الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


القتل بأثر رجعي

فاطمه قاسم

2009 / 9 / 29
مواضيع وابحاث سياسية


الصواريخ التي اطلقتها طائرة عسكرية اسرائيلية ضد مقاومين فلسطينين ينتمون الى حركة الجهاد الاسلامي يوم الجمعة الماضي ،فقتلت منهم ثلاثة على الفور ،لا تغطيها التبريرات الاسرائيلية والتي قالت بان هؤلاء المقاومين تم استهدافهم لانهم كانوا قد اطلقوا قذائف هاون ضد اهداف اسرائيلية لذلك تم استهدافهم .
هذا المنطق الاسرائيلي غير مقنع ولامقبول ،لان القتل باثر رجعي لو استخدمته جميع الاطراف فسوف نصل الى فوضى عامة ، وتعود الجبهات الهادئة الى منطقة الصفر ، وسوف يجد كل طرف تحت عنوان هذا المنطق الاسرائيلي ابوابا مفتوحة ليعمل ما يريد ، وبالتالي تكون الجهود التي بذلت فلسطينيا واقليميا للوصول الى تهدئة ذهبت سدى ،واول ما يتبادر الى الاذهان ، ان اسرائيل باستهدافها للمقاومين الثلاثة من سرايا القدس ، وقتلهم بهذه الطريقة الباردة ، وتحت مبررات غير مقنعة ينطوي على نوايا سيئة ،لعل من اهمها احداث اضطراب في العلاقات الفلسطينية المضطربة اصلا ،لان هذا السلوك الاسرائيلي الاجرامي سوف يثير أسئلة ،وردود أفعال ،وربما لا تتصرف كل الأطراف في الساحة الفلسطينية بنسق واحد ،وخاصة أن المفهوم والأليات لا تدور على صيغة متفق عليها وطنيا حتى الان ، فما يلزم طرف من الاطراف ، لايلزم الأطراف الأخرى مع الاسف الشديد ،وإسرائيل نفسها لا تتعامل جديا مع التهدئة التي نفذتها الفصائل الفلسطينية من طرف واحد ، لان مفهوم اسرائيل للتهدئة يختلف تماما عن المفهوم الفلسطيني ، لان اسرائيل تريد من الاطراف الفلسطينية في قطاع غزة ان تصدق وتصادق وتلتزم بان الانسحاب الاسرائيلي بصيغته وشكله الحالي من قطاع غزة يعفي اسرائيل من تحمل اي مسئولية ، وكأن إسرائيل بلد مجاور (جار) وليست احتلال ، كما ان اسرائيل تهدف منذ البداية اخراج قطاع غزة من سياقه الفلسطيني، أي عزله عما يجري في الضفة، وأن استمرار الاحتلال المباشر في الضفة لا يجب أن يعني للقوى في قطاع غزة اي شيء على الإطلاق، بل إن إسرائيل رفضت منذ انسحابها من القطاع في 2005 "" سيطرتها بالمطلق على الحدود البرية والبحرية والجوية، اي نوع من التهدئة المتبادلة، بل هي تريد تهدئة بمقاييسها هي التي لا يستطيع أي طرف فلسطيني القبول بها مهما بلغ من البراجماتية، وأهم هذه المقاييس الإسرائيلية أن تقبل القوى في قطاع غزة بفكرة الانقسام والانفصال بشكل كامل، وأن لا يكون هناك أي ربط بين المقاومة في غزة والمقاومة في الضفة.
وهنا يبرز سؤال كيف ستتصرف الأطراف الفلسطينية أمام هذا التصعيد الإسرائيلي الخطير الذي وقع يوم الجمعة الماضي؟
نتمنى لو أن ردود الأفعال الكلامية المتسرعة قد يتم ضبطها والسيطرة عليها، وخاصة كلام حركة الجهاد والتي قالت فيه بأن اسرائيل استفادت من استئناف المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية لتنفيذ هذا العدوان، طبعا هذا كلام غير معقول، وخارج عن نطاق السياسة وهو يندرج تحت بند الهروب إلى الأسهل في تفسير الأمور، فالمفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية لم تستأنف، وسبب عدم استئنافها من جانب القيادة الفلسطينية أعمق ألف مرة من هذه التفسيرات السطحية، ونحن نريد من القوى الفلسطينية التاني في ردود أفعالها، وأن تتعمق في فهم العوامل المحيطة بهذا العدوان الإسرائيلي الجديد الذي استهدف ثلاثة من المقاومين الفلسطينيين من حركة الجهاد الإسلامي، لنتعرف أكثر على الأهداف الحقيقية لهذا العدوان، وصلة هذا العدوان بالعناصر السياسية داخل الساحة الفلسطينية، والتقاطعات الجارية في الساحة الإقليمية والدولية.
دعونا نعض على الجرح لكي نقرأ خارطة الأحداث قراءة معمقة، وأن يكون الفعل الصائب هو طريقنا وليس الانفعالات والمزايدات السريعة.
دماء شهدائنا أكبر من توظيفها في انفعالات داخلية، او إحراج بعضنا، دعونا نعطي فرصة للحوار الفلسطيني في فرصته الأخيرة، وأن نداوي هذا الجرح النازف الخطير الذي هو الانقسام، الذي تأكد بشكل قاطع أن السرائيليين يريدونه أن يستمر، واغتيال ثلاثة مقاومين أبطال من سرايا القدس في وضح النهار هو مثال واضح جدا، كيف أن الإسرائيليين يريدون لهذا الانقسام الفلسطيني أن يبقى، لأن بقاء الانقسام معناه أننا كفلسطينيين نستمر تحت حالة الطوارئ، تحت حالة العجز، تحت حالة الحد الأدنى، حيث حقوقنا الوطنية الفلسطينية تتراجع لصالح التفاصيل والمصالح الآنية الصغيرة.
التحية لأرواح الشهداء الأبطال الثلاثة، ولتكن دمائهم مشعلا يضيء الطريق نحو استعادة الوحدة الوطنية.










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لماذا استبعدت روسيا ولم تستبعد إسرائيل من مسابقة الأغنية -يو


.. تعليق دعم بايدن لإسرائيل: أب يقرص أذن ابنه أم مرشح يريد الحف




.. أبل تعتذر عن إعلانها -سحق- لجهاز iPad Pro ??الجديد


.. مراسلنا: غارة إسرائيلية على بلدة كفركلا جنوبي لبنان | #الظهي




.. نتنياهو: دمرنا 20 من 24 كتيبة لحماس حتى الآن