الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من زوايا التحضير للأنتخابات

عزيز العراقي

2009 / 9 / 21
ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق


يعتقد البعض ان قائمة " ائتلاف دولة القانون " التي يقودها رئيس الوزراء السيد المالكي , رفعت شعارات برنامجها الوطني البعيد عن الطائفيةلأغراض تكتيكية . بعد ان فشلت قائمة " الائتلاف الموحد " الشيعية في تبرير الثقة التي منحتها لها الجماهير الشيعية في الانتخابات الاولى . وابتعاد حزب " الدعوة " برئاسة المالكي عن اعادة تشكيل الائتلاف القديم , هو للأستحواذ على اصوات هذه الجماهير التي دفعت الكثير في ظل هيمنة قائمة " الائتلاف " على السلطة والحياة الاجتماعية , سواء بالمعارك التي جرت بين احزابها وسقوط مئات القتلى والجرحى لصالح حفنة من المتنفذين , او استحواذ منتسبي احزاب هذه القائمة على الوظائف والاعمال من دون جماهير الشيعة الآخرين , ومثل البعث سابقاً , يفاتح المتقدم الى وظيفة او دورة او كلية بضرورة الانتماء الى الحزب , او عدم القبول .

لقد ادركت جماهير الشيعة شرور الطائفية , ومحاصصاتها في اقتسام السلطة ووزارات الدولة , وكانت الأكثر تضرراً من بين الطوائف الأخرى , منذ سقوط نظام صدام ولحد الآن . وخوفاً من توجه هذه الجماهير لعدم المشاركة في الانتخابات القادمة , كأحتجاجات سلبية , والخوف الأكبر ان تمنح اصواتها للأحزاب العلمانية والديمقراطية . لذا وجدت القيادات الشيعية في توجه المالكي ما يؤمن استمرار سيطرتها الطائفية , بعد ان يستحوذ مرّة اخرى على اصوات هذه الجماهير . وحجة اصحاب هذا الرأي تقول : كيف يمكن لأقدم حزب شيعي ان يغير توجهاته بهذه السرعة ؟! وكيف سيتمكن من تحمل ضغط النظام الايراني الداعم الرئيسي لقائمة " الائتلاف " , او ارادة المرجعية العليا في النجف اذ كررت رغبتها في اعادة تشكيل القائمة الشيعية الموحدة , رغم تأكيد آية الله العظمى السيد السيستاني من : " انه يقف على مسافة واحدة من جميع العراقيين " .

ان الالتفاف على الجماهير وخداعها بهذا الشكل ان صّح هذا الرأي , سيكون انتكاسة لصدقية شعارات كل الاحزاب الاسلامية وما تدعيه من وطنية , وطعنة في ظهر هذه الجماهير التي ستجد الانتخابات وسيلة للغدر والضحك على الذقون . وسيكون الخاسر الأكبر ليست هذه الجماهير , بل حزب " الدعوة " بالذات . ومما لاشك فيه ان " الدعوة " والمالكي يدركون هذا جيداً , وهم حريصون على طمئنت الأصوات التي امنت لهم الفوز في انتخابات مجالس المحافظات , وتأمل منهم الكثير في الانتخابات البرلمانية القادمة .

ان ما يلفت النظر المضاربات الاعلانية بين القائمتين . فعباس البياتي يعلن برغبة خمسين حزباً تريد الانضمام لقائمة " ائتلاف دولة القانون " قائمة رئيس الوزراء نوري المالكي . وعمار الحكيم يقول ان قائمة " الائتلاف الوطني " التي يقودها : نريدها ان تكون جبهة وطنية عريضة , تضم حتى الاحزاب العلمانية . والمشاورات جارية لأعلا ن انضمام القائمة " العراقية " برئاسة اياد علاوي , والجهود مستمرة لعودة حزب " الدعوة " والمالكي الى القائمة . ونظراً لما تتمتع به القائمتان من امكانيات مادية واعلامية كبيرة , تظهر وكأن السباق الانتخابي الذي بدء قبل الآن يجري بين هذين القائمتين فقط . وليس من المستبعد ان تنضم احزاب تدعي العلمانية مثل الدكتور اياد علاوي الى القائمة الشيعية , اذ امنت له الفوز ولو بمقعد واحد لكي يتفادى خسران كرسيه النيابي مثلما حدث للجلبي في الدورة السابقة . وهذا الخسران يعتبره عار شخصي سيلحق به , والخلاص منه يستحق التضحية بالمبادئ التي اعلن حزبه عنها . وهذا رأي البعض من الاحزاب الصغيرة ايضاً , حيث ينتظرون الانضواء تحت جناح احدى القائمتين الكبيرتين , خاصة اذا أقر ان يكون العراق عدة دوائر انتخابية .

ان قائمة " الائتلاف الوطني " التي يقودها السيد عمار الحكيم معرضة للتفتت اكثر من غيرها كما يقول البعض . وذلك لجعل الفوز في السباق الانتخابي والتنافس مع قائمة المالكي هو ما يوحد صفوفها , وكذلك لأنشغال النظام الايراني بالصراع الداخلي , الذي يؤمل له ان يتسع اكثر خلال الاسابيع القادمة , وكلما توسع ضعفت سطوة النظام على القائمة , مما سيفقدها الكثير من تماسكها وقوتها . وهذا السبب الاهم بالنسبة لبعض الاحزاب الصغيرة للتريث بالأنضمام لأحدى القائمتين منذ الآن .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وزارة الخارجية الأميركية لـ -العربية-: يجب إعادة فتح معبر رف


.. لندن تلمح بضلوع الصين في الاختراق الرقمي الضخمِ الذي تعرضت ل




.. بوادر حرب باردة بين بكين وواشنطن.. و42% من الأميركيين يعتبرو


.. الخارجية الأميركية لـ -العربية-: من المبكر اتخاذ قرارات بحق




.. الخارجية الأميركية: الولايات المتحدة تعمل على مواصلة إعادة ف