الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الصراع الهوياتي في المغرب الاٍسلامي .

الطيب آيت حمودة

2009 / 9 / 25
القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير


الأمم الغازية بعد هيمنتها عسكريا ،واٍخضاعها للأرض والسكان تعمد اٍلى الهيمنة الدينية واللغوية والثقافية ، لاٍثبات شرعيتها وأحقيتها في ضمان التواجد والهيمنة والاٍستئثار ، وهو ما فعله كل الغازين لبلاد نا شمال اٍفريقيا منذ القديم اٍلى الآن ، وقد نلمس أعذارا للغزاة لأن ذلك من نوازعهم وشيمهم ، وما تقبلناه عن الغزاة الآخرين ، لا يمكن تقبله على يد المسلمين ، لأن الاٍسلام جاء للتحرير العقيدة من الزيغ، واٍرساء مباديء الحق والعدالة ، ولم يأت لمحاربة اللغات وطمس الهويات واستعباد الناس . ،وكل عمل لا يتوافق مع مباديء الاٍسلام يعد مردودا وخاطئا ، ويحسب على أنه استقواء بالاٍسلام في اٍخضاع الشعوب لهوى في النفس ، وزيغ في فهم العقيدة .
وهو ما نلمسه في مجتمعنا المغاربي الذي حوربت خصوصياته الآٍثنية واللغوية والتراثية ، لحساب خصوصيات الوافدين ، وطمست كثير من التسميات الجغرافية والبشرية ، فتحولت على سبيل المثال بقايث اٍلى بجاية ثم بوجي ، وثوبيرت اٍلى بويرة ، وثيزي الخميس اٍلى ثنية النصر ، وايث ورثيران اٍلى بني ورثيلان .. وهلما جرا ، كما حوربت كنية الناس ألأمازيغية باعتبارها تسميات جاهلية ، واختفت ججيقة ، وغيلاسة ، واٍكسل ، وميسرة ، وديهيا ، واستبدلت بمايسة ، و عدنان ، والشنفرى وقيس ، وتأبط شرا....واستبدلت جاهلية بجاهلية أشد .

**الإنشطار الهوياتي في شمال افريقيا :
اٍدرك الانشطار الهوياتي يبدوا جليا خلال نظرتنا لأنفسنا ونظرة الغير لنا ، فعندما نسأل أنفسنا من نحن نضطرب الاٍجابات وتأتي متناقضة متابعدة ، فمن قائل يقول بأننا عرب ، وآخر يصر على أنا من أبناء مازيغ ، وثالث باننا خليط من الأقوام الوافدة ، فالذات غائبة ولا يرى اٍلا الموضوع من خلال عيون المركز ، وهنا قد تصدق تسمية الخليع والخلعاء، أو الهجين والهجناء على تسمية أهالينا ، أو كما يقول شارل أندري جوليان بأنها أمة لقيطة من أمم مختلفة ...؟
وقد لا يتفق الغرباء والأجانب في النظرة اٍلينا ، وقد لا تخلوا النظرة من نوازع ذاتية أو هوى في النفس ، لذا تجد صراعا بين المهيمنين في اٍثبات جدارتهم وأحقيتهم في ضمنا وانتسابنا اٍليهم لا حبا فينا ، واٍنما رغبة في استمالتنا والٍاستفادة من خيراتنا وأرزاقنا ، وهو الصراع الذي يتجلى في ابتكار أصولنا الحميرية اليمنية السامية ، أو الأصول الحامية ، أو ألأوروبية بفعل تواجد بقايا الأثر الروماني والبزنطي والوندالي . بالرغم من تواجد أدلة أركولوجية وانتربولوجية تثبت قدم التعمير البشري في شمالنا الاٍفريقي.

**السلالة للحصان ، والأرض للاٍنسان .
العناية بالقيم السلالية مدعاة للنكوصية والرجعية ، والاٍنسان في شمال اٍفريقيا أمازيغي بأرضه وتاريخه وتراثه ، وهو متميز ومتفرد في كثير من مناحي الحياة ، وامتاز عبر حقب التاريخ بحبه للآخر ، وفتح أبواب الاٍندماج لغيره ، وكان براجماتيا في التعامل مع لغات الآخرين : من اغريقية ورومانية ووندالية وعربية وفرنسية ، حتى وصف بالمطاوعة وسهولة الاختلاط مع الوافدين ، ولا يهم البحث في الإثنيات وتشعباتها ، واٍن كانت الطروحات المنصفة ترجح العمل بالرأي القائل بذوبان الوافد في الأصيل ، أي بمعنى أن جميع الأقوام الوافدة يجب أن تذوب في القوم المستقبل ، فهو الخزان الذي يؤي الجميع ويصبغه بصبغته المحلية ، كما أن الاٍنتساب للجغرافيا أكثر البدائل انصافا وعدلا ، فقولنا شمال افريقيا لا عنصرية فيها ، على عكس قولنا المغرب العربي أو لاٍسلامي ، فهما يحملان ضمنيا معاني الشمولية والطمس للذين لا تشملهم تلك الهوية .
**المغاربيون .... و حقيقة الهوية العربية الاٍسلامية ...؟
من أكثر الهويات تمكنا ورسوخا في مجتمعنا هي الهوية العربية الاٍسلامية ، لتشابه في الملامح الجسدية مع العرب ، ووحدة في الدين واللغة التي تعد الوعاء الحامل للثقافة الاٍسلامية ، وبالرغم من انضمام بلداننا اٍلى جامعة الدول العربية بفعل التهميش الهوياتي اٍلاأن الدور بقي متواضعا وهشا ، لأن المركز الهوياتي( دول الخليج واليمن) يكون جابذا عندما يحتاجنا لحل أزماته ، وطاردا عندما تغيب الحاجة اٍلى ذلك ، فهو ينظر اٍلينا نظرة السيد للمسود ، أو الولي للمولى . لذا أصبحنا صورة نمطية للشرق العربي ، بهوية هامشية ترنو دائما لتقليد المركز ( المشرق العربي) بفعل الخواء الثقافي والسياسي ، وغدت عقولنا وألبابنا سلة لرمي نفايات الشرق العربي وشذوذاته وتلويناته . وأجدادنا يتبنون بسهولة ثقافة ألاخرين ولغاتهم بفعل الهجرة والدراسة ، فيعودون محملين بالذخيرة اللغوية أمثال الفضيل الورثلاني ، وابن باديس الصنهاجي ، والبشير الاٍبراهيمي ، وهم الذين تحولوا اٍلى عبارات ( بتشديد الباء وفتحها) لنشر اللغة والثقافة العربية ، بدعوى الحفاظ على مقومات الاٍسلام واٍصلاح المجتمع . واستكمل النهج باٍرساليات تعليمية غداة لاٍستقلال قوضت ركائز الثقافة المحلية لحساب ثقافة العرب ، وأصبحنا عربا أكثر من عرب شبه الجزيرة العربية بربعها الخالي .
اٍن الشعور بالدونية والجفاء تجاه هوية المركز الممثل في دول شبه جزيرة العرب ، يؤدي اٍلى اٍفراط أهالينا في تركيزهم على العرق العربي ، فهم دائما يرددون عبارات : نحن عرب ، القومية العربية ، لدينا شجرة نسب عربية ، الجزائر عربية ، بجاية عربية ، المغرب العربي شئت أم أبيت ، نحن عرب قوميا وثقافيا ، كل ذلك على لسان النخب السياسية والثقافية ، ولا غرو أن الناس على دين ملوكهم ، مادام أول رئيس لجمهوريتنا الجزائرية قال ذات يوم ، في بداية استقلالنا تماهيا مع الفكر الناصري : نحن عرب ،( نحن عرب ، نحن عرب) . ؟ فكان الموقف السياسي متناقضا ومغايرا لحقائق التاريخ والجغرافيا والتراث بعمقها وصدق تجلياتها .
** خصائص سهلت دمج العرب في الأمازيغ .
من أبرزالخصائص التي سهلت اندماج العرب في الحضيرة الوطنية المغاربية :
** التركيبة الأبوية المتشابهة بين قبائل الأمازيغ الأصلية وقبائل العرب الوافدة ، والتي تجعل المرأة الأمازيغية مزرعة والحصاد هو حصاد الرجل ، والمرأة هي حرث الرجل ، مثل ما وقع في عهد الأدارسة ، وادريس العربي ، وكنزة البربرية ، وكانت النتيجة بروز جنس من المولدين خليط من الأمازيغ والعرب ، وهو ما يعرف عند العرب بالهجناء .
** خاصية التبعية والولاء ، الضعيف يتبع القوي ، العبييد يستجيرون بالأسياد ، الاٍستلحاق ... وهي أمور ساهمت في ارتقاء البعض والتقرب نسبيا من مركز الهوية العربية الاٍسلامية .
** مركزية مفهوم النقاء والطهارة ، وهو هبة من الله لآل البيت [ اٍنما يريد الله أن يذهب عنكم الرجس أهل البيت ، ويطهركم تطهيرا ] أي كلما كان المرء الأمازيغي المسلم قريبا من أهل البيت ، كلما كان أفضل ، والأفضل كثيرا انحدار المرء نسبا من فاطمة الزهراء بنت محمد صلى الله عليه وسلم ، فقطرة دم عربية كافية لتطهيرنا نحن وذريتنا جميعا ..؟ وهي الركيزة الأساس التي جعلت أقوامنا تبحث لنفسها عن مكانة تقربها لمنصب الشرف ولو بالاٍنتساب والتبني الذي يخالف تعاليم الاٍسلام .
النبي محمد عربي ، والاٍسلام انتشر بمجهود العرب ، لغة القرآن عربية ( بلسان عربي مبين ) ، جعلت من جنس العرب أفضل الأمم في عيون الأمازيغ ، وجعلت اللغة العربية مقدسة ، وانصهر العرق ،( العربي ) والديانة (الاٍسلامية) واللغة (العربية) في شيء واحد لا يقبل الانفصال والاٍنقسام . وكل مس بعنصر يتداعى له بقية العناصر بالسهر والحمى . وهو ما جعل الأمازيغ يقبلون على التماهي باحثين لأنفسهم عن شجرة النسب تقربهم من مركز الهوية العربية ، وهم في حقيقة الأمر على الهوامش يرتعون .
**واستمر تشكيل المُشكل :
واستمر تشكيل الهوية العربية الاٍٍسلامية عبر الأزمنة ، منذ أيام الغزو العربي لشمال اٍفريقيا اٍلى يومنا هذا ، باٍرادة العرب ومشاركة طوعية للأمازيغ ، حتى في أيام استقلال دولهم كالمرابطين والموحدين والصنهاجيين والحماديين ...... ولعبت الديانة الاٍسلامية دورا بارزا في ترسيخ قيم العروبة ... حتى الفرنسيون ساهموا في تنمية الفكر العروبي وتغذيته ، وتعاملوا مع ما يسمى بالمكاتب العربية كواسطة بينهم وبين الأهالي ، و عمل نابليون الثالث على التمهيد لانشاء المملكة العربية ؟ لا المملكة الأمازيغية . ودفعوا بالعربية اٍلى الأمام ، وتعاونا على قهر الأمازيغية وطمس وجودها اٍلى أبد الأبدين ، ولولا الجدات والاٍنعزال لما بقي لها وجود في الذاكرة الجماعية للأمة . وكانت ظاهرة تمجيد العربية، والتراث العربي ، والدين الاٍٍسلامي باعتباره قيما جوهرية للوطنية ،وكان منطق الاستيعاب ( استيعاب المؤيدين والمنسلخين وطالبي التقرب من هالة العرب ، ومركز الهوية ) والاٍستبعاد ( استبعاد العناصر الهوياتية المنافسة للفكر العربي وتراثه ) ، وتجلى الاٍنسلاخ الهوياتي بارزا جليا لفائدة هوية دخيلة على حساب هوية أصيلة ، وأصبح ألأصل فرعا ، والفرع أصلا ، واستكمل رواد الاٍصلاح ومدرسة المصلحين المهمة بسذاجة منقطعة النظير ، وألحقها جهد البعثيين من مدرسة ميشيل عفلق وساطع الحصري على يد سياسين أبههرتهم مهرجانات جمال عبد الناصر ، وطموحات العرب المزيفة والتي جعلت من بلداننا نسخا باهتة لكل ما هو مشرقي .
**على نفسها جنت براقش :
ساهم ألأجداد ولأباء والأبناء في طمس الذات المحلية ، والاٍنية الأمازيغية ، وذبنا ذوبانا كليا في هوية نتقاطع معها ، لكنها لا تعبر بصدق عن أصولنا وثقافتنا وتراثنا ، وما يحز في النفس ، هو انسلاخ أبنائنا وذوينا من أصلهم ، وسايروا طروحات الغرب أحيانا ، والشرق دائما ، في تبني قومية غير قوميتهم ، فكان جهابذة الفكر عندنا ميالون اٍلى الاٍندماج الطوعي والاٍرادي في ثقافة الشرق ، على حساب خصوصية المغرب . حتى بلغ الرأي عند البعض أن نهضة العربية وثقافتها لا تتم اٍلا باٍمحاء كل ما له علاقة بالثقافة الأصلية الأمازيغية ، وبرز مثقفون يحملون هذا التوجه بكل معانيه أمثال محمد عابد الجابري ، وعثمان سعدي ، والخشيم والعرباوي وغيرهم ، وقبلهم البشير الإبراهيمي ، وابن باديس ، وأحمد بن نعمان ، ومولود قاسم نايث بلقاسم ، وانغرست قيم العروبة لدى قبائلنا الأمازيغية في بلاد الميزاب وبلاد الأوراس الذين حملوا راية الدفاع عن العروبة أكثر من العرب ، ووصفوا كل من خالفهم بالمروق والعمالة والكفر .
**تفكيك المفكك ، وتليين المتصلب :
التلاحم القائم بين الاسلام والعروبة واللغة ، هي السمة الأبرز في تثبيت الفكر العروبي في بلداننا ، حيث أن المعتقد السائد عند أهالينا هو أنه لا يمكن أن نكون مسلمين بدون اللغة العربية والعرب ...؟
غير أن التطور العلمي والفكري أثبت الفروق الجوهرية بين المعتقد ، واللغة ، والسلالة ، واتضح من خلال ذلك أنه يمكن أن نكون أمازيغيون ، مسلمون ، وبلغتنا الأصلية ، مثل غيرنا من مسلمي العالم في باكستان واٍيران وتركيا والهند والصين . وحتى بلغة الكوريول ... لأن الاٍسلام لم يأت من جل طمس الهويات واٍلغاء الأصول ، و محق اللغات الأصلية ، بقدر ما جاء لتصحيح المعتقد ، واستبعاد مظاهر الحيف والجور بين البشر . كن بأي هوية شئت ، وتحدث بأي لغة أردت ، فأنت بمعتقدك واٍيمانك تعد من المسلمين المؤمنين . لافرق بينك وبين الآخرين اٍلا بميزان التقوى . ( أن أكرمكم عند الله أتقاكم) . واٍن طوعنا لساننا للعربية ، فذاك لا يعني بأننا من سلالة العرب ، واٍنما من أجل فهم ديننا والغوص في أعماقه لا ستخراج لآلئه وكنوزه الدفينة ، التي لا يقوى على استخراجها اٍلا المتضلع والمتسلح بلغاد الضاد .
وفي تقديري أن أساليب الٍانتماء للغير لا تنفع في انبعاث أمة أصيلة متجذرة بفعل التراكمات التراثية المتعاقبة ، لأن الذوبان الٍاثني والثقافي في الغير مدعاة لنكران الوقائع ، وسبيل للاٍنمحاء الكلي ، لكل ماهو أصيل في بلداننا ، والحكمة تقتضي أن نكون كما أراد الله أن نكون ، وبالخصائص التي كان عليها الأجداد منذ الأزل ، وكثيرا ما لبسنا لبوسا ثقافيا متنوعا ومزركشا عبر حقب التاريخ ، لكننا حافظنا على أجسادنا سليمة من عبث العابثين و تزوير المزوين . وكل محاولات الطمس المنتهجة أثبتت خسرانها أمام جدار صد منيع مستلهم من الاٍنية الأمازيغية باٍنسانها وطبيعة أرضها .
والأمم التي اعتمدت على ذاتيتها ومقدرات أرضها ووطنها ، هي الأمم التي وجدت لنفسها مكانة في سلم الرقي الحضاري الذي بلغته الإنسانية اليوم ، وأكبر محك لذلك ما بلغه الفراعنة بقدرتهم على استغلال أرضهم ، وتحويل حجرها الأصم اٍلى حضارة مازالت محل اعجاب وتقدير ، وهو الشيء ذاته فعله أبناء الرافدين مع الطين الذي تحول بأيديهم اٍلى حضارة قل نظيرها في ذلك الزمان ، والحجر والطين آيتان للعبرة ...؟ والعبرة فيهما قدرة الاٍنسان على تحويل الثروة النظرية اٍلى ثروة فعلية تفيد العباد والأوطان .
اٍذا أردنا كأ مة أمازيغية أن نبني لأنفسنا مجد ا، ونقيم لأنفسنا وزنا ، فبالعودة اٍلى الذات ، والٍايمان بها كمقوم أساسي ، تنبني عليه بقية العناصر المشكلة للجامعة الهوياتية ، لأن ما نلحظه في زماننا من ترقيعات هوايتية زائفة لا نفع يرجى منها ، لأنها تشبه تجميل عروس بأصباغ وتلوينات واٍكسوسوارات ، سرعان ما تنكشف حقيقة البدن بعد انقشاع تلك الأصباغ والتلوينات ، أو كمحاولة تجديد أجزاء سيارة بهيكل مهتريء ، لا ينفع فيه التلميع والتزيين الخارجي ، أو كمحاولة تبطين زمردة بأنواع القماش لتظهر بلون غير لونها الحقيقي الطبيعي ..... فنحن معشر الأمازيغ مقتنعون بأنفسنا وذاتيتنا ، ومؤمنون بأن الثقافة الوافدة الجاهزة لا تنفع فينا اٍذا لم نكن طرفا فاعلا في صنعها ، وأحسن حضارة ، وأجمل ثقافة هي ما يبدع بلغتنا الأصلية ومن تراثنا ، ومن آهاتنا ومآسينا ، من أفراحنا واقراحنا، وأمجادنا لا أمجاد غيرنا ، من طبيعة أرضنا بتنوعها وثرائها وصفاء عطائها ، تلكم هي الوطنية الحقة التي لا نقبل عنها بديلا .
خاتمة :
اٍن مظاهر التقليد الهوياتي عن دراية أو جهل أمر يدعوا اٍلى الغرابة والاٍستغراب ، و هو شعور بالدونية ، والخواء الروحي والحضاري ، وقد يكون ذلك مرده اٍلى انبهار بالغير أو رغبة لتقليد مظاهر دون اللب ، وهي سمات تبعث على الأفول والذوبان في الغير رغبة أورهبة ، والحقيقة الناصعة أثبتت بأن لا حضارة ، ولا تطور ، ولا ثقافة ولا ازدهار لأمم اٍلا بما تنتجه وتصنعه بمجهودها الخاص، وتصبغه بلونها المتميز ، و الذي توجهه الوجهة التي ترتضيها ، لا وجهة التي يرتضيها غيرها ، ولا عيب في الاستلهام والاٍقتباس ، لأن الحياة أخذ وعطاء وتعاون وتبادل ، والمستلهم والمقتبس لا بد من اخضاعهما للمزج والتركيب مع المحلي والأصيل لاستخراج حبا متركبا من البدائع الموسومة بالطابع المحلي ، الذي يبرز هويتنا الحقيقية بصدق وجلاء ، بعيدا عن الزيف والتلفيق . وبذلك تتحسن نظرات الأمم الأخرى اٍلينا ، وننعم بما ينعم به غيرنا من الاٍيمان بمقدرتنا ومقدراتنا في تحويل ثرواتنا النظرية اٍلى ثروات فعلية .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الاشتراكية هي الامل...
تيهيـا اطلـس ( 2009 / 9 / 25 - 15:27 )
الثقافة السائدة بحاجة الى تغيير جدري بواسطة ثقافة الثورة المستمرة عبر العالم ....


2 - الأمازيغ و الصحصحة
تموشنتي ( 2009 / 9 / 27 - 18:34 )
تشويه التاريخ من طرف حكامنا العروبيين هو السبب الرئيسي ،نظرة واحدة على كتاب التاريخ لأخي في السنة الثانية متوسط كانت كافية مرة يسموننا مورا ومرة بربر و مرة أمازيغ في آخر الصفحة أو بعد النقطة ....ولكن إذا ما رجعنا إلى واقعنا نجد أنا الكثير من الناس خاصة الشباب الجامعي صحح بعد- الكومة - العربية وخصوصا بعد تمكنه من اللغة الفرنسة و الإنجلزية و متابعة أراء أساتدة التاريخ الناطقين بالعربية لتاريخ المغرب العربي إضافة لوجود الإنترنت الغير المراقب و الذي سينتج ثورة في مبادئ الجزائر ..

اخر الافلام

.. القط لاري حارس مكتب رئيس الوزراء في بريطانيا • فرانس 24


.. رئيس الوزراء البريطاني الجديد يبدأ زيارة إلى أجزاء المملكة ا




.. وجه فرنسا يتغير.. زلزال سياسي بعد اقتراب أقصى اليمين من الحك


.. هل يعاني نجوم إنجلترا مع ساوثغيت؟ ولماذا انهار الأتراك في ال




.. حزن يخيم على عائلة مقدسية أثناء هدم الاحتلال منزلهم