الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


صّناع المستقبل؟!

ماجد محمد مصطفى

2009 / 9 / 24
الصحافة والاعلام


نار هي اسعار حفلات الفنانين بمناسبة عيد الفطر.. فبينما وصل اجر الفنان كاظم الساهر في حفلة واحدة الى 200 الف دولار عدا طائرة خاصة تقله نظرا لارتباطاته بحفلات اخرى بلغ سعر دخول حفلة الفنان الفارسي الشهير (معين اصفهاني) في اقليم كوردستان 300 الف دينار عراقي للشخص الواحد..
ارتفاع اسعار حفلات الفنانين يوضح اشياء اخرى اهمها المستوى المعيشي للمواطن وامكانيته حضور تلك الحفلات في ضوء راتبه الشهري وحالة البلد واستتباب الامن والسلام واثرهما على مفاصل الحياة المختلفة.
والسياحة ايضا شهدت بدورها نشاط ملحوظ اثر توجه اعداد هائلة من العراقيين الى اقليم كوردستان الفيدرالي الذي عانى من سبل احتواء تلك الاعداد الكبيرة وتوفير افضل الخدمات السياحية جراء قلة الفنادق والاسواق المعطلة بمناسبة العيد مما حدا ببعض العوائل الى افتراش المساحات الخضراء والحدائق ناهيك عن حالة تبديد فرحة العيد والاصطياف بالرجوع مكرهين الى الديار.
ورغم ان الفنان الفارسي معين اصفهاني سيحيي حفلة جماهيرية عامة ستشهد الازدحام والصخب والتدافع وكل ما يحرص الاعلام الرسمي خاصة الخوض فيه وبسعر 30 الف دينار للفرد الواحد في مدينة السليمانية المعطاء الا ان ارتفاع اسعار حفلات الفنانين يثير اسئلة اخرى على سبيل المثال وليس الحصر تفكير الاباء في توجيه ابنائهم الى الغناء والطرب او الرياضة رغم محدودية رواتبهم مقارنة برواتب الاطباء والمهندسين والاساتذة وكل الذين مازالوا يؤمنون بان الشهادة وحدها كفيلة بضمان المستقبل وليس الفن ذلك الطريق الصعب الذي يحفل بمطبات واعراف اجتماعية تنظر الى الفنانين كدرجة ثانية من البشر ابان تكالب السلطة الاهتمام بهم تجميلا لسياساتها ووقوع الكثير منهم في شباكها بالضد من تطلعات الشعوب وعزوف غيرهم عن الغناء والطرب وسائر الفنون تطبيلا للدكتاتورية مثل مواهب رياضية اخرى لم تنل فرصتها للسبب ذاته.
لاشك ان الفن عامة والرياضة وبالخصوص المستويات العالية مواهبة فطرية تدخل في صقلها ظروف موضوعية وذاتية من الاهمية الاهتمام بها نحو الاهداف المستقبلية .. بيد ان الحالة العراقية الخاصة نتيجة ظروف البلد ولدت فنانين تاهوا في مفترق الطرق نحو سلوكيات وانحرافات خطيرة مثل تعاطي الحبوب المخدرة والشذوذ والانسلاخ عن المجتمع الام الذي فشل في تلبية رغباتهم باعمار سهلة الانقياد وبشكل امسوا عالة على ذويهم واصحاب الفن الاصلاء مثل رياضيين اعاق عدم الالتزام بالتدريب والسهر والتدخين بلوغهم الانجاز الرياضي المتميز.
ليس هناك فن للفن او رياضة للرياضة فقط حيث ينعكس اثرهما سلبا او ايجابا على المجتمعات ومدى بلوغها شروط التمدن والتقدم والتوجه الحضاري وللحكومات الخلاقة دور هام في تحديد السياسات الناجعة لبلوغ الاهداف والتطلعات المرجوة وفق ايديولوجياتها في ضوء الامكانيات المتاحة والخطط الكفيلة بضمان مصلحة البلد وحقوق المواطن التي هي مفخرة للانسان والانسانية في الدول الديمقراطية والمتمدنة ولم تتحقق سبلها ومفرداتها بعد في الدولة العراقية التي عانت منذ تأسيسها اوائل القرن المنصرم من السلطة والتسييس والدكتاتورية لاسيما ابان حكم النظام المباد وبما يفترض الاهتمام لانجاز وتحقيق حقوق المواطن لدى الدولة وليست الواجبات فقط كاهم انجاز تفتخر به الديمقراطية وتواكب تعطش شعوب العراق الى تفعيل تلك الحقوق في سائر المجالات وفق ضوابط قانونية غايتها مصلحة المواطن وتطلعاته في الحياة الحرة الشريفة.
حقا السياحة تعد من ابسط حقوق المواطنيين فضلا عما تدرها على ميزانية الحكومات مثلها احياء ومتابعة حفلات فنية وغنائية ولكن باسعار مناسبة ومعقولة تواكب الافراح والمسرات بعد المعاناة المزمنة من الارهاب وفلوله بتحسن الاوضاع الامنية واستتباب السلام والامن اذ تثار اسئلة جديدة اخرى حول الذين يصنعون المستقبل هل هم الكتاب والمفكرين والصحفيين والاساتذة واصحاب التخصصات الفنية المختلفة بافكارهم وارائهم ام اهل الغناء والطرب.. الاثرياء بحظوة لدى الساسة والجمهور بعكس مهن اخرى هي تؤام السياسة الصريح وربما من اسباب تعكير المزاج السياسي..
فالفرح حق مشروع من صلب اهتمامات الدولة دون تجاوز حقوق الاخرين.. او يكون سببا لسؤال بريء ضمن حقوق السؤال المشروعة والمتاحة حول من اين لك هذا؟! والمعني الذين ينفقون اموالا طائلة في السياحة والسفر وحضور حفلات غنائية مترفة حتى لو كانت غريبة الكلمات غير مفهومة.














التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مصر تنفي التراجع عن دعم دعوى جنوب إفريقيا ضد إسرائيل أمام مح


.. هيئة البث الإسرائيلية: نقل 300 طن من المساعدات إلى قطاع غزة




.. حزب الله اللبناني.. أسلحة جديدة على خط التصعيد | #الظهيرة


.. هيئة بحرية بريطانية: إصابة ناقلة نفط بصاروخ قبالة سواحل اليم




.. حزب الله يعلن استهداف تجمع لجنود إسرائيليين في محيط ثكنة برا