الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رؤية في البرامج الرمضانية قناة الرشيد والشرقية نموذجاً

علي جاسم

2009 / 9 / 24
الصحافة والاعلام


عندما يتم الحديث عن البرامج التي قدمتها القنوات الفضائية ضمن مسلسل سباقها لكسب الجمهور العراقي خلال شهر رمضان والذي اسدل الستار عنه مع انتهاء هذا الشهر الفضيل ، لابد من الاشارة هنا الى ان معظم اوجه المنافسة ركزت على البرامج المنوعة وبرامج المسابقات التي يتم فيها اشراك الجمهور عبر الاتصال المكلف او الرسائل القصيرة باهضة الثمن ، هذا الاسلوب كان متبع بجميع الفضائيات العراقية الا ان هناك نسب بين تلك القنوات في تعاملها مع هذا النوع من البرامج ، اما البرامج الدرامية التي مثلت صورة سيئة للدراما العراقية من جانب ومن جانب اخر انها عكست صورة سلبية عن الواقع العراقي على الصعيدين الامني والسياسي ، فانها لم تحمل في طياتها مضامين ضعيف اقرب للهزل منها الى الكوميدية ، ولعل قناة الشرقية كانت النموذج السيئة الذي مثل الانحطاط الاعلامي بمعناه العام والخاص كونها عبرت عن اجندتها بصورة حية ما جعلت المشاهد يتحسس بوضوح رؤية هذه القناة واسلوبها في فبركة المواضيع التي تطرحها سواء على صعيد الاخبار او البرامج السياسية او التغطيات الخاصة ، لتأتي برامج شهر رمضان مكملة لتلك السلسلة من التغطيات التضليلية المتبعة في سياستها ، وهذا الامر ليس جديد على الشرقية وليس خافياً عن الجمهور الذي تابع برامج الشرقية التي انصبت جميعها على موضوع واحد وهو اظهار العملية السياسية في العراق بصورة سيئة ومفككة وهذا الامر قد يكون مقبول ومقنع لقناة تمثل حالة المعارضة في عام 2005 او 2006 اما خلال الفترة الحالية فأنها لاتنسجم مع متطلبات المشاهد الذي يبحث عن برامج تشبع رغباته ، وهذه الرغابات تصب في اتجاه اظهار الجانب الايجابي للوضع الامني في العراق وهذا مالم تستطع ان تحققه الشرقية في برامجها الامر الذي يدلل غياب عامل الاعداد المسبق لتلك البرامج والذي يعد عامل الغرض من البرنامج عاملاً اساسياً في انجاح اي برامج والشرقية عجزت في برامجها بتحديد الهدف المطلوب اي انها قدمت للمشاهد برامج تنسجم مع رغاباته قبل ثلاثة او اربع سنوات وابتعدت كل البعد عن اشباع رغباته للوقت الراهن ، اضف الى ذلك فان معظم برامج الشرقية استندت بشكل اساسي على التايتيل مع اهمال كامل للمضمون وهذا كان واضحاً في كل برامجها فضلاً عن ذلك فان برامج المسابقات التي قدمتها اعتمدت على اتصال المشاهدين وهذا النوع من البرامج غير واقعي ولايحتمل المصداقية.
وهذا الامر ينطبق على العديد من القنوات الاخرى الا ان ثمة بعض القنوات أستطاعت ان تقدم مادة اعلامية رصينة سواء من الناحية الدرامية "الكوميدية" او البرامج المنوعة الاخرى واهمها برامج المسابقات التي استندت فيها على اشراك الجمهور بشكل واقعي ، واكثر هذه القنوات كانت قناة الرشيد الفضائية التي يمكن اعطائها مركز الصادرة بين جميع القنوات العراقية من حيث عدم اتباع اي اجندة او سياسة خاصة تعكس هوية قومية او عرقية او اي ميول الى اظهار الوضع السلبي في العراق وهذا الامر جعلنا امام حقيقية هي اننا نقف ان امام مشروع اعلامي ناجح بالنسبة للانفتاح الاعلامي الذي تشهده الساحة العراقية وهذا ماتمكنت تحقيقه قناة الرشيد خلال برامجها في شهر رمضان واهم ماميزها هو برامج المسابقات التي قدمتها والتي يحس الجمهور بانها تسعى الى تقديم الجوائز للمشاركين من خلال الاسئلة البسيطة والمفيدة لاسيما في برنامج "فري كاش" وكذلك برنامج "تكسي الذهب" او برنامج"اوكف دا اربحك" او برنامج "حزورة فزورة" والتي تصل بها الجوائز من مبالغ مالية بسيطة الى توزيع السيارات على الفائزين ، اي انها تمكنت خلال دورة برامجية لم تتجاوز مدتها الزمنية اكثر من شهر ان تقدم هدايا وجوائز ومكافأة مالية تقدر بأضعاف المبالغ المالية التي قدمتها القنوات العراقية الاخرى مجتمعة ودون ان تعتمد على عامل الاتصال او الرسائل القصيرة وهذا بحد ذاته يمثل اسلوب جديد يتمثل بالاعتماد على الواقع الاجتماعي كمادة دسمة لانتاج اي برامج وهو مايمكن ان نطلق عليه تلفزيون الواقع لان مختلف شرائح المجتمع تمثل رافداً اساسياً للبرامج المقدمة.
المتابع للبرامج المقدمة عبر الفضائيات العراقية يستطيع بسهولة ان يميز بين تلك البرامج ما يسهل عليه ان يحدد اتجاهاته في التقاء المعلومة او المادة من اي قناة يجدها قريبة منه وبما يتماشى مع اشباع رغباته الذاتية ، ان هذه المقارنة بين قناتي الشرقية والرشيد لم تأتي عن فراغ انما من خلال متابعة دقيقة لما قدمته القناتين على مدار شهر رمضان ، واستطيع ان اضع مقارنة اخرى بين كلا القناتين حتى بعد انتهاء دورتهما البرامجية في شهر رمضان اي ماقدمته الشرقية بعد انتهاء شهر رمضان وماقدمته الرشيد ايضاً في تلك الوقت نفسه ومن يتابع الاثنان يجد ان الشرقية حاولت ان تلتف على فشلها وتغطي اخطائها بتغطية خاصة عن تلك البرامج اما الرشيد اقامت حفل ساهر على قاعاة نادي الصيد ونقل بشكل مباشر ووزعت خلاله الجوائز على الفائزين بمسابقاتها وفق قرعة منطقية شارك بها الجمهور الذي حضر الحفل ، ومن هنا نستطيع ان نستند على قاعدة رصينة تدعم موقفنا في توجيه النقد لبرامج الشرقية والثناء على البرامج المقدمة في قناة الرشيد الفضائية التي اخذت تشق طريقها بين القنوات العراقية والعربية رغم المدة القصيرة التي ظهرت به هذه القناة على الساحة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. غزة.. الجيش الإسرائيلي يدعو السكان لإخلاء شرق رفح فورا


.. إسرائيل وحماس تتمسكان بموقفيهما ولا تقدم في محادثات التهدئة




.. مقتل 16 فلسطينيا من عائلتين بغارات إسرائيلية على رفح


.. غزة: تطور لافت في الموقف الأمريكي وتلويح إسرائيلي بدخول وشيك




.. الرئيس الصيني يقوم بزيارة دولة إلى فرنسا.. ما برنامج الزيارة