الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إغفاءة على هدب عينيها

فليحة حسن

2009 / 9 / 20
الادب والفن



ليست كبيرة مع هذا يسمونها السيدة ، وسميتها السيدة الصغيرة ، سيدتي تجلس في منتصف الدهشة ، تفرش شعرها لرجالها فيبدؤون بقص حكايتهم ، ويشيخون ، تهدهدهم فينامون/ موتى
هؤلاء الذين أراهم كلّ يوم وهم يركضون بهياكلهم العظيمة حاملين (صرر) ذنوبهم فوق رؤوسهم خوفاً من طغيان الإسفلت، صدقوني الهياكل تخاف (الحادلات) ؟
- ها ، جدتي ما الذي يحدث ؟
- لم يتبقى لنا مكان ، لقد (سحو) قبورنا ، ابحث عن قبر جدك ، علّه ما زال في مكانه سيدتي غير معنية بالذي يحدث ، فأهلها يريدون تجميلها لذا يشذبون ثأليلها / القبور(بالحادلات) ويصنعون الطرق .
مذ ولدت وهي تشعر بالعطش حدّ يباس الزهور لذا فأن بناتها تعودنَّ أن يسقينها بدموع العزلة ، أما صغارها فلما يزالون يريقون الماء بين مساماتها الجافة مرتلين : - اشرب الماء واذكر عطش أمنا ؛
لم أجد غيرها ووجدت مثلي الكثير كلهم حين يطّلقونها أحياءً ، يعودون فتتزوجهم /موتى ،
لذا يسمونها سيدة الموت ، وحده هو قرر أن يطلقها بالثلاثة ،
وان لم يكن كبيراً اخذ حقيبته ملأها بكل شيء ، بصق في وجهها ورحل .
بعد حنين وألم أعادوه محمولاً على الأكتاف،
وقفت تشير إليهم أن ادخلوه بسلام ، كان احدهم ينتظره – ومثل كلّ العائدين – على باب المغتسل ، خلع عنه ثيابه ووضعه على (الدكة) وبدأ يسكب عليه رذاذ الأدعية :
- تعيذك سيدتي من شرور نفسها ومن شرور ما كان من وسخ وما سيكون من هموم ؛
ثم وضع له بعض من لعاب السيدة وقال له :
سترقيك هذه من شرور الدود وضيق اللحود ومن حفرة لا يولد فيها مولود ؛
ثم قمطه بقطعة كانت السيدة تحتفظ له بها من زفراتها - مثل كلّ رجالها النادمين / العائدين –
أتموا مراسيم بداية الرحيل وأخذوه إليها ،
كان الآخر / الدفان
ينتظره – ومثل كلّ المهزومين – أمام وجه السيدة رأته أشار إليها أن استقبليه ،
رفعت (شيلتها ) وفتحت صدرها وضمته في إحدى مسامها ،وبدأت تنيمه قائلة :-
- مني خلقت واليّ تعود يا ولدي يا بعضي ؛
هكذا هي سيدتي دائماً تطرد أبنائها صغاراً وترجعهم إليها نائمين
لذا يسمونها الوفية .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تحياتي
د.لمى محمد ( 2009 / 9 / 21 - 01:35 )
حلو الكلام ...تحياتي


2 - شكرا
هاشم كريم ( 2009 / 9 / 22 - 03:57 )
الحوار المتمدن: لم اخالف القواعد وكنت التقط الأخطاء النحوية والأسلوبية

اخر الافلام

.. لأي عملاق يحلم عبدالله رويشد بالغناء ؟


.. بطريقة سينمائية.. 20 لصاً يقتحمون متجر مجوهرات وينهبونه في د




.. حبيها حتى لو كانت عدوتك .. أغلى نصيحة من الفنان محمود مرسى ل


.. جوائز -المصري اليوم- في دورتها الأولى.. جائزة أكمل قرطام لأف




.. بايدن طلب الغناء.. قادة مجموعة السبع يحتفلون بعيد ميلاد المس