الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بلاد ئذٍ

رياض سبتي

2009 / 9 / 22
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


هي البلاد التي كانت فيها المرأةُ السافرةُ لا تُقْتَل .
هي بلاد الزهاوي الذي قال قبل تسعين عاما:
مزّقي يا ابنة العراق الحجابا إسـفري فالحياة تبغي انقلابا
مزّقيــهِ واحرقيــهِ بـلا ريــثٍ فقد كــانَ حارســاً كذّابــا

هي البلاد التي قاتلت ثماني سنوات لمنع الغزو الإيراني وإحتلال العراق .
هي البلاد التي كنّا نقرأ فيها للزهاوي والجواهري والرصافي و السيّاب والبياتي و زاهر الجيزاني وانعام كجه جي والتكرلي وعبد الرحمن الربيعي وكمال سبتي وبُلّند الحيدري وخزعل الماجدي ومحمود جنداري ومحسن الخفاجي وعبد الستار ناصر.
هي البلاد التي كانت حدودها الشماليّة والشرقيّة والغربيّة والجنوبيّة معروفة ومحميّة وآمنة .
هي البلاد التي لم يدخلها الأجنبي غازياً .
هي البلاد التي كان فيها الدينار الواحد يكفي لشرب قنينتي بيرة شهرزاد بدون مزّة .
هي البلاد التي كانت فيها عبارة الله أكبر تقال في الصلاة وليس عند ذبح الابرياء أمام كاميرات التلفزة.
هي البلاد التي أًستُشهد فيها الكلداني والآشوري والكردي والتركماني والشبكي والأزيدي والصابئي والفيلي والشيعي والأرمني والسني والمسيحي دفاعاً عن العراق ومنعاً لتصدير الثورة الخمينية إليه .
هي البلاد التي كانت فيها مقاهي ، الأعيان والبرلمان والزهّاوي والشّابندر وحسن عجمي إتحاداتٌ حقيقيةٌ للأدباءِ والكُتّاب.
هي البلاد التي كان يعرضُ فيها أكثر من خمسمئةِ عرضٍ مسرحي كلّ عام .
هي البلاد التي كانت فيها بغداد تستحمّ كلّ ليلة لتستيقظ في الصباحِ نظيفة وريحها طيب .
هي البلاد التي أنتجت: الحارس ،المنعطف ،الظامئون ، بيوت في ذلك الزقاق ، و النخلة والجيران ، الرجع البعيد ، الوشم ،خطوط الطول خطوط العرض ، وأباريق مهشمة ،عاشقة الليل ، انشودة المطر ، أبواب الى البيت الضيّق ، و كان يا ما كان ، بغداد الأزل بين الجد والهزل ، ترنيمة الكرسي الهزاز ، الخليقة البابلية .
هي البلاد التي كانت فيها عدد صالات السينما أكثرمن عدد الحسينيات اليوم .
هي البلاد التي كانت تشتهر بتماثيل الشعراء ونصبها الجميلة وجواد سليم ومحمد غني حكمت واسماعيل فتاح الترك وخالد الرحّال وعلاء بشير.
هي البلاد التي كانت فيها أشرطة أغاني سيتا هاكوبيان و داخل حسن وزهور حسين وناظم الغزالي وفينوس وقحطان العطار و أنوار عبد الوهاب وحسين نعمة وطالب القره غولي وياس خضر وفاضل عواد ولميعة توفيق ورياض احمد ، موجودة في محلات التسجيلات على مدار السنة وغير ممنوعة من قِبل الميليشيات .
هي البلاد التي لم نسمع فيها مصطلحات (البعثي، التكفيري ، الصفوي ، الناصبي، الشيعة في الجنوب ، الاكراد في الشمال ) .
هي البلاد التي دخلها التلفزيون الملون قبل كل العرب وفيها أوّل إذاعة .
هي البلاد التي كان يمثّلها عمو بابا وعلاء أحمد وأيوب أديشو وناطق هاشم ورعد حمودي وباسل كوركيس وهادي أحمد ودوكلص عزيز و أحمد راضي وعادل خضير و جليل حنون و شدراك يوسف تفرح إن فرِحوا وتحزن إن خسرِوا .
هي البلاد التي نالت جائزة من اليونسكو لقضائها على الأمّيّة
هي البلاد التي كان تلفزيونها يديره عراقيون ولغته عراقية بحتة .
هي البلاد التي كتَب فيها عبد الحميد الصائح أوّل مسرحية له وهو لم يتجاوز السادسة عشر من عمره وفازت في مهرجانٍ مسرحيٍ في نهاية السبعينات .
هي البلاد التي قادها ديكتاتور واحد وظالم واحد و طاغية واحد .
هي البلاد التي كان القاتل فيها معروف والمقتول ايضاً .
هي البلاد التي كانت تُصدّرُ نفطها ولم تستورد البنزين ولا النفط الأبيض .
هي البلاد التي كانت تخافها دول الجوار ولا تجرؤ على المس بأمنها وأمن مواطنيها
هي البلاد التي حاربنا من أجلها إيران في ثمانينات القرن الماضي و صدّام بعد حرب الـ 91 .
هي البلاد التي قال السيّاب عن شمسِها ، أجملُ و عن الظلامُ ايضاً .
هي البلاد التي أعلنت عن الفتاة رينيه دنكور في عام 1947 كأوّل ملكة جمال عراقيّة.
هي البلاد التي كانت فيها مدينة الناصرية تسجل وبفخر وجود أوّل امرأةٍ سافرةٍ في المدينة عام 1948 .
هي البلاد التي كان وزير التربية فيها عالماً لغوياً *
هي البلاد التي كان فيها المُعَمّم السياسي لا يجرؤ حتى أنْ يَحلم لإستلام مقاليد الحكم فيها .
هي البلاد التي كانت بلادأ واحدة وبرئاسةٍ واحدةٍ وخارطة واحدة وعَلَمٌ واحد.
هي البلاد التي كان وزراؤها ليسوا خريجي حوزات دينية او حسينيات .
هي البلاد التي كان فيها دجلة الخير يسهرُ حتى الصّباح بلا خوفٍ من انتحاريٍ يكره الحياة او سيارة مفخخة يقودها مكبوتٌ أو موتور يحلم بأول مضاجعة لأمرأة في تاريخه عندما يموت .
هي البلاد التي كان فيها ابن الكرخ يتزوج من ابنة النجف وابنة السليمانية تتزوج من ابن الناصرية.
هي البلاد التي لم تكن فيها بغداد مطوّقة بالعبوات ِ وتُذبحُ صباحَ مساء بصواريخِ ومتفجراتِ الاحزاب السياسية المتنافسة على كرسيِّ الوزارة .
هي البلاد التي لم يُقْدِم فيها العراقي المسلم على قتل العراقي المسيحي او المندائي او الأزيدي بسبب إختلاف الدين أو الطائفة .
هي البلاد التي َنزَفَت في عام 80 و وُريت الثرى في 2003 لكنها مازالت تنزفُ.
هي البلاد التي آلت أخيراً الى احتلالين بعد خرابها قبل أربعين عاماً.
هي البلاد التي كانت فيها بغداد أوَّل و ( آخر المدن المقدّسة * *) .
بلادئـذٍ ,هي بلادنا التي راحت .


 الدكتور الراحل احمد عبد الستار الجواري 1924-1988, كان وزير للتربية مرتين , حصل سنة 1953 على الدكتوراه عن أطروحته الموسومة: "الحياة الأدبية في بغداد حتى نهاية القرن الثالث الهجري، التاسع الميلادي."
نشرت له كتب عديدة ابرزها:
- (الحب العذري) القاهرة 1948.
- الشعر في بغداد حتى نهاية القرن الثالث الهجري بيروت 1956) وطبع طبعات عدة آخرها سنة 1995).
- (نحو التفسير ) بغداد 1962.
- (المقرب لابن عصفور) - تحقيق بغداد 1971.
- (نحو الفعل ) بغداد 1974.
- (نحو القرآن ) بغداد 1974.
- (اسلوب التفضيل في القرآن الكريم ) بغداد 1987
- (نحو المعاني (بغداد 1987.


** عنوان قصيدة طويلة للشاعرالعراقي الراحل كمال سبتي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - امنية عراقية
ايمان صالح ( 2009 / 9 / 23 - 02:40 )
ليت الوطن يعود كما كان حينئذٍ

اخر الافلام

.. فيديو: هل تستطيع أوروبا تجهيز نفسها بدرع مضاد للصواريخ؟ • فر


.. قتيلان برصاص الجيش الإسرائيلي قرب جنين في الضفة الغربية




.. روسيا.. السلطات تحتجز موظفا في وزارة الدفاع في قضية رشوة| #ا


.. محمد هلسة: نتنياهو يطيل الحرب لمحاولة التملص من الأطواق التي




.. وصول 3 مصابين لمستشفى غزة الأوروبي إثر انفجار ذخائر من مخلفا