة الشعب. لانني لا اعتقد با ن سوريا تحسب انها ستجعل من الشباب الكرد يصوبون اسلحتهم ضد اخوانهم وعائلاتهم الكردية هل تصدق انت ان الجنود الكرد سيطلقون النار على اخوانهم الكرد؟
ـ ...
انا شخصياً لا اعتقد ذلك فالشباب الكرد في غربي كردستان ليسوا بالخسة و الدناءة حتى يصوبوا السلاح ضد اخوانهم. انا متأكد بأنهم سيعترضون ويرفضون أية أدوار من هذا القبيل.
ـ قتلت السلطات جندياً في مدينة حلب على أثر رفضه أطلاق النار على المتظاهرين الكرد ... إضافة الى ذلك فقد كثرت الميتات المشبوهة للعساكر الكرد ضمن الجيش بالظروف الغامضة.
إذاً يجب ان نصوغ نظاماً تدريجياً لردع الشبان من الالتحاق بالجندية. فلِم يخدم شباننا الكرد في الجيش؟ يجب تطوير العصيان المدني وخاصة الاعتراض الضميري ضد العسكرتارية. فليأتوا الى الجبال كي يخدموا قضيتهم... لماذا لا يأتون؟ فالمكان الصحيح للشبان الكرد هو جبال كردستان، فالشبيبة هم القدوة والريادة الاساسية الى جانب المرأة في ثورتنا ونظامنا الكونفدرالي .لذا فإن الكثير من الوظائف تقع على عاتق الشبيبة في حل القضية الكردستانية.
ـ ما شكل هذه الوظائف؟
إن تطلب الأمر تنظيم الانتفاضات فيجب ان تكون الشبيبة محورها ورائدتها وديناميتها، وان تطلب الامر فيجب ان يلتحقوا بالقوات الانصارية. لا يجب ان يخدم شباننا في غربي كردستان في التجنيد الاجباري؛ عكس ذلك يجب ان يخدموا في جبال كردستان ولاجل كردستان.
قبل أكثر من عشرين سنة كنت في عفرين في بيت صديق يدعى (احمد زينكى) وكان بيته قريب من شعبة التجنيد الاجباري. يومها رأيت أكثر من آلف شابٍ كردي قد تجمهروا حول الشعبة كي يتم سحبهم الى الجندية امام ذاك المنظر الأليم قلت في نفسي حينها: "لا يجب ان يذهب كل هؤلاء الشبان الى دمشق و للخدمة الاجبارية على حدود اسرائيل. فمكان هؤلاء هو جبال كردستان ونضال ضمن صفوف الانصار" يومها عاهدت نفسي ان نناضل حتى نستطيع جعل الشبان يلتحقون بالانصار في جبال الوطن الحرة .
ـ إلا يفرض هذا البدء بحملة الاعتراض الضميري ضد العسكرتارية والخدمة الاجبارية في الجيش؟
حالياً ليس هنالك كيان أو مؤسسة تعمل في هذا المجال بشكل رسمي ولا اعرف بالضبط مدى نجاح وامكانية هذا الامر من الناحية القانونية في كل من سوريا وايران ولكن بالنسبة الى تركيا فلدينا مشروعنا وسنعلنه في المستقبل.
_ "الكرد جنود أوفياء للغرباء" كثيراً ما يتردد مثل هذه الاقاويل في الاوساط الشعبية وحتى السياسية. هذا يعني بان الاعتراض الضميري سيعكس هذا القول رأساً على عقب فلن يكون هنالك جنود اكراد يخدمون الاغيار فسيكون الكرد جنود كردستان اولاً وآخراً.
القرن الماضي شهد الكثير من الامثلة على قيام الكرد بالاعتراض الضميري. فهل تعرفون الاسباب الرئيسية لانتفاضات الكرد ضد الدولة العثمانية أواخر القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين؟
من الاسباب الرئيسية هو رفض الكرد للخدمة الاجبارية في الجيوش العثمانية. فقد كانت المواثيق المبرمة بين الامارات الكردية والباب العالي تقضي بعدم مشاركة الشبان الكرد في الجيش العثماني، و ان يخدموا ضمن قوات الإمارة الكردية، وفي حال الاستنفار العام وجوب دخول الجنود الكرد الحرب والمشاركة في الفتوحات تحت إمرة امرائهم. لكن مع انفصال الكثير من القوميات البلقانية من الدولة العثمانية وزيادة الحاجة الى الجنود فقد نكثت الدولة العثمانية بتلك المواثيق المبرمة وطالبت الإمارات الكردية بالجنود ودفع الضرائب وكان موقف الكرد هو الرفض القاطع لهذا الطلب، مقابل ذلك كانت الدولة تضغط لإرضاخ الكرد للخدمة في الجيش العثماني. كنتيجة للرفض الكردي والضغط العثماني كانت تحدث مناوشات واضطرابات وعلى أثرها انتفاضات تعم الامارة باكملها وتنتقل الى الامارات المجاورة. بالامكان تسمية تلك الانتفاضات بعمليات الاعتراض الضميري والتي استمرت قرناً كاملاً، اي مابين 1840 حتى 1940 وما تخللتها من انتفاضات وعصيانات .
ـ قضية التجنيد الاجباري مشكلة اقليمية وخاصة في الدول العسكرية كسوريا وتركيا وليست مشكلة خاصة بالشبان الكرد فحسب. والحال هذا ألا يفرض تنسيقاً تنظيماتياً بين الشبيبة الكردية و شبيبة القوميات الأخرى؟
بلى. سيكون مناسباً لو تم مثل هذا التنسيق والتشاور والتعاضد. هذا بطبيعة الحال يبدء من تنظيم الشبيبة الكردية ضمن كنفدراسيون الشبيبة الكردستاني. سيكون مناسباً قيامهم بعقد العلاقات مع الشبيبة العربية. لنا ارضية اممية قوية جداً خير مثال على ذلك تواجد العشرات من الشبان العرب والترك ومن القوميات الاخرى ضمن صفوفنا. ومن الضرورة بمكان تصعيد التنظيم بين الجامعات والطلبة. كون الاخيرة تتحلى بالاهمية والتأثير البالغ. فالشبيبة المثقفة بمقدورها التأثير على باقي الشبان في المجتمع وتنظيمهم.
ـ تناضلون لاجل ضمان حرية قائدكم السيد اوجلان المعتقل لدى الدولة التركية منذ سنوات عديدة. ضمن هذا النضال المحموم ماهو دور غربي كردستان كشعب وPYD كتنظيم سياسي؟
ان اكثر الساحات التي من المفروض ان تعطي ثقلها في هذا النضال هو غربي كردستان؛ كون القائد آبو قد عقد اوسع العلاقات مع جماهيرها وقضى أطول فترة من تاريخ نضاله فيها. لذا فإننا نسمي هذه الساحة بـ (ساحة القائد). فهنالك صلة روحية بين القائد وغربي كردستان، فقد كان يعرّض نفسه للاخطار كي يصل الى كل قرية و عائلة. وهو اليوم اسير لدى تركيا، فأن العمل على حريته يعتبر عملاً لتحرير كردستان؛ فحرية القائد هي حرية كردستان.
ـ هنالك بعض الجهات تقول: "ان PKK قد ترك النضال الوطني وقضية تحرير كردستان وصب كل جهوده لاجل حرية اوجلان. فليس صحيحاً التخلي عن المصالح الوطنية لاجل شخص اوجلان ..." والى ماهنالك... ماذا تقولون بصدد هذه المقولات؟
مثل هذه الإدعاءات قد قلبت الحقيقة رأساً على عقب وكإننا نقول : "الحرية للقائد آبو ولتبقى كردستان مستعمرة". فإن اطلقت تركيا سراح القائد فهذا يعني أن كردستان قد تحررت. لأن حرية القائد ستحدث بعد اجراء التغيير الجذري في الدستور وقوانين تركيا الحالية. فهذا الدستور يحاكم القائد كونه قد ناضل اكثر من خمس وثلاثين سنة لأجل تحرير كردستان وقاد اكبر حرب تحرر وطنية في المنطقة وكانت نتيجة الحرب ـ حسب مزاعم الاتراك ـ موت اكثر من خمس وثلاثين ألف شخصاً. فهذه الحرب كانت لاجل تحرير كردستان، والقائد يحاكم اليوم على هذه الحرب, لذا فان تغير الدستور التركي والذي سيحرر القائد يعني ان تلك الحرب كانت عادلة وان حرية كردستان امرٌ عادل. الصلة قوية جداً بين أسارة القائد واستعمار كردستان وبين حرية القائد واستقلال كردستان. لأن القائد فعل كل هذا لاجل كردستان. وقضيته ليست قضية فردية، فإن امعنتم النظر في المرافعات التي قدمها للمحاكم التركية واليونانية ومحكمة حقوق الانسان الاوربية ستلاحظون انه لا يدافع فيها عن شخصه ولا يعبر عن ندمه على ماقدمه من نضال، بل يدافع عن نضال الشعب الكردي لاجل الحرية. أنتم كصحفيين هل قرأتم يوماً كلاماً للقائد يسعى فيه لخلاص شخصه دون حرية كردستان؟ فحرية القائد تعني حل المسألة الكردية في الشمال، يعني ايضاً حل المسألة في باقي الاجزاء. فانهيار قلعة انكار وامحاء الشعب الكردي في تركيا ستجبر الدول الاخرى بخطو الخطوات نحو الحل مرغمة. وخاصة دولة كسوريا التي تقلد تركيا في كل شيء.
ـ نحس أنه هنالك ميلاً عند بعض الاحزاب الكردية لإقصاء حركتكم و السيد أوجلان عن الحراك السياسي. فمباذا تربطون هذه الميول؟
أن الكثير من الجهات تخشى تمتع القائد بحريته وحله للمسألة الكردية في شمال الوطن، لأنه سيؤثر على الاجزاء الاخرى تلقائياً, و هذا بلا أدنى شك سيزيد شعبية الحركة. انطلاقاً من خشية هذه الجهات وخاصة الجنوبية منها، تعمل على اعاقة انعتاق القائد. وما شعار: "حلُ دون اوجلان ودون ب ك ك" ليس إلا تعبيراً عن خشيتهم هذه. نفس المخاوف موجودة لدى القوى العالمية، لذا فانهم يسعون لإبعاد شمال الوطن عن كونه مركزاً اساسياً للحل, وتعمل جاهدة للنيل من سمعة القائد وتشويش صورته لدى الرأي العام بالافتراء عليه وعلى الحركة واستفزاز ثقة الجماهير به والترويج للدعايات الملفقة ضده والسعي لإستلاب القيم والمكتسبات الوطنية التي صنعتها حركتنا. كل هذا بهدف اخراج القائد من مضمار النضال والحد من تأثيره على مجرى الاحداث. لكن جميع هذه المحاولات ـ اللاأخلاقية ـ ستمنى بالهزيمة النكراء؛ لان القائد يمتلك القدرة الهائلة للحفاظ على كرامته ومبادئه تحت الظروف. الثورة التي قادها كل هذه السنين ستتعاظم يوماً بعد آخر رغم كل المشاق والزلازل التي تعرضت لها. انا متأكد بأن الشعب الكردي الواعي والشعوب الديمقراطية تعي هذه الحقائق ولن يكون بمستطاع اي قوة تشويش صورة القائد وترويج الاكاذيب ضده. الكل يعرفون جيداً من قاد اكبر انطلاقة ثورية في لحظات كان مجتمعنا يلفظ انفاسه الاخيرة على فراش الموت، فأحياه وجعل منه اكثر الشعوب نشاطاَ ووعياُ وجاهزية للنضال وبذل التضحيات. الكل يعرف من هو القائد الذي استطاع خلق ثورة احتضنت كل الاجزاء واللغات والمذاهب والمناطق الكردستانية المختلفة ضمن بوتقة الوحدة الوطنية، الكل يعرف من هو القائد الذي بات هدفاً لعظمى القوى العالمية والاقليمية والكردية العميلة وتآمروا جميعاً لخطفه. رغم ذلك فهو ثابت على مبادئه ويحاكم الدولة التركية و النظام العالمي و يواجهها بالحقائق و ما اقترفوه بحق الشعوب و كردستان. فهذا القائد صادق مع مبادئه ومحافظ على كرامته الانسانية ومرتبط الى ابعد مدى بقضايا شعبه ويعمل المستحيل لتحقيق احلام ابناء وطنه تحت ظروفاً ليس لإجحافها وقسوتها مثيلٌ في العالم. فأي انسان يفرد لسجنه الانفرادي جزيرة نائية في عمق البحر لوحده واي انسان محروم من كل حقوقه وحتى ابسطها كالتكلم مع اناس اخرين و حتى محاميه، ويسلب منه حق الدفاع عن ذاته ضد الملايين من الافواه والاقلام التي تعاديه وتهاجمه، ومع ذلك فهو يمتنع عن ملاقاة عائلته تنديداً بالسلطات التركية التي لا تسمح لعائلته التحدث باللغة الكردية اثناء اللقاءات. فمثل هذا القائد ومثل هذه الحركة لن تنال منه دعايات المفترين وسيبقى الصورة البراقة والنقية للشخصية والحركة الثورية في البلاد والمنطقة وبين الشعوب الديمقراطية في العالم.
لذا على الشعب الكردي العمل بكل ما وسعه لتأمين انعتاق القائد من اسره. هنا الدور الريادي يقع على عاتق غربي كردستان ويجب ان يقوم كوادر PYD وبكل فخر واعتزاز بهذا الدور الوطني النبيل، نفس الشيء مطلوب من الاصدقاء وعائلات الرفاق و الشهداء والمؤيدين والمتعاطفين جميعاً.
ـ كيف يجب أن يكون دور الفئة المتنورة في النضال الوطني لاجل الحرية والتقدم الاجتماعي؟
اتقصد المتعلمين ام المثقفين؟
ـ اقصد المثقفين الوطنيين؟
كل دارس ليس بمثقف، فإن المثقف يعني الشخص الواعي والمدرك للحقائق الوطنية والمنصهر مع المجتمع، يتألم لآلامها ويطرب لافراحها، السابر لاغوار الحقيقة ويعيش على اساس تحليلها. اذاً فليس كل دارس ومتعلم يكون مثقفاً. فهنالك اناس حصلوا على العديد من الشهادات العليا و لكنهم لا يتوانون عن بيع شخصياتهم مقابل حفنة من المال فهؤلاء ليسوا بمثقفين.
ولج النضال التحرري الكردستاني مرحلة حساسة جداً وعلى المثقفين رؤية هذه الحقيقة قبل الجميع، وعدم الاكتفاء بذلك, بل القيام بما تلقيه المرحلة على عاتقهم من وظائف. فحركتنا هي حركة للحداثة انطلقت بدايةٍ من الجامعات والمدارس، اي من اوساط المثقفين، لذا فان حركتنا احدثت معها موجة ثقافية عارمة تعاظمت من يومٍ لآخر وما زالت تتعظم لصياغة الطروحات المستقبلية لحياة الشعب الكردي.
المطلوب من المثقفين التخلص من ارهاصات القومية الكلاسيكية والتحلي بنظرة اكثر عصرية للعالم وللمشاريع الوطنية، و على اساسه الاشتراك الفعّال في الثورة الاجتماعية القيام باجراء الابحاث والدراسات وتطوير خلايا ومجموعات مختصة بالبحث والتحليل والانتاج العلمي والثقافي التي تفيد في دمقرطة المجتمع وتنمية وعيه وتوسيع مداركه.
اي يجب ان يكون المثقفون ضمائراً للمجتمع وكذلك ان لا ينجروا خلف الدعايات الزائفة ضد حركتنا الثورية. لان هذه الدعايات لعبة من الاعيب هادفة للنيل من نضالات الشعب الكردي وتحطيم ارادته. و يبقى العدو المستفيد الوحيد من هذه الدعايات و ما سيتمخض عنها من نتائج سلبية.
ـ هل لكم مشروع واضح بصدد تطوير اللغة الكردية في غربي كردستان؟
بدءنا بحملة اللغة الكردية العام الماضي ولكننا ارتأينا تجميدها مؤقتاً لعدة اسباب وسوف نعود لتفعيلها هذه الايام. فقد اقرّ المؤتمر الرابع لمؤتمر الشعب البدء بحملة اللغة الكردية. الحملة ليست لجمع التواقيع وتقديمها لجهاتٍ رسمية معينة. بل يجب ان تكون الحملة شاملة، ومفتوحة من حيث الفترة الزمنية.
بداية، يجب جعل اللغة الكردية اللغة الرسمية في الداخل (ضمن الحركة والمجتمع). وكذلك تشجيع وتعميم التحدث والكتابة و تداول اللغة الكردية في كافة مجالات الحياة. للغة الكردية ارضية جيدة وميراث مناسب في غربي كردستان منذ ايام منظمة خويبون. فهناك ثقافة استخدام اللغة الكردية في هذا الجزء. يجب تطوير التدريس لإيصال التداول باللغة الكردية في المجالات السياسية والاجتماعية والاقتصادية والتربوية حسب القواعد الاملائية الحديثة. في الحقيقة ان الحملة ستولي اهتماماً خاصاً بشمالي كردستان كون هذا الجزء اكثر ما تعرض لسياسات الصهر القومية وقد اثّر هذا على اللغة ايضاَ. صحيجٌ بان حركتنا قد اوقفت سياسة الصهر القومي واضمحلال الكردياتية ولكننا نلاحظ بان اللغة التركية محافظة على سيادتها تحت مبررات وحجج واهية. لذا فاننا سنرفع شعاراً (عارُ ان لا تعرف لغتك). على جيمع الاكراد اينما وجدوا استخدام اللغة الكردية بكل السبل وفي جميع المجالات وتقليص تداول اللغات الاخرى في ما بينهم.
نحن على اعتاب العطلة الصيفية، يمكن تنظيم دورات تعليم اللغة الكردية في جميع القرى والحارات والنواحي و المناطق. فتح دورات اسبوعية او شهرية مهمة للشببيبة والاطفال ليتعلموا لغتهم ولو بشكل مبتدء.
في الطرف المقابل يجب توسيع نطاق الكتابة والتأليف والنشر باللغة الكردية. ان لهيئة التدريس واللغة الكردية مشاريعها الخاصة المتعلقة بغربي كردستان و هي أدرى مني بها.
ـ أ ليس من الافضل تسيير الحملة من ناحية القانونية؟
سيكون هذا مناسباً ان كانت القوانين السورية مناسبة وتحوي مواد بهذا الصدد. سنناضل بالسبل القانونية حتى نجعل من اللغة الكردية لغةً رسميةً بجانب اللغة التركية في الشمال، ونفس الشيء بالنسبة لسوريا. يجب ان تسمح الحكومة للمناطق الكردية التدريس باللغة الكردية في المدارس. فان تطلب هذا الامر جمع التواقيع فلن نتوانى عن جمعها وتقديمها للجهات المعنية. لكن من الافضل تسيير هذه الحملة بشكلٍ طبيعي و شعبي.
ـ غداة اعتقال القائد اوجلان، اضرمت عدد كبير من الفتيات والنسوة الكرديات في غربي كردستان النار بأبدانهن تنديداً بالدول المتآمرة وعربوناً للعرى الوثقى بالقائد. وقد لعبت الفتيات وبشكلٍ عام المرأة الكردية في غربي كردستان دوراً ريادياً ومؤثراً في الحركة التحررية والكفاح المسلح والعمل السياسي. ما هو الدور المنوط بالمراة الكردية في غربي كردستان ضمن نظامكم الكونفدرالي الديمقراطي؟
فلسفتنا لها رؤية مغايرة عن كل ما سبقها في نظرتها وتحليلها لمسألة المرأة. فحسب الفلسفة الماركسية يكون الاستعباد قد بدأ مع ظهور الطبقات كنتيجة من الناتج الفائض، أما نحنُ فنرى أن الاستعباد بدأ قبل ظهور الطبقات، حتى أن ظهور الطبقات كانت نتيجة انقلاب الرجل على المرأة. اي ان التاريخ الجائر واللامساواة بدأ مع استعباد المرأة على أثرها بدء التاريخ الأليم للانسانية حتى يومنا هذا. ان اردنا اليوم خلاص الانسانية فيجب قبل كل شيء تحرير المراة ؛ لإن حرية المراة هي حرية الانسانية وتصحيحاً لمسار التاريخ المقلوب. هذا لن يحدث بشعارات البرجوازية الزائفة، انما بثورة حقيقية ضد هيمنة الرجل وإحلال العدالة والمساواة الحقة. لذا فإن المراة تتصدر القيادة في النضال لخلاص الانسانية. نعتبر المرأة والشبيبة القيادة الاساسية لثورتنا الديمقراطية الايكولوجية والتحررية. أكثر ما يميز حركتنا عن العالم أجمع هو الدور المنوط بالمرأة في شتى المجالات وخاصة المرأة المناضلة؛ فهي قد تبوأت أعلى المستويات القيادية والسياسية والعسكرية. ولكن هنالك في المجتمع بعض التقاليد والعادات الرجعية التي تحبط من عزيمة المرأة في المجتمع ؛ ويجب على المرأة عدم الرضوخ لها وتجاوزها للوصول إلى مستوى لقيادة الثورة الديمقراطية.
لعبت المراة في غربي كردستان دوراً مهماً جداً في الثورة الوطنية وضحت الكثيرات منهن بأرواحهن في سبيل الحرية وكن مثالاً للفداء والبسالة وافدت الكثير من النسوة الوطنيات بأنفسهن تعبيراً عن حبهن وأرتباطهن بالقائد آبو، ربما شاهدت أنت بنفسك في التلفاز الفتاة اليونانية "الفتريا" التي اضرمت النار ببدنها تعبيراً عن رفضها للحالة اللاانسانية التي يعانيها القائد آبو في الأسر .
على المرأة في غربي كردستان السير وفق نهج الشهيدات العظيمات شيلان وبيمان وروكن وشرفين وكل الشهيدات الأخريات ليكنن القدوة في نضال الحرية والديمقراطية والمساواة .
ـ ما هي مشاريعكم بشأن النشاطات الثقافية في غربي كردستان؟
يجب ان يتم تنظيم كافة نواحي الحياة حسب النظام الكونفدرالي وخاصة من الناحية الثقافية. فالثقافة الكردية مازالت حية فيها ولها جذورها الاصيلة لذا فأن عدم تصاعد النشاطات الثقافية حتى الآن محل انتقاد. فالأرضية الاجتماعية ملائمة لتطور النشاطات الثقافية, لذا على الحركة الثقافية الديمقراطية (Tev-Çand) ان تكون لها فعاليات اوسع من اي تنظيم او حزب او حركة اخرى هنالك. فالمجال الثقافي مهم جداً ويجب الاسراع بتنظميه وتطوير وتفعيل مؤسساته. بجانب النشاط الثقافي يجب المباشرة بانشاء مؤسسات المجتمع المدني وحقوق الانسان وروابط الشرائح المختلفة في المجتمع.
ـ نلاحظ في السنوات الأخيرة تراجعاً لنشاطكم الاعلامي في غربي كردستان، بماذا تربطون ذلك؟
اعرف بإن النشاط الاعلامي متراجع جداً وغير مؤثر في غربي كردستان. هذا طبيعي جداً عندما لا يتجاوز عدد إلاعلاميين الثلاث أو أربع اشخاص. يجب إخراج الإعلام من حالته الراكدة هذه، فهنالك العديد من المثقفين و الكُتّاب يجب ضمهم إلى العمل الإعلامي و الثقافي.
ـ و ماذا عن الرابطات؟
يجب أن يتم تنظيم المجتمع بكافة شرائحه ومكوناته. كرجال الدين والمثقفين والمحامين وحتى الاطباء.اي يجب تنظيم المجتمع وفق مبادئ النظام الكونفدرالي.وأنتهاج سياسة ديمقراطية جماهيرية مستمدة من القاعدة. وبعيدة عن المركزية و العمودية في القرارات. أنا متأكد بأن ساحة غربي كردستان اكثر الاجزاء موائمة لتطبيق النظام الكونفدرالي الديمقراطي لما تملكها من أرضية وطنية وإدراك ديمقراطي. لا يجب ان نطالب سوريا بحقوقنا، فهنالك الكثير نستطيع تقديمه لسوريا كتآخي الشعوب والصداقة والسلام والديمقرطية والغنى الثقافي والسياسة العصرية ... بكل هذا سنصبح أقوياء جداً وهذا هو المشروع المنوط بـ(PYD) وبجماهيرنا الشعبية في غربي كردستان.
أننا متأكدون بأن جماهيرنا في غربي كردستان ستقوم كما قامت دائماً بلعب دورها الريادي النضالي في سبيل الحرية و السمو للأمة الكردية. و لا يسعني إلا أن انحني امام الكدح و التضحيات الجسام التي قدمها هذا الجزء و نعاهد بأننا سنكون عند حسن ظنهم بنا...
- نشكركم جزيل الشكر على الوقت الذي افردتموه لنا...
و أنا اشكر اهتمامكما، و كل ما تكبدتمانه لأجل تحقيق هذا العمل و نتمنى لكما السعادة و النجاح...
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. شهادة طبيب: أجسام غريبة وشظايا تخترق رؤوس وأجساد الأطفال في
.. شاهد | لحظة إطلاق مروحية لصاروخ من داخل حمص وسط سوريا
.. شاهد| إسقاط تمثال حافظ الأسد في حماة
.. اعتصام داعمون لفلسطين بمحطة قطارات هولندية للمطالبة بوقف الح
.. مشاهد متداولة لانفجار أحد مستودعات السلاح داخل كتيبة الدفاع