الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أسرار جنسيّة : قوس قزح

لمى محمد
كاتبة، طبيبة نفسية أخصائية طب نفسي جسدي-طب نفسي تجميلي، ناشطة حقوق إنسان

(Lama Muhammad)

2009 / 9 / 27
الادب والفن


لا يظهر قوس قزح إلا إذا هطل المطر على شمس مشرقة ...
مع أنّ النساء من الجنس الذي رخصت له الحياة الحياء و الخجل ، فقد كان لخجل "سمير " الواضح عليه سمة رجوليّة بامتياز ...
فسمير ذو الأعوام الثلاثين كان متصالحا مع نفسه تماما ، مما لم يشعرني قط بأحقية النساء بالخجل.
أخبرني قصة تاريخية بوجودها ، بالهرب منها ، بتجريمها ، و تكفيرها...
عرّف عن نفسه ب : "سمير " ..منحوس لأني مختلف ، و محظوظ جدا لأني لم أقبل دفع ثمن لاختلافي .
عندما سألته عن المشكلة التي جعلته يزورعيادتي، ابتسم بحياء :
الحقيقة ..ليست مشكلتي ، بل مشكلة من حولي ...
و بسؤاله عن عمر هذه المشكلة ، أجاب ضاحكا :
أثريّة.. لكنها لم تستهلك قط ، لم يأتي مبشّر أو نبيّ بجوازها ، لا بل جرّمت تاريخيّا و دينيّا ...اعتبرت كدولة بلا مكان و لا زمان ، لكن لدينا شعار ..قوس قزح ...
صمت "سمير" لحظات عندما قرأ فهما لما جاء من أجله على وجهي ، ثم نبهني قائلا :
لديّ ميول ، و ليس ممارسات مثليّة . ثم صمت قليلا و أضاف :
سحقا.. لقد بدأت التبرير ...ربما هي عقدة الذنب التي جاءت بي إلى هنا ، و أنا أدّعي أن المشكلة في من حولي ...
أتعلمين يا سيدتي أن معظم ممارسات الجنس المثلي يقترفها متغايرو الجنس ، هنا يكمن العار ،عندما يتفننون في الممارسات الجنسيّة حد القرف ، و تمسي عقولهم بين أفخاذهم ، ثم يجرّمون من تنطق جيناته بميول مثليّة ، و يعتبرونه هو من يشوّه وجه حضارة الغلمان ...
ثم غيّر وضعيّة جلوسه ضاما يديه إلى صدره كمن يعتصر الشجاعة ليتحدث:
في بلادنا يا دكتورة ننسى النظام في كل شيء إلا في الاصطفاف مع القطيع .. ما من أحد يجرؤ على مغادرة قطيعه ، ليس خوفا من كلب القطيع الحارس ، بل خوفا من حوافر القطيع ذاته ...
مع الزمن يمسي الانتماء للقطيع شرفا ، و تقليدا ، و صلاة واجبة ، ملعون ابن ملعونة من تسوّل له نفسه باختلافها ، أو حتى برغباتها...
تزوجت "هدى " لأبقى مع القطيع ، لكنها خلقت لي مشاكل أكثر ، فمبرراتي التي كانت تتدافع في السرير ليلا كانت تبكيها ، و تجننها. كم حزنت عليها ، وهي تقول : تراني قبيحة أليس كذلك ، أخبرني عن أيّة مشكلة في شكلي و سأذهب إلى طبيب تجميل ليصلحها .
و"هدى " جميلة جدا ، و شكلها ليس أبدا عائقا في علاقتنا الجنسيّة ، أنا الذي لا تربطني بالنساء سوى العلاقات الأخويّة ..
و لست مذنبا في ذلك ، مع أنني مجرم بكوني تزوجتها .
أول أمس اتصلت بي من المستشفى ..أجرت عمليّة تكبير للصدر...
كنت في مصيبة زواج ، أصبحت في كارثة التزام أخلاقي بها بعد ما فعلته من أجلي ، هل تملكين حلولا لكل تلك المشاكل ...
تنهد "سمير" ثم أضاف :
لست "ليوناردو دافينشي " لأرسم موناليزا تنسي الجميع أنني مختلف ، لكني أؤمن تماما بأننا سنظل نحارب الاختلاف ، لأننا لم نتصالح بعد مع أنفسنا ...

يتبع...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - هجوم جنسي
رمضان الجنوسي ( 2009 / 9 / 27 - 15:49 )
والله ماهكذا يكون الادب والفن


2 - المثليون لا يقدمون على الزواج إلا ما ندر
خيري حمدان ( 2009 / 9 / 27 - 17:15 )
باختصار هناك مثليون، ولكن لماذا الزواج وتعقيد العلاقات بهذه الطريقة. هو زواج مترف ما دامت قادرة على تكبير الصدر وهو يحتاج لرجل آخر ليقضي الليل معه ومعها. جميع الحلول قذرة ولكنّها ممكنة. استدراك: هناك دائماً إمكانية الصراحة إذا كان شجاعاً وهناك إمكانية الطلاق قبل أن تتطور الأمور إلى القتل .. قتل المشاعر أو جريمة قتل بمعناها الفيزيائي.
محبتي


3 - تشجيع
منتظر ( 2009 / 9 / 27 - 18:38 )
جميلة هي المواضيع التي تطرحينها دكتورة انا احيي هذا النفس الرائع الذي تكتبين فيه... قضية الاختلاف ليس كما يتصور سمير انه ليس مختلف لكن خارج عن قاعدة معينة فالاختلاف كما يتصور سيء ويجب ان يدفع ثمنه من كان مختلف ليس كذلك فهناك مختلفين كثر غيروا نضام وضعهم السائد وكما يقول ادونيس كن مختلف تكتشف على العموم المثلية موجودة في كل بقاع العالم لكن مسكين من يختاره هذا المرض الا اذا كان شجاعا وواجه كل من حوله بانه كذلك لا ان يضلم انسانه بريئة لها حق في التمتع بما يمتلك زوجها من رجولة ولها حق ان تشعر بانوثتها انا اقترح بان يصارحها الحقيقة وكفاه ضلما لها ... تحياتي


4 - قرف
ثائر ( 2009 / 9 / 27 - 20:41 )
يعني منصير مثليين لنصير اقواس قزح شو هالقرف


5 - حذرتك يا صديقتي الرائعة...
أخـمـد بـسـمـار ( 2009 / 9 / 27 - 21:01 )
يا سيدتي الرائعة. كنت أعرف أنك يوما سوف تعطين الحجارة إلى المغفلين حتى يرجمونك بها. هل نسيت يا سيدتي أنك تكتبين في موقع عربي. وغالب قراء هذا الموقع ملتزمين بعدم إظهار ميولهم الجنسية والفكرية وحتى السياسية. وفي بلاد يعرب ومواقع يعرب من يقول الحقيقة حتى في مواقع الحقيقة يسحل ويقتل.. ولو بالتعليقات.. احذري يا صديقتي الرائعة!!!... لا تعطيهم الحقائق إلا.. بالقطارة.. حتى لو كانت علاجا... وخاصة عندما تحدثيهم عن الجنس... لا تـنـسي ممنوعات ومحرمات خمسة عشر قرنا... نوريهم.. ولكن بالقطارة... لأنني أخشى عليك من مرضاك (العرب والمسلمين) ومن تعليقات قرائك... مع تحية مسائية مهذبة.
أحمد بسمار مواطن عادي بلاد الحقيقة الواسعة.


6 - لا ادري ماذا أقول
عبد الوهاب المطلبي ( 2009 / 9 / 27 - 21:19 )
المشكلة موجودة لكنها الاستثناء على ما أظن
والاستثناء يا سيدتي لا يصلح ُ أن يكون موضع بحثك الرائع
ومع هذا طرحك للاستثناء باسلوب ادبي متميز هو ما يثير إعجابي
تقديري واحترامي


7 - ردود...و تحية
د.لمى محمد ( 2009 / 9 / 27 - 21:42 )
الأخ رمضان
مهمة الأدب و الفن محاولة كشف الغطاء عن الموجودات بجميع أصنافها و التي تدفن حيّة ..أرسل لي أحد المثليين رسالةعبر البريد الإلكتروني، قبل ان ينتحر بيومين قائلا -كنت موجودا- ،لم يبق منه سوى هذه الرسالة ،فما من أحد عرف عنه شيئا و لا هو استطاع أن يستمر...تحياتي

الأخ الكاتب خيري حمدان
فعلا باختصار هناك مثليون ،وطبعا ليس الحل بمجاراتهم للتيار و إقدامهم على الزواج ...لكنه ليس أيضا بقتلهم ...تحياتي

الأخ منتظر
حلك الذي قدمته لبطل القصة هو الحل الوحيد المنطقي اليوم و بعد مئة سنة في أي بلد عربي...تحياتي

الأخ ثائر
لن نستطيع الانضمام إليهم حتى لو أردنا ، فهذه الميول ليست مكتسبة بل عضوية ، أما بالنسبة ل -قوس قزح - فهو العلم الذي يتخذه مثليو العالم شعارا ...تحياتي

الأخ الكاتب أحمد بسمار
شكرا لاهتمامك ، لا تقلق (الله )في قلبي ،و سأستمر بعونه شاهدة على العصر...ملاحظة الأخطاء التقنية التي تتسبب بتكرار التعليق سببها النقر المزدوج على كلمة أرسل ...تحياتي

الأخ الشاعر عبد الوهاب المطلبي
للأسف إن كانت المشكلة استثناء فهي ليست الاستثناء الوحيد ، فهي تقتحم شبكة الانترنت العربية بطريقة تدعو للاستغراب ،نحن لن نقدر على إصلاح حياة المئات من شبابن


8 - رسالة صغيرة للسيدة لمى محمد
أحـمـد بـسـمـار ( 2009 / 9 / 27 - 21:57 )
أذكر يا سيدتي, أنك طلبت مني مرة برد صغير جميل الالتحاق بأسرة الحوار... ولكنني عندما أقرأ تعليقات قراء الحوار.. أفضل البقاء في زاويتي الصغيرة, مع تعليق بسيط عادي من وقت لآخر... ألا ترين كيف ينفذ الحوار موانعه وقواعده وتشريعاته... لذلك يا سيدتي... أنا لا أنضم لأية حلقة فيها أبسط الموانع... متمنيا لك ديمومة الكتابة والصراحة والقوة... مع تهنئتي لك على شجاعة مقالك هذا.. وتحية مهذبة......
أحمد بسمار مواطن عادي بلاد الحقيقة الواسعة


9 - المثيلين واليسار والعلمانية
علي الهلا لي ( 2009 / 9 / 27 - 23:46 )
اولا ردي على احمد بسمار
يعني تحاملك على الجنس العربي
علما اني ليس بقومي ولا ناصري ولا أؤمن بالقومية ...هو انتصار وتأيد للشاذين او كما تحب ان تسميهم بالمثيلين ؟؟؟؟
وتحاملك ايضا على الاسلاميين لا يقل حقدا عن العرب
وهنا لي تساؤل واحد فقط وهو...
اني اذا اؤمن وأؤيد هؤلاء الشاذيين يعني اني متحضر ويساري جيد وديموقرطي جيد ومتمدن جيد
ولماذا انقل مثل تلك الامور لبلادي
لماذا لم انقل لها العلم انقل لها الفن المعماري
ثقافة التسامح المواطنة احترام القانون


10 - شكراً
د.فادي ( 2009 / 9 / 28 - 01:04 )
لعل السعادة التي تغمرني لا توصف و أناملي تكتب أولى ردودي على أولى المقالات التي أقرأها في هذا الموقع .... لا أعرف كيف قادتني الصدف إلى هنا .... وكم كانت فرحتي عظيمة و أنا أمر على العناوين و أقلبها .... نعم إنها وجبات غنية تشبغ رغبة هذا المتمرد الحديث الموجود داخلي .......أعود لموضوعوك .... لن أناقش في التفاصيل كما فعل معظم المعلقين و كما اعتدنا نحن في المجتمع العربي أن نفعل ... نركض وراء التفاصيل وننسى الجوهر ..... ما أعجبني هو فكرة الطرح ...... من الواجب علينا أن نضيء ما هو مخفي .... أن نبرز ما هو موجود بغض النظر كنا مع أو ضد لا أن نخفي رؤوسنا تحت التراب و نتجاهل الحقيقة ...... أنا معك طرح الحقائق جزءأ رئيسياً في حلها ..... أحييك على الطرح و أنتظر البقية .


11 - سلام
لؤي عجيب ( 2009 / 9 / 28 - 07:17 )
موضوع جريء وهام كبقية المواضيع السابقة.
وكفنا الموضوعة أمام أعيننا
لن تخفي حقيقة وجوده.


12 - رد بسيط للسيد علي الهلالي
أحـمـد بـسـمـار ( 2009 / 9 / 28 - 08:16 )
أترك للدكتورة لمى محمد الرد عليك من الناحية العلمية والطبية, لأنني لست مثليا. إنما أنا من واجبي الدفاع عنهم من الناحية الإنسانية , واحترام الحرية الفردية. ولا أعتبرهم شواذا, لأنهم ولدوا هكذا, سواء كانوا ذكورا أو إناثا. وأطرح عليك السؤال : ماذا تفعل بملايين المثليين الطبيعيين الموجودين في العالم العربي والإسلامي؟؟؟ هل تتخلص منهم نهائيا؟ على الطريقة الـنـازيـة؟ أنت الذي لست ناصريا.. أو أي شيء آخر؟؟؟؟؟؟؟
أحمد بسمار مواطن عادي بلاد الإنسانية الواسعة


13 - الوقت كالسيف اذا لم تقطعه قطعك
قاسم الجلبي ( 2009 / 9 / 28 - 12:35 )
كيف يتسنى الوقت ياسيدتي لك وانت الطبيبه لكتابه كل هذه المقالات الشيقه والرد على المعلقين ,وحسب علمي وانا كطبيب ايضا لا اجد الوقت الكافي لان هناك الكثير من المرضى اللذين يحتاجون الوقت الكافي من فحص دقيق وفحوصات مختبريه وشعاعيه واشادات اخرى ,ام انها قصص وجدت في مجلات وصحف تتحدث عنها , مجرد سؤال الوقت ثمين جدا ان لم تقطعه بالسيف قطعك , مع ارق التحايا للزميله في العمل كوليك


14 - بيننا منذ الأزل
نور ( 2009 / 9 / 28 - 16:57 )
ظاهرة المثليين قديمة قدم التاريخ ذكرت في التوراة وذكرت في القرآن وهناك كتاب متميز جدا تحدث عنها هو: نزهة الألباب فيما لايوجد في كتاب ،تأليف شهاب الدين أحمد التيفاشي المولود م1184وقد تولى منصب القضاء في ظل الدولة الحفصية وهو موثق بشكل علمي .هناك أناس لايجوز الرد عليهم يا دكتورة لمى وأذكرك بقول المتنبي:
ومن يك ذا فم مر مرير يجد مرا به الماء الزلال

اخر الافلام

.. كاظم الساهر: العاصمة الإدارية الجديدة مبهرة ويسعدنى إقامة حف


.. صعوبات واجهت الفنان أيمن عبد السلام في تجسيد أدواره




.. الفنان أيمن عبد السلام يتحدث لصباح العربية عن فن الدوبلاج


.. الفنان أيمن عبد السلام يتحدث عن أسباب نجاح شخصية دانيال في ل




.. فيلم ولاد رزق 3 بطولة أحمد عز يقفز لـ 193 مليون جنيه منذ طرح