الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الجزائر تحتضن دونالد بوستروم

هاني العقاد

2009 / 9 / 23
حقوق الانسان


كثيرة هي جرائم إسرائيل التي ترتكب بحق أبناء الشعب الفلسطيني , منها ما كشف و منها ما لم يكشف ومنها ما افترض من قبل العالم أنه جريمة, و تم التحقيق فيه و ذهبت نتائج التحقيق أدراج الرياح و منها ما لم يتم التحقيق فيه , و الجرائم تتعدي مرحلة السرقة و الاستيلاء على الأراضي إلى الاستيلاء على الأعضاء و الاتجار فيها و تتعدي مرحلة القتل العمد إلى الإبادة الجماعية كما حدث في الحرب الأخيرة على غزة , و تتنوع الجرائم بتنوع فعل المحتل الغاشم إلا أن جميعها جرائم , و كونه محتلا فان وجودة على الأرض العربية بحد ذاته جريمة , و تنكره لقرارات و قوانين
الشرعية الدولية جريمة أكبر.
الصحفي السويدي دونالد بوستروم أراد الكشف عن جريمة كان و مازال يمارسها الاحتلال في فلسطين و هي جريمة إفراغ بطون الموتى من الشهداء الفلسطينيين و الاستيلاء على أعضاءهم و الاتجار بها, فقد عرض في تقريره الشهير عن سرقة أعضاء الشهداء الفلسطينيين بعد قتلهم و قد تمكن من إثبات 130 حالة سرقة أعضاء من الشهداء الفلسطينيين و تم توثيقها بالصور و أن من بينهم 52 حالة تمت خياطتها من قبل الجيش الإسرائيلي بعد نقلهم بسيارات الجيب العسكرية الإسرائيلية إلى المشافي الإسرائيلية و قيام طواقم التشريح بالمستشفيات بفتح
أجساد الفلسطينيين هناك و أخذ ما يمكن أخذه من أعضاء داخلية لصالح التجارة السوداء , تلك التجارة التي أغنت الكثير من الإسرائيليين منهم القادة العسكريين أو الساسة الذين صرفوا الملايين بعد ذلك على حملاتهم الانتخابية , فكثر هم الفاسدون في إسرائيل.... و كثر هم من لا يعرفون الإنسانية و كثر هم من يقتلون الفلسطينيين ولا يؤنبهم ضميرهم ؟؟. هاجت إسرائيل و غضبت و اتهمت بوستروم بما اتهمت و قالت عنه معاد للسامية و عدو إسرائيل الأكبر و حرضت علية وزارات بلاده و المؤسسات الإعلامية التابعة لسياسة إسرائيل و الكثير الكثير من الإجراءات والاهم من
هذا,لابد للعالم أن يعرف لماذا غضبت إسرائيل من بوستروم و تقريره ؟؟
لقد كتب بوستروم بالدليل القاطع و برهن ما كتبه بشهادات حية من الحضور و الذين رأوا بأم أعينهم أثار جريمة الاحتلال و أثار العبث في أجساد الشهداء الفلسطينيين و ما أغضب إسرائيل أن بوستروم صحفي وقع في الحقيقة بسرعة و بإتقان و عمل بشفافية و أمانة و شرف المهنة الإنسانية التي تنشد توصيل الحقائق للجماهير ووثق هذه الحقائق في كتاب يحكي تفاصيل الجريمة سينشر قريبا,و ما اغضب إسرائيل أن بوستروم ليس فلسطينيا , و ما أغضبها أن بوستروم كشف عن جريمة كانت تعتقد إسرائيل أن أحدا لن يستطع الكشف عنها يوما من الأيام لان معالم الجريمة أخفتها بيدها وحدها
, و لعل الحقيقة هذه هي التي أغضبت إسرائيل لأنها بالفعل حدثت و على أيدي أطباء و قادة عسكريين و ساسة بإسرائيل ولذا لم تستطع الدفاع عن نفسها أو التعليق سوي بكلمات عداء لهذا الكاتب الصحفي الذي فضح إنسانية إسرائيل الكاذبة وكشف قبح ما فعل جنرالاتها بأناس عزل أبرياء ليس لهم حول ولا قوة إلا بالله العالي القدير. اليوم احتضن العالم الحر هذا الرجل لأنه اثبت انتمائه للمهنة الصحافية و أثبت حقائق لم يتجرأ أحد أن يثبتها من قبل و تحدث العالم عما كتب , و تحدث هو للعالم عما كشفه و كان أخرها بالجزائر حيث منح جائزة
التميز الصحفي و عقد العديد من اللقاءات و المقابلات و الندوات و نحن نقول أن دونالد كتب على السطر ولم يحد عنه و لم يبتعد قيد سن القلم الذي كتب به لا لأنه فضح أمر إسرائيل ولا لأنه ساند الفلسطينيين بل لأنه كشف أيضا مدي عجز كافة المؤسسات الحقوقية و اللجان الدولية منها العاملة بالأرض الفلسطينية و الغير عاملة هناك لكونها لم تباشر مهام مسؤولياتها و تقم بالدور المطلوب تجاه حماية الفلسطينيين و حماية موتاهم من النهب الإسرائيلي و حماية أحيائهم من الموت و القتل العمد لأنها هي المؤسسات الوحيدة التي يسمح لها بالحضور و الكشف عن الجثث التي
نقلها الجيش الإسرائيلي إلى المستشفيات الإسرائيلية بل و حضور حالات التشريح إن كانت ضرورية على الرغم من انه أشار إلى أن بعض المنظمات الإنسانية في الأراضي الفلسطينية أبلغته أنها تسلمت عشرات الجثث مخاطه بشكل عشوائي. لقد كشف دونالد عن الجريمة و كتب عنها و أصبحت معروفة للعالم أجمع و تم توثيق ذلك في العديد من الوثائق منها المقروءة و المسموعة بالرغم من التهديدات التي يتلقاها دونالد يوميا بالقتل , و هنا نقول أن ما تبقي من القضية للمؤسسات الحقوقية الدولية للشروع بالتحقيق في حجم الجريمة للتعرف على حجمها و الضحايا الذين جرم بهم و
الوقوف عند كل معطيات الحوادث بالمعتقلات و السجون و المدن و القرى التي وقعت بها هذه الجرائم , و إلا فان الجريمة أن تكشف الجريمة و يبقي المجرم دون اتهام و دون محاكمة و الجريمة أن إلا يعير تقرير دونالد المؤسسات الدولية الحقوقية و الأممية الراعية و الحامية لحقوق الإنسان أي اهتمام , و إن كانت هذه الجريمة ستبقي كغيرها من الجرائم دون حساب و دون لوم من المجتمع الدولي فأننا نعتبر أن كافة مؤسسات المجتمع الدولي تشارك الاحتلال الإسرائيلي جرائمه لأنها تصمت عن الجريمة و من يصمت عن الجريمة فانه يرغب في استمرارها
.
[email protected]












التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الأمم المتحدة: إزالة دمار الحرب في غزة يتطلب 14 سنة من العمل


.. السودان.. مدينة الفاشر بين فكي الصراع والمجاعة




.. إعلام إسرائيلى: إسرائيل أعطت الوسطاء المصريين الضوء الأخضر ل


.. كل يوم - خالد أبو بكر ينتقد تصريحات متحدثة البيت الأبيض عن د




.. خالد أبو بكر يعلق على اعتقال السلطات الأمريكية لـ 500 طالب ج