الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العالم عندما القصيدة نثرا 2

عبد العظيم فنجان

2009 / 9 / 22
الادب والفن


طبعة لاحقة من ملحمة جلجامش

" أشعرُ بالغثيان : لستُ معتادا على الأزل "
بورخس

رغم أني صرتُ أعرفُ مآلي ، في لعبة المصائر ، إلا أنني شعرتُ ، فجأة ، أن عظام أمواجي قد نخرتها طحالبُ الخلود التي تطفو على مياه الأبدية ، فلم أعد ذلك الولد الذي يرتجفُ ، على وقع أقدامه ، هيكلُ العالم . هكذا عبرتُ المحيطات وجزر الظلام ثانية ، لكن من دون الحاجة لأن أمر بما مررتُ به سابقا ، إذ لستُ أرغبُ بشيء سوى أن أسمع سدوري : صوتُها الذي يبلبلُ السحنة الداخلية للعصور ، وهي تردّدُ ، كشاعرة انصهرتْ بأبجدية الحكمة ، نصيحتها الرائعة .

لعله من الشـِعر أنها لم تفكر ، لحد الآن ، بطباعة مجموعتها الشعرية ، عكس الكثير من الحمقى في هذه الايام ، ومنهم أنا الذي التهمتْ ملحمتي ملايينَ الألواح ، حتى نفد الغرينُ ، حتى فقدتْ اوروك خصوبتها ، حتى أنَّ الافاً من الكتبة طعنوا قلوبهم بالمسامير وانتحروا ، قبل أن أنتهي من سرد أكاذيبي الرائعة عليهم .

بعد كل هذا الطواف بين الأزمنة ، بين الوحوش والنساء والفنادق ، لا أحد يصدّقُ أن عناء الوصول الى سدوري ، والنومَ معها في سرير واحد ، وحده ، هو الخالد ، وإلا كيف افسّرُ المللَ الذي يكتسحني جالسا الى جوار آتونابشتم ، ولا عمل الا التلصلص على الكون بمنظار مقرّب : ارى الى موكبٍ من ألف جلجامش ، او أكثر ، يقفون عند باب الحانة ، وفي ممرات أحلامهم ترفرفُ مناجلُ صدئة ، لكثرة ما تسرَبتْ رطوبة ُ الخلود الى رؤوسهم .

ـ " لا بأس ..
اريدُ أن أكون في آخر الصف ،
هذه المرّة "

أقول ذلك لجلجامش مراهق ينتظر دوره ، من أجل أن يأخذ نصيبه من معسول وجه سدوري النادر تكراره ، كتذكرة سفـر توصله الى آتونابشتم . وفيما هو يدخن سيجارته متابعا ، عبر التلفاز ، أنباء حمامة الطوفان التي عادت الى السفينة ، وهي تقود سربا من الطائرات الحربية ، أهزُّ رأسي إذ أرى الى جسده الذي صار نحيفا كالناي ، لكثرة ما حفرتْ الأهوالُ من ثقوبٍ في حياته : كنتُ قد صادفته يفرُّ من اوروك ، ذات ليلة ، على ظهر زورق من القصب ، بعد أن أخذتْ بلبه مغامراتي ، فتغاضيتُ عن إعتقاله ، مفضّلا أن تأخذ عقوبته شكلَ هذا الترحال الذي لا معنى له :

لقد كان عليه أن ينتظر ، على الأقل ، حتى اضيفَ هذه القصيدة الى ملحمتي ، في طبعة لاحقة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بتكلفة 22 مليون جنيه.. قصر ثقافة الزعيم جمال عبد الناصر يخلد


.. الكلب رامبو بقى نجم سينمائي بس عايز ينام ?? في استوديو #معكم




.. الحب بين أبطال فيلم السيد رامبو -الصحاب- ?


.. لعبة الافلام الأليفة مع أبطال فيلم البحث عن منفذ لخروج السيد




.. إيه الدرس المستفاد من فيلم البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو ب