الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رحماك يارب من إيرينا بوكوفا و فاروق حسني والمؤامرات ... !!!

مريم الصايغ

2009 / 9 / 24
السياسة والعلاقات الدولية


من بلدة بلغاريا الصغيرة بأوروبا الوسطي جاءت سيدة في السابعة والخمسون من عمرها أم لابنان...
جاءت تحمل حلما جاءت ومعها الأمل في أن تنتخب لرئاسة منصب رفيع هو رئاسة منظمة اليونسكو
لتصبح أول سيدة تتبوأ هذا المنصب الرفيع ورمزا لكل سيدة تحلم أن تنال مبتغاها في يوم من الأيام ...
لكن العجيب !!! أن يقترن أحلام تسع مرشحون للمنصب بالربط بين عدة أشياء لا يوجد بينها ارتباط على أرض الواقع ...
في منظمة محترمة لا تنظر للون أو دين أو تفضل أي إنسان !!!
وأن نعلق عدم الفوز على تصريحات ما أو لحقد جهة ما ومؤامرة على العروبة والإسلام !!! ؟؟؟
لذا أولا دعونا نتناقش بعقلانية لنعرف كيف حصلت إيرينا على هذا المنصب وفاروق حسني على هذه النتيجة ؟؟؟
لأنني وببساطة شديدة أعتذر كثيرا لجهلي لسبب الربط بين إيرينا بوكوفا وإسرائيل ؟؟؟!!!
كما أعتذر عن عدم فهمي للرابط المشترك بين فوز الدبلوماسية سفيرة بلغاريا بفرنسا إيرينا وعدم فوز فاروق حسني !!!
ببساطة تقدم تسع مرشحون لهذا المنصب منهم وزير ثقافة بلدي الغالية مصر وهو ...
رجل فنان مثقف علماني يعمل كوزير ثقافة لفترة طويلة تجاوزت ال22 عام كما تقدمت إيرينا بوكوفا مثله للانتخابات
فكيف تكون جهة ما تدعم إيرينا لأبعاد فاروق وهل نستطيع أن نصدق مؤامرة الحقد على العروبة والإسلام ؟؟؟ !!!
وهل هناك حقائق وأسباب واضحة للعيان تؤكد ما يقال الآن ... من أن إسرائيل سبب فوزها الحقيقي ؟؟؟ !!!
لنناقش هذه الأقوال يجب أن أفكر معكم بصوت مسموع ...
هل يا عقلاء إسرائيل أحضرت إيرينا بوكوفا من على الرصيف ؟؟؟
هل إيرينا بلا هوية وبلا فائدة لتنتظر الزج بها وحياكة المؤامرات لتحقيق فوزها ؟؟؟
من وجهة نظري المتواضعة أقول : بالطبع لا بل وألف لا !!!
فالمتتبع لنضال إيرينا سيعرف جيدا من هي لكن لمن لا يعرف ويقول – عدس -
أقول له ببساطة إنها من وجهة نظري الخاصة جدا ...
سيدة ذات قدرات وطاقات استثنائية مثلها مثل الكثير من نساء بلدي فهي عانت مثلي ومثلهم الكثير من الظروف الخارجة عن إرادتها ...
والتي مر بها وطنها كما عانت من ظروف طبيعية لطبيعة كونها زوجة وأم ...
لكنها تحدت كل هذا وكانت طالبة متفوقة في معهد موسكو للعلاقات الدولية ...
ثم حصلت على منحة لتفوقها لتدرس بجامعة ميريلاند بالولايات المتحدة الأمريكية ...
ثم التحقت بكلية جون كينيدي بجامعة هارفارد وأجادت الروسية والإنجليزية والفرنسية والأسبانية ...؟؟؟ !!!
سيدة لعب الزمن والكفاح بتفاصيل وجهها وحفر نضالها عليه بكل وضوح في كل كيانها
لذا وهي في السابعة والخمسون بدت لي وكأنها في السبعون هذا لأنها ليست مثل سيدات المناصب في وطني - المقيمات بمستشفيات التجميل !!! -
ماذا نطلب منها أكثر من هذا ؟؟؟ !!!
لقد أعدت إيرينا نفسها جيدا لترسم مستقبلها عبر الكثير من الدراسات والسفريات وشربت مزيج الحضارات ...
وأتقنت الكثير من اللغات وفهمت العادات وأحترمت كل الثقافات ...
فاستحقت أن تكون أول نائبة لوزير الخارجية البلغاري والمنسقة الرئيسية لعلاقات بلغاريا مع الاتحاد الأوربي
وعضو في المجلس التنفيذي لليونسكو ونائبة رئيسة سفراء المجموعة الفرنكوفية .
لذا لن أستطع يوما أن أفهم كيف ساعدها لوبي ما أو كيف حدث تلاعب ما !!!
لتتبوأ ابنة منظمة اليونسكو وسيدة العلاقات الخارجية والدبلوماسية المنصب الرفيع الذي أعدت نفسها له جيدا
وناضلت عبر سنوات كفاحها لتحصل عليه وهو منصب تستحقه .
لذا سامحوني لن الغي عقلي هنا !!!
واتبع نظريات المؤامرة عند التفكير ... هذا ... مهما تم الترويج لها جيدا .
النقطة الثانية التي أرغب في الحديث عنها ...
هل فوز إيرينا ينتقص من قدر المرشحون الثمانية الآخريون ومنهم ... المرشحة النمساوية المنسحبة بينيتا أو من قدر وزيرنا الفنان ؟؟؟
والإجابة عندي بالطبع لا ... فالمرشحون التسع على قدر كبير من الكفاءة ولذا تم قبول ترشحهم في الأساس
وفوز أحدهم نتيجة طبيعية للتنافس والانتخاب ولس فيه لأحد منهم انتقاص .
ثالثا : نصل معا الآن لنقطة جوهرية حيث تلح على مقولات شماعة الجهلاء
أو لعلهم هم العلماء وأنا لبساطة فهمي وتقديري لم أتوصل للفكر العميق الذي يحرك المؤامرة الخفية ...!!!
المتحمسون يؤكدون بكل ثقة إن إسرائيل وراء فوز إيرينا وينشرون بالبنط المتميز جدا ...
تهنئة وزارة الخارجية الإسرائيلية لها كما يؤكدون أن تصريحات فاروق حسني عام 2008 أمام مجلس الشعب المصري
حين قال أنه مستعد لحرق الكتب اليهودية بنفسه إن وجدت بالمكتبات المصرية ...أنها سبب عدم فوزه بالمنصب !!!
لاعتباره معادي للسامية !!!
كلام متميز للغاية وتفكير رائع لكن للآسف ما يتم ترديده الآن ينتقص من قدر كل الشعوب فهل إسرائيل اليوم هي من تحكم العالم ؟؟؟ !!!
وهل هي من تحرك خيوط البشر الهشة بأنامل أصابعها ؟؟؟ !!!
للآسف أنتم تنقصون من قدر الشعوب ومن قدر فاروق حسني - الذي تدافعون عنه - ذاته !!!
فهو رجل مثقف ومتسامح وقد قام بتوضيح اللبس الذي حدث حين تم تفريغ الكلام من محتواه ...
فبدا بهذا الشكل وقد تكون المسألة تم تسويتها بعد الاعتذار لنتنياهو وبعد سحب اعتراض إسرائيل على ترشحه .
لذا لا أستطيع أن أنتقل من هذه النقطة دون أن أفكر في ؟؟؟!!!
لماذا يتم الترويج لمؤامرة إسرائيلية في ذات الوقت الذي يتم فيه
إسقاط مشكلة الحجاب الشهيرة وتصريحات فاروق حسني التي سببت له الهجوم الشديد وعداء الإسلاميين له ونعته بأبشع الصفات ؟؟؟
أولماذا لم يكلف أحد من مدعي المؤامرة نفسه ... ليقرأ تعليقات الإسلاميين بعد خبر فوز إيرينا بالمنصب !!!
حيث احتوت التعليقات على الشماتة وعلى عبارات النصر لدين الله لخسارة فاروق حسني !!!
ونسوا أن فاروق مصري عربي مسلم مثلهم ويجب عليهم مناصرته ؟؟؟
لذا هنا أجد نفسي أفكر !!!
لماذا لا تكون أموال صفوة المتشددين الإسلاميين هي من تقف وراء عدم فوز فاروق حسني وليس اللوبي الإسرائيلي ؟؟؟ !!!
إذا كنا سنتخذ من نظريات المؤامرة منهج ومنطق للتفكير ونلغي عقلنا .
وقبل أن يتم تأويل مقالي من أصحاب نظريات المؤامرة ويساء الظن بي ...
دعوني أقول أنا لا أدافع عن اللوبي الإسرائيلي ولا أدعي براءتهم إن كانوا مذنبون !!!
كما أنني لا أمارس عملية الإلهاء التي عشنا ونعيش في ظلها الوارف العظيم !!!
لكنني فقط أقول بكل وضوح ...
أنني لن أندفع مع أحد ولن الغي عقلي وأسير مع القطيع .
فأنا مما وجدته من بحثي حول إيرينا بوكوفا يجعلني لا أجد فيها سبب يدفعني لتصديق نظرية المؤامرة .
لذا سامحوني لن أستطع عدم الفرحة لفوز إيرينا حزنا على عدم فوز فاروق حسني ...
ولن أتهم فاروق حسني بالفشل أو أتشفى فيه ...
بل أنني أتمنى لفاروق حسني فرص كثيرة أفضل وأروع يستحقها .
و لإيرينا بوكوفا أقول أتمنى أن تكوني إضافة جديدة لمنظمة اليونسكو خلال الست سنوات القادمة .
و أتمنى أن تنال كل فتاة وسيدة ما تستحق من نجاح في وطني ...
وأحلم أن تكون معايير اختيار سيدات المناصب في وطني قائمة على المهارات الشخصية الحقيقية وليس على الفساد وعمليات التجميل .
كليوباترا عاشقة الوطن .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - وجهة نظر أخرى
عبد القادر أنيس ( 2009 / 9 / 24 - 10:52 )
سيدتي أعجبني مقالك أيما إعجاب، وخاصة البراعة التي تميزت بها وأنت تدافعين عن وجهة نظرك وتأييدك الموضوعي لإيرينا بوكوفا.
ومع ذلك فلي وجهة نظر أخرى أراها مكملة وتصلح لحرمان فاروق حسني من هذا المنصب الكبير.
ورغم أنني أتابع منذ مدة مواقف هذا الوزير الشجاع في الوقوف ضد الأصوليين المتربصين بمختلف الحريات في مصر باسم الإسلام، إلا أنني لا أستطيع أن أنسى أنه أيضا وزير في دولة مصر. وزير في دولة تتميز بتردد مقرف وبغيض وغير مفهوم عندما يتعلق الأمر بالدفاع عن المفكرين الأحرار في مصر وفي لجم الأزهر عن مصادرته لحقوق المفكرين في التعبير والكتابة وفي وقوفه متفرجا في محن كثيرة تعرض لها المبدعون مثل نصر حامد أبو زيد ومثل سيد القمني حاليا.
لا أعتقد أن نظاما كهذا ما زال يحتكم إلى تشريعات قروسطية حول المرأة والأسرة وحول الأقليات الدينية يستحق التشريف بهذا المنصب النبيل ليرأس منظمة مهمتها الرئيسية هي الدفاع عن الثقافة والفن والإبداع ضد كل المتربصين بها من الجماعات الدينية المتزمتة ومن حكومات الاستبداد، وهي صفات لا تخلو منها الدولة المصرية .
تحياتي


2 - هى هزيمة للنظام المصرى
DrNak ( 2009 / 9 / 24 - 18:59 )
الهزيمة بالطبع ليست هزيمة لفاروق حسنى بل هى هزيمة للنظام المصرى و هذا ما كان يجب أن يكون


3 - أنتصار للعقلاء والمثقفين
Taher ( 2009 / 9 / 24 - 20:01 )
شكراً للأخت مريم على مقالها الرائع التى وضعت فيه النقط على الحروف ، وأحب أن أقول أن هزيمة فاروق حسنى هى أكبر أنتصار للعقلاء والمثقفين الذين ينظرون إلى شيخوخة فاروق حسنى والنظام المصرى بأكمله والذى يريد ان يقدم إلى العالم خبراته التى شاخت ومنها فاروق حسنى البالغ من العمر واحد وسبعون عاماً الذى أثبت عجزه فى كل قراراته التى أصدرها او فشل فى إصدارها وأظهر تخلف الثقافة المصرية عن عالم اليوم الإنسانى ووقف عاجزاً عن إيقاف الزحف الأصولى فى كل مجالات الثقافة المصرية . تحية مخلصة للأخت إيرينا بوكوفا على المنصب الجديد ونتمنى لها التوفيق .


4 - يا رافعين من معنوياتي ...ههههههههههه
مريم الصايغ ( 2009 / 9 / 25 - 18:42 )
في الحقيقة أعجبتني تعليقاتكم كثيرا سواء هنا أو من خلال الميل
لذا أسمحوا لي أن أدلي بدلوي هنا وأصرح هذا التصريح الصريح ...أنني من خلال التعليقات أكتشفت أن الضمير الجمعي قد أجمع على كراهية النظام الذي
زج بفاروق حسني لما يقرب ل 22 وعشرون عام في منصب واحد فجعل من هذا المنصب قيد له حرمه من فرص أخرى !!!
وحرمنا نحن من دماء متجددة ووجهات نظر وأفكار جديدة ومختلفة لكن دعونا لا ننكر أيضا أن للرجل ابدعاته الخاصة ورؤيته الخاصة لكن حسب وجهة نظري المتواضعة جدا ...
يصعب مقارنتها بهذا الزخم المعرفي الثقافي المرعب الذي نعيشه والذي نحلم أن نعيشه والذي نتمنى من اليونسكو أن تضيف إليه الكثير.
لكني في ذات الوقت لا أستطيع أن أنكر على الرجل حلمه
فمن حقنا جميعنا أن نحلم لكن لن يكون أدراك الحلم يوما بالتمني لكن بالنضال والكفاح المرير .
أما عن مشكلات النظام الحالي في مصر والكم المرعب من القضايا التي لم تحسم بعد والتمييز الديني والتدين الظاهري وغيره من الكوارث العالقة ... !!!
فليس لنا سوى التمسك بصحوة الشعب من غفلة الأوهام وتردديد العبارات الرنانة الخاوية من المعاني .
شكرا لوجهة نظرك أستاذ عبد القادر أنيس ولإعلان الهزيمة دكتور ناك ولبشرى أنتصار العقلاء والمثقفين أستاذ طاهر نورتوني ج

اخر الافلام

.. وزارة الدفاع الروسية تعلن إحباط هجوم جوي أوكراني كان يستهدف


.. قنابل دخان واشتباكات.. الشرطة تقتحم جامعة كاليفورنيا لفض اعت




.. مراسل الجزيرة: الشرطة تقتحم جامعة كاليفورنيا وتعتقل عددا من


.. شاحنات المساعدات تدخل غزة عبر معبر إيرز للمرة الأولى منذ الـ




.. مراسل الجزيرة: اشتباكات بين الشرطة وطلاب معتصمين في جامعة كا