الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أسرار جنسيّة : للغيرة سلطان...

لمى محمد
كاتبة، طبيبة نفسية أخصائية طب نفسي جسدي-طب نفسي تجميلي، ناشطة حقوق إنسان

(Lama Muhammad)

2009 / 9 / 30
الادب والفن


تحكم الغيرة عالم النساء ، و تدمر عالم الرجال ...


أحسست بالرعب و الحزن معا عندما دخل "هاني" العيادة ..هاني الذي أذكره جيدا منذ أيام كلية الطب البشري ، و الذي كان نموذجا للطالب المتفوق الذكي ، دخل عيادتي كشبح في الخمسين .
بعينين دامعتين بدأ حديثه الذي أدهشني ، فما توقعته يوما هنا ، بهذا الانكسار ،و هذا المظهر الرمادي:
أرسلني حضرة الدكتور زوجك ..لجأت إليه ليخدمني فأجابني أني أحتاج إلى طبيب نفسي ..أية صداقة هذه التي تربطني به !
ثم غيّر نبرة صوته و طلب بتوسل:
إذا طلبت منك ، و تحت اسم الصداقة و الزمالة أن تكتبي لي وصفة مهدئ ، هل تفعلين ؟!
-عزيزي "هاني "لم أعتد على رؤيتك هكذا ..لم لا تخبرني عن المشكلة أولا ؟!
بنظرات مليئة بالغضب أجابني : تريدين القصة المرضيّة .. (هااا)
ماذا تنتظرين مني أن أقول لك :أنا أحس بوجود ضفدع في معدتي ، و استطيع المرور من تحت الباب. فتطلقين على مرضي اسم (تبدد الذات) و تضحكين مع زملائك على (الأجدب) أنا ...
أم أنني أرى العالم كذرة الغبار لا قيمة له و لا لون ، فتفرحين (هييي) و تشخصين هذا ب (تبدد محيط)...
استيقظي يا دكتورة ، أنا طبيب مثلك ، و لا أحتاج رعايتك ، قلت في نفسي قد تكونين أحسن من زوجك ، لكن ماذا أقول ...
ثم غادر الغرفة و هو يصيح : الطيور على أشكالها تقع ...

بعد ذلك بيومين حضرت إلى العيادة شابة متوسطة القامة ، ترتدي ملاءة سوداء ، و لا يبدو منها إلا عينيها اللتين ظهر احمرار إحداهما بشكل واضح ... بعد أن نزعت الخمار عن وجهها ، و ظهرت آثار الضرب الواضحة عليه عرفت عن نفسها ب:
" هيام " زوجة زميلك الدكتور "هاني "...
و بلحظات من الاندهاش عادت إلى ذاكرتي صورة فتاة (مستشقرة) الشعر ، مرسومة بمساحيق التجميل ،ترتدي فستانا طويلا ضيقا ، و بدون أكمام ... " هيام" صديقة "هاني " أيام الكلية و التي كانت تترك مدرجات الأدب العربي لتحضر محاضراتنا الطبيّة ، و تنظم رحلاتنا في الكليّة...
قطعت ذكرياتي متابعة حديثها:
أمضى " هاني " اليومين الماضيين في سب أصدقائه .ثم تلعثمت خجلا و هي تقول : قد ذكر لي اسمك بينهم ..عن طريق الخطأ طبعا.. و علمت انه كان هنا .
لست مثله يا دكتورة ، و أعتذر عمّا بدر منه ، لم يكن هكذا قبل طرده من نقابة الأطباء صدقيني ،(كمان) أنت( ست العارفين ) عندما تقل مطالعات الشخص وتضمحل ثقته بنفسه يهاجم الآخرين ...
ابتسمت و أنا أرد :
- حصل خير ، أتوقع سوء وضعه النفسي ، و أعذره ...
تتوقعين !يعني لست متأكدة !
أرجوك يا دكتورة أخبريني عن مرضه ، كرهت حياتي ..لا بل تستطيعين القول أنني نسيت حياتي ، و أني أعيش الرعب في كل لحظة ...
-في الحقيقة هو لم يخبرني شيئا ، أخبريني أنت ما المشكلة ؟!
بتنهيدة عميقة أجابت " هيام " :
حياتنا معا هي المشكلة ، من أين أبدأ؟.. من منعه إياي مغادرة المنزل حتّى إلى بيت أهلي ، أم من تفتيشه لحقائبي ، و خزانتي ..
هل أخبرك عن جهاز التجسس الذي يضعه في هاتفنا ، أم عن الكاميرا في غرفة النوم ، و التي اكتشفت وجودها حديثا.
هل تستطيعين أن تخبريني كيف لا أجن و أنا أكتشف أنه الآن يملك أشرطة عن علاقتنا الجنسيّة ، و أنني لن أستطيع الهرب من هذا الجحيم...
الغيرة التي حكمت علاقتنا منذ الأزل ، و التي كانت تنمو بسرعة كبيرة ، مجبرة إياي على تقمص شخصية جديدة لا تمت لي بصلة ، هل هي مرض نفسي ؟!
هززت رأسي موافقة ، بينما ارتفع صوت بكاء "هيام " و هي تهمس :
أنا من أحتاج إلى الطب النفسي يا دكتورة ، و ليس حضرته ...

يتبع...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - سبع حبات تمر
د. فاضل الخطيب ( 2009 / 9 / 30 - 07:50 )
اقترح على الدكتورة أن تضع في عيادتها -شَلوْ- عجوة.(كمية من التمر حوالي 30 كغ. ومغلفة بسفع النخيل). وتقومي بإعطاء سبع حبات منها بدل كتابة أدوية ومهدئات ورشيتات، والشفاء مجرب ومؤكد..
طبعاً للذكر مثل حظ الأنثيين. لكن مهمة قسمة السبع بلحات مسألة تحتاج إلى -عالم- بتاع كل شيء..


2 - كالعادة كتابات رائعة ومثيرة للجدل
لؤي عجيب ( 2009 / 9 / 30 - 08:56 )
حتى في الغيرة للذكر حظ الأنثيين. كيف لا
وقد زرعت تلك الأوهام برأسه منذ طفولته الأولى
عن المرأة التي كيدها عظيم وهي بنصف عقل بنفس الوقت ؟؟؟؟؟
تناقضات عرفها عن المرأة - الزوجة- أسقطت بيسرمنها الأم والأخت والإبنة وبقيت المرأة -الزوجة- هي ضحية الموروث البالي في حين نسي أنها إبنة وأخت وأم أيضاً .

تحياتي لك دائما


3 - تداعيات
عبود العراقي ( 2009 / 9 / 30 - 09:54 )
نماذج اخرى تعكس مشكله اجتماعيه -نفسيه لمجتمعات تثسحق بين فكي رحى ..ألموروث والعصر..وهي نتائج وتداعيات لهذه القوى المتضاده ..اظن ان ألضغوط ألهائله التي يواجهها ألفرد في هذا العصر في معادلة ( ألأنفتاح الجنسي ألذي تراكمه ألأنطباعات الجنسيه ألمتخيله , من خلال الصور ألمتاحه بوفره ×× ألموروث ألكلاسيكي للعلاقه ألجنسيه ألمؤطره بنمط معين ) تترك في النفس هواجس اكثر مما هي وقائع ..تخلق في نفس الرجل ألشرقي إنطباعاً وهمياً بأن ألمرأة ( خائنه خلقاً وخُلُقاً ) يعزز هذا الوهم الموروث ألديني ( ألبغيض في رؤيته) وما رسمه عن ألمرأه ..واعتقد إن العنف ألشخصي وألعام وألأرهاب ضد ألمجتمع بالدرجه ألأولى ( وتفريغه احياناً بالمرأه ) ماهو إلا محنة تواجه أفراد مجتمعنا تظهر بهذا الشكل السلبي ..كما أظن أن ألمشكله ستتسع كلما صار ألعالم وألشعوب اكثر تماساً ..
سيدتي ..شكراً لعرضك لهذه الصور ألمؤلمه ..وأرى إن مالا يصلكم أمـرّ وأدهى ..


4 - خبر جديد يوميا
هيام ( 2009 / 9 / 30 - 11:05 )
د. لمى مع احترامي لكتاباتك المتينة نصا والركيكة خبرا اصبح سرد اخبار مرضاكي مملة لحد الملل ومشكلة نصوصكي انها تنقصها التشخيص وبعض المصطلحات الطبية وكذلك طريقة سردكي لتلك الحكايات لست الطريقة المثلى المناسبة لهذا الجيل فانها ترجعني الى حكايات نهاية الخمسينات وبداية الستينات عندما بدأ المثقفون يأشرون بأناملهم على جروح مجتمعاتنا فقد تغير المجتمع وازداد شدة المرض في عقل الانسان المعاصر


5 - الرائعه في طرح الاستثناء باسلوب باذخ
عبد الوهاب المطلبي ( 2009 / 9 / 30 - 12:32 )
د.لمي الموقرة
ارق التحايا اليك.. أنت تقتنصين الحالات النادره..أليس كذلك..ليس ويقال ان غيرة الرجل صحة اذا لم تصل الى حد المرض.. المشكلة تتعلق بمفهوم الرفقة بين الرجل والمرأة .. لابد أن يكون التناغم العاطفي والفكري والثقافي مشتركات بين الزوجين لتكوين عائلة صالحه
مودتي وتقديري


6 - جميله
وسام التائه ( 2009 / 9 / 30 - 13:09 )

وجه جميل_وعنوان مثير_وقصه مقبوله
لمشكله يمكن حلها عند اصحاب العقول

تحياتي المره الاولى التي اعلق فيها

اتمنى ان تمري على قصائدي
ابحثي عني
واريد رايك بشكل جدي


7 - وينو
طنفوس ( 2009 / 9 / 30 - 13:56 )
وينو البسمار
الناقد الادبي المر ليتحفنا بمديحه المبطن بالغزل
مع رأي هيام التي شخصت محاولات د.لمى في الكتابة


8 - رسالة تهدئة مؤقتة للسيد طنفوس
أحـمـد بـسـمـار ( 2009 / 9 / 30 - 16:44 )
أنصحك يا سيد طنفوس, استثنائيا, أن تشاور الدكتورة لمى محمد. مشاورة طبية طبعا. حالتك على ما اظن متفاقمة جدا. وإذا لم تجد موعد مراجعة عاجلة مع السيدة لمى, هناك حتما مراجعات اسعافية عاجلة في اقرب مدينة من القرية الصعبة النائية التي تسكنها. وأعلمك بشكل خاص حتى تهدأ أنه ليس عندي أي تعليق اليوم على هذا المقال بالذات. متمنيا لك صادقا الشفاء العاجل.
أحمد بسمار مواطن عادي بلاد الحرية الواسعة


9 - جواب إسعافي عاجل
أحـمـد بـسـمـار ( 2009 / 9 / 30 - 17:02 )
أنصحك يا سيد طنفوس, استثنائيا, أن تشاور الدكتورة لمى محمد. مشاورة طبية طبعا. حالتك على ما اظن متفاقمة جدا. وإذا لم تجد موعد مراجعة عاجلة مع السيدة لمى, هناك حتما مراجعات اسعافية عاجلة في اقرب مدينة من القرية الصعبة النائية التي تسكنها. وأعلمك بشكل خاص حتى تهدأ أنه ليس عندي أي تعليق اليوم على هذا المقال بالذات. متمنيا لك صادقا الشفاء العاجل.
أحمد بسمار مواطن عادي بلاد الحرية الواسعة


10 - قروي
طنفوس ( 2009 / 9 / 30 - 17:29 )
قرية صعبة نائية؟
ياليتني وياليتك ببساطة اهل الارياف الذي لا يتقنون الحيلة والنفاق


11 - الأخ الاستاذ أحمد بسمار
نور ( 2009 / 9 / 30 - 19:30 )
أخي الكريم الدكتورة لمى غير قادرة على المعالجة بمفردها بل يحتاج لجهود عشرة أطباء مثلها لأن حالته المر ضيه متطور ة

لك تحياتي


12 - غزل بين نور والبسمار
طنفوس ( 2009 / 10 / 1 - 08:31 )
بتوقع البسمار راح يضيع
ونور راح تسحب البساط على جهتها
على فكرة نور هي نفسا شبه الكاتبة يلي عم تكتب الاسرار الجنسية العظيمة


13 - ردود...و تحية
د.لمى محمد ( 2009 / 10 / 1 - 13:18 )
الأخ د.فاضل
للأسف ما من إمكانيّة لإعطاء الأدوية في محور أدبي و ليس طبي، أسعدني مرورك ...تحياتي

الأخ الشاعر لؤي عجيب
للأسف كلامك جد صحيح ،يغار أنصاف الرجال على النساء بنفس مقدار غيرتهم منهن ...تحياتي

الأخ عبود العراقي
تحليل منطقي ،و علمي بامتياز، يسعدني وجود أمثالك من الرجال العرب...تحياتي

الأخت هيام
شكرا لمرورك الدائم على النصوص ، و بالنسبة للمصطلحات الطبيّة، فالأسرار الجنسية قد كتبت في محور الأدب و الفن و ليس في زاوية طبيّة ...تحياتي

الأخ الشاعر عبد الوهاب المطلبي
حالة هاني هي توهم الغيرة ،و هي حالة مرضيّة تصنف طبيا تحت باب التوهمات ،لكن هذا لا يمنع كون الغيرة الزائدة عن حدها متوفرة بكثرة في الأسواق...تحياتي

الأخ وسام التائه
يقول باولو كويلو:(الكاتب الحقيقي يجد ما كتبه سابقا ناقصا جدا وما سيكتبه الآن رائع...) لذلك عندما أرى لك مقالة جديدة في الحوار سأكون أول من يعلق عليها ...مرحبا بمرورك الأول ...تحياتي


الأخ ثائر نعامة
ما رأيك أن تعود للكتابة في الحوار المتمدن ، فمقالتيك اللتين قمت بنشرهما ليستا سيئتين البتة ،و هما أفضل بكثير من مجرد التعليق...تحياتي

د.لمى محمد



14 - حق البوح
سهيل هادي كبة ( 2009 / 10 / 2 - 13:27 )


15 - حق البوح
سهيل هادي كبة ( 2009 / 10 / 2 - 13:27 )
مع كامل المودة والاحترام اقول ماهي الا نصوص ادبية يمكننا الاتفاق او الاختلاف على فنيتها ولكنني اقدر عاليا هذه النصوص لسلبها حق الصمت وما كان البوح الا صرخة أمرأة من هذا الزمان عل وعسى
ان نستفيق


16 - حق البوح
سهيل هادي كبة ( 2009 / 10 / 2 - 13:30 )
مع كامل المودة والاحترام اقول ماهي الا نصوص ادبية يمكننا الاتفاق او الاختلاف على فنيتها ولكنني اقدر عاليا هذه النصوص لسلبها حق الصمت وما كان البوح الا صرخة أمرأة من هذا الزمان عل وعسى
ان نستفيق


17 - محاولات لا بأس بها
علي اوروك ( 2009 / 10 / 2 - 21:04 )
السيدة د.لمى
لم اقرأ لك سابقا الا انني وجدت صورتك مصادفة عندما دخلت الى موقع الحوار المتمدن وشدني ذلك الى ما يمكن ان يظهر من ذاك الوجه الجميل من طرح ادبي ، بعد الاطلاع على كتاباتك ادركت ان محاولاتك لا بأس بها على الرغم مما يعتريها من فتور واسلوب سردي ضعيف عاجز عن اسر او شد المتلقي ،وركاكة في صنع المشهد القصصي ، انا لا اتحدث عن الموضوع الموحى اليه في النص الان انما اتحدث عن صناعة النص نفسه ،اما ما يريد النص ان يشي به فهو لون من المشاكل الاجتماعية ذات النتائج والعلائقية الجنسية، وهي مسألة طرحت من قبل اخرين واخريات بشكل اكثر جرأة مما هو هنا.
افضل لو تطورين اسلوب الكتابة او تستبدلينه بنمط آخر قد يجعل التأثير او الاثر المطلوب اعمق وانفع.
تحياتي

اخر الافلام

.. كاظم الساهر: العاصمة الإدارية الجديدة مبهرة ويسعدنى إقامة حف


.. صعوبات واجهت الفنان أيمن عبد السلام في تجسيد أدواره




.. الفنان أيمن عبد السلام يتحدث لصباح العربية عن فن الدوبلاج


.. الفنان أيمن عبد السلام يتحدث عن أسباب نجاح شخصية دانيال في ل




.. فيلم ولاد رزق 3 بطولة أحمد عز يقفز لـ 193 مليون جنيه منذ طرح