الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عمامة السيد

مرتضى الشحتور

2009 / 9 / 27
كتابات ساخرة


بعد شد وجذب وحيث اوشكت الامور على الانهيار وقف السيد جعفر وسط المضيف وهتف غاضبا ، (احّل حزامي؟ اّحل )، قالها وهو متجهم الوجه منذرا ومنفرا.
وهنا ارتعد الحضور وصاحوا مولانا بحق بجدك امنحنا فرصة عشرة دقائق.
صمت الجميع وذهب رؤساء االعشائرالى غرفة ماجورةو الى محادثات جانبية.
فتهديد السيد بحل الحزام يعني انه تعرض للاهانة وان حزامه القطني الاسود انما هو حزام النبي محمد (ص) حدث هذا في مشية عشائرية في جنوب العراق وهي مجلس لفض نزاع قبلي خطير.
سرعان ماتقارب الطرفان وحسموا الامر بقبول الحل فالسيد عندهم الممثل الشرعي للنبي الاعظم.
وهكذا فالعمامة السوداء مثل الخضراء يرتديها بعض السادة المتدينيين للقول ان نسبهم يرتقي الى النبي محمد العربي سيد العرب والعجم.
محمد خاتمي، رجل دين معتدل وسياسي ايراني لامع بزغ اسمه اواخر التسعينات كزعيم اصلاحي.
التفت حوله امال الشعب الايراني باعتبار ان رجل الدين اقدر على اصلاح المؤسسة الدينيةوالاجرأ على تهذيب الافكار الدينية.
ارتفعت شعبية خاتمي لما عرفناه رائدا في نظريته حوار الحضارة لتحاكي نظرية صراع الحضارات وتجيب عليها.
هو زعيم التغييروامل الطامحين غير ان الامور تراجعت والامال تبددت فبمجردا ن تولى العرش الامبراطوري اصطدم بمحدودية صلاحياته وقوة المؤسسات المتحمكة والتي تدين بالولاء الاعمى للمرشد و ترتبط وجودا وعدما بولاية الفقية.
تعرض الاصلاح لقمع واسع النطاق واغتيل من قيادات الاصلاحيين العشرات ببنادق ومسدسات كاتمة اغلب الظن انها بنادق رسمية واكثر تحيدا كواتم الحرس .
القصة طويلة وامكانية تصحيح الاوضاع الراهنة تظل حكرا على رجال الحكم الاصلاحيين انها المفتاح الراهن للازمة والايسر والاقل فضاعة.
لكن عمامة خاتمي لم تنل احترام رجال الدين بمستوى احترام عامةالناس لحزام سيدجعفر في المدن العراقية لقد اسقطوها قبيل ايام ومزقوا عبائته ولوحدث ماحدث في أي بقعة من العالم لطلبت ايران القيام بمظاهرات مليونية.
ولدعت لتهتف الجماهيرللمقدسات التي دنست ولترفع الجماهيرالصوت ضد الشيطان الاكبر وتدعوا لاستئصال اسرائيل والثورة على التخاذل العربي.
عمامة السيد خاتمي اسقطت بطريقة مهينة على يد البسييج وعن سابق تخطيط.
التئمت النساء والشبيبة حول الزعيم السيد واخرجوه بعد ان اوسعوه ضربا ولكن قبل ان يخلعوا بقية ملابسه.
الدرس الذي تلقيناه من مظاهرات جمعة القدس الايرانية والتي جائت تلبة لنداءطهران ايران وليس لنداء قدس المسلمين وفلسطين كان ذلك الدرس واضحا ومختلفا.
فنداء التظاهرات ليس نداء القدس والحشد لم يحضر للتعبير عن الولاء لبيت المقدس وفلسطين .
لقد حضر الجمعان الموالين لمؤسسة الحكم والساخطون.ليعبرا عن نفسيهما .
جمعة رمضان الاخيرة كانت استجابة لنداء الصراع الايراني الداخلي وان اخذت غطائها المشوه المعهود من القدس ومساكين فلسطين.
في حادثة قريبة تعرض احد ابناء قبيلية شمر الى مس من الجنون ومع ذلك ظل هذا الفتى متمسكا بلبس العقال واليشماغ.
دخل يوما احد الاسواق واسقط عقاله من شاب اخر.
تحت مس الجنون وقف الشمري المجنون وقال والله (الدم يصل الركاب اذا مارديتوا اعتباري).
وانتصفت قبيلة شمر لمجنونها الذي اسقط عقاله فالعقال مثل العمامة رمزا للانفة والكرامة.
حين سقطت عمامة خاتمي استشعرت ان الاخلاق والمقدسات خارج حدودنا مجرد بضاعة .
ولو كانت العمامة اسقطت هنا لقامت الدنيا ولن تقعد.












التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فنان إيطالي يقف دقيقة صمت خلال حفله دعما لفلسطين


.. فيديو يُظهر اعتداء مغني الراب شون كومز -ديدي- جسدياً على صدي




.. فيلم السرب للسقا يقترب من حصد 28 مليون جنيه بعد أسبوعين عرض


.. الفنانة مشيرة إسماعيل: شكرا للشركة المتحدة على الحفاوة بعادل




.. كل يوم - رمز للثقافة المصرية ومؤثر في كل بيت عربي.. خالد أبو