الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ما أحوجنا للنقد ذاتي والمكاشفة

عطا مناع

2009 / 9 / 29
مواضيع وابحاث سياسية


يقولون أن كنت تعرف فتلك مصيبةُ، وان كنت لا تعرف فالمصيبة أكبر، مقولة تختصر التفاعلات التي تعيشها المجتمعات المتحضرة منها والمتخلفة، وبما أن المعرفة حق للجميع بمعزل عن موقعة الاجتماعي أو السياسي، فواجب الجهات التي تتحمل المسئوليات الجسام التقاطع مع شعار المعرفة للجميع.
المعرفة هي الكلمة، والكلمة هي المعلومة، والمعلومة قوة، والقوة تجسدها الحقيقة، والحقيقة كل الحقيقة للشعب، على اعتبار أن الشعب هو الذي يصنع المعجزات، والمعجزات لا تحققها الدكتاتوريات، لان الدكتاتوريات تسير بعكس التيار، وتغرق في حالة مرضية تكاد تكون مستعصية، إنها التقوقع في داخل ألذات، وعدم الاعتراف بالحقائق التي يطرحها الواقع الموضوعي.
في الذاتية تكمن مصيبتنا، وخاصة عندما تعبر عن شريحة قيادية، سياسية كانت أو اقتصادية، والذاتية عكس المكاشفة والاعتراف بالأخطاء، بمعني التصميم على مراكمة الخطايا المرتكبة بحق الناس، لذلك نحن متخلفين،متقوقعين كأفراد في ذاتنا، منسجمين مع المقولات المحبطة...... دع الخلق للخالق.... إذا كان غريمك القاضي لمين تشكي.... أطيعوا أولي الأمر منكم........الخ من أبجديات الثقافة المحبطة.
باختصار إنها ثقافة النقد الذاتي والشفافية التي اشتقنا إليها، إنها ثقافة الوقوف على الأخطاء التي ترتكب بحقنا، وبالمناسبة هي ثقافة موجودة في العالم، وعشناها في عالمنا العربي أيام الزعيم الراحل جمال عبد الناصر عندما أعلن استقالته من مهامه الرسمية والعودة لصفوف الشعب بعد الهزيمة العربية على يد إسرائيل عام 1967 ، هي الشجاعة التي عشناها عندما وقف الزعيم العراقي صدام حسين وحبل المشنقة حول عنقه وحاكم الاحتلال والقتلة غير أبه للموت.
قد نختلف وقد نتفق على رؤيتنا للشخوص، ولكنني أتحدث عن حالة معاشة في عالمنا العربي وواقعنا الفلسطيني على وجه الخصوص، فنحن في فلسطين نتقن فن وضع الرؤوس في الرمال، وقد فقنا النعامة في الأداء، خذوا بعض الأمثلة.
ألقدس تهود وأقصاها أيل للسقوط ونجاهر بأعلى الصوت بان القدس عاصمة الدولة الفلسطينية، لا نحرك ساكنا، اللهم تغني للقدس ونصدر بيانات الإدانة........
ألانقسام أكل منا اللحم ووصل لعظامنا وهم يمارسون شعوذتهم السياسية علينا وهم يعرفون الأسباب والنتائج، لكنهم يضعون رؤوسهم في الرمال........
شبابنا يموتون في أنفاق برجوازية الأنفاق من اجل رغيف الخبز لا الوطن، ومنهم من يلعن اليوم الذي عرف فيه الوطن الذي أصبح سجنا يصعب الهروب منة.......
يضعون رؤوسهم في الرمل ويجاهرون كذبا بأن الوطن والمواطن هدفهم الأسمى، وأن الديمقراطية شغلهم الشاغل، والقانون دستورهم...... هم يضعون رؤوسهم في الرمال.
ألحقيقة عكس ما يقولون، لقد أبتعد الوطن الذي عاش فينا عنا، وبتنا ضحية تطاحن المصالح ألهجينه التي لا تمتلك قرارها، وما أحوجنا في هذه الأيام لقائد فلسطيني يسبح بعكس التيار الذي جرفنا لأحضان المصالح الخارجية التي حولتنا لدمي تتلاعبها خيوط تتحكم بها أياد خفية.
ما أحوجنا في هذه الأيام للنقد والمكاشفة والكلمة الشجاعة لقائد شجاع يقول لنا أننا بتنا على موعد مع الطوفان، طوفان الانهيار الكبير لكل ما ضحى شعبنا من أجلة، طوفان سيأتي على الأقصى المدنس ببساطير تنذر بقدوم البقرة المقدسة وبناء هيكلهم على أنقاض أقصانا المنتهك بإرادة قومية.
إن القيادة الفلسطينية بيسارها ويمينها بالذين أتخمونا بشعار لا شرقية ولا غربية وأتضح أنهم يجيدون الرقص على الحبال يتحملون مسئولية مسلسل الذبح اليومي الذي تتعرض له قضيتنا، ولا يكفي أن يخرجوا علينا ليرددوا شعارهم المقيت بأنهم مع وحدة الوطن وهم يتحملون الوضع الذي آل إلية الوطن.
الحالة مستعصية، وقد نكون دخلنا مرحلة الكوما الوطنية، وقد نكون فقدنا البصر والبصيرة وأصبحت الشرائح التي تتحكم بأقدارنا أسير لصالحها، وقد نكون بحاجة لمعجزة للخروج من مأزقنا التريخي الذي نعيش، لكن زمن المعجزات انتهى، وما نعرفة ان الشعوب تصنع المعجزات.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حسن نصر الله يلتقي وفدا من حماس لبحث أوضاع غزة ومحادثات وقف


.. الإيرانيون يصوتون لحسم السباق الرئاسي بين جليلي وبزكشيان | #




.. وفد قيادي من حماس يستعرض خلال لقاء الأمين العام لحزب الله ال


.. مغاربة يجسدون مشاهد تمثيلية تحاكي معاناة الجوع في غزة




.. فوق السلطة 396 - سارة نتنياهو تقرأ الفنجان