الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


آلهة اليمن السعيد غاضبة على الحوثيين

محيي المسعودي

2009 / 9 / 23
حقوق الانسان


عُزّلٌ خائفون ، بعضهم يحتمي ببعض ، إذ لا سلاح باليد ولا أداة للدفاع عن النفس . تهبط عليهم صواعق اله اليمن الرحيم بخلقه المتألم مع أي أنسان يتألم على الأرض .. صواعق الاله اليمني تخطف أرواح العشرات من الأبرياء .. نساء ,أطفال, شيوخ .. وشباب اعتزلوا القتال ورضوا بالظلم بدل الموت . هذه الصورة ملتقطة من أحد مخيمات للاجئين إلى اليمن من اليمن . لا ذنب لهم إلا أنهم اختلفوا في المذهب مع الشريحة العابدة للاله اليمني المبارك وأن البعض منهم صاح بوجهه " يكفي ظلما .. ليس ذنبنا أننا اختلفنا مع عقائد المنحرفين عن الدين والطائعين للسلاطين الظالمين في امتكم , فاتخذنا البكاء والحزن للتعبير سبيلا ولم نحتفل مع اخوتنا المحتفلين "كل يوم" بمآدب الذبح التي يُقيمونها "للكفار "الذين يقول عنهم شيوخ الذبح انهم احتلوا عليهم الأرض كلها , آسيا والامركيتين واوروبا واستراليا وافريقيا والفضاء والقمر والعلوم والثقافة والفنون والحضارة, حتى أن مكانا واحد لا يوجد على الارض يأوي اميرهم الاكبر"الذبّاح " أبن لادن وقائدهم الفذ صدام حسين "حجاج العصر"....
العالم صامت جراء مجازر حكومة اليمن بحق اليمنين الحوثيين خاصة وبحق الشيعة عامة .. صمت لايبرره إلا عهر السياسة العربية وبركماتية السياسة الغربية وظلامية العقيدة في العالم العربي الاسلامي الذي يبارك الحكومة اليمنية تقتليها لشعب اليمن.. الحكومات العربية وشعوبها تدعم وتبارك المجازر لأن المستهدفين بالقتل هم أعداء الأمة العربية والأسلامية التي انجبت ومجدت السلاطين ووهبتهم السلطة المطلقة على الأموال والنفوس .. قد لا يختلف المقتولون عن القتة في جوهر العقيدة وطريقة الحكم ولكن المقتّلين في اليمن .. لا يمجدون القتل والذبح بالسيف لكل من ليس معهم "بذق طويل ودشداشة قصيرة" واكتفى هؤلاء بالبكاء والحزن وجلد أنفسهم في اعلى درجات القسوة وما دون ذك فهم في التخلف والأنحراف سواء مع اخوتهم الارهابين السلفيين.. ولكن مهما كان التخلف والأنحراف شديدا فانه لايبرر الجرائم البشعة التي ترتكبها حكومة اليمن بحق اليمنيين الحوثيين وغير الحوثيين . لا يوجد تبرير او تفسر يقبله العقل والمنطق, لأن تقاتل حكومة شعبها او بعضه بهذه الهمجية القاسية وهذا الحقد الاعمى انها تفعل ما كان يفعله صدام في الشعب العراقي ولم تتعلم من نهاية الدكتاتور العراقي درسا في العواقب التي تلحق بالمجرمين .. فلو أن في اليمن توجد فسحة من الحرية لاتباع العقيدة الزيدية ويسمح لهم بلطم الصدور والبكاء والعويل لفرّغوا ما بصدورهم وانصرفوا عن الثورة ضد الحكومة وانشغلوا بطقوسهم البليدة . ولو أن الحكومة اليمنية تطبق الحد الأدنى من العدالة الاجتماعية بين مواطنيها لما انتفض الحوثيون ضدها ودفعوا ارواحهم وامولهم واعراضهم ثمنا لهذه الانتفاضة . لو ان الحكومة اليمنية تعاملت مع اليمنين جميعا على أنهم سواسية ومن درجة واحدة في المواطنة لما غضب الحوثيون وغير الحوثيين عليها.. ولكن للأسف الحريات وحقوق الأنسان هي من أخطر الممنوعات التي تمنعها وتحاربها حكومة اليمن "مثلها مثل جمع الحكومات العربية بلا استثناء" أما العدالة الاجتماعية فهي ليست على اجندة الحكومة لأن "اله اليمن السعيد الذي خلقه وادبه وحلق له رأسه اله بلاد ما بين النهرين الاله صدام " وضع نصب عينيه ان الشعب أول وأخطر اعداءه ولذلك فأن تحقيق العدالة سوف يسمح لهؤلاء الأعداء بالتوحد ضده وسوف يساويهم مع ذويه وعشيرته وزبانيته وعبيده المؤمنين بربوبيته وهذا يخدش كرامة العرش الالهي اليمني وخدمه ..
لو ان الحوثيين وغيرهم في جنوب اليمن شعروا بأنهم موطنون متساوون مع غيرهم في هذا اليمن السعيد"" لخافوا على سعادتهم وتمسكوا بوحدتهم داخل يمن واحد ولما دعوا إلى لانفصال عن حكومة اليمن والنظام الاجتماعي والديني والسياسي فيه . هذا ليس غريبا على اليمن وعلى جميع الدول العربية, ولكن الغريب في الامر ان جهات دولية تدعي حرصها على حقوق الانسان تقف مع "اله" اليمن وتدعمه سرا وعلانية وهي ترى المجازر اليومية التي يرتكبها النظام اليمني بحق اليمنيين ويساعده على ذلك مرتزقة هم خبراء الجريمة واصحاب التجارب الطويلة في قتل العراقيين وتعذيبهم ابان نظام صدام حسين من ضباط ومخبرين وطيارين . وفي غفلة او عن عمد يصف اعلام العالم المتحضر الحوثيين بالمتمردين , فقناة مثل قناة الحرة الممولة امريكيا تصف القتلى من الاطفال والنساء والشيوخ بالمتمردين ولا ادري على من تمردوا ربما على دعوة ابراهام لنكن لتحرير العبيد !!. قد لا يعلم احد ان وراء وصف الحرة للحوثيين بالمتمردن هي ثقافة المحررين والاعلامين العرب الذين يعملون في الحرة والذين لم ولن يتخلصوا ابدا من انتماءاتهم الطائفية والقومية وان اقسموا على ميثاق شرف مهنة الاعلام ودرسوا وتعلموا ان الحياد في الاعلام هو العمود الفقري فان كسر يصبح الاعلام حينها عجينة بيد من يملكها يفعل به ما يشاء ولكنه يفقد بالمقابل مصداقيته وجمهوره . وحتى ينتبه العالم لجرائم الحكومة اليمنية بحق الانسان يبقى اليمنيون الحوثيون والزيديون والسياسيون المعارضون والشيوعيون يدفعون ثمنا باهضا لمعارضتهم آلهة العرب في اليمن ...... فبئس امة , كانت قبائلها تغزوا بعضها البعض فتنهب الاموال وتدمر المنازل وتغتصب النساء وتستعبد الرجال والنساء والاطفال . وبئس امة اعتنقت دينا يدعوا للعدل فمارست الظلم اينما حل امراؤها وونزلت جيوشها وافتى شيوخها حتى نكح القائد منهم مئات الايماء وصارت لديه مئات الجواري والغلمان وملك الاقطار بدل اهلها جورا وصار الشيخ اميرا ذبّاحا . وبئس امة هي الان ارذل الامم واحطها مقاما واعدمها علما وسلاما واكثرها ارهابا واجراما . اذ تقتل الغريب لغربته والقريب لمذهبه والبعيد لبعده والعاشق لعشقه والكريم لعطائه والشريف لشرفه وتمجد السفاحين والسلاطين الطغاة . وينتظر اهل الدين فيها عشاء او غداء او فطورا في جنة الخلد مع نبيهم, جزاء ذبحهم عمال ينتظرون على الرصيف قدوم رزقهم المتغيب دائما او ابرياء يتعبدون بسذاجة وعفوية او اطفال يلعبون ببراءة او جوعى لطعام شهي ياكلون او مرضى يتشفون او غافلون على الرصيف يتنزهون او متسوقون لعوائلهم بكيس خضار يُفرحون . بئس امة صار لسانها حذاء وتوجت رأسها بحذاء وفكرت واحتفلت بحذاء ونامت وحلمت وصحت على حذاء . بئس امة جف رافداها وضاع غناها وهُزم ابطالها وذاع صيتها بالتخلف والارهاب, وبئس امة صار يمن ها السعيد تعيس وقدسها تدنيس .










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شاهد| دبلوماسيون يغادرون قاعة الأمم المتحدة بعد بدء خطاب نتن


.. نزوح من مخيم شاتيلا للاجئين الفلسطينيين في لبنان




.. خطاب أمام الأمم المتحدة وتصعيد للقصف على بيروت.. كيف يفسر سل


.. مؤتمر صحفي لوزراء خارجية عرب في الجمعية العامة للأمم المتحدة




.. إعلام إسرائيلي: نتنياهو أمر بقصف الضاحية الجنوبية قبل بدء خط