الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الغرب 2009

زكرياء الفاضل

2009 / 9 / 22
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم


الغرب 2009

نشر موقع الحوار المتمدن، 22/9/2009، خبرا حول تظاهرة أقيمة بالعاصمة البيلاروسية منسك قامت بها مجموعة من الشباب احتجاجا على المناورات العسكرية البيلاروسية – الروسية. و ذكر الموقع خبر اعتقال بعض العناصر المتظاهرة. و رغم أن الخبر جاء في صفة الحيادية إلا أن العمود الذي نشر فيه و هو عمود"اليسار و القوى التقدمية" يجعل من المتظاهرين تقدميين يناضلون ضد الظلم. خاصة إذا انتبهنا إلى بعض الشعارات الزائفة التي رفعها هؤلاء مثل أن الشعب جائع و الدولة تصرف الأموال على الجيش. و هو شعار يستهدف من تصوير جمهورية بيلاروس، في عين المجتمع الدولي، دولة عسكرية ربما كالشيلي أيام بينوشيه. و هذا افتراء و كذب لا يحتاج إلى نقاش. لأن الشعب الجائع لا يساند مجوّعه، و الرئيس لوكاشينكو يتمتع بشعبية كبيرة لا يعرفها أي رئيس أو حاكم عربي إطلاقا. كما أن هؤلاء الشباب المغرور بهم يريدون تحويل الدولة البيلاروسية من مجتمع إبداعي إلى مستهلك كما هو الشأن بالنسبة للعديد من دول العالم الثالث. فهم من أنصار الحلف الأطلسي و السياسة الأمريكية العدوانية. فإننا لم نشهد لهم أية تظاهرة ضد الحرب على غزة بل على العكس من ذلك هم يؤيدون الدولة العبرية دون قيد أو شرط. و الشعب الفلسطيني لديهم ليس سوى بدو خارج نطاق الحضارة الإنسانية. ثم إن هذه المعارضة، التي تحدث عنها موقع الحوار المتمدن، و الذي يعتبر نفسه منبرا للتقدميين، هي بالمفهوم السياسي التقدمي تمثل الرجعية و تساند الإمبريالية. إذ أنها لا ترفض الاشتراكية فحسب بل تحرم شرعا سياسة السوق ذات التوجه الاجتماعي. إنها تساند كل المساندة التوجه الرأسمالي المتوحش. هذا من جهة و مع احترامي لكل الآراء، لكن احترام الرأي الآخر لا يعني عدم نقده أو الأخذ به. و من جهة أخرى و هذا هو الأهم، فإنّ هذه التظاهرة انتقدت من قبل رئيس "مجموعة هيلسينكي"، المختصة في حقوق الإنسان و المعارضة للنظام البيلاروسي، السيد أوليغ غولاك،الذي عبر عن كونها غريبة، كما أفصح عن شكوكه حول منظميها و أهدافهم من وراء نشاطهم هذا. و لم يخفي الحقوقي مخاوفه من أن يكون استراتيجية المنظمين تلويث العلاقات البلاروسية مع التحاد الأوروبي و تشويهها و التي دخلت مجددا في إطار إيجابي. لذلك صرح بأنه يعتقد أن منظمي التظاهرة توخوا استفزاز السلطات، الشيء الذي نجحوا فيه. و للتوضيح فقط فإن انتقاد هذا المعارض للتظاهرة نشرته جريدة بيلغازييتا المعارضة. فإذا كان المعارضون البيلاروسيون ينتقدون هذه التظاهرة فما هو الموقف الذي يجب أن يتخذه موقع الحوار المتمدن التقدمي من مثل هذه الأنشطة المستفزة؟ بحسب رأيي ليس كل من يقوم بتظاهرة ضد النظام القائم ببلاده يسعى لخير مجتمعه و علينا مساندته. لا بد من تقييم الوضع في كل منطقة بشكل منطقي و محايد، ثم بعد ذلك اتخاذ القرار السياسي. لأن نشر أي خبر على الموقع، أو في جريدة، هو بالدرجة الأولى قرار سياسي يساند أو يعارض.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مجلة المراسل 01-06-2024 • فرانس 24 / FRANCE 24


.. حزب الله يعلن قصف بلدتين في شمال إسرائيل وسط تصعيد متواصل




.. تصعيد بجنوب لبنان.. مسيّرات وصواريخ حزب الله تشعل حرائق في ا


.. الانقسام الداخلي في إسرائيل يتفاقم.. ماذا تعني تهديدات بن غف




.. تصاعد المعركة المالية بين الحكومة اليمنية والحوثيين يهدد بان