الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بعيداَ عن السياسة والدين

فادي يوسف الجبلي

2009 / 9 / 28
حقوق الاطفال والشبيبة



في صباح يوم جميل (وكان يوم الاحد 27/9/2009) واثناء ذهابي الى محل عملي صادفت منظرأ ينشرح له القلب وهو ذهاب الطلبة افواجا الى مدراسهم في اول ايامها ويمكن لأي منا التخيل حول مدى فرحة الاطفال بهذا اليوم من خلال مشاهدة الابتسامات والضحكات المرتسمة على وجوه الاطفال ، وفي اثناء تأملي هذه المناظر الجميلة صادفت معلما من معلمي المدرسية فسلمت عليه بحرارة فرد علي بالمثل ، (وقبل الاسترسال بالحديث اود الاشارة الى ان مدارس مناطقنا في العراق تفرض زيأ موحدا على الطلبة ) وبينما كنت ادردش مع المعلم وامواج الطلبة تجري كلها بأتجاه قبلتهم المقدسة( المدرسة) وأذا بي اجد منطرأ يقطع القلوب من الاشفاق لمن يمتلك قلبأ يحمل ذرة من المشاعر الانسانية وهو (جري) طالب صغير بعمر الورود بعكس امواج الطلبة (أي عائد من المدرسة) فلفت منظره نظري ونظر المعلم الذي ناداه بأسمه وقال له يا يوسف ما الذي رجّعك من المدرسة
فقال الطالب يوسف : المديرة
فقال المعلم :ولما
فقال : لأنني لم ارتدي القميص السماوي(اقصد اللون السماوي والذي هو جزء من الزي الموحد للطلبة)
فأعترضت على ذلك بشدة وطلبت من المعلم ان يأخذه معه المدرسة ويتوسط له عند المديرة لأنه اليوم انما هو اول ايام المدرسة وأن تم غض النظر عن هذه المخالفة لقانون المدرسة فلن تقوم القيامة
فقال لي المعلم صدقني يا ابا محمد ان عائلة يوسف هي متعففة جدا وهي غير قادرة شراء البسة خاصة لأبنائها اسوة بباقي الاسر ، واما عن توسطي لدى المديرة من اجل غفران( جريمته) بعدم ارتداده القميس السماوي فلن تجدي نفعأ لان المديرة متجبرة جدا ولن ترضى بتدخلي .
والى هنا انتهى حديثي مع المعلم فيما مضى يوسف بعكس معظم الطلبة واكاد ان اجزم انه حتى الله يبقى عاجزا عن فهم ما يجول في نفس يوسف من معانات ومأسي وهو يصدم بالحياة في اول يوم من ايام المدرسة .
لذلك اقول ان اصبح يوسف في يوم ما ارهابيا وفجر نفسه فهل هو وحده يتحمل مسؤولية فعله
ام ان المجتمع برمته بما فيه هذه المديرة المتجبرة التي تقلد الله في جبروتها تتحمل مسؤولية انحراف يوسف
اية انسانية هذه واية ادارة
الى متى ستكون العقوبة عندنا هي الانتقام وليس الاصلاح
هل هناك شخص مناسب في مجتمعاتنا في المكان المناسب
ألا تتطلب كل مهنة بأخلاقيات معينة
ألا يفترض بألمربي ان يكون قبل كل شيء رؤوفا رحيما
ألا يفترض بألجندي ان يكون شجاعا قبل كل شيء
ألا يفترض بالطبيب ان يكون اميناَ قبل كل شيء
ألا يفترض بالصحفي ان يكون سلاحه هو القلم واللسان حتى وان عرض عليه اسلحة كوريا الشمالية والاحذية التي اتخذها بعض المسلمين الهة تيمننا بفردتي حذاء الزيدي
لو كان منتظر الزيدي قاطع طرق ولص لأحترمته جدا على فعلته
اما وأن يتقمص شخصية الصحفي ويأتي بتصرف الهمج من الرعاع فلن احترمه
لو كانت مديرة المدرسة التي طردت يوسف من بيتها (على اعتبار ان المدرسة انما هو ملك لها كما ان الارض والسماوات هو ملك لله) هي جارية (غنمها) احد المجاهدين في غزوة ، لتفهمت موقفها( أللا) انساني على اعتبار انها ايضا عانت الكثير مما افقدها الكثير من مشاعرها الانسانية
اما وان تتقمص شخصية المربية وتأتي بعمل همجي من خلال طرد طفل من جنته(مدرسته) فلن احترمها ، واللعنة عليها وعلى الماضي والحاضر والمستقبل للأمة التي انجبتها . ولأنني صريح ولا يسعني ألا ان اسمي الاشياء بمسمياتها فلابد لي من الاشارة هنا الى ان هذه المديرة هي امرأة مسيحية . وهذا ما يؤكد ان المسيحيين في العالم الاسلامي انما هم جزء موروث من الثقافة الاسلامية التي لا تجعل شخصا مناسبا في مكان مناسب ...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - واقع مر
سهام فوزي ( 2009 / 9 / 28 - 10:49 )
الاستاذ فادي شكرا علي طرح قضية هؤلاء الاطفال ،واتمني ان يهتم الساسة في بلادنا بهؤلاء فلا يعقل ان يحرم طفل من الحياة والعلم والتعليم في نظري هو الحياة لانه غير قادر وهذا يدفعني ان اسال اليس بالامكان سن تشريع او قانون يجبر الدولة علي ان تقوم بواجبها تجاه هؤلاء المساكين وان يتم اعفائهم مما لا يقدر عليه اهاليهم
اشكرك استاذا فادي مرة اخري علي تسليط الضوء عليقضية هؤلاء الاطفال التي تعكس الواقع المر الذي نعيشه


2 - عجبا
رسمية محيبس ( 2009 / 9 / 28 - 12:38 )
ان كثرة المصائب في ارض الرافدين تجعل هذه الحادثة التي راها كاتب المقال شيئا اكثر من عادي فما بالك بمن لا يحق له الذهاب الى المدرسة لان عليه النهوض باكرا وجر العربة التي لا تتلائم وصغر سنه والكدح طول النهار من اجل لقمة الخبز اما مسألهة الزي فهي في غاية البساطة فما دامت العائلة ارسلت ابنا لها للتعليم فهي ملزمة بتوفير احتياجاته بهذه الطريقة او تلك وقميص ازرق لا يكلف الكثير يا سيد فادي وكم كان موقفك اكثر انسانية لو تبرعت له بسعر القميص الزهيد لطفل في السادسة بدل هذا التباكي اما مديرة المدرسة فهي معرضةلظروف الزيارات التفتيشية ثم ان مسالة الزي تقلل الفروق بين التلاميذ وما خفي كان اعظم


3 - قول الحق شجاعة
sosan ( 2009 / 9 / 28 - 13:17 )
نحن العرب بكل طوائفنا غلاظ وقساة القلوب لا نرحم حتى طفل صغير معدم... ولوسمحت أ.فادي أعذرنا فقلوبنا قاحلة وصفراء مثل طبيعة أرضنا المتصحرة..لو كان بقلب هذه المشعوذة رحمة لما طردت هذا الصغير بيومه الأول..بشكرك على عدم المجاملة


4 - تصرف المديرة غير تربوي
مصلح آلمعمار ( 2009 / 9 / 28 - 17:02 )
الحقيقة يا اخ فادي في اغلب دول العالم يعاني الطلاب من قضية توفير الأموال لشراء بدلات الزي الموحد وخاصة العوائل التي لها اكثر من طالب واحد في المدرسه ، وآسعار هذه البدلات في الدول الغربية تتجاوزاحيانا ٣٠٠ دولار لكون الشتاء قارص فيها ، ولكن هناك صندوق في كل مدرسة يساعد الطالب المحتاج بمجرد ان يملأ احد الوالدين استمارة المعونه وتحل المشكلة الماليه ، وهناك دول ليست غنيه كآلعراق لكنها تمول صندوق الطلاب الفقراء ، تصرف المديرة لم يكن لائقا مع الأطفال وخاصة كان هو اليوم الأول الذي يرفض الطفل فيه التعايش مع جو المدرسة ، وصدقني يا استاذ فادي في عهد الملكيه في العراق كانت توزع اغذيه وملابس على الطلاب في المدارس البعيده عن المدينه ولم تكن الميزانية الماليه للعراق منتعشه مثل الآن ، ولكن كان الناس في السابق لهم ضمير حي يحرمون السرقه من اموال الدوله وكان لهم انتماء وطني اكثر من الآن ولم يكن هناك فرق بين الأديان او المذاهب ( الله يرحم ابو صباح ) تحياتي للأستاذ فادي مع التفدير


5 - تعليق
سيمون خوري ( 2009 / 9 / 28 - 17:09 )
الاخ العزيز فادي ، شكراً لك على هذا الموقف الأخلاقي النبيل والمتضامن مع الفقير . لكن أعتقد أن الحل هو ، إلغاء قانون الزي المدرسي الموحد . وهو قانون فوقي يتعامل مع الطلبة كعسكريين في خدمة النظام ، وليس الهدف منه المساواة الطبقية . وإن كان ذلك هو الهدف فالمصيبة أكبر ، لأنه يعكس عقلية أنظمة تمادت في ستر عورتها وفشل برامجها على كافة المستويات . لماذا لا يجبر الطلبة في المدارس الاوربية على إرتداء زي موحد ..؟ إنه جزء من آلية فهم الديمقراطية . وعلى كل حال الأغنياء لا يذهب أبنائهم الى مدارس الفقراء . حيث هناك حظائر أخرى لهم. مع التحية لك أخي فادي


6 - عراق للطفولة فيه آسى
عمر ( 2009 / 9 / 28 - 17:49 )
كان يمكن للمديرة ان تغض النظر في اليوم الاول وتكون اوعى في رد الفعل وأنبل واعطف وتسأل الطالب بهدوء لاعلى طريقة إرعاب البعثيات؟ لماذا ياولدي لم ترتدٍ الزي؟ وتقبّل وجنته وتمازحه وتعطيه الحل الذي هو بحاجة ماسة لصدرها الحنون في الرد لابالطرد. واقول للشاعرة السيدة رسمية نعم الزي ليس غاليا ولكنك تعرفين البيئة التي جعلت تفوقك الشعري له اطار منذ الثمانينات وتعرفين الفقر جيدا فلاتستغربي ان هناك عوائل لاتمتلك لابنها ملابس يومية وزي ومصرف جيب لشراء (لفة عنبة) او بسكويت وخاصة في الايام الاولى لان اغلب العوائل تظن الدوام الاسبوع القادم. لقد رسمت ياسيد فادي لوحة تؤلم ولكن لاتخاف من جيل بعمر الزهور يفجر نفسه هذا خيال مفرط التشاؤم لانك الخبير بكيف تتم صناعة هولاء البهائم واليوم وصلت لضفافنا ليسيئوا للاسلام فمن يصدق ان عراقية تفجر نفسها؟
تحياتي


7 - استاذنا الفاضل الأخ سيمون المحترم
مصلح آلمعمار ( 2009 / 9 / 28 - 19:32 )
تقول ياستاذ سيمون في سياق تعليقك : (عقلية أنظمة تمادت في ستر عورتها وفشل برامجها على كافة المستويات ، لماذا لا يجبر الطلبة في المدارس الاوربية على إرتداء لزي موحد) ، شخصيا لا ارى اية علاقه بين البرامج التعليميه ان كانت متخلفة او تقدميه مع قضية الزي الموحد ، فستر العورة بآلزي الموحد عاده متبعة في الدول المتقدمه وهناك معامل كبيرة تختص في صناعة الأزياء الموحدة التي تسمى (ينيفورم) ومثال لهذه المعامل الضخمه هي شركة ( ماكارثي) لصناعة الزي الموحد ، وآلزي الموحد في المدارس كان منتشر بكثرة في المدارس الحكوميه في اوربا وحتى في بعض جامعاتها سابقا ولكن انحسر واقتصر في السنوات الأخيره على المدارس الأهليه ، انا ارى اطلاق حرية اختيار الزي للطالب يخلق حالة الطبقيه المقيته وفروقات الغنى خاصة بين طالبات الأعداديه وآلجامعيه ، كما تعكس هذه الفروقات حتى بتعامل الأساتذة مع الطلاب ، ناهيك عن اغراءات الطالبات لأساتذتهم للأستفادة من العلامات ، واختلاف الرأي لا يفسد في الود قضيه ، مع التحيه للأستاذ سيمون وللجميع


8 - تعليق
سيمون خوري ( 2009 / 9 / 28 - 20:25 )
مع الإعتذار لأخي فادي ، بإستخدام صفحته ليس رداً بل توضيحاً . أخي العزيز مصلح المعمار وجهة نظرك تحمل أوجه مقبولة ، لكن المقصود بفشل البرامج ، ليس فقط البرامج التعليمية ، بل فشل أنظمة الإستبداد في العالم العربي . الزي الموحد في أوربا إنتشر خاصة مع بداية إنتشار الأفكار النازية - القومية ، وكذلك في المدارس الدينية واللاهوتية . وكذا بعض الجامعات كجزء من تقاليد جامعة معينة . وهي جزء من عملية التمايز الطبقي الذي كانت تحرص عليه الجامعة مثل كلية سانت هيرست على سبيل المثال .ومع ذلك كما أشرت حضرتك تراجعت هذه المفاهيم خطوات الى الخلف ، وبقيت فقط محصورة في بعض مدارس الأغنياء . في عالمنا العربي أبناء الأغنياء والمسؤولين هم طلبة معاهد الأمريكان والفرنسيس . هل هناك طالب واحد إبن وزير في مدرسة إبتدائية حكومية ..؟ أشك في ذلك .ثم أتمنى أن تتذكر معي تقاليد البعث والجماهيرية في نظام الزي العسكري الموحد لطلبة الثانوية العامة ، هذه هي فكرة تجييش المجتمع وتحويله الى خدم السلطة . إطلاق حرية الملابس شئ متداول في العالم الخارجي ، لكن في عالمنا العربي تجد عقدة النقص فلان إشترى قميص من بيار كاردان ، وتلك إبتاعت فستاناً من كريستيان ديور ..؟ المشكلة هي في الثقافة الرائجة .ثقافة الأستهلاك المريع في شرقنا ، تحضرني ه


9 - المريلة الكحلى
فاتن واصل ( 2009 / 9 / 29 - 20:08 )
ما أجمل كلمات صلاح جاهين .. يا بنت يا أم المريلة كحلى ..يا شمس هلة وطلة من الكولة .. لو قلت عنك فى الغزل قولة .. ممنوع على والا مسموح لى
كلماته هذه يا أستاذ فادى تعيد لى أيام المدرسة الثانوية ولعب البنات وضحكهن وصداقتنا التى لم أنسها أبدا .. ونقاء الحياة فى ذاك الوقت ( من تراحم وإخاء ومحبة هكذا كان المجتمع المصرى )فى أوائل السبعينيات كانت قيمتنا تنبع من تفوقنا ولم تكن ناظرة المدرسة - أبلة بديعة سليمان - تفرق بين بنت وأخرى إلا فى درجة تفوقها العلمى أو الرياضى ولم تكن لتهتم بمن هى أو إبنة من .. وكان الالتزام بالزى المدرسى ليس إلا نوعا من الإلتزام بقوانين المكان ككل .. ولم تكن تقسو على أى بنت إلا لو خرجت عن حدود اللياقة والأدب سواء كانت إبنة وزير أو غفير فكلهن سواء فى الالتزام بالخلق القويم وفى حقيقة الأمر كانت سيدة تعرف أن مسؤليتها ليست فقط التعليم ( بل وسائر المدرسين والمدرسات ) .. لا ولكن التربية أساسا .. ولذلك كان من الممكن أن توفر لطالبة لبس الرياضة أو لبس المدرسة وحقيقة فى ذلك الوقت لم يكن باهظ الثمن وقد كان معظم مدارس المرحلة الواحدة يرتدون زيا متقارب ومن قماش واحد , لذا لم يكن وقتها هناك مشكلة كبرى حيث كان تشجيع التعليم هو الهدف وليس تشجيع المظهرية .. اليوم أنا شخصيا أرى أ

اخر الافلام

.. تغطية خاصة | تعرّض مروحية رئيسي لهبوط صعب في أذربيجان الشرقي


.. إحباط محاولة انقلاب في الكونغو.. مقتل واعتقال عدد من المدبري




.. شاهد: -نعيش في ذل وتعب-.. معاناة دائمة للفلسطينيين النازحين


.. عمليات البحث والإغاثة ما زالت مستمرة في منطقة وقوع الحادثة ل




.. وزير الخارجية الأردني: نطالب بتحقيق دولي في جرائم الحرب في غ