الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أسرار جنسية: ثالوث

لمى محمد
كاتبة، طبيبة نفسية أخصائية طب نفسي جسدي-طب نفسي تجميلي، ناشطة حقوق إنسان

(Lama Muhammad)

2009 / 9 / 22
الادب والفن


القهر لا يولد معنا ،بل يتبرعم فينا بعد نكبات عدة و ظلم لم نقو عليه ، عندها يصبح للبكاء معنى آخر فيحسه الآخرون...


هي:

خطرت لي جميع الأفكار الغبية التي تحثني على الانتقام لذلك الجمال الذي ملكه هو يوما ثم بصق عليه..
هذا ما بدأت به "رجوى "حديثها ، عندما فتحت قلبها للمرة الأولى ،وكانت تبكي..
- هل أحسستم مرة بالبكاء ؟!
لطالما بكى ناس أمامي فحزنت و لكنها المرة الأولى التي أحس فيها بالبكاء يجتاحني ، يؤلمني ، يحرض عيناي فتدمعان ..أحسست أن الدمع لا يتسرب من عينيها بل من روحها .. من مكان ما فيها أسميته قهرا.
قالت لي:
لم تكن حرب طوائف كما بشر أهله ولا كان هو الفارق الثقافي كما برر أهلي ..لكن السر الزوجي الليلي هو السبب ، صدقيني..

-كانت كلمة الجنس مطروقة جدا في كتبي الطبية ، لكن جملة السر الزوجي الليلي كانت بداية لسلسلة الأسرار هذه...

حكت " رجوى " قصتها بمنتهى الألم و كأنها حدثت منذ ساعات ، واضحة التفاصيل ، شديدة الوجع ، مبعثرة الترتيب :
حاربتها عائلتي.. أعلنتهم أعداء لأنهم رفضوا ذلك الرجل، أعلنتهم منافقين لأنهم عبروا عن طائفية ما كنت ألحظها سابقا…
لم يكن هناك حفل زفاف ولا حتى فستان فرح .. هربت معه ..
أربع سنوات في الجامعة ،و ثلاث في الدراسات العليا، و لم أر سلبيات ذلك الفارس الذي سحرني بأناقة مفرداته، وأغواني بفيض اهتمامه..
عندما اهتز السرير بنا للمرة الأولى ناداني "فرح"…ظننت أنني متوهمة متوجعة ولم أعر الأمر أية أهمية ، لكن ومع اندمالها جراحي الجسدية ، بدأت أوجاعي ..و بدأت (النق) كما كان يشتكي ..
كنت أحسه يستخدم جسدي ليتذكرها ، ابتعدت كرامتي عنه و ازدادت الهوة بيننا اتساعا...
درت في تلك الحلقة الضيقة حتى دخت ، عندها تمردت : أيتها الحلقة مللت استدارتك حول ضعفي ..لن تتصيري مربعا ، لكنني سأمسي قوية، و طلبت الطلاق…
نفسهم أهلي الذين رفضوا تلك الزيجة ، هم الذين شجبوا فكرة الطلاق ... لا مكان لي الآن...
صمتت " رجوى " مكفكفة دموعها ثم تابعت :
سأظل وحيدة ، ألجأ إلى لطب النفسي عله يروضني ، و أعود إلى زوجي كعاقلة ...
أتعلمين يا دكتورة اكتشفت أن الحياة لا تسلبنا شيئا.. نحن دوما من يقامر فيخسر .


هو:

قابلني بشكل جدي مبررا قدومه لعيادة نفسية :
أهلاس هي..مجرد تمتمات حلم ، لن تصبح حقيقة أبدا ،لأنها خيال ..ليست خيالي، لأنني مسكون بشبح آخر ،شبح امرأة برائحة الرغيف…
تابع متلعثما: الرياح تصفر في داخلي كزوبعة، أحس بها و قد قطعت كل السبل، لم تترك إلا ما يشدني إلى دفء الفرح ..إلى تلك الخيمة، في مفترق طريقي الصحراوي...
احتار قليلا ثم قال لي:
أجل أحرقتها..لأننا ننقلب صغارا وحوشا ..و لن نصبح أبدا وحوشا صغارا…
و كمن يرتب جملا أدبية ليكتب رواية قال "ديار" سأحكي لك كل ما لم يحدث:
دورت فنجانها ثم قالت لي سأقرأ لك الفنجان ،ضحكت وأجبت: هذا فنجانك أنت ..كيف يظهر مستقبلي أنا؟!
ابتسمت بخبثها المحبب: أقرأ مستقبلك في ثنايا نزواتي …
خلتها تمزح كعهدي بها ، ما توقعت بتاتا أن تكون نبوءتها إعجاز عرافة ، سحر امرأة برائحة الرغيف ..اسمها فرح ..حبي الأول .
قالوا أنها غريبة الأطوار ، بل جزم بعضهم أنها كافرة ،فرشوا وجهها و صدرها و وركيها على الطاولة المستديرة ، و دارت حولهم مباحثات لم تشهد المنطقة العربية لها نظير ، لا في نزاهتها ولا في نتائجها..
أما أنا فقد كنت أراها أنثى…أنثى استطاعت أن تخرج من إطار مرآتها لتضيء…
درت حولها ثلاث سنوات ، لكنني و بعد ليلتي الأولى معها.. فوق سريري الرطب، في غرفتي المحشورة في أحد أزقة دمشق القديمة، لم أعد مقتنعا بها أما لأطفالي ..
ببساطة تحولت إلى مومس في قاموسي الذكوري ..
بقيت أكتب كل يوم قبل أن أنام الجملة التالية :
امرأة برائحة الخبز ترقص في تنور داخلي، غير مهتم بصوت فرقعة الرغيف..أحرقتها و مازالت تقوتني...
و هو يغادر أضاف "ديار " : (على فكرة ) أنا شاعر مغمور ، ومجنون كبير.. (بخاطرك)...

خيال :

دخلت فرح عيادتي للمرة الأولى تتعثر بفستانها الأسود الطويل، خجلة جدا..ومتألمة جدا،جلست بخفة و بعدما عرفتني بنفسها ، ودون أن أسألها بدأت حديثها كشهرزاد : أعلم أن "ديار" يأتي هنا ،اتصل البارحة و أخبرني بذلك…
نحن لا نخسر شيئا لا نمتلكه أصلا ..لم آتي من أجله.
جئت أشتكي انتمائي إلى وطن لا قانون يحمي النساء فيه ،والى دين سخر لعبادة جميع الآلهة المنتخبة إلا الله الواحد..
أكره كوني امرأة في مجتمع تحكمه الغيرة و تلعنه الأحكام المسبقة ..تسيطر على عقله المعجنات ، الأزياء،الصبحيات و ألوان الشعر..
مجتمع النساء المغلق مهما انفتح ، والمكبوت برضى ساكناته…

يتبع...









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - ااعتراف مـسـائـي
أحـمـد بـسـمـار ( 2009 / 9 / 22 - 20:23 )
لن أستطيع النوم, ما لم أعلق ولو ببضعة كلمات على مقالك ـ المذكرات ـ هذا. أنت طبيبة.. طبيبة نفسية بالأحرى.. لا بد أنك تقدرين وضعي وعدم قدرتي على النوم. هناك سؤال يحوم حولي ويناغش أفكاري : هل لو كنت ما زلت تمارسين في مدينة دمشق, تستطيعين الكتابة عن الجنس والحب والعشق واعترافات النساء ولهفاتهن وحرماناتهن, بهذه السهولة الطبيعية التي تمارسين اليوم؟؟؟ هنا عقدة العقد يا دكتورتي الرائعة! كم امرأة في الشرق تستطيع اليوم مراجعة طبيبة نفسية, أو طبيبة مختصة في مشاكل الجنس؟!
زيرو. صفر, ولا واحدة. لأن هذه الأمور أمامها جدار برلين من ألف تابو.
الجنس. الحب. العشق. الجسد. أية امرأة مسلمة تتمكن من البوح حتى لخطيبها أو زوجها بهذه الكلمات... لذلك أنا اشجعهن من كل مشاعري وقلبي وإحساسي أن تبوح بهذه الكلمات الناعمة الشافية الطبيعية إلى عشيق أو عشاق..ولتسقط كل الدروب إلى جهنم وكل ما حرمتنا منه, من حياة وملذات حقيقية.. وأنا أنحني وأركع أمام كل اللواتي فـجـرن كل التابويات
والمحرمات والممنوعات...
أحمد بسمار مواطن عادي بلاد النساء والمحرمات الواسعة
لن أستطيع


2 - عذرا يا أهل الحوار
أحـمـد بـسـمـار ( 2009 / 9 / 22 - 21:09 )
أبدا لا أخالف قواعد نشركم. ولكن نشرتم تعليقي السابق ثلاثة مرات على نفس الصفحة... مما يدهش القارئ ويضيع رونق التعليق.. مع اعتذاري وتحيتي المهذبة إلى القراء والسيدة الرائعة لمى محمد


3 - لخبطة محببة......نعم
رامز بوزيان النصري ( 2009 / 9 / 23 - 01:07 )
ماذا ارتكبت صاحبة النص حتىيحل بها كل هذا...الجدارية او الصفحة ملخبطة بشكل سريالي..نصها و هو نظريا المنتج الذي يجب ان يطلع عليه القراء اصبح في المرتبة الثانية امام شطحات بسمار و اعترافاته المسايئة والتي -ربما لقيمتها كررت ثلاث مرات-لكن المشكل يزداد تعقيدا عندما نعرف ان اهل البيت=اي الحوار المتمدن=يصرحون انهم لم ينشروا التعليق لانه يخالف القواعد.......غيرتي على الموقع تدفعني الي نوع من التشدد بغاية مزيد التجويد....و لنا عودة الى النص بعيدا عن كل هذه المنغصات.....خاصة انه نص مخادع يتخذ من العنوان اداة للاستسهال الذي يقارب الاسهال لزوجة في الكتابة ...= الثالوث=ثم يجنح دون مقدمات فاذا نحن اسرى الاسرار ثم لتنغلق الدائرة فالاسرار المتحدث عنها تحيلك الى سر الاسرار =الجنس...لنا عودة... 


4 - نفس الدائرة
ثائر ( 2009 / 9 / 23 - 10:42 )
لقد استنفذت الكاتبة المعنى التي تقصده من اول خمس او ست اسرار
ياحبذا لو تتوقف ووتأتي بجديد اخر


5 - ردود...و تحية
د.لمى محمد ( 2009 / 9 / 23 - 11:24 )
الأخ أحمد بسمار
أسعدني مرورك ، و بالنسبة للخطأ التقني فلقد كان واضحا منذ البداية..و لم استخدم عروبتي في تحليله ...تحياتي

الأخ رامز النصري
عليك ب (سر الأسرار) ، و هو أحد الأسرار الجنسية التي تحدثت عنها ...تحياتي

الأخ ثائر
نحترم الآراء التي لا تخالف قواعد النشر كلها ،و ننشرها باختلافها ...تحياتي

د.لمى محمد


6 - رد بسيط.. وتحية مهذبة
أحـمـد بـسـمـار ( 2009 / 9 / 23 - 12:24 )
لن أتوانى يا سيدتي الرائعة عن المرور في شارع الحوار.. والالتفات لقراءة ما تكتبين.. لك الكتابة وتحليل أسرار بعض النساء.. وكل الرجال!
وأنا لي التعليق في المسافات البسيطة الذي يفتحه لنا الحوار.. رغم ضيق الأزقة... ولك كالعادة صادق تحيتي المهذبة.
أحمد بسمار مواطن عادي بلاد الحقيقة الواسعة


7 - أضيؤا شمعة
نور ( 2009 / 9 / 24 - 02:06 )
عندما سألوا فرويد ألا ترى أنه من غير المناسب الحديث عن الجنس بهذا الوضوح والاهتمام أجاب منذ آلاف السنين ونحن نتحدث ونهتم بالطوابق العليا فدعونا اليوم ننزل الى القبو ونعرف ماذا حدث به وما نوع الانتانات والروائح الكريهة التي تنبعث نتيجة عدم الكشف الدوري عليه ؟؟ وما كمية ونوع العقارب والأفاعي التي تسبح به وتحاول أن تصعد الى الطوابق العليا ؟؟!!
بدلا من أن نلعن الضياء يجب أن نضيء شمعة ؟؟


8 - كذبتِ ظني
المأمون الهلالي ( 2009 / 9 / 24 - 13:38 )
الاخت الكريمة د. لمى محمد
تحية طيبة
كنت حين أمر على عناوين مقالاتك أشمأز فأهرب ظنا مني أنك من النساء المرضى اللواتي يفرغن ما كُبِتَ في نفوسهن من خيبات الزمن ،، يُفرغنه إفراغا مبتذلا تتقزز النفوس بالاطلاع عليه إلا أني اليوم قررت أن أقرأ لك شيئا عسى أن أجد فيه نفعا فكان ما رجوت ثم قرأت ماكتبته عن الوسواس القهري فازداد يقيني بأن لك غرضا علميا لا يُجافي الخلق الكريم
أتمنى لك داوم التوفيق والنجاح


9 - ردود...و تحية
د.لمى محمد ( 2009 / 9 / 24 - 16:01 )
الأخ نور
للأسف لقد صعدت الافاعي و العقارب إلى غالبية الطوابق العليا.. لذلك فالمعركة اليوم ليست مجرد كلمات عن الجنس بل هي جمل عن مصائب الواقع التي تشغل المشاكل الجنسية ركنا منها...تحياتي

الأخ الكاتب المأمون
شكرا لكلماتك،و أمنياتك ...تحياتي


10 - دربة واسلوب مميز ولغة ماتعة
عبد الوهاب المطلبي ( 2009 / 9 / 24 - 17:07 )
تقديري واحترامي

اخر الافلام

.. كاظم الساهر: العاصمة الإدارية الجديدة مبهرة ويسعدنى إقامة حف


.. صعوبات واجهت الفنان أيمن عبد السلام في تجسيد أدواره




.. الفنان أيمن عبد السلام يتحدث لصباح العربية عن فن الدوبلاج


.. الفنان أيمن عبد السلام يتحدث عن أسباب نجاح شخصية دانيال في ل




.. فيلم ولاد رزق 3 بطولة أحمد عز يقفز لـ 193 مليون جنيه منذ طرح