الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حراس بدون ملامح - قصة-

محمد العرباوي

2009 / 9 / 25
الادب والفن


شاءت الأقدار أن أسكن في حي شعبي يفتقد لأبسط التجهيزات، وما يزيد الأمر تعقيدا أن سكان هذا الحي يمتازون بمواصفات فريدة من نوعها،فبعد قضاء يوم كامل في الصراع والحركة غير العادية في أزقة وشوارع هذا الحي من طرف النساء والأطفال، يأتي دور الشباب العاطل عن العمل في الليل ليكملوا ما تبقى من النهار،وكأنهم حراس ليليون، ما يحز في نفسي ويزيدني تشاؤما عندما أرى هؤلاء الشباب يتخذون ركنا مظلما في الشارع المقابل لمنزلنا، فأرى ما أرى،كلما أفتح النافذة أكون متشوقا لأرى الحركة مع الصمت، لأرى الأجساد كالأطياف، وأسمع رفرفات الأجنحة والخطو، وأرى الفرح والغبطة، وأسمع تمتمات ومناجات، تراتيل وأدعية…الخ، لكن أرى العكس وأسمع كلام سافه ، كلام السب والشتم، أرى ملامح بشرية متنوعة منها المكتئبة والمتفائلة، والكل في عالمه يسبح، منهم من يدخن سيجارة ترحل به إلى عالمه الخاص، ومنهم من يستمع إلى الموسيقى والأغاني التي لا ترقى إلى مستوى الفن.

ولعل ما يثير الإنتباه أن هؤلاء الشباب دائما وأبدا على هذا الحال وكأن لا شغل لهم سوى الجلوس في هذا الشارع المتآكل حتى آخر ساعات الليل وكلامهم كله سخرية، والطعن في عرض الناس وحديث النميمة كأنهم شيوخ طال بهم الزمان.استوقفني هذا الأمر وأنا كل يوم أرى هؤلاء يعيدون نفس الفعل، ووجدت نفسي حائرا في تفسير هذه الخلفية وهذا البلاء الذي حل بشبابنا ذووا الملامح الساخرة والقلوب والعقول والأبصار المعمية، فهذه الظاهرة تستحق منا أكثر من وقفة لتجاوزها وللحد منها لنبعث فيهم الحياة والنشاط والحيوية.











التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. خلال مشهد من -نيللى وشريهان-.. ظهور خاص للفنانة هند صبرى واب


.. حزن على مواقع التواصل بعد رحيل الأمير الشاعر بدر بن عبدالمحس




.. بحضور شيوخ الأزهر والفنانين.. احتفال الكنيسة الإنجيليّة بعيد


.. مهندس الكلمة.. محطات في حياة الأمير الشاعر الراحل بدر بن عبد




.. كيف نجح الأمير الشاعر بدر بن عبدالمحسن طوال نصف قرن في تخليد