الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
الغاية تبرر الوسيلة
ليون تروتسكي
2009 / 9 / 21الارشيف الماركسي
ان النظام اليسوعي الذي تبلور في النصف الاول من القرن السادس عشر لمحابرة البروتستانتية لم يبشر مطلقا بفكرة ان اية وسيلة حتى ولو كانت اجرامية من وجهة نظرة القيم الاخلاقية الكاثوليكية مسوغة في حال كونها تؤدي الى الغاية المتوخاة أي انتصار الكاثوليكية . ان مبدا متناقضا من الداخل وغير ذي دلالة سيكلوجيا كهذا كان ينسب الى اليسوعيين بخبث من قبل خصومهم البروتستانت وبعض الخصوم الكاثوليك الذين لم يتورعوا عن اختبار الوسائل لتحقيق غاياتهم الخاصة وقد علم اللاهوتيون اليسوعيون الذين كانوا مشغولين مثلهم في ذلك مثل لاهوتي المدارس الاخرى بمسالة المسؤولية الشخصية علموا في الواقع ان الوسيلة في حد ذاتها يمكن ان تكون امرا لا اهمية لة ولكن تبرير الوسيلة المعنية خلقيا او ادانتها ينطلق من الغاية .فاطلاق النار مسالة لااهمية لة لها في حد ذ اتها اما اطلاق النار عللاى كلب مسعور يهدد طفلا يعد فضيلة واما اطلاق النار بهدف الاعتداء او للقتل فجريمة وخارج هذة المجالات العامة لم يبدوا لاهوتيا هذا النظام اية اراء .ولكن اليسوعيون في المدى الذي يتعلق باخلاقياتهم العملية اسوا من الرهبان الاخرين او الكهنة الكاثوليك على الاطلاق وعلى العكس من ذلك فقد كانوا متفوقين عليهم وحيث كانوا على اية حال اشد ثباتا وجراة وتبصرا .وقد كان اليسوعيون يمثلون منظمة مناضلة شديدة المركزية. عدوانية.وخطرة ليس تجاة الاعداء فحسب وانما تجاة الحلفاء ايضا وبهذة السيكلوجية و طريقة العمل .ميز يسوعي تلك الفترة "البطولية " نفسة عن الكاهن العادي كمحارب من اجل الكنيسة لاصاحب حانوتها وليس لدينا من سبب يجعلنا ننظر الى أي منهما على انة مثالي بيد انة ليس بذي قيمة اطلاقا النظر الى محارب متعصب صاحب حانوت كسول وخامل . اذا ظللنا في مجال المماثلات الشكلية او السيكلوجية البحتة امكن القول اذا ماشئتم ان البلاشفة يبدون للديمقراطيين الاشتراكيين بكافة اشكالهم كما يبدوا اليسوعيون بالنسبة للسلك الكنسي المسالم وبالمقارنة مع الماركسيين الثوريين يبدوا الديمقراطيين الاشتراكيون والمركزيون اشبة بالمعتوهين او اشبة شي بدجال امام طبيب .فهم يفكرون بمسالة ما حتى النهاية ويؤمنون بقوة السحر والشعوذة ويعجبون بجبن كل صعوبة املين بحدوث معجزة واما الانتهازيون فهم في الفكر الاشتراكي اصحاب حوانيت مسالمين بينما البلاشفة محاربوة الاشداء . من هنا تنشا العداوة والكراهية للبلاشفة من جانب اؤلئك الذين لديهم فيض من الاخطاء التاريخية المشروطة وليس فيضا في اية حسنة من الحسنات .ومع ذلك يظل تناظر البلشفية واليسوعية وحيد الجانب وسطحيا كليا لا بل انة من نوع ادبي اكثر من كونة من نوع تاريخي ووفقا لطبيعة مصالح هذة الطبقات التي بنوا انفسهم عليها يمثل اليسوعيون الرجعية ويمثل البروتستاتنيون التقدم ان محدودية هذا التقدم تجد تعبيرها المباشر بدورها في اخلاقية البر وتستانتيين ومن هذا فتعاليم المسيح التي قاموا بتنقيتها .لم تنفع لوثر برجوازي المدينة من الدعوة الى القضاء على الفلاحين الثائرين ووصفهم بالكلاب المسعورة ومن الواضح ان الدكتور مارتن اعتبر ان الغاية تبرر الوسيلة حتى قبل ان ينتسب هذا المبدا الى اليسوعيين وبالمقابل قام اليسوعيين في منافستهم مع البروتستانتية بالتاقلم اكثر من ذي قبل مع روح المجتمع البرجوازي وروح العهود الثلاثة .الفقر والعفة .والطاعة وحافظوا على الطاعة فقط وبشكل بالغ المرونة ومن جهة نظر المثل الاعلى المسيحي انحدرت اخلاقية اليسوعيين بقدر ماكفوا عن كونهم يسوعيين وقد اصبح المجاهدون في سبيل الكنيسة بيروقراطي اليسوعية واصبحوا مثلهم في ذلك مثل جميع البيروقراطيين دجاجلة ناجحين ..
نسخ الكتروني
جاسم محمد كاظم
[email protected]
المصدر.اخلاقهم واخلاقنا ..وجهتا النظر الماركسية والليبرالية في المثل الاخلاقية
ترجمة .سمير عبدة دار دمشق .1966
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. من قلب مسيرة 6 أكتوبر بالرباط في الذكرى الأولى لطوفان الأقصى
.. كلمة مدحت الزاهد رئيس حزب التحالف الشعبي الاشتراكي خلال مؤتم
.. اعتقالات ومواجهات بين الشرطة الألمانية ومتظاهرين في برلين أث
.. عوام في بحر الكلام -محمد عبد القادر: أول زيارة لـ عبد الناصر
.. من قلب مسيرة 6 أكتوبر بالرباط في الذكرى الأولى لطوفان الأقصى