الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إيران و إسرائيل- الخليج : التحديات الاستراتيجية القادمة

إدريس جنداري
كاتب و باحث أكاديمي

(Driss Jandari)

2009 / 9 / 28
السياسة والعلاقات الدولية


إن متابعة ما يجري مؤخرا في منطقة الشرق الأوسط ؛ لتوحي بما لا يدع مجالا للتردد ؛ بأن المنطقة قادمة على شتاء عاصف ؛ ستودي رياحه العاصفة بالحلقة الأضعف في المنطقة ؛ و هي من دون شك القضايا العربية الراهنة ؛ من فلسطين إلى العراق و لبنان و سوريا .
و لعل الرابح الأكبر من إثارة هذه القلاقل هو الكيان الصهيوني ؛ الذي سيضرب عشرات العصافير بحجرة واحدة ؛ فهو يريد أن يوقف المفاوضات بخصوص القضية الفلسطينية و هضبة الجولان ؛ بدعوى أن هناك تحديا أكبر يتجلى في السلاح النووي الإيراني ؛ يجب أن يحسم أولا قبل الدخول في أية مفاوضات . وهذا هو ما يبدو أن الرئيس الأمريكي باراك أوبا ما قد اقتنع به ؛ و أفصح عنه بالمباشر خلال اللقاء الثلاثي الأخير ؛ تلاه مباشرة توجيه هجوم غير مسبوق ضد إيران ؛ مهددا بشكل لافت بضربة عسكرية ؛ إذا فشلت المفاوضات .
كما إن هناك رهان آخر ؛ يسعى الكيان الصهيوني إلى تحقيقه ؛ و هو محاولة ربط التحدي الإيراني بتحد آخر ؛ يرتبط بالمقاومة في لبنان و فلسطين ؛ باعتبارها تمثل درعا للنظام الإيراني ؛ و أية مواجهة قادمة مع هذا النظام تستوجب مواجهة مثيلة للمقاومة ؛ لأن المواجهة يجب أن تشمل إيران و حلفاءها ؛ لشل قدراتهم الدفاعية.
و تبقى الحلقة الأضعف قي المنطقة ؛ هي دول الخليج التي لا تمتلك استراتيجية واضحة في هذا الصراع ؛ الشيء الذي يجعلها في متناول الكيان الصهيوني ؛ يستعملها في مواجهته الاستراتيجية ؛ و ذلك –طبعا- يمرعبر الحليف الأمريكي ؛ الذي يطرح على الطاولة مؤخرا درعا صاروخية موجهة ضد إيران ؛ لحماية إسرائيل و دول الخليج من الخطر النووي الإيراني المزعوم . و إذا تحقق هذا المشروع ؛ فإن إسرائيل ستحقق حلمها ؛ في تحويل الأعداء في المنطقة إلى حلفاء ؛ و سيكون ذلك تطبيعا فوق العادة ؛ يتجاوز الطموح الإسرائيلي حتى ؛ بدعوى الاتحاد ضد العدو الإيراني المشترك .
إن ظروف المرحلة تدفع إلى التروي أكثر قبل اتخاذ أي قرار؛ يصب في الأخير في المصلحة الصهيونية ؛ و ذلك عبر الاقتناع بأن إسرائيل تلعب جميع أوراقها لتحقيق انتصار استراتيجي غير مسبوق في المنطقة ؛ بعد أن حققت انتصارا مماثلا ؛ عبر ضم دول الخليج إلى جانبها ؛ في مواجهة النظام العراقي ؛ و الذي لم تجن من خلاله إلا التحديات الخطيرة التي تواجه المنطقة ككل و على القائمة دول الخليج ؛ في مواجهة كيان سرطاني ؛ ينتشر بشكل لافت ؛ بعدما خلت المنطقة من المنافس الاستراتيجي .
يبدو واضحا الآن أن الكيان الصهيوني ؛ في مغازلته لدول الخليج ؛ عبر المرور بالحليف الاستراتيجي الأمريكي ؛ يهدف بشكل واضح إلى تهديم القوة الدفاعية الإيرانية ؛ عبر توقيف المشروع النووي ؛ الذي يشكل تهديدا غير مسبوق –إلا مع الحالة العراقية المتآمر عليها – للقوة الاستراتيجية الإسرائيلية في المنطقة ؛ و التي ستصبح غير ذات جدوى ؛ إذا طورت إيران قدراتها النووية ؛ و استطاعت أن تعلن عن برنامج نووي عسكري .
و لعل الهيجان الذي أصيبت به أمريكا و مجموع الدول الغربية مؤخرا في مواجهتها للبرنامج النووي الإيراني ؛ ليفسر بشكل واضح هذا الرعب الاستراتيجي الذي تمثله إيران في المنطقة ؛ عبر تطويرها المتسارع لبرنامجها النووي ؛ الذي يمثل تهديدا مباشرا لكل المصالح الغربية في المنطقة ؛ و الأمريكية منها على وجه الخصوص ؛ و التي تعتبر إسرائيل حامية لأعتابها .
بقي في الأخير أن نؤكد أنه أصبح من المفروض بشكل جدي ؛ أن تراجع دول الخليج استراتيجيتها في المواجهة ؛ و ذلك عبر محاولة خلق نوع من التواصل المبني على المصالح المشتركة مع الجار الفارسي ؛ لأنه أقرب شريك ممكن في الوقت الراهن ؛ و في نفس الآن يجب الحذر كل الحذر من المخطط الصهيوني المدعوم غربيا ؛ لاستعمال دول الخليج كدرع صاروخي في مواجهة إيران ؛ لأن هذا المخطط في جوهره يهدف إلى خلق القوة الاستراتيجية الأحادية في المنطقة ؛ و التي تمثل إسرائيل رأس الحربة فيها ؛ حماية للمصالح الغربية ؛ و الأمريكية منها على وجه الخصوص .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - من اجمل ماقرات
بويوسف ( 2011 / 10 / 17 - 23:33 )
اشكرك اخي العزيز علا التحليل الدقيق للواقع الحالي في المنطقة فانة افضل تقري قراتة يحلل باستراتيجية منقطعة النظير

اخر الافلام

.. نتنياهو يترأس اجتماعا بمشاركة غالانت ومسؤولين آخرين


.. متحدث باسم حماس لـ-سكاي نيوز عربية-: إسرائيل ما زالت ترفض ال




.. بعد فشل الوساطات.. استمرار التصعيد بين حزب الله وإسرائيل| #غ


.. المراكب تصبح وسيلة تنقل السكان في مناطق واسعة بالهند جراء ال




.. الشرطة الهولندية تعتدي على نساء ورجال أثناء دعمهم غزة في لاه