الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


منافقو السلام يطالبون بحقوق الارهاب

محيي هادي

2004 / 5 / 27
اخر الاخبار, المقالات والبيانات


تخلص العراق من أقسى حكم همجي شهده عبر كل تاريخه، و على الرغم من كل المصاعب التي يمر بها و على الرغم من كل عمليات الغدر و الاغتيال التي يتعرض لها حاليا على أيدي جلاوزة الحكم الدموي البائد و بسبب تفجيرات حلفائهم من مرتزقة وهدّامة الإسلام الوهابيين فإنه سيصل إلى شاطئ الأمان و الاستقرار.
ستنبع الحرية على أرض العراق رغم أنف الذين أعطوا الذريعة الى جيوش الاحتلال للرجوع ثانية الى منطقتنا، هذه الجيوش التي تم طردها في القرن الماضي كجيوش غير مرغوب في بقائها، لكن هذه الجيوش عادت كمحررة فدخلت عبر أوسع الأبواب لتحرر الكويت سابقا من أنياب طغاة البعث، و دخلت أخيرا الى العراق لتحرر شعبه من أولئك الطغاة الذين سلطوا عليه أقسى حكم عرفه تاريخنا على مر القرون.
لن يعود الأمان على أيدي البعثيين المجرمين الذين حاربوا الأمان و زجوا أبناء العراق في سجون الضيم و الظلام و قيدوا حريته بسلاسل القهر و الاستبداد.
و لن يعود السلام بتهريج منافقي السلام الذين حاولوا إبقاء الحكم البعثي الدموي سالما، يقطع برؤوس أبنائنا.
و لن يعود الاستقرار على أيدي أهل النفاق، من أعراب و أعاجم و صانعي المثارم التي ثرَّمت أكباد أهلنا.

لقد انقلب الحال وأصبحت هذه الدنيا عجيبة غريبة، و أصبح سجّاني شعوبنا يطالبون بفتح السجون، و لكن سجون الغير لا سجونهم.
*و أصبح العامل الذي يعمل في مصنع صناعة أسلحة يخرج في مظاهرة تطالب بالسلام.
*و تاجر الأسلحة يتبنى دين السماح و السلام.
*و دولة تطالب بالسلم، و لكن مصانعها تستمر في صناعة أسلحة الدمار، و لم يعد هذا الدمار إلا أن يكون شاملا.
*و دولة تصنع أسلحة الدمار و تدّعي أنها للدفاع عن نفسها و لكنها تبيع و تصدر هذه الأسلحة الى دول أخرى.
*و سياسي يبكي على ضحايا مجازر رواندا، و لكن عندما يُسأل: لماذا تبيعون أسلحة القتل الى طرفي النزاع؟ يجيبك: إنها مصالحنا الاقتصادية التي تقتضي ذلك. ثم يواصل صراخه عن السلام و يُظهر غضبه الكاذب و يزعق: يا لهمجية الروانديين! ثم يعقد مؤتمرا صحفيا يحتج على دولة أخرى تبيع السلاح.
*و اشتراكي سابق، أصبح بعدئذ رئيس حزب شيوعي أوروبي، أيام الشيوعية الأوروبية، يطالب بحرية التنظيم في بلاده، و لكنه عندما تطأ قدماه أرض العراق، عشية الحرب العدوانية على إيران، و أثناء الاعدامات التي كان يتعرض لها الشيوعيون العراقيون، يطالب هذا الأوروبي بحل الحزب الشيوعي العراقي و انصهاره في حزب الدم البعثي.
*و نفس الرئيس الأسبق لم يستطع الحصول على ثقة أعضائه، لكي يستطيع مقعده أن يحافظ على حرارة كرسي رئاسة الحزب، فقرر أن ينشق و يكوِّن حزبا ثانيا، يحمل اسما عماليا، و لم يدم الحزب الجديد طويلا إذ انصهر داخل الحزب الاشتراكي الحاكم. لكن ذلك الرئيس الأسبق، و بعد أن جعل رفاقه ينصهرون في الحزب الاشتراكي لوحدهم، رفض أن يدخل الحزب الاشتراكي بحجة كونه شيوعيا.
*و ألماني يصفق و يدعم الحرب ضد يوغوسلافيا، و يصفق لتمزيقها، لأن مصالحه تتطلب ذلك، و لكنه يرفض في العلانية الحرب على صدام الدموي، و طائرات أمريكية تخرج من بلاده لتقصف العراق.
*و ألماني آخر صنع للبعث مثارم لتثرم قلوبنا، ثم يزعل لوجود البعثيين في السجون.
*و روسي، تلعب برأسه خمرة شراب الفودكا، نراه يعربد عندما يضع الارهابيون قنبلة يفجر بها مترو عاصمته، لكنه يزغرد و يصافح بحرارة أولئك الارهابيين و هم يقتلون أطفالنا.
*و أوروبي آخر ينكر وجود أسلحة دمار استعملها الحكم البعثي في حرق العراق و العراقيين، لكنه هو الذي كان قد باع غاز الخردل و أشباهه لقتل أكراد حلبجتنا و تسميم عرب أهوارنا.
*و سوري بعثي يطالب بتحرير العراق من قوات الاحتلال و لكنه لا ينبس بحرف لتحرير جبال الجولان القابعة تحت الاحتلال الإسرائيلي منذ عام 1967. و لم يكتفي السوري بهذا بل و يرسل مجموعات الإرهاب الى أرضنا لا لقتل أفراد جنود الاحتلال بل لقتل أبناء شعبنا.
*و فلسطيني يتوسل لكي تأتي قوات أمريكية لتحميه من الجزارين الصهاينة، و لكنه يرفض أن يوجد جنديا أمريكيا واحدا يحمي شعبنا من جزّاريه البعثيين.
*و فلسطيني آخر في الوقت الذي يطالب مقاطعة أمريكا و بضائعها لمساندتها لإسرائيل، نجده و هو يشارك إسرائيليا في تجارته، و نجد آخرا يعمل في مصانعها و آخرا يجمع برتقالاتها. و كثير من أقربائه يحملون صور الطاغية صدام تمجيدا لطغيانه، و تعميقا لجراح العراقيين يسمون أبناءهم بأسماء الخنازير العراقية.
*و قومجي طالب باستقلال اريتريا عن أثيوبيا، باعتبار اريتريا بلدا عربيا، لكنه عارض و يعارض أي حق للكردي العراقي بتقرير مصيره بنفسه. و قد أكد حكم اريتريا موقفه لصالح إسرائيل و ضد العرب.
*و يدعو قومجي آخر الى أن تتحد الدول العربية، التي في سجونها ترقد شعوبها. و لا تريد هذه الدول و لا تستطيع على الرغم من طول كل قرون الزمن. و في الوقت الذي يطالب فيه ذلك القومجي باتحاد العرب يرفض اتحاد الكرد أو القوميات الأخرى.
*و أهوازي أحوازي مدعوم ببعث الدم، يريد التعلم بلغته العربية في بلاد الحكم الفارسي العنصري في الوقت الذي يقف مع دافع أرزاقه في رفضه أن يتعلم الكردي العراقي بلغته في بلاد البعث الهمجي.
*اللص السارق يطالب بحقوقه و لا يريد أن يعيد ما سرقه، أما الشخص المسروق فيجب عليه أن يتحمل على ما سُرق منه.
*و القاتل يطالب بحقوقه و لا يؤنبه ضميره، و التي اغتيل أبنائها يجب عليها السكوت و عدم المطالبة بشيء، لا بجثمان ابنها القتيل و لا بمعرفة مكان قبره.
*الإرهابي الإسلاموجي يطالب بحقوقه و لكنه لا يزال يقتل الأطفال و يفجر البيوت و يهدمها على ساكنيها.
*البعثي الدموي يطالب بحقوقه و لم نجد يوما ذرة وجدان لديه، و لا قليلا من ندم.
*البعثي يثرم بأكبادنا و يكهرب أجسادنا و يقطع أطرافنا، و لكنه عندما تُبعد مثرمته و سلك كهربائه و سكين تقطيعه، يصرخ : آه لقد عُذِّبت، لقد كسرت يدي! و يبدأ بالبكاء و العويل. ثم يخرج وراءه متباكيا: ذلك العامل الذي يشتغل في مصنع الأسلحة، و ذلك التاجر الذي يبيع سلاح التقتيل، و ذلك الإسلاموجي الذي يستعمل الأسلحة في قتل و تفجير الآلاف من أبناء شعبنا، و ذلك العربجي الذي باع أرضه و عرضه.

إن أهل النفاق الذين يستخدمون اسم السلام يدعمون اللص و القاتل و الإرهابي و البعثي.
و يقولون: ما على المسروق و لا على أهل القتيل و ضحايا الإرهاب و ثرم البعث إلا السكوت.

هذه الحقوق التي يطالبون بها و هذه هي العدالة التي يريدونها.
فهل أن بطاقات البترول قد جعلتهم يتكلمون و يصرخون هكذا، أم أنهم هكذا دائما؟

ليس علينا إلا أن نستمر نطالب بعدالة شعبنا في حق المجرمين.

محيي هادي- أسبانيا
أيار 2004
[email protected]








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أقوى تعليقات على كابلز وفيديو كليبات مع بدر صالح ????


.. خوارزميات الخداع | #وثائقيات_سكاي




.. من هي وحدة عزيز في حزب الله التي اغتالت إسرائيل قائدها؟


.. رئيس التيار الوطني الحر في لبنان: إسرائيل عاجزة عن دخول حرب




.. مراسلتنا: مقتل قائد -وحدة عزيز- في حزب الله باستهداف سيارته