الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ناجية 25 - قصة مترجمة للكاتب التركي حكمت فريدون اس- ترجمة عبير الياسمين

عبير الياسمين

2009 / 9 / 23
الادب والفن


Hikmet Feridun Es
ولد عام 1909 في اسطنبول وتوفى عام1992 كاتب وصحفي تميز بكتابة الحكايات الساخرة ,, قصصه تشبه الطرف والنكات لذلك فهي سهلة القراءة ومسلية
ناجية 25
انا لم اصادف في حياتي شخص مستقيم وابن حلال مثل خير الله افندي , كان خير الله افندى انسان ملتزم ولايحب ابدا ان ياكل حق اي احد ,و كان يعطي لكل صاحب حق عنده حقه بالكامل ,, مثلا اذا اراد تصريف (فك)ورقة نقدية وصادف وقام احدهم باعطائه عن طريق الخطأ زيادة بالمبلغ,فانه يقوم بارجاع المبلغ الزائد على الفور الى صاحبه حتى لو كان شيء بسيط جدا,,
واذا كان يريد شراء شيئا ما وكان سعره فرضا 30 قرش لكن البائع طلب منه 20 قرش فقط فان خير الله افندي سيقول له: لالالا, هذا لايجوز ان بضاعتك تستحق30 قرش وليس 20 قرش ويقوم باعطائه 30 قرش بدون اي تردد ,, هذا هو خير الله افندي
يوم امس كان الجو جميل جدا فقرر خير الله ان يركب الباخرة (العبارة) ليعبر البحر للذهاب من اسطنبول التي في الجهة الاوربية الى اسطنبول التي في الجهة الاسيوية والى منطقة كادي كوي,,
والظاهر جمال الجو جعل الكثير من الناس تفكربهذا الشكل لذا امتلأت الباخرة بالركاب,, وحسب ما رأى وقال خير الله افندي ,, كان بين الجمع فتيات في غاية الجمال يخطرن بدلال , بعضهن كان يرتدين الملابس الخفيفة لحرارة الجو وبعضهن كانت تفوح منهن رائحة عطر زكية تعبق المكان,,
لدى اقتراب الباخرة من مرفأ كادي كوي تهيأ الكل للنزول واقفا فحصل ازدحام صغير ووجد خير الدين افندي نفسه في وسط جمع غفير من السيدات
وكانت امامه امرأة فاتنة الجمال نظر خير الله افندى الى المرأة وعرفها على طول انها ناجية 25 , طبعا اكيد ستقولوا ما هذا الاسم الغريب ؟؟
لكن هذا كان اسمها في الدائرة الحكومية التي يعمل بها خيرالله افندي , ناجية 25!
وساقول لكم قصة هذا الاسم ,كان هناك احد زملاء خير افندي من الموظفين وكان رجل مسرف ومعروف عنه بانه مولع بالنساء ,, هذا الرجل امضى في احد الايام ليلة مع ناجية , وفي صباح اليوم الثاني اتى الى العمل وعيناه محمرتان وشكله متعب وقال مفتخرا :
- امضيت ليلة حمراء مع امرأة تدعى ناجية كانت ليلة مدهشة ودفعت لها اجرا 25 ليرة
وكان في كل مرة يقص الليلة بشكل مثير وجميل بحيث جعل الكل يفكر في ناجية وفي ال25 ليرة ومن ذاك اليوم ثبت هذا الاسم على المرأة واصبح اسمها ناجية 25 !
حدق خير الله افندي بالمرأة التي تقف امامه من اعلى رأسها الى اخمص قدميها فتأكد منها وقال :
- انها حقا تستحق 25 ليرة!!!!
ونتيجة للازدحام ومحاولة الكل الوصول الى باب الخروج للنزول قبل الجميع .
تقارب الجميع ,, مما دفع خير الله افندي للاقتراب من ناجية اكثر واكثر ونتيجة لدفع البعض له من الخلف التصق صدر خير الله بظهر ناجية بشكل تام ,و مما دفع خير الله الى التحليق في سماء حلم جميل ,, وكانت ناجية تلتفت الى الخلف بين فترة وفترة وتضحك بدلال مما دفعه الى سؤالها :
- ارجو ان لا اكون قد ضايقتك سيدتي ؟؟؟
ابتسمت ناجية قائلة : بالعكس ليس هناك اي مضايقة سيدي,,
ولان الباخرة كانت مزدحمة جدا استغرق نزول الركاب وقتا واستمر هذا الوضع لمدة ليس بالقصيرة ,, واخيرا بعد نزولهم الى رصيف الميناء كان قلب خير الله افندي يخفق بشدة وكان العرق يتصبب منه ,, اسرع الخطى واقترب من ناجية 25
وقال لها – دقيقة اذا سمحتي سيدتي ,
وفتح محفضته واخرج منها ورقة بعشر ليرات واعطاهة لناجية التي استغربت بشدة وقالت له : ما هذا سيدي ؟؟
فقال : ارجوك سيدتي ان تقبليها,,
ووضع المبلغ بين يديها وتركها وابتعد وضميره مرتاح لانه عمل بمبدأه الذي يتمسك به دائما وهو, عدم اكل حق اي احد ابدا !!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. سكرين شوت | الترند الذي يسبب انقساماً في مصر: استخدام أصوات


.. الشاعر أحمد حسن راؤول:عمرو مصطفى هو سبب شهرتى.. منتظر أتعاو




.. الموزع الموسيقى أسامة الهندى: فخور بتعاونى مع الهضبة في 60 أ


.. الفنان محمد التاجى يتعرض لأزمة صحية ما القصة؟




.. موريتانيا.. جدل حول أنماط جديدة من الغناء والموسيقى في البلا