الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


القذافي والموسوس

رشيد كرمه

2009 / 9 / 30
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


يــحفل زمننا بالغريب،شأن تراثنا المنسي.فلقد حفل مبنى الجمعية العامــة للأمم المتحدة في نيويورك قبل أيام بواحدة مــن غرائب عالمنا الحالي،إذ إعتلى منصة الخطابة رؤساءوملوك وقادة دول العالم فـــــــي إجتماع مهم لأهم منظمة أممية عالمية,وبالرغم من الوقت المحدد لكل متحدث هـــو خمسة عشر 15دقيقة ألا أن الدكتاتور الليبي(معمر لقذافي) شاء وفي واحدة من عندياته المتكررة والمبالغ فيها شأن طروحاته المتعددة والمتناقضة أن يقفز على القاعدة ويشذ عما هو مألوف،فلقد تحدث علـــى مدى خمس وسبعون 75دقيقة بلونٍ بني ٍغامق وليس أخضر فــــــي مختلف الموضوعات الحساسة والجادة والتي حدثت في آسيا وأفريقيا وأمريكا اللآتينية والولايات المتحدة الأمريكية وغيرها، فبينما لاكَ"مطمطَ*" غالبية رؤساء الدول روتيناً عادياً بكلمات مقتضبة شؤوناً محلية وأقليمية وعالمية وعرج البعض الآخرالقليل والمهم في آن واحدعن قضايا عالمية تهدد السلم العالمي وتشيع الأرهاب والعنف وتستخدم الدين غطاء لمرجعيتهم ،راح العقيد (معمر القذافي) حاكم ليبيا الأوحد ومفكرها طيلة أربعون عاما ًيمطمطً بإستعراض غير متسلسل تأريخياً يتأرجح بين الحق والباطل، يدافع عن جلادٍ وضحايا،ينتصر للحاكم والمحكوم ، يقذف بالشروالخير ، إستخدم الرجل الأوحد "معمر القذافي" داهية العرب وفلتة الزمن الكذب والصدق متداخلين تقمص شخصية المدافع والذائد عن الحق وأراد أن يسلك واقعية البشر بمنظمتهم ولامنطقية الطلب , تحدث بالجغرافية متجاوزا التأريخ وكأنه يريد أن ينأى بنفسه ونظامه من تدخل الرأي العام العالمي فيما إذا حكم التأريخ بإزاحته ،شأن الدكتاتور جلاد العراق المقبور (صدام حسين)ومن يستمع اليه يجده منفصماً مُتأتأً مُتلعثما ًمُتلكأَ غير واثق من شئ يريد إجابة فورية من الحاضرين وكأنه داخل خيمة ليبية فــــي صحراء قاحلة تعصف بها الرياح ,والحقيقة أنه لو كان بإستطاعته ان يصفع أحداً لفعل ،ولكن لايمكن لدكتاتور مثل القذافي أن يطرح مظلومية الآخرين رغم "صدق وعفوية "بعض ما ذكره !؟ , شأن (ماني الموسوس) وهو أفريقي الأصل أيضاً من مصر ، سكن بغداد العراق لوداعة أهلها وأريحيتهم ومعارضتهم للظلم وحبهم للحياة زمن المتوكل العباسي،وإسمه (محمد بن القاسم) ،كـــــان شاعراً**مليح الأنشاد حلوه,يتمتع شعره بالرقة ِوبالغزل الصرف.
قال ابو العباس بن عمار ***:بينما (الموسوس)ينشد،إذنظرإلى إمام المسجد الذي كُنّا بازائه قد صعد المأذنة ليؤذن فأمسك عن الإنشاد,ونظر إليه، وكان شيخاً ضعيف الجسم والصوت ،فأذن آذاناً ضعيفاً بصوت مرتعش،فصعد اليه(الموسوس)مسرعاً حتى صارمعه في رأس المأذنة ثم أخذ بلحيته فصفعه في صلعته صفعةً ظننتهُ أنه قد قلع رأسه, إذ جاء لها صوت منكر شديد. ثم قال لــــــــــه :إذا صعدت المنارة لتؤذن فعطعط ولا تمطمط ثم نزل ومضى !!!!!!؟؟؟؟,,,,,
الهوامش
يمطمط
قالت العرب يعطعطُ أي يتابع الأصوات ، ويمطمط أي يتوانى في الكلام .
** من شعره غنى كبار رواد المقام العراقي (محمد القبانجي ،وناظم الغزالي وغيرهم ) كما غنى طيب الذكر ( صباح فخري )
لمّا أناخوا، قُبيل الصبحِ، عيسهمُ
وثوّروها فثارت بالهوى الإبِلُ
يا حادي العيسِ عرَّج كي أودِّعهم
يا حادي العيسِ في ترحالهم الأجل ُ
إنّي على العهدِ لم أنقض مودتهم،
*** ابو الفرج الأصفهاني " الأغاني "
السويد رشيد كَرمـــــــــــــــــــــــــة 28أيلول 2009










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. قتلة مخدّرون أم حراس للعدالة؟.. الحشاشين وأسرار أول تنظيم لل


.. وكالة رويترز: قطر تدرس مستقبل المكتب السياسي لحركة حماس في أ




.. أوكرانيا تستهدف القرم.. كيف غيّرت الصواريخ معادلة الحرب؟| #ا


.. وصول وفدين من حماس وقطر إلى القاهرة سعيا لاستكمال المفاوضات




.. نشرة إيجاز بلغة الإشارة - وفد من حماس يصل إلى القاهرة لاستكم