الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بانوراما ليل سعدي الحلي

رياض الأسدي

2009 / 9 / 26
الادب والفن


لتظهر مصباح الوحشة الأزلي
ذاك،
الذي لا يذبل مع الريح
ومع الزمن
ليس مصباح (نايتنجل)
ولا مصباح علاء الدين
ولا وجه المغني
مصباح (قمره) السفينة الذاوي
- هو-
وسط عاصفة متوسطية:
سفن مغموسة بالفجيعة
هناك
يتطاير الشرر كالقصر
تحت الماء
مرة أخرى
وفي مارستان الخاتون
حلقت لحيتك الشرقية
"بكتاش"!
وقصصت جدائلك المغربية
جلبابك الأبيض الثلجي
لم يعد يظهرك
كما هو أنت
أبعث به إلى مصبغة وسط المدينة
الأحلام لم تعد تنطلي على أحد
وقصر البحر أكذوبة أخرى
مبقع بالدم جلد المهاجر شرقا
(خاكي)
دائما
هذه الوهدة
فنم على رصيف القسطنطينية
او في حافلة ذاهبة ليلا إلى الجنوب
سيان
معا
ليس ثمة سفن في المتوسط
بعد
واظهرْ وجهك القرمزي
وتفرنجْ
قليلا
أو
تمشرقْ
ليس مختلفا
يمكنك الإدعاء
رأس الرجاء الطالح!
اكتُشفَ
ورأس الفجيعة: بصلة خائسة
رأسك
هو
الذي
أمام طلقة قناص
أمام مرآة
الآن
لا الشقّ المتعرج يمكن أن ..
يحدِث كلّ هذه الشروخ
على الخدين الأسودين
لحظة مرور موس عاموديه
ولا الحزن ممكن
ولا البكاء
مروقات صباحية
طرْقٌ
للموس الصدئة على الوجه
أزيز
وشخيط
يتبع
تلك
المنامات الرمادية الجاهزة
يعذبون الأجساد بتمرير الموس
لحظة الهوس
ولا يصرخون
أولئك
فقط
يرونها متعة الابتهاج أيضا
والشفرة الوحيدة المتبقية
علامة "جسر لندن"
ويستمر
البله في الاثنين
معا
صهيل التهليل، وبحة صوت "سعد الحلي"(*)
معا معا
طارت طيور بيض
والبصلة عود رماد
في الحرام
ووجه
لا ينفع التداوي في هذي الحالات
سقط الطب الشعبي!
واحرق ما تبقى من تفاح متعفن
طعم الثوم المحترق
يطاردنا
وحنين "الحلي" يجتاح سيارات الحرب الليلية
الذاهبة إلى عمق الجنوب
صوته والجنود نائمون
متعبون على الكراسي الزرق الوسخة
قبالة الوجه المدمى
وفي مدى الأفق أضواء الحافلة النهابّة
هدير صوت وسط المقبرة البشرية المتحركة
"يا مجنونة..."!
الغلمان يحيطون بالمطرب
و(بكتاش)(**)
في آن
أرتعدت فرائص القبّرات البعيدات
أسمعهن:
يتطايرن خائفات
وفرائصي
والدم يقطر على الكاشي الحجري
حلاقة السرعة:
صروح بنيت
قلاع احرقت
قيعان موات
كباش حديد متناثرة
أطواب
على الوجوه
كلّها
والدم يقطر من الخدود
كلّها
السفن الغارقة قبالة الميناء
السفن الضاجة بالرحيل الجوفي
مرآة كالحة لا تظهر الكثير مما كان
صباح أهوج إذا
كانت حيلة أن يظهر احدنا بوجه جديد
ماروني
تنتفخ كرات وتتشعب كمآذن اسطنبولية على الجانب الأيسر من الخد
للجميع
مولوية،
تشبه الدوار الدائم في العيون
و"الحلي" يصدح:
"علاوي، دنج ليلوحك القناص!"
والحاج " بكتاش" يقلب القدور
في الطرف الآخر من الحرب
على وجهي
وما من احد
(الينكجرية) غاضبون
و(الدوشرمة)
ياسلطان!
الجندرمة يحاصرون المسلمين!
والفرنجة في البحر!!
و(سعد) يصدح بصوته الجنوبي الأخاذ
ونحن هنا
يا سلطان الفارين والغرقى
تفغر الجبهة
تخرج الطلقة من الخلف
وبكتاش يبكي وحيدا
والحلي يحمل على سيارة أجرة وحيدة إلى النجف
ــــــــــــــــــــــــ
(*) مطرب شعبي عراقي
(**) الحاج بكتاش صوفي محرض في الجيش العثماني
( الينكرجيه)








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. موسيقى وأجواء بهجة في أول أيام العام الدراسى بجامعة القاهرة


.. بتكلفة 22 مليون جنيه.. قصر ثقافة الزعيم جمال عبد الناصر يخلد




.. الكلب رامبو بقى نجم سينمائي بس عايز ينام ?? في استوديو #معكم


.. الحب بين أبطال فيلم السيد رامبو -الصحاب- ?




.. لعبة الافلام الأليفة مع أبطال فيلم البحث عن منفذ لخروج السيد