الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عِتَابٌ أَخِيْر

علم الدين بدرية

2009 / 9 / 25
الادب والفن



وَحْدُكِ مَنْ يَعْلَمُ
كَيْفَ تَثُوْرُ أَمْوَاجُ الْمَدِّ
تَعْلُوُ زَبَدًا مُفَارِقًا
فِي عَالَمٍ مَحْدُوْدٍ ..
فَوْقَ شِفَاهِ الْيَمِّ ...
تِلْكَ الشِّفَاهُ الْتِي تَبْتَلِعُ
لَوْنَ الْغُرْبَةِ الْغَارِق فِي صَوْمَعَةِ الأَسْرَارِ
وَتُحِيْلُ السَّمَاءَ زَرْقَاءَ كَعَيْنَيِّ مَلاكٍ
أَدْمَنَ الرَّحِيْلَ وَالوَعِيْدَ وَالشَّقَاءْ ..!!
***
وَحْدُكِ مَنْ قَرَأَ
بَوَاطِنَ الْحُرُوفِ وَحَنِيْنَ الْبُعْدِ ..
مَرَاكِبُ الصَّيْدِ سَافَرَتْ دُوْنَ وَدَاعٍ ..
دُوْنَ وَدَاعْ ..
صَلاتُكِ الأَخِيْرَةُ كَانَتْ تَقْطُرُ دَمًا
تَرْسُمُ أَشْلاءَ أُغْنِيَةٍ حَزِيْنَةٍ عَلَىَ الرَّمَادْ
***
وَحْدُكِ مَنْ يَقْرَأُ
آيَةَ الرُّجُوعِ
وَيُسْقِطُ تَعْتَعَاتِ الزَّمَنِ الْمُخَادِعِ
مِنْ نَافِذَةٍ تَطِلُّ عَلَىَ الله
حَيْثُ كُنْتِ فِي صُوْرَةِ الْحُرُوْفِ
رُوْحًا تَتَسلَّقُ حَبْلُ الْوِجُوْدِ السرِّيِّ
لِتَصِلَ إلى حَيْثُ يَنْتَهِي كُلُّ شَيءٍ
يَبْدَأُ كُلُّ شَيءٍ ..
وَلاَ يَبْقَىَ سُوى الْمُطْلَقِ يُحَرِّكُ الْفَضَاءَ
مِنْ نَافِذَةٍ تَطِلُّ عَلَىَ الله
***

هَذَا الْمَكَانُ فِي الَلاَ مَكَان
نَشَأَ
بَيْنَ خَوْفِ الرَّغْبَةِ وَرَعْشَةِ الْلِقَاءْ
كَانَ يَخْتَلِجُ فِي مِرْآةِ الإبْدَاعِ
يُحَاوِلُ أَنْ يَثُوْرَ
يَعْتَلي شَبْقًا يَتَجَسَّدُ
أنُوْثَتَكِ الْعَابِثَة
نَشْوَتُكِ الْمُتَسَلِّقَةُ أَبْعَادًا
تَرْتَعِشُ بِكِ وَمِنْكِ
أَنْتَ وَحْدُكِ الْمُهَاجِرَةُ
فِي خَلايَا الْمَوْتِ
عَبْرَ مَخَاضِ انْعِتَاقٍ
تُجْهِضُ أَحْيَانًا
وَأَحْيَانًا يُوْلَدُ مِنْ أَنَامِلِهَا
حُلُمٌ يَنْبِضُ عَلَىَ أَصْدَافِ الْمَحَارْ
***
لاَزِلْتُ أذْكُرُ
آخِرَ الْهَمَسَاتِ
وَآخِرَ الأَلْحَانِ تَتْرُكُ أَوْتَارَ الْغُرُوبِ
حَيْثُ انْكَفَأَت أَحْلاَمُنَا فِي الْعَرَاءِ
فَوْقَ حُطَامِ الوُعُوْدِ الْمُسَافِرَةِ
عَلَىَ مَتْنِ أَجْسَادٍ مَزَّقَهَا
عَتَبُ سَنَوَاتٍ عِجَاف
***
قَلْبُكِ
الَّذِي يَنْبِضُ
عَلَىَ قَارِعِةِ الْفُصُوْلِ
نَسِيَ مَلاَمِحَ الطَّرِيقْ ...
مُفَارَقَاتٌ هِي أَوْهَامُنَا ...
يُضَاجِعُهَا
الْحُلُمُ والْحَنِيْن
وَأَنْتِ لازِلْتِ
تُغَازْلِيْنَ الْغُيُوم
تَتَّخِذيْنَ مِن النُّجُومِ مَسْكَنًا
مِنْ قُبَّةِ السَّمَاءِ مَرْصَدًا
مِن الْقَمَرِ الآفِلِ مَلْجَأً
مَلامِحُنَا تَتَشَظَّى
فِي عُمْرِ ذَاكِرَةٍ
لَمْ تَعُدْ مِنْ نُزْهَتِهَا الأَخِيْرَةِ بَعدْ !!
***
هَذَا الْحُزْنُ الْجَاثِمُ فَوْقَ رُمُوْشكِ
عَبَثَ الليْلُ بِتَجَاعِيْدِهِ
أَغْلَقَ مَعَابِرَ الْعَائِدِيْنَ
إِلَىَ مَعَابِدِ الشَّمْسِ
أَبْقَى شِرَاعَ عِشْقكِ مُشَاعًا
يَتَسَوَّل الْبَقَاءْ
السَّاعَةُ الأَخِيْرَةُ تَأبَىَ الْفُرَاق
تَتَلَظَّى فِي مِحْرَابِ التُّعَسَاءِ
تُعَانِقُ تَرَاتِيْلَ صُوفِيِّ
تَنْصَهِرُ
أُغْنِيَّةَ تَوْحِيْدٍ
وَمِيْضَ شَمْعَةٍ
لازَالَتْ تَشِعُّ فِي الْخَفَاءْ









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -أنا مع تعدد الزوجات... والقصة مش قصة شرع-... هذا ما قاله ال


.. محمود رشاد: سكربت «ا?م الدنيا 2» كان مكتوب باللغة القبطية وا




.. جائزة العين الذهبية بمهرجان -كان- تذهب لأول مرة لفيلم مصري ?


.. بالطبل والزغاريد??.. الاستوديو اتملى بهجة وفرحة لأبطال فيلم




.. الفنان #علي_جاسم ضيف حلقة الليلة من #المجهول مع الاعلامي #رو