الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مصدر العلم والمعرفة

ناظم الزيرجاوي

2009 / 9 / 26
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم


إن درجات العلم والمعرفة التي بلغها عالمنا اليوم هي نتيجة دراسات ومتاعب بذلها المئات من العلماء والمفكرين على طول القرون المتمادية . فالإنسان اليوم يستفيد وينير دربه مما توصل إليه علماء الأمس ، وكل من يحاول اكتساب العلم وطلب المعرفة ، يسعى في الواقع إلى بلوغ ما بلغه العلماء ليكتسب قوة في العقل وقدرة في التفكير .
لايخفى على أحد أن المراد من العلم و المعرفة هو إدراك واقع عالم الخلقة والحقائق التي يؤيدها العقل والتي تتطابق ومحتويات كتاب الخلقة ، وهذا ما يؤدي بالعقل إلى بلوغ مراتب الكمال المعنوي وتحقيق درجات النمو المكتسب .
إن كل ما هو قائم على أوهام أصحاب العقول المريضة والناقصة . لايمكن اعتباره علما ً . فمثل هذه الأمور التي لاأساس لها وهي بعيدةعن الواقع لايمكن أن تساهم في نمو العقل ، كما أنها تسوق الناس نحو الضلال والأنحراف .
يترافق العلم دائماً مع نوع من الاطمئنان واليقين بعيدا ً عن كل التكهنات والشكوك والتصورات . وعندما تتسلط أفكارنا وأحاسيسنا على علمنا ، فإنه أي( العلم) يصاب بنوع من الإرباك ، ويصبح من الصعب جدا ً إنقاذه من هذا الإرباك . ومن هذا المنطلق يمكن القول : إن الجهل أفضل من العلم المصاب بالإرباك . فالجاهل الواقف على جهله بمقدوره أن يحصل على العلم الصحيح ، والفرد الذي يشك بدرجة علمه ومعرفته بمقدوره تعديلها ، وهذا ما دفع (سقراط) إلى اعتبار الجهل مقدمة للعلم والمعرفة أما (ديكارت ) فقد اعتبر الشك مقدمة للعلم .
إن المعرفة التي تبقى مصانة من هجوم الأفكار والأحاسيس والمعتقدات البدائية . يمكن اعتبارها علما ً ، والعلم هو عبارة عن أساليب اخترعها الإنسان تدريجيا ً لبلورة أفكاره وجعلها قابلة للتقيم ، فالعلم يستلزم أن يحصل التفكير في ظروف خاصة ، يتم تقيم نتائجه بالعلم . إن العلم ليس وليد جسم معين بل هو وليد نشاطات اجتماعية قام بها الإنسان على مدى قرون من الزمن .
وعلى هذا الأساس ينبغي أن يكون للعلم مقام شامخ في البرامج الدراسية والتربوية .
إن من بين الأشخاص الذين تنمو قدراتهم الفكرية والذهنية لمدد مديد من الزمن ، من لم يستطيع تحقيق البلوغ النفسي ، مع أنهم كانوا قادرين على استغلال الفرص لتحسين أوضاعهم الجسمية والمعنوية . لكنهم على عكس ذلك هدروا أوقاتهم في شرب الخمر ولعب القمار وارتياد دور السينما والرقص وقراءة الروايات والقصص المبتذلة ، لذا فهم ضحايا تربية خاطئة وعادات حياتية مغلوطة .
أليست التربية والتعليم الخاطئان هما سبب الضعف الفكري والنقص الأخلاقي اللذين أوديا بنا اليوم إلى الهاوية ؟
ففي بيئة يسودها الكذب وتتحكم بها الإذاعات والمجلات الرخيصة والمبتذلة ، وفي حياة تغط في سبات كالتي نعيشها وفي محيط لاتحترم فيه الطهارة والنزاهة ، لايمكن للعقل إلا أن يخفق والأحاسيس إلا أن تموت ، ولكن رغم كل ذلك فإن قانون السمو النفسي والمعنوي لايمكن أن يقهر أمام مثل هذه الشوائب ، كما أن وجود المرض لايمكن أن يجعل التفكير بالشفاء منه وهما ً ..










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. غزة.. الجيش الإسرائيلي يدعو السكان لإخلاء شرق رفح فورا


.. إسرائيل وحماس تتمسكان بموقفيهما ولا تقدم في محادثات التهدئة




.. مقتل 16 فلسطينيا من عائلتين بغارات إسرائيلية على رفح


.. غزة: تطور لافت في الموقف الأمريكي وتلويح إسرائيلي بدخول وشيك




.. الرئيس الصيني يقوم بزيارة دولة إلى فرنسا.. ما برنامج الزيارة