الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المعارضة القصيرة والباب العالي

طالب إبراهيم
(Taleb Ibrahim)

2009 / 9 / 26
مواضيع وابحاث سياسية


لا ينقص المعارضة السورية بجميع أطيافها"يسارية أم يمينية"منظرون ومثقفون ومحللون قادرون على كشف نقاط ضعف النظام و تعريتها و تعريته.

كما لا ينقصها برامج عمل سياسية واقتصادية واجتماعية تعيد للدولة قانونيتها ووظيفتها بعد غياب استمر قرابة نصف القرن.

ولا ينقصها أطر سياسية ذات نفوذ ووزن اجتماعي فعلي قادر على المعارضة و الحكم.

وتستطيع المعارضة التصدي لكل رياضات الكلام الصادرة من أفواه المتحذلقين والديماغوجيين والمرترقه المنتشرين في الأصقاع و الأنحاء لتبرير سلوك النظام وتجميل صورته وتحقيق انتصارات مذهلة وعظيمة له في فضائنا الوهمي وفبركة قصص افتراضية عن مؤامرات قُبرت في أرضها حال الشروع بها.

ولا ينقصها آليات عمل لوضع برامجها قيد التداول بدءًا من تداول السلطة إلى تداول السياسة والمعلومات.

فماذا ينقصها إذن؟

لماذا تفشل المعارضة السورية وينجح النظام ؟!

لماذا تستطيع هذه الفئة الحاكمة تحقيق مصالحها الفئوية وتغيير مسار أزماتها على الرغم مما سببته للبلاد من فشل سياسي وفساد اقتصادي وظلم اجتماعي ؟!

لماذا يستطيع هذا النظام احتكار السلطة والثروة وتقزيم مشروع الدولة إلى سلطة ولتغدو معه السلطة بمعدل شخص واحد لكل بلد.

إن مسالتين أساسيتين تحققان للنظام البقاء والاستمرار مرتبطتين حصرياً بالسياسة التي يتبعها على الصعيدين الداخلي والخارجي.

أما فيما يتعلق بسياسته الداخلية فإنها تتلخص في إطلاق أيدي وأرجل الأجهزة القمعية من جيش ومخابرات وملحقاتهما لقمع أي ظاهرة معارضة فردية كانت أو جماعية,عفوية أو منظمة.

إن سلوك تلك الأجهزة تجاه قوى المعارضة أفراداً وتنظيمات,وقوى المجتمع ,مثقفين وحقوقيين وفنانين ,طلبة ومدرسين ,عمال وفلاحين,وإثنيات ,تغني عن توجيه صفات كثيرة للنظام لتستقر عند عصاً غليظة وسجون لا نهائية,وهي بصريح العبارة تغييب حقيقي للسياسة وحضور أساسي للقمع,تغييب لأي آخر وحضور قوي لفعل إجرائي جراحي قسري,تغييب عام للمجتمع وخاص لجدلية سلطة_ معارضة.

فيما يتعلق بسياسة النظام الخارجية يشاء البعض أن يعطيها سمة البراغماتية والتي يفسرها البعثيون على أنها انحناء في وجه العاصفة و"انتصاب" بزوالها.

ويصفها معارضون بالمتلونة والتكتيكية بلا استراتيجية واضحة على كل الصعد ما عدا استراتيجية البقاء في السلطة.

وبغض النظر عن دقة المسميات وصوابيتها اعتقد أن المسألة هي وجود رغبة دولية بمثابة القرار في بقائه واستمراره,وثمة مؤشرات كثيرة على ذلك ويستطيع النظام والمعارضة قراءتها.

هذه الرغبة هي قناعة شرطية مبنية أساساً على إدراك النظام لدوره ومهمته بحكم وجوده في السلطة وفي هذه المنطقة الجغرافية من العالم ,وقناعة الإرادة الدولية بتحقيق مصلحتها من خلاله رغم كل الإحراجات التي تسببها امتداداته الإقليمية وسياساته الديكتاتورية










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نادين الراسي.. تتحدث عن الخيانة الجسدية التي تعرضت لها????


.. السودان.. إعلان لوقف الحرب | #الظهيرة




.. فيديو متداول لحارسي الرئيس الروسي والرئيس الصيني يتبادلان ال


.. القسام: قنصنا جنديا إسرائيليا في محور -نتساريم- جنوب حي تل ا




.. شاهد| آخر الصور الملتقطة للرئيس الإيراني والوفد الوزاري في أ