الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نتنياهو وكومبارسه - يجهزون لفتنة جديدة فى غزة والضفة

ناصر اسماعيل جربوع

2009 / 9 / 24
مواضيع وابحاث سياسية


نتنياهو وكومبارسه يجهزون لفتنة جديدة في غزة و الضفة بقلم -دناصر اسماعيل جربوع ( اليافاوي)

في الوقت التي تتقارب فيه وجهات النظر الفلسطينية لإنهاء حالة الانقسام الفلسطيني وتوحيد شطري الوطن ( المؤقتة) ، وفي ظل إبداء الرئيس محمود عباس مواقفه الراسخة بتمسكه بالثوابت الفلسطينية غير المختلف عليها من اصغر فلسطيني ، وفى الوقت الذي وقفت قيادتنا الفلسطينية بكافة مشاربها وألوان طيفها السياسي وقفة هجومية سياسية وعسكرية لمواجهة الاستيطان وسرطانه فى القدس والضفة ، الاستيطان الذي فازت أحزاب اليمين بسبب وعوداتها للناخب الصهيوني بتوسيعه وعدم التفريط به لأنه يعتبر من الثوابت الدينية اليهودية يمنه ويساره فأقنعة اليهودية واحدة 0
في ظل هذه المعطيات ومع ارتفاع سقف التفاؤل وبدء العد التنازلي لإنهاء الانقسام، نجد وبشكل مدروس ومخطط ، يخرج علينا في كل مرة احد أقطاب الصهيونية العالمية والمحلية بتصريحات اهتزازية لضرب الثقة الفلسطينية - الفلسطينية 0
فقد قرأنا سابقاً تصريحات ( رايس ) لأبو مازن حين قالت له بعيون وقحة ( لولانا لكانت حماس هنا في المقاطعة !) ومضمون كلامها باختصار هو شد حبل الفتنة، وتكريس التشككات، وتعميق أخدود الانشقاق برسالة قذرة منها ( بأنها هي من تمنع حماس بالوصول إلى المقاطعة ؟! )
المتتبع لتصريحات دهاقنة العمل السياسي والعسكري الصهيوني يدرك ببصيرة لا تقبل الشك ، أن من ينسج خيوط الفتنه الفلسطينية مهندسين وسيكولوجيين وحاخامات ،عبر خلية لا تنام تقوم بدور إطلاق بالونات سياسية تآمرية ، وخاصة عند بروز الدور المصري والعربي والإسلامي ومحاولاتهم الجادة لاحتواء الأزمة 00
الكيان الصهيوني يلعب الآن بأوراق باتت مكشوفة للمحللين وأرباب العمل السياسي الفلسطيني والعربي ومنها :
- ورقة الانقسام الفلسطيني بين الضفة وغزة
- ورقة الأسير الصهيوني جلعاد شاليط الذي كلف الفلسطينيين آلاف الشهداء والجرحى والمعاقين عدا عن الحصار والتجويع0
- استغلال الانقسام الفلسطيني والتزاحمات الإعلامية والعمل على تهويد القدس وبناء آلاف المستوطنات حول القدس وأراضى الضفة الفلسطينية 0
- ورقة حل الدولتين تحت شعار يهودية الدولة 0
- إطالة أمد المفاوضات على - غرارها السابق - استنادا من فلسفة اسحق شامير نفاوض20 عام دون إعطاء الفلسطينيين إلا الأوهام 0
- ورقة التطبيع المطلق مع الدول العربية ورفع العلم الصهيوني في عواصم العديد من الدول العربية والإسلامية ، ومن هنا يتحقق حلم إسرائيل الكبرى من منظور حزب الليكود الصهيوني تمهيدا لإعلان نتنياهو نفسه ملكا على إسرائيل 0

يبدو أن القيادة الفلسطينية تدرك هذه المعادلات بشكل جيد ، لذا أصبح من المحتم عليها جماهيريا ووطنيا للذهاب إلى المصالحة عبر نقاط الورقة المصرية التي قد تصيب الورقات الصهيونية بضربات قاضية ، ومن هنا بدا مؤشر الخطر الأزرق يلوح في السماء السياسية الصهيونية ! إذا لابد من الحراك وزرع بذور الفتنه من جديد ليكون الخصم الفلسطيني- الخطير- هو الأضعف ويمرر ملك إسرائيل وأذنابه ( اشكنازي ، ليبرمان ، باراك ) مرادهم المطلوب 00
المراقب للتصريحات الأخيرة عقب اقتراب موعد مفاوضات القاهرة المصيرية التي تحتم التوقيع ، يجد صحة تحليلنا فرئيس هيئة الأركان الإسرائيلي غابي اشكنازي صرح يقول "إن احتمال سيطرة حماس على الضفة الغربية وارد وقائم، إلا أن السلطة إذا واصلت تعزيز قوتها وزادت من عملياتها فإن فرص سيطرة حماس على الضفة تقل, ولكن احتمال فرض سيطرتها على الضفة وارد وهذا الأمر واضح للسلطة الفلسطينية ولنا". والواقف عند تلك التصريحات يجد أنها رسالة موجهه للقيادة الفلسطينية في رام الله لتلتفت للشئون الداخلية ، والبحث ليس عن المصالحة بل على تثبيت حكمها بكافة الوسائل بالضفة الغربية خوفا من حماس !وهذا الكلام بالطبع مردود عليه لأن لعبة الصهاينة انكشفت بعد انقلاب غزة 14-6-2007 0
لم يقف الأمر عند تصريحات اشكنازي ، وجاء ليبرمان ليكمل الدور المناط به في المسرحية الفلسطينية الهزلية ، ولكن هذا الخطاب اليوم موجه إلى حماس وليس لابو مازن ؟! حيث زعم وزير الخارجية الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان وبشكل مكذوب وفاضح بأن سلطة رام الله برئاسة محمود عباس طلبت من حكومة الاحتلال المضي في حربها الأخيرة على قطاع غزة؛ بهدف إسقاط حركة حماس ، ومن خلال تلك الكلمات المسمومة المراد بها الاستخفاف بالعقل الفلسطينى وبهذه المرحلة وبالذات ،وأتمنى ألا يخرج أبطال الفضائيات لينفخوا بكيرهم ويسمموا أجوائنا غير المحتملة أصلا 00
وبعد تصريحات كومبارس العمل السياسي الصهيونى يأتي دور البطل المسرحي ، ملك المسرح السياسي بنيامين نتنياهو الحليف لليمين الامريكى ومهديهم المنتظر، ليقول وبشعارات ورسالات واضحة , حيث انهي نتنياهو لقاءه الصحافي بتطرقه لمكانة أبو مازن إن كان زعيما قويا أو ضعيفا قائلا :(( علينا أن نقول بان أبو مازن في الفترة السابقة نجح بصورة تعطي انطباعا كبيرا لترسيخ مكانتة، فنحن نعلم بالضبط ماذا نتوقع ممن يجب عليه قيادة الشعب الفلسطيني نحو السلام، ونعلم ما هو مطلوب منه فعله، فإذا أبو مازن لبى وأوفى بمتطلبات إسرائيل ، أو انه غير قادر علي ذلك ، وأنا آمل بان يكون قادرا لفعل ذلك.)
وأضاف: (أنا أمل بأنه سيؤيد السلام مع إسرائيل ويقف ضد حماس !!!! ويؤيد إسرائيل !!! في الوجود كدولة للشعب اليهودي !!، فنحن سنمتحن أبو مازن طوال الوقت، وأنا قلت في عدة مناسبات بأنه يجب على القيادة الفلسطينية أن تقرر إن كانت ستتصرف مثل عرفات وصدام حسين !! ) ، نلاحظ كلماته فيها إهانة لكل من أبو مازن وحماس على حد سواء ، ودعوة واضحة للفتنه ورسالة هذه المرة يفهما الدهماء بأن أبو مازن يخدم المصالح الإسرائيلية- ماعاذ الله- وان وجوده في السلطة مرتبط بشكل شرطي بخدمة إسرائيل ، هذا الأمر واضح من خلال تصريحاته التي تهبط إلى مستوى أدنى من الحقارة ، انتهت بتهديد مبطن لاغتيال وقتل أبو مازن ، إن لم يكون انبطاحياً ، وسيكون مصيره مثل أبو عمار وصدام حسين يعنى ببساطه القتل والاغتيال ، وأتساءل هنا تساؤل بريء لماذا هذه التصريحات من الكومبارسات والبطل الصهيوني الآن وبالذات ، ولماذا أصر نتنياهو واستجدى لقاء أبو مازن بهذا التوقيت ، ولماذا يتم تارة إقحام أبو مازن وتارة حماس في شعارات سممت على المسرح الصهيوني ، والإجابة باعتقادي ، تتلخص في :
-إدراك الصهاينة لخطورة تمسك الرئيس عباس بالثوابت الفلسطينية التي اعتقد أنها ربما تكلفه حياته لأنه لن يفرط بالثوابت الفلسطينية التي من اجلها انتخب كرئيس واعتقد انه سينتخب لأجلها مرة أخري0
- بدء العد التنازلي لحتمية المصالحة الفلسطينية ، وبالتالي تكون جدار منيع أمام خطط التهويد الصهيونية ، وبناء العديد من المستوطنات في ظل الانقسام والغفلة الفلسطينية والعربية0
- التلويح بنار الاقتتال وإشعال كابوس الفتنة وجعل القيادة الفلسطينية تفكر فقط فى شئون أمنها الداخلي فقط مع تطبيق تجربة ثورنديك السلوكية في غزة والضفة معا 00
- ظهور إسرائيل كحمل وديع تريد السلام والتفاوض مع الفلسطينيين ، ولكنها لم تجد مع من تتفاوض وتوافق على قيام دولة فلسطينية !! حسب زعمها – ومع إطالة أمد الانقسام وبالطريقة الإسرائيلية القذرة لن يكون هناك دولة فلسطينية ، لان إسرائيل ستعمل على تغير التاريخ والجغرافية الفلسطينية ولن تكون هناك أراضى وطرق تتسع لقيام دويلة فلسطينية قابلة للحياة 0
ومع كل هذه التخرصات الصهيونية التي طفت على سطح الأرض المروية بمياه أسنه ، لازلنا نتشدق ونصرح تصريحات كرتونية ونصدق أنفسنا أننا نمتلك القدرات والصواريخ ولدينا أسلحة فتاكة لمحاربة إسرائيل ، وأصبح جل اهتمام الكثير من أبطال السياسية الفلسطينية هو الخروج الى شاشات الفضائيات بعد لبس أفخم البدلات المسجلة ضمن الماركات العالمية ، ولا ننسي الذهاب إلى أرقى صالونات الحلاقة بالسيارات الفارهة غير المغبرة بشوارع المخيمات ليصرح إن فلان عميل وآخر مرهون بمصالح وأجندات عالمية وإقليمية ، وسيبقى العد التنازلي للعداد السياسي الفلسطيني ، وان لم يقف هؤلاء عن أحلام اليقضة وحيلهم الدفاعية سننشد معا أغنية ( وضاعت بلادي ) حتى يقضى الله أمرا كان مفعولا ورسالة أخيرة لصناع القرار الفلسطيني بشقيه ، هل سننحني ونروج للأحلام الصهيونة ؟ الإجابة ينتظرها الشعب المحاصر في غزة والملهوف في الضفة 0
د- ناصر إسماعيل جربوع (اليافاوي) – غزة البريج








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أوضاع مقلقة لتونس في حرية الصحافة


.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين: ماذا حدث في جامعة كاليفورنيا الأ




.. احتجاجات طلابية مؤيدة للفلسطينيين: هل ألقت كلمة بايدن الزيت


.. بانتظار رد حماس.. استمرار ضغوط عائلات الرهائن على حكومة الحر




.. الإكوادور: غواياكيل مرتع المافيا • فرانس 24 / FRANCE 24