الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اداء دون المستوى

عمران العبيدي

2009 / 9 / 30
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


بالرغم من حساسية المرحلة القادمة من عمر الحياة السياسية في العراق وبالرغم من الكم الهائل من الاستحقاقات التشريعية المطلوبة والتي تتصارع مع نفاد الوقت الكافي لانتشالها من فوق الرفوف ، مازال الاداء البرلماني دون المستوى المطلوب في التعاطي بأيجابية مع تلك الملفات التي تشكل عماد الحياة السياسية في العراق وخصوصا انها محكومة بعامل زمني محرج للغاية .
صورة عدم الاكتراث تتضح بصورة اكثر وضوحا من خلال تعاطي اعضاء البرلمان مع مسألة الاجازات المتكررة والتي بلغت مستوى غيرمسبوق وباتت حديث الشارع، مما اثار تساؤلات عديدة في الجدية التي يتعامل فيها البرلمانيون مع القضايا المهمة ومدى قدرتهم على حلها ؟.
كان اعظم المتشائمين من اداء البرلمان يتوقع ان يبادر البرلمانيون الى تقليص اجازاتهم والاستمرار في الاجتماعات على مدار الايام ،وقطع كافة الاجازات من اجل المصلحة العامة ،واستغلال عامل الوقت لصالح العملية السياسية. ولكن مالذي حدث ؟
الذي حدث ان مجلس النواب وبعد انقضاء عطلة الفصل التشريعي الاخير تمتع بأجازة العيد والتي بلغت اسبوعين ، في الوقت كان من المفترض ان يبادر البرلمانيون بقطع عطلة الفصل التشريعي لعظم الاحداث التي مر بها العراق من الناحية الامنية والسياسية .
ان اداء البرلمان لم يرتق الى المستوى المطلوب مما جعله عرضة للانتقاد من قبل الجميع ، سواءً كانوا سياسيين او متابعين او محللين ، ووصل الانتقاد حتى الى اعضاء البرلمان انفسهم مما يثير التساؤل..! ، اذا كان البرلمانيون انفسهم يوجهون الانتقاد لادائهم ،فمن هو المسؤول عن ذلك ..؟
على شاشات التلفاز الكل يطالب بتفعيل دور البرلمان وضرورة الاداء بأستمرارية وضرورة قطع الاجازات ، ولكن في حقيقة الامر ، فأن الامور لاتتعدى حاجز التصريحات ، كل هذا ادى الى ان تطفح على السطح انتقادات متبادلة بين السلطتين التشريعية والتنفيذية . فالاولى تلقي باللائمة على الحكومة بضعف ادائها من ناحية الخدمات وغيرها ، في الوقت التي تتجه الثانية بالقاء اللوم على الجهة التشريعية في عدم اقرارها الكثير من القوانين التي ادت الى تعطيل مسار الحكومة بالاتجاه الصحيح.
ومازال البعض يسأل عن سبب عدم اقبال المواطنين على تحديث سجلات الناخب دون ان يركز على ذلك الاداء الذي كان واحدا من اهم الاسباب التي دعت الى عزوف الناس عن الرغبة في الذهاب لصناديق الاقتراع، وهي ترى بأم عينها البعض من اعضاء البرلمان وهم يتحدثون من خارج العراق وكأنها مقراتهم الرئيسة ..! ويرى اخرون لم يحضروا الى البرلمان سوى مرات لاتتعدى اصابع اليد الواحدة مما اصاب البرلمان بداء عدم اكتمال النصاب ألا فيما يتعلق بأجتماعات الامتيازات كما علقت احدى عضوات البرلمان .
كل الاجراءات التي يمكن اتخاذها في الوقت المتبقي لن تستطيع محو صورة الاداء غير المرضي للبرلمان، وان تم اصدار قائمة بأسماء المتغيبين عنه وبشكل شبه مستمر لأن الوقت المتبقي لن يمكنهم من ذلك .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ما هي الأسباب التي تؤدي إلى الإصابة بالتوحد؟ • فرانس 24


.. مدير مكتب الجزيرة في غزة وائل الدحدوح: هناك تعمد باستهدافي و




.. الشرطة الفرنسية تدخل جامعة -سيانس بو- بباريس لفض اعتصام مؤيد


.. موت أسيرين فلسطينيين اثنين في سجون إسرائيل أحدهما طبيب بارز




.. رغم نفي إسرائيل.. خبير أسلحة يبت رأيه بنوع الذخيرة المستخدمة