الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قصر نظر ليس إلا .......

رشيد كرمه

2009 / 9 / 25
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق



دَعيتُ عـــــام 2003،مابعد سقوط صنم العراق الحديث(صدام حسين) صديقًُ لي تشيرُهويتهُ على أنه _عربي ًُومسلمًُ_متعاطفًُ مع شعب العراق وسكانه ،يقيم فـي اوربا منذ زمنٍ بعيد وينتمي إلى إحدى الدول العربيةالمجاورة للعراق لزيارة وديةٍ لمكتب النادي العراقي فــــــي إحدى مدن المملكة السويدية، المكتب ذومبنى بسيط وأثاث أبسط غيرأنه كبيرمعنوياً بأهدافه وآماله والمهمات المنوطة به وكون المبنى عنواناً لتجمع ديمقراطـــي عراقي مستقل غير حكومــي يؤمن بأن العملية السياسية _السلمية_التي أعقبت سقوط الدكتاتورية أمرًُحسن، يتيح للجميع الحوار والمشاركة في صنع القراربعد سنين عجاف من حكم الفردالأحد،والعملية السياسية التي يباركها الفرد العراقـــــــي والعراقية بمختلف إنتمائاتهم القومية والعرقية والدينية والمذهبية والحزبية ستفضي لامحالة الى(الديمقراطية) شرط عدم اللجوء الى السلاح والعنف الــــــذي يميت أي عمل سياسي ,بغض النظر من أن السلاح والحرب هي من وسائل السياسة ولكن بطريق آخر.إستوقفني صديقي الضيف بادئ الأمربأدبٍ جــم معلقاً:أرى أنكم ترفعون علماً عراقيا ًلايشبه علم حكومة ودولة العراق،فلقد حذفتم عبارة(الله أكبر)ووضعتم محلها العراق للجميع.وكان لابد لي أن أشرح ما معنى أولاً_عراق مابعد دكتاتورية صدام،وثانياً _ماهيةالثقافة الجديدة أو الثقافة البديلة الـتي يكون فيها الوطن الهاجس الأكبر وخصوصاً أننا جميعاًمهزومون عراقيون وعرب بدليل أن العامل الخارجي لدينا مؤثروله دوركبيرفي كل شاردة وواردة سواء في مفاصل الدولة أو مايعشعش في أذهان دهاقنة السياسة والذين ولجوها طلباً للمزيد من المنفعة والعامل الخارجي وتحديداً(الأمريكي) وليس أئ شئ آخر هو الذي أزالَ النظام القديم ورأسه وزبانيته,مثلما أتى به ورسخهُ في الستينات من القرن المنصرم والساحة الوطنيةُ بحاجة إلـــى ثقافة موضوعية صارمة،تتطلب مواجهة مع النفس ومواجهة مع الضد,وأي فعلٍ صحيح وجديد وجرئ يرسم معالم العراق(الوطن) الحر،يؤدي الى تراكم نوعي وعددي , والخبرة الصغيرة في هذا المجال قد تصبح بفعل العمل والمثابرة فكرة كبيرة في مجالات أخرى....إنتبهَ صديقي الضيف وقد خرج من حدود اللباقةِوالأدب بل طال الأستهزاء منطقه وهويعلق على شعار كُتبَ بالخط الكوفي(إرفعوا أيديكم عن شعبنا العراقي)مستهجناً هذا الأستباق ونحن بعد لم نتبين (بديل صدام أو البعث).وهاهي السنوات الست والنصف تمضي والجميع يضع يده في الملف العراقي ،لابل يضرب على رؤوس العراقيات والعراقيين ، فما بين قطعٍ مبرمجٍ للمياه من جانب البعض(المسلم) وبين رفدٍ بالسلاح والإرهابيين مــن جانب (المسلم)الآخرتتغلغلُ ايادٍ عربية وأعجمية آسيوية وأفريقية, إسلامية وغيرها وبرعاية ٍ_أمريكية_مـن خلال موقعها كدولة إحتلال أومن خلال أجهزتها وشركاتها اوعملائها لتفشي فساداًمنقطع النظير بدءًمن التخديروالتهجير وإنتهاء بالرشاوى والتحذير والأغتيال من أجل تعطيل العملية الديمقراطية أومن أجل تكريس واقع حكومــة ولاية الفقيه وإن بشكل آخر،يقول "كروتشه*"التأريخ بأجمعه هو تأريخ معاصر أي أن التأريخ يتألف بصورة أساسية مــــــن رؤية الماضي من خلال عيون الحاضر وعلى ضوء مشاكله،وإن العمل الأساسي للمؤرخ ليس فقط التدوين وإنما وبالدرجة الأولى التقويم.ومن هنا يمكن التمييز بين هذاالمثقف وذاك المتعلم طبقاًلما يتمتع به من بعد نظر وهـي يقينا ًعينًُ فاحصة ذكية تختلف وتتقاطع مع أؤلئك الذين يتميزون بقصر نظر, والمفارقة أن جمهور الأخير يفوق عددا وعدة ليس في وطننا وحسب وإنما على مساحات واسعة من كوكبنا المشوه بهم، والسبب قصر نظرٍليس إلا.
الهوامش
ــــــــــــــــــــــــــ
كروتشه*: فيلسوف إيطالي من أتباع المدرسة الهيغيلية الجديدة
السويد 24 أيلول عام 2009 رشيد كضرمــة










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. قيادي بحماس: لن نقبل بهدنة لا تحقق هذا المطلب


.. انتهاء جولة المفاوضات في القاهرة السبت من دون تقدم




.. مظاهرة في جامعة تورنتو الكندية تطالب بوقف حرب غزة ودعما للطل


.. فيضانات مدمرة اجتاحت جنوبي البرازيل وخلفت عشرات القتلى




.. إدارة بايدن وإيران.. استمرار التساهل وتقديم التنازلات | #غرف