الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


انطباعات اولية عن المشهد العراقي صناعات ( قضت نحبها ) واخرى تنتظر

ليث الحمداني
(Laith AL Hamdani)

2004 / 5 / 27
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


كان من الطبيعي ان اتوقف في رحلتي البغدادية امام مايجري في القطاع الصناعي الذي تعاملت معه كاعلامي لسنوات طويلة ...وكان الواقع كارثيا ، فقطاع الدولة الذي نهبت بعض منشآته تعاني المنشآت المتبقية فيه من مشاكل لاتعد ولاتحصى ، والصوت الذي يعلوا فوق كل الاصوات فيه هو صوت التخصيص فماذا سنخصص ومن سيشتري دراسات اعدها مختصون قضوا سنوات طويلة في القطاع يتقدمهم الخبير البارز يعقوب يوسف شونيا وهو رجل لايحتاج الى تزكية علمية لكفاءته .
وضعت في مقدمة اهتمامها اوضاع العاملين ومستقبلهم ولكن يبدو ان الامر لم يرق ل ( اولي الامر ) من المستشارين فتم الغاء عقد الخبير الوطني وانتقل الملف الى اياد اخرى غريبة عن القطاع وعاد الحديث بصوت عال عن التخصيص والبيع والايجار ....الخ دون أي اشارة لاوضاع العاملين ومستقبلهم وهنا يطرح السؤال نفسه من سيشتري او من سيستاجر في ظروف امنية بالغة السوء كالظروف التي يعيشها العراق حيث استقر اغلب المستثمرين في دول الجوار واصبحوا يديرون اعمالهم بالحد الادنى ومن بعيد ، واذا زاروا بغداد يزورونها بالسر خوفا من القتل او الاختطاف ، يبقى الاستثمار الاجنبي هو اللاعب الوحيد ، فهل سيباع قطاع الدولة للشركات الاجنبية وبشروطها ،ماهومصير العاملين فيه؟ وتقدم صناعة السمنت التي كانت في طليعة الصناعات الوطنية من حيث الجودة والاقبال عليها من قبل المستوردين صورة لواقع القطاع فالعراق الان بلدا مستوردا لهذا المنتوج ، ليس بسبب حركة الاعمار وانما لان المصانع قد تحولت الى انقاض وتعمل بطاقات متدنية وتحتاج الى مبالغ كبيرة لتاهيلها ، وبمناسبة الحديث عن صناعة السمنت فان سوالا آخر يطرح نفسه هو كيف سيتم التعامل مع الخامات الاساسية الداخلة في صناعات كالسمنت والاسمدة والزجاج ؟

اما القطاع المختلط الذي شهدت شركاته تطورا كبيرا في السبعينات والثمانينات فان بعض شركاته مهدد بالتصفية فقد لحقته اضرارا فادحة نتيجة فتح الاسواق وتوقف اغلب الشركات عن العمل بسبب فتح الحدود للاستيراد واغراق الاسواق العراقية بمنتوجات مماثلة لمنتوجاته ودون الاخذ بنظر الاعتبار حجم الاستثمارات في مصانع القطاع ومستقبل الاف العاملين فيه ، ولايبدوا وضع القطاع الخاص احسن حالا اللهم الا في زيادة عدد المنظمات التي تمثله فبعد ان كان هناك اتحاد واحد للصناعات همشه نظام صدام حسين اصبح هناك ثلاث منظمات لرجال الاعمال والصناعيين والبقية في الطريق رغم ان صناعات القطاع في اسوأ حالاتها فقد لفظت الصناعات النسجية انفاسها بمختلف فروعها وفي مقدمتها الخياطة ، والحال نفسه مع قطاع الصناعات الكهربائية ، وبعض فروع صناعة الاثاث وحال الصناعات الاخرى ليس بافضل وهكذا فان الصناعة الوطنية العراقية منها من قضى نحبه ومنها من ينتظر بفضل اقتصاد السوق ورغم ذلك فان هناك من يسأل عن اسباب البطالة الاضافية بعد قرار حل الجيش والغاء وزارة الاعلام وغيرها









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الجيش الإسرائيلي يسيطر على الجانب الفلسطيني من معبر رفح بين


.. بوتين: كيف ستكون ولايته الخامسة؟ • فرانس 24 / FRANCE 24




.. وزير الدفاع الإسرائيلي يهدد -بتعميق- الهجوم على رفح


.. أمال الفلسطينيين بوقف إطلاق النار تبخرت بأقل من ساعة.. فما ه




.. بوتين يوجه باستخدام النووي قرب أوكرانيا .. والكرملين يوضح ال