الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ليس هناك من يتقن فن الكيل بمكيالين مثل الساسة العراقيين

هفال زاخويي

2009 / 9 / 24
مواضيع وابحاث سياسية


منذ ست سنوات والعراق يسبح في بحر من الدماء بسبب العنف والعمليات الإجرامية الإرهابية ، وانهمكت جميع الحكومات المتعاقبة-بعد سقوط نظام الدكتاتورية- في معالجة الملف الأمني وإتخذت كلها من هذا الملف شماعة لتعليق كل المشاكل الأخرى عليها متذرعة بأن الملف الأمني هو الأهم وعلى رأس قائمة الأولويات وقد أدت هذه الظاهرة الحكومية الى تفاقم الوضع الخدمي وتفاقم ظاهرة الفساد الى حد الغرق فيه بل ولا يستبعد ان البعض قد استفاد من الوضع الأمني ليمارس الفساد بعيداً عن الأنظار وبعيداً عن الملاحقات القانونية ، والأنكى من ذلك كله ان الصراع المخجل على السلطة والإمتيازات والكراسي هو أيضاً كان ولم يزل له الدور الكبير في تفاقم الوضع الأمني الذي هدأ لبعض الوقت بفضل الإستراتيجية الأميريكية التي نجحت في تغيير خنادق البعض وعناصر الصحوة مثال على ذلك .
أما القصد من العنوان ( فن الكيل بمكيالين) ، فقد ظهر جلياً ان هذا الفن يمارسه ساسة العراق بشكل ملفت للنظر ، ولا أقصد من ذلك أبداً تشخيص جهة اقليمية من قبل الحكومة دون أخرى بل أقصد المسؤولية تجاه دماء المواطنين التي تسال دون وجه حق في ظل استمرار ظهور الساسة العراقيين على الشاشات بابتسامتهم العريضة في احلك الظروف وفي وقت يشهد فيه العراق نزيفاً للدم ما بعده نزيف... اقصد من الكيل بمكيالين والذي ظهر جليا في تفجيرات الأربعاء الدامي ، فمع دموية وهمجية تلك العمليات القذرة والإجرامية الا انها حظيت باهتمام ما بعده اهتمام من قبل الحكومة التي شخصت وبجرأة طرفاً اقليمياً تقبع تنظيمات البعث على أراضيه وتنطلق منها لنشر الموت في شوارع العراق ، في حين ان عمليات أكبر وأكثر خسة ودناءة لم تحظ بهذا الإهتمام ، والسبب كما يبدو لي معروف، ففي هذه المرة تم استهداف المراكز الحكومية السيادية في الدولة وفي هذا خطر عظيم من منظور من يحكمون ،ولكن العمليات الأخرى التي تستهدف الشوارع والمجمعات السكنية والأسواق الشعبية وأرواح الأبرياء من العمال والكسبة لا تحظى بنفس الإهتمام، فما هو الأهم المراكز السيادية في الدولة أو حرمة دم المواطن العراقي ؟! هذه الإزدواجية تذكرنا بمقولة نموت وليحيا الوطن تلك المقولة المقيتة والسخيفة والتافهة ، الآن علينا أن نموت ولابأس في ذلك وتذهب كل التحقيقات ولجان التحقيقات التي تشكلها رئاسة الوزراء أدراج الرياح وتسود الخلافات لدى البرلمانيين هل يمكن اعلان تلك القرية او ذلك المجمع منطقة منكوبة ام لا بسبب حدوث انفجار ضخم ، وينهمك البرلمانيون بنتظيراتهم وسجالاتهم المملة العقيمة المضحكة حول موضوع كهذا ويتشرذمون أيضا فبرلمانيو كل طائفة ينتصرون لطائفتهم دون الأخرى وكل يهمه ان يعلن قريته منكوبة في حين يصمت الآخرون ...مهزلة الديمقراطية الجديدة وديمقراطية المحاصصة في عراق جديد!
نعم لماذا لاتقوم الحكومة بطلب تدويل قضية مواطن واحد يفقد حياته في انفجار ارهابي وتقوم في المقابل بطلب تدويل يوم الأربعاء ، ام لأن الموضوع يتعلق بمستقبل الحكومة والمناصب وليس المواطن ؟! لماذا لم نتحرك في قضية جسر الأئمة ؟! ولماذا لم نتحرك في قضية قرية امرالي التركمانية؟ ولماذا لم نتحرك في قضية قرية خزنة الشبكية؟ ولماذا لا نتحرك حيال قضية قرية وردك الكاكائية ؟ ولماذا لا نتحرك حيال القصف الايراني والتركي للأراضي العراقية ونطالب الجهات الدولية المعنية بالتدخل ؟!

*لا أحد يسترخص دماء العراقيين بقدر الساسة العراقيين أنفسهم !








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الجامعات الأميركية... تظاهرات طلابية دعما لغزة | #غرفة_الأخب


.. الجنوب اللبناني... مخاوف من الانزلاق إلى حرب مفتوحة بين حزب 




.. حرب المسيرات تستعر بين موسكو وكييف | #غرفة_الأخبار


.. جماعة الحوثي تهدد... الولايات المتحدة لن تجد طريقا واحدا آمن




.. نشرة إيجاز بلغة الإشارة - كتائب القسام تنشر فيديو لمحتجزين ي