الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أسطورة العراق الجديد

إبراهيم حسن

2009 / 9 / 21
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


من بين ما يدور في أذهان العراقيين المساكين في اليوم " هو فكرة العراق الجديد" الذي كانت ولا تزال الأمل الوحيد الذي ينتظرونه بفارغ الصبر، وهم كلما أرادوا أن يغضوا الطرف عن هذهِ الفكرة برهة من الزمن،وجدوا الملصقات الانتخابية القديمة التي ما زالت ملصقة على الجدران والكتل الكونكريتية- تقول – "انتخبوني من اجل بناء عراق جديد !!.
وإذا ما التجئ المواطن المسكين إلى ناحيةٍ أخرى لعله يرتاح قليلا - ظهر المسؤولون أمامه على شاشات التلفزة يتوعدون ببناء العراق الجديد " الخالي من الفساد الإداري والسياسي والمالي والأخلاقي " والذي يسوده الأمن في كل أرجاءه – على حد ما يزعمون !. والغريب في الأمر إن المسؤولين – كلهم – كلما ظهروا على شاشات التلفزة أو كتبوا في صحفٍ تحدثوا الفساد الإداري والمفسدين ! أذن من الفاسد ؟ هل الشعب العراقي هو المفسد الإداري والمالي ؟هل الشعب من يسرق أمواله ويصّفي حساباته على حساب دماء الآخرين ؟

إذا كان المسؤولون بهذهِ النزاهة والحرص الذي يظهر من خلال كلامهم فمن المفسد أو الفاسد ؟
إن أسطورة العراق الجديد، على ما اعتقد هي ضرب من ضروب الخيال،أو قد لا أكون متشائماً بهذهِ الدرجة من البشاعة لأقول أنها بعيدة المدى، أو صعبة المنال!. فالعراق الجديد الذي يلهجون بهِ أينما ظهروا هو عراق خال منهم – هذا احد شروطه – وخال من الاحتلال، أما مع وجود هذين الأمرين فلا جديد ولا عراق!!!

إن المُلاحظ للملصقات الإعلانية التي كانت تلصق على الجدران يجد إنها تضع فكرة العراق الجديد في أمدٍ قريب، ألا وهو حين تسلم هذا المرشح زمام الأمور " عند جلوسه على الكرسي"، وهذا كما يعرفه الكل هو جذبٌ لصوت الناخب تتخذهُ القائمة أو المرشح لنيل الأغلبية الساحقة وبالتالي حصولهِ على الكرسي الذي أتعبه واتعب أهلهُ معه.ولا شك أن العراقيين أدركوا هذهِ اللعبة القذرة من حيث الوعود الكاذبة لان هذهِ اللعبة إذا نجحت مرة لا أمل في نجاحها ثانية في ظل تزايد الوعي السياسي والثقافي والاجتماعي لدى المواطن العراقي.حيث هذا الوعي إضافة إلى الخبرة الاجتماعية والمدة الزمنية التي حكم بها هؤلاء – السياسيون – عراقنا الحبيب والتي امتدت – لحد ألان – ستة سنوات عجاف ( 2003/ إلى نهاية 2009) كلها أعطت للموطن العراقي الاحساس بل الشعور المخيّب لآمالهِ وطموحاتهِ التي كان يتربص تحقيقها عند تسلم هؤلاء السلطة، وهذا ما دفعه لانتخابهم طبعا.إن الشعب العراقي اليوم بحالةٍ من الاستعداد الجيد لخوض أنتخاباتٍ جديدة بعيدة كل البعد – على ما أعتقد – عن التخندقات الطائفية والحزبية.وهذا ما لوحظ في انتخابات مجالس المحافظات، حيث رأينا بأم أعيننا آلاف المرشحين وهم يخطون شعارات التفاؤل ببناء العراق الجديد، والقضاء على الفساد الإداري والمالي، وتعيين العاطلين عن العمل. إلا إن كل خزعبلاتهم هذهِ ذهبت أدراج الرياح، إذ لم ينتخب الشعب اياً منهم وكانت النتيجة – الأغلبية تقريبا – لصالح إئتلاف دولة القانون.حيث وجد العراقيون في هذهِ القائمة بصيص أمل بسيط مع إمكانية تحقيقهِ – إضافة إلى إن دولة رئيس الوزراء نوري المالكي حظي بتقدير وعطف ومحبة الشعب ولا أبالغ حين أقول انه امتلك قلوب المواطنين ممن كانوا يدعون ليل نهار لعودة الأمن والقضاء على الفتنة الطائفية، وهو ما تحقق تدريجياً وما زال كذلك.

إن المواطن العراقي اليوم بحاجة ماسة إلى من يفي بوعودهِ ويطبقها على ارض الواقع، وبحاجة إلى من يحقق آماله. أما محاولة التلاعب بعقول العراقيين بمجرد شعاراتٍ مزيفة – وان كان قد حصل سابقاً– فأنهُ لا يحصل في الانتخابات القادمة.كما إن اللجوء إلى رعاية الشباب – وتوزيع كارتات الرصيد وتوزيع الملابس والأطعمة قبل الانتخابات على المواطنيين – لا يجدي نفعاً لأي قائمة أو شخص أو حزب، فالمواطن أدرك هذهِ اللعبة واخذ يتمتع بشئ من الملابس والكارتات قبل الانتخابات دون انتخاب من تفضلوا عليهِ بهذا الفضل، لسبب واحد. لأنه أدرك لعبتهم القذرة التي يمارسونها.

لربما كانت مسؤولية بناء العراق الجديد تقع على عاتق الائتلاف العراقي الموحد السابق- إلا انه لم يفلح في هذا الأمر، بل اهتم بصراعاتهِ مع الأطراف السياسية الأخرى، كم انشغل بأمور تافهة وغير مجدية، والبعض ألهتهُ السياسة والمناظرات وتبادل التهم والسباب مع خصومهِ خدمة شعبه، وهذا ما فوّت عليه " الائتلاف" فرصة فوزهِ ثانية في الانتخابات القادمة. مع الأسف الشديد !!!
قد أكون مُخطئاً عندما أتحدثُ عن المستقبل – وأتنبأ بخسارة قائمة الائتلاف العراقي الموحد – إلا إن قراءة عميقة للشارع العراقي تقر بهذا الأمر، والفائز كما تفيدنا قراءاتنا واستنتاجاتنا هو إئتلاف دولة القانون.لأسباب يعرفها الجميع.

كما إن الشعب امتعض كل الامتعاض حيث رأى أن الائتلاف العراقي الموحد يعود اليوم بنفس الوجوه – دون تغيير- وكأنهم يأبوا أن يتنازلوا عن الكرسي أو عن الراتب والسلطة والنفوذ.أولئك هم أصحاب النفوس الضعيفة!!

لذا فان فكرة العراق الجديد كانت وما تزال ضرب من ضروب الخيال، أو أملا بعيد المدى.فالمبادئ لم تتغير، والوجوه لم تتغير، والنفوس لم تتغير........ إذن ....... العراق لا يتغير !!

إن إمكانية الإقرار بهذا الموضوع – موضوع التغيير- قد يكون من الجائز الحديث به بعد الانتخابات القادمة، أو معرفته من خلال الواقع الذي سيشهده العراق بعد الانتخابات دون الحديث بهِ اصلا.

إن أسطورة العراق الجديد لم تتحقق بعد، ولا تتحقق إلا بعد أن تتغير الوجوه، وتتغير النفوس، وتتغير البرامج والمبادئ السياسية، ويزداد الوعي السياسي عند المواطن وعند المسؤول. حينذاك يمكننا أن نتحدثَ عن بناءِ العراق الجديد.أما الحديث بهذا الموضوع مسبقاً فأنهُ يعد من قبيل الخزعبلات وتمضيه الوقت – لا غير !!، لكن لنقنع أنفسنا الآن ونقول إن أسطورة العراق الجديد، ستحدث، أذن هي على أية حال تقع ضمن دائرة المستقبل، والمستقبل آت.









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تحليل فيه تسطيح للامور
البراق ( 2009 / 9 / 21 - 10:13 )
الاخ الكاتب هناك خلط في الامور الذي لابد ان تعرفه ان ماتحقق من تحسن نسبي في الواقع الامني لم يكن من ثمار المالكي بل بشكل رئيس لزيادة القوات الامريكية في حينه نعم شاركت القوات العراقية والشرطة في تلك الجهود الا انها لم تكن من انجازات المالكي الا ان المالكي تمكن من استغلالها لمصلحته كما ان كشف زيف شعارات المجلس الاعلى كان له ايضا مردود ايجابي لصالح المالكي وقائمته . الا ان الاوضاع الان قد تغيرت وانكشف زيف دعوات المالكي في محاربة الفساد عندما اعلن ان عام 2008 سيكون عام محاربة الفساد والقضاء عليه !! وماذا حصل ؟ لقد اثبت بانه هو راعي الفساد والفاسدين ارجو مراجعة تعليقاتنا على المقالات الاخرى في نفس الصفحة لترى الامثلة على ذلك ولهذا تحليلك تسطيح للامور بشكل غير مقبول كونه لايخدم الحقيقة بشئ


2 - تحية الله عليكِ
إبراهيم حسن ( 2009 / 9 / 22 - 18:20 )
عزيزي الكاتب، ليكن بعلمك إنني لست من أنصار السيد المالكي او اتباعه والعياذ بالله، انني رجل حر مستقل/ كما انني لا اريد بمقالي هذا ان اروج لقائمة السيد المالكي فانا لا اؤمن بالدعايات الانتخابية وكما اشرت في مقالي الى ذلك. الحقية ان السيد المالكي كان افضل من رئيس الوزراء الاسبق اياد علاوي والسابق ابراهيم الجعفري حيث الاخير جعل الارهاب يسرح ويمرح في العراق. اتفق معك فيما تقول فالامن لم يكن من ثمار السيد المالكي وحده بل هناك عدة عوامل يمكن ان تعزى الى ذلك. منها ازدياد وعي الشعب العراقي، وانتشار القوات الامنية مدعومة من القوات المشتركة اضافة الى اندحار القاعدة وتخلي بعض الجماعات عنها وكذلك قتل الكثير من افرادها. وهناك اسباب كثيرة يصعب حصرها تقف وراء التحسن الامني. وانا لم اقل في مقالي ان السيد المالكي هو من اتى بالامن للعراقيين لانه لا يمتلك عصا موسى حتى يفعل ذلك.على العموم كانت انتخابات مجالس المحافظات خير دليل على استقطاب السيد المالكي لشعبه. كذلك في حديثك عن الفساد الاداري لا شك انه مقصر في ذلك لكن لا يوجد انسان معصوم من الخطا والتقصير فهذه هي الطبيعة البشرية التي جبلنا منها . استاذي الفاضل من الممكن ان يات خير من السيد المالكي وهذا ما نريده . نحن ندعم من يحقق لنا الامن والاستقرار وليقل

اخر الافلام

.. كيف ردّ أسامة حمدان على سؤال CNN عن حالة باقي الرهائن الإسرا


.. حزب الله اللبناني..أسلحة جديدة في الميدان!




.. بـ-تجفيف القادة-.. إسرائيل في حرب غير مسبوقة مع حزب الله| #ا


.. فلسطينيون في غزة يحمّلون حماس مسؤولية جرّ القطاع إلى الحرب




.. الجيش الأميركي: تدمير زورق مسير وطائرة مسيرة تابعة للحوثيين|