الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أهلا بالأزمات

هيثم البوسعيدي

2009 / 9 / 24
مواضيع وابحاث سياسية


*أزمات كبرى تشتعل في أرجاء المعمورة، تختلف أشكالها وتتعدد مصادرها، فقد تكون بيئية أو صحية أوناتجة عن الفعل البشري كالحروب مثلا لكنها تأتي نتيجة الكوارث والمآسي التي تلحق الضرر بالإنسان والبيئة والمجتمع، ورغم آثارها المدمرة فإن للأزمات فوائد عدة فكما يقال " رب ضارة نافعة"، لأنها تكشف المستور وتعري القصور وتفضح المسكوت عنه وتظهر السلبيات كما هي وتسلط الضوء على السلوكيات المنحرفة، وتبرز مدى التلاحم أو التنافر بين الشعب وحكومته من جهة ومن جهة أخرى تتضح حقيقة أخرى ذات أهمية قصوى ألا وهي ضعف أو قوة الروابط بين شرائح وفئات المجتمع وما مدى قدرات هذه المكونات في التصدي لهذه الأزمة العابرة.

والأهم من كل ذلك ما تكشف عنه الأزمات من أمور وخفايا عدة لا تظهر على السطح إلا بشكل مفاجئ وفي أوقات الشدائد ولحظات المحن مثل ضعف الإدارة وتردي الأوضاع وسوء التنظيم والغفلة عن معالجة بواطن الخلل وتخبط القيادات في مختلف أجهزة الدولة وإخفاقها في التعامل مع مخاطر الأزمات.

هـنا تصبح القيادات في خبر كان ووضعية محرجة بحيث لا تستطيع التستر على النتائج السلبية للأزمات المستفحلة والتي يترافق معها مزيد من الخسائر المادية والبشرية والمعنوية بل تتضح حقيقة الفشل المدوي لكل السياسات المزعومة والخطط الكاذبة والأستراتيجيات المفتعلة.

وبمرور الوقت يكون الوطن بكامله أمام فضيحة بل أشبه بمهزلة لا يستطيع بسببها أهل المسؤولية من ستر العورة ووقف التدهور الحاصل في مختلف الاتجاهات وهم الذين حملوا الأمانة وسخرت كافة الإمكانيات لهم وخصصت لهم الميزانيات اللامحدودة، فأين الخطط؟ وأين البرامج وأين انجازاتهم المصطنعة؟ وأين القفزات المزيفة؟ وأين الاحساس بقيمة المسؤولية التي وضعت بين أياديهم؟ وماذا حققوا خلال الفترات الماضية للأوطان والمجتمعات غير تضخيم مصالحهم الشخصية والغرف من خيرات الوطن والالتصاق بالكراسي لسنوات طويلة.

لذا لن يتصدى مثل هؤلاء لأي كارثة قادمة أو أزمة عابرة لأن فاقد الشئ لا يعطيه، فالازمات والمحن هي في نظرهم حدث عابر لن يزعزع ما وصلوا اليه من مكانة وحظوة لعدم وجود مبدأ المحاسبة ومعاقبة المسئ ومسائلة المقصر، وعندما يسود هذا الفكر المدمر لن تصل تلك المجتمعات والدول إلى مرحلة مواجهة الأزمات بفعالية والتصدي للكوارث والمآسي بحزم وثبات إلا إذا اصبح أهل المسؤولية على درجة عالية من الأخلاق ومستوى كبير من الإيمان والإحساس بالمسؤولية والإدراك الحقيقي لمعنى الادارة وقيمة السلطة...وحتى تصل الأوطان لهذه المرحلة فلنقل للأزمات أهلا أهلا لأنها ستكشف الحقائق وستزيل الأقنعة وتعري الانتهاكات المرتكبة بحق الجميع*








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - صحيح
مازن ( 2009 / 9 / 24 - 18:20 )
المحترم هيثم
ومن ذا الشجاع الهمام الذي سيقف بوجه السلطات ويقول لها تنحي جانبا وأفسحي المجال للأخرين كي يعملوا حتى يرى الله عمله ورسوله والمؤمنون؟
ماقلته هو صوابا بكل المعايير،لكن دعنا نكون جديين مع أنفسنا،نمن منّا يعير أهمية للمياه في بلاد وضعها المائي سيء؟ ومن منّا يعير اهمية لنظافة البيئة وهي تكاد تكون مطلب عام في جميع البلدان؟ ومن منّا يرشّد أستهلاك الكهرباء في فصل الصيف ونحن نعلم بمدى الحاجة الى تخفيف الضغط عليها أبان فترة الصيف؟
أن أجهزة السلطة او دعنا نقول أجهزة الدولة التنفيذية والرقابية هي نتاج المجتمعات، فهل تعتقد بأن أحدنا لن يستغل سلطته عندما يتسنم منصبا معينا؟؟
أنت لست في المدينة الفاضلة،ولن تكون هناك هكذا مدينة
تحياتي

اخر الافلام

.. اتفاقية الدفاع المشترك.. واشنطن تشترط على السعودية التطبيع م


.. تصعيد كبير بين حزب الله وإسرائيل بعد قصف متبادل | #غرفة_الأخ




.. نشرة إيجاز بلغة الإشارة - الحكومة الإسرائيلية تغلق مكتب الجز


.. وقفة داعمة لغزة في محافظة بنزرت التونسية




.. مسيرات في شوارع مونتريال تؤيد داعمي غزة في أمريكا