الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الاستعصاء الديمقراطي العربي

باسل ديوب

2004 / 5 / 25
اخر الاخبار, المقالات والبيانات


في كلمته في افتتاح القمة العربية المؤجلة،أطنب السيد عمرو موسى الأمين العام لجامعة الدول العربية بحديثه عن إفساح المجال أمام القطاع الخاص، والمضي بتعزيز اقتصاد السوق الحر، والمبادرات الفردية في الاقتصاد، وعندما أتى على الشق السياسي في الإصلاح تمتم بكلمات عامة لا تخرج عما ورد في الوثيقة التي تداولها الإعلام مؤخراً تحت تسمية وثيقة مسيرة التطوير والتحديث والإصلاح، والتي توحي عموميتها الأولية عما سيئول إليه مصيرها بعد فترة قصيرة، وصياغتها الخلبية من مثال:استمرار الجهود....لمواصلة...تحقيقاً ل...ومراعاة. مرتكزاتنا الدينية..... ومراعاة ... و
تعميق أسس الديمقراطية و(الأخت شورى) وتوسيع المشاركة السياسية.... في إطارحقوق الإنسان وحرية التعبير وفقا لما جاء في مختلف العهود والمواثيق الدولية والميثاق العربي لحقوق الإنسان وضمان استقلال القضاء, بما يدعم دور مكونات المجتمع كافة بما فيها المنظمات غير الحكومية, ويعزز مشاركة فئات الشعوب كافة رجالا ونساء في الحياة العامة ترسيخا لمقومات المواطنة في الوطن العربي، كل هذا وين؟؟؟؟؟؟؟؟؟ في إطار سيادة القانون ( الذي ينفي كل الكلام السابق طالما احتكروا تفسير وتطبيق القانون)
لقد سدد العدو الأمريكي سهامه نحو نقطة ضعف الزعماء العرب،أي الإصلاح السياسي بإشاعة الديمقراطية، و الإصلاح الاقتصادي بالانتقال النهائي والكامل إلى اقتصاد السوق، أي إلى الليبرالية الجديدة التي تشيعها الولايات المتحدة في كل مكان، ولئن كانت النقطة الأولى لم تستنفر سوى نخب معزولة في أبراجها العاجية، ولم يعيرها عموم أبناء الأمة العربية أي اهتمام، فإن النقطة الثانية أثارت شهية رجال الأعمال العرب وهي التسمية المودرن للصوص ومحدثي النعمة والتجار والسماسرة والرأسماليين، ولم يخفي هؤلاء فرحهم بالهجمة الأمريكية طالما مكنتهم أكثر في وجه الحاكم المستبد، وبالأخص حيث توجد البيروقراطيات التقليدية، فلقد أجرى استطلاع سري للرأي خلال منتدى دافوس – في الشونة على البحر الميت للمشاركين العرب من القطاع الخاص، وكانت نتيجته أن 94% من هؤلاء لا يثقون بالإصلاحات التي يجريها حكامهم !!!!
إن مقولة رأس المال جبان تنطبق تماماً على رأس المال العربي، فلم يبذل هؤلاء أية جهود لدمقرطة المجتمع العربي، وحيث وثبوا إلى السلطة مواربة على أجنحة الانفتاح كما في حالة مصر، ساهموا في خنق الحريات أكثر وأكثر فطبيعة البرجوازيات العربية لا ينطبق عليها التوصيف الديمقراطي للبرجوازية كطبقة يرتبط وجودها بالديمقراطية السياسية، ولا يعني هؤلاء من الديمقراطية إلا الحياة البرلمانية و صناديق الاقتراع والإعلام الحر، ضمن نظام سياسي منضبط لا مجال فيه للمفاجآت الغير مستحبة، وأفظع ما يقومون به هو إعادة بلداننا إلى دورها في تقسيم العمل الدولي، وهو تصدير المواد الأولية الاستخراجية والزراعية، واستيراد السلع المصنعة بشكل كامل،
وفي البلاد العربية كما كل الدول المتخلفة تضطلع القوى الوطنية واليسارية بمهمة إنجاز التحول الديمقراطي الحقيقي، في مواجهتها للقوى البرجوازية التابعة، والمرتبطة بالسوق العالمية.
على الجهة المقابلة ينطوي المشروع الأمريكي على إلحاق المنطقة كلها بالاقتصاد والحماية الأمريكية، عبر تطبيق وصفات الليبرالية الجديدة، وتحرير التجارة، وإفساح المجال دون أية قيود لرأس المال المحلي والأجنبي للعمل في كل القطاعات، وإنهاء دور الدولة التدخلي في جميع المناحي، وتحولها إلى أداة ضبط وقمع لأي تمرد ،أو احتجاج على التغيير،أوعلى هذا النظام الجديد، وقصر دورها على الأمن الداخلي والقضاء فقط، وإنهاء أي فكرة تنطوي على التكتل القومي العربي،وتأكيد الدور الإسرائيلي المحوري في المنطقة وتصفية القضية الفلسطينية ، وتدمير القوى العربية الوحيدة الباقية (سورية والمقاومتين الفلسطينية واللبنانية )

وفي أحوال كهذه لا يمكن الركون إلى أي من مشاريع الإصلاح الكاذبة الأمريكية و الرسمية العربية سواء ، وعلينا العمل على بلورة خيارنا الديمقراطي المستقل، فالديمقراطية لن تكون حصان طروادة الذي ستتسلل منه أمريكا إلى بلادنا وتلحقها بها تماماً، وهي ليست أكثر من مزحة سمجة عندما يتحدث عنها الزعماء العرب في القمة، وبين هذين الخيارين تعيش أمتنا أسوأ أيامها.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المدرجات تُمطر كؤوس بيرة في يورو ألمانيا.. مدرب النمسا يُحرج


.. لبنان يعيش واقعين.. الحرب في الجنوب وحياة طبيعية لا تخلو من




.. السهم الأحمر.. سلاح حماس الجديد لمواجهة دبابات إسرائيل #الق


.. تصريح روسي مقلق.. خطر وقوع صدام نووي أصبح مرتفعا! | #منصات




.. حلف شمال الأطلسي.. أمين عام جديد للناتو في مرحلة حرجة | #الت