الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


البعد الطائفي للنظام السوري والتسوية

طالب إبراهيم
(Taleb Ibrahim)

2009 / 9 / 25
مواضيع وابحاث سياسية


من الكلمات التي طرأت بكثرة على عناوين الصحافة والإعلام العربية منها والغربية, منذ بداية تسعينيات القرن الماضي وحتى الآن, كلمة التسوية.
لقد ارتبط مفهوم التسوية بوضع أسس حلول للإشكالية التاريخية والجغرافية بين العرب وإسرائيل.وإذا كان الكثيرون قد دأبوا على معاينة الوضع الإسرائيلي, واستشفاف الرغبة الإسرائيلية أو عدمها في عملية سلام تؤدي إلى حل الإشكالية الجغرافية المصابة بطفح تاريخي.
فلنحاول هنا إلقاء الضوء على رغبة النظام السوري في سلام يؤدي إلى حل الإشكالية الجغرافية المصابة بالتهاب جغرافي.
هل يستطيع النظام بتركيبته الديكتاتورية والطائفية توقيع اتفاق سلام مع إسرائيل..؟
أم أن عملية التسوية كلها ستبقى رهن المساومة لتحسين آليات استمراره في الحكم واستثمار ذلك في مركزة السلطة والمال, ولن تنتقل إلى القرار العملي الإستراتيجي..
ما دور الطائفة العلوية في دفع أو لجم النظام نحو ذلك؟
ما دور بقية الطوائف والإثنيات في سورية؟
يعاني النظام السوري من أزمة مشروعية داخلية بسبب بنيته الديكتاتورية من جهة والطائفية من جهة أخرى.
وقد عجز على مدى سنوات حكمه الطويلة من حل هذه الإشكالية بطرقه المعهودة ,القمعية والإيديولوجية وما صاحبهما من عمليات ضغط سياسية وغير سياسية لمؤثرين دينيين واجتماعيين ومثقفين, لتزييف الحقائق وتغيير الصور بغية خلق خارطة ولاء اجتماعي جديدة تؤمن له إجماعاً شعبياً تضفي طابعاً شرعياً على الحكم , لم تستطع الاستفتاءات الكثيرة والنسب المطلقة إضفاءها.

لقد أدار البعث بعد 1963 قوى اجتماعية مدنية وريفية واستطاع أن يحكم السيطرة على القطاعات الاقتصادية ويمد الوجود الحزبي ليدخل مفاصل الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية في نفس المرحلة التي تداخل فيها الصراع الداخلي للحزب مع نشوء قواعد تأسيسية لدولة تسلطية آلت بعد 1970 إلى شخصنة الحكم والقيادة والقرار.
لقد استطاع الأسد الأول بناء نظام حكم تسلطي متجذر ,بإنشاء أطر عمل مؤسساتية ذات طابع حزبي ,أضفت سمةً اجتماعية على حالة الاستبداد القائمة ,ثم تراجع فيها الحزبي لمصلحة الطائفي والحزبي في الفترة التي شهدت فيها الطائفة العلوية نقلة نوعية في مكانتها الاجتماعية وسلوكها العام, ترافق مع تحولها من مرحلة التوريط في الحكم ,إلى المساندة القوية والفاعلة.
لقد عبرت هذه الطائفة عن ولائها ولحمتها خلف الأسد الأول والثاني ,ولم تشهد أي انقسام يؤثر على أدائها وأداء النظام تجاهها وتجاه بقية الطوائف والاثنيات, والانقسام الذي حصل في منتصف الثمانينات ضمن الاسرة الحاكمة ذاتها, اتخذ طابعاً فردياً فيما بعد.
كما أن الاقصاءات المركزية والطرفية لدوائر علوية لعبت دوراً أساسياً في تحقيق استقرار النظام في فترات عصيبة لم تخلق أية ميولٍ انقسامية في الطائفة ,باعتبار أنها كانت تتم وفق آلية اتسمت بالكثير من الدهاء السياسي والحنكة والقبضة الفولاذية المترصدة, ونزعة عقابية جاهزة.
الشخصيات العلوية المعارضة للنظام اتخذت طابعاً نخبوياً لم يكن لها أي تأثير لا في الداخل السوري ولا في الطائفة.
ليس بمقدور الطائفة العلوية, إعطاء الضوء الأخضر للنظام, لتوقيع اتفاق سلام كامل مع إسرائيل عاجزة عن تغطيته اجتماعياً, كما أنها لا تستطيع لجمه عن ذلك.
لقد وضعت نفسها بالأساس بتصرف القيادة, بغض النظر عن سلوك هذه القيادة واستراتيجيتها, حالتها حالة المقاومات التي ربطت هيكلها ومقاومتها واستراتيجيتها بتصرف القيادة ذاتها.
لكن السؤال: هل ثمة عائق مرتبط بالطائفة العلوية كتاريخ وسلوك, لجم الأسد الاول عن توقيع سلام كان بمتناول اليد, وقد يكون عائقاً أمام الثاني؟
لم يظهر الأسد الأول خلال سنوات حكمه الطويلة, أية ميول رعوية تجاه الطوائف والاثنيات السورية, كما كانت تجاه طائفته ,وقد كان لذلك تأثير كبير في خلق مجموعة تغييرات سلوكية ونفسية على الطائفة ذاتها, بدون أن يترافق مع أي تغيير أو تطوير أو تحديث لمجموعة أفكار متخلفة, تعتقدها الطائفة, تمسها بشكل بنيوي, وتمس الطوائف الأخرى, وتمس الدين بشكل عام.
إن الطائفة العلوية متهمة تاريخياً بالتعامل مع الخارج حتى لو كان محتلاً.
وبغض النظرعن أسباب هذه التهمة أو صوابيتها ,فهي طائفة متهمة بالعرف الطائفي السوري, والتاريخ يحمل في طياته أدلة للمتصارعين.
لقد كان الأسد الأول سلطويا لكنه كان طائفي المنبت والعقيدة والسلوك.
لنقاطع بين المفصلين السابقين, وندفع بخلاف علي بن أبي طالب مع اليهود قدماً ونتساءل:
هل كان تشدد الأسد في مفاوضاته مع إسرائيل ردة فعل على تلك التهم ؟أم حاجة يمارس فيه كرهه لليهود ؟ وفي كلتا الحالتين لهما جذر طائفي..
إن سلوك النظام تجاه الطوائف الأخرى والاثنيات, خلق شعوراً لديها برفض ما يقرره تكتيكياً واستراتيجياً,واعتباره يخصه هو وطائفته, وتوقيع اتفاق سلام مع إسرائيل, هو اتفاق سلام بين النظام الطائفي وبينها, لا بين الدولة وإسرائيل,باعتبار أن الدولة المسؤولة بكل طوائفها واثنياتها تم اختصارها إلى الدولة الطائفة, كما تم اختصار القيادة المعبرة عن كل تلونات المجتمع السوري إلى قيادة اللون الواحد المفروضة قسراً.









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - بلا طائفية
فارس ( 2009 / 9 / 25 - 19:03 )
مسكين طالب فاشل , ما بتعرف البلد لا تحكي عنو


2 - الطائفية
حسن كورو ( 2009 / 9 / 26 - 07:20 )
الاستاذ فارس
الاستاذ طالب ليس طالباٌ فاشلاٌ ، ولكنه مواطن سوري مشرد مثله مثل الملايين من السوريين الذين تشردوا في الارض وهاجروا فيها
الاستاذ طالب يعبر عن الالم والجرح الكبير الذي اصاب المجتمع السوري
من قبل طغمة فاسدة مستبدة ومجرمة ولكن طائفية ايضا ، استطاع الاسد فعلا ان يربط وللأسف الاغلبية من الطائفة العلوية معه واصبحت المدافع الاكبر عن نظامه ، ساعده ايضا التصرفات الحمقاء للإخوان المسلمين وخاصة مجزرة مدرسة المدفعية التي استغلها النظام اي استغلال ، بحيث ازداد تعلق الطائفة بالنظام كمسألة حياة او موت
الطائفية نخرت الشعب السوري ، والشعب السوري الان يختلف عن الخمسينات فقد ازداد الان التفكير الطائفي والعشائري والقبلي وازدادت النزعة الانفصالية عند الاكراد ،واصبح الاكراد مثل النظام السوري باطنيين سياسيا ، فهم يريدون الانفصال عن الوطن الام وبنفس الوقت ملتزمين بالعمل في اعلان دمشق
الوضع في سوريا سيء جدا ، والذي فعله السيد طالب هو التصريح على الورق مما يتناوله الناس سرا في مجالسهم ، يجب ان نفتح القيح لكي نعالجه ونستريح منه ، وللحقيقة وللتاريخ نعم يجب ان يعلم العقلاء من الطائفة العلوية ان الواجب الوطني يتطلب منهم العمل الكثير والجهد الكبير للحفاظ على المصالح الوطنية العليا


3 - طالب إبراهيم
بو سلوم ( 2011 / 5 / 17 - 11:53 )
بس بحب اوجه كلمة للسيد طالب إبراهيم اننا لقادمون وان يوم الوعد لقريب

اخر الافلام

.. نادين الراسي.. تتحدث عن الخيانة الجسدية التي تعرضت لها????


.. السودان.. إعلان لوقف الحرب | #الظهيرة




.. فيديو متداول لحارسي الرئيس الروسي والرئيس الصيني يتبادلان ال


.. القسام: قنصنا جنديا إسرائيليا في محور -نتساريم- جنوب حي تل ا




.. شاهد| آخر الصور الملتقطة للرئيس الإيراني والوفد الوزاري في أ