الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ثقافة الحذاء..خروج القاذف والمقذوف وبقاء الحذاء

طالب إبراهيم
(Taleb Ibrahim)

2009 / 9 / 30
كتابات ساخرة


ما أعادنا إلى الكتابة عنه إلا صور جديدة لحاملي حذاء في تظاهرات ومسيرات حديثة.
لم يحظ حذاء قط بشهرة عربية كما حظي حذاء الزيدي في غزوة الحذاء.
الشهرة تلك إن دلت على شيء, تدل على حالة التردي والتشويش والانحطاط في شوارعنا وبيوتنا وعلى شاشات تلفزيوناتنا وفي عقولنا وباختصار في ثقافتنا, والتي لا نحتاج إلى مزيد من الأدلة كي ندركها.
الحدث لم يكن مأثرة تاريخية ولا صفعة للامبريالية"بوش" ومرتكزاتها في المنطقة"المالكي" باعتبار مشاركة المالكي المنبر مع بوش والفردة الثانية من الحذاء, مع انه لم يكن مقصودا ولكن بمحاولته ردها .كما حاول اصحاب الشان وصفه.
الحدث لم يدخل من باب الترحيب به فقط,عندها كان يمكن اعتباره بحدوده العادية,وإنما اتخذ أبعادا أسطورية بحيث تم
إضفاء طابع مقاومة وممانعة وجهاد وانتصار لمعسكر القاذف,وهزيمة و انكسار للمقذوف.
مشكلتنا الدائمة مع الحياة أننا نبحث عن الانتصارات في دكان الهزائم
انتصر خالد بن الوليد في كل معاركه وفتح الأيوبي القدس وطارق بن زياد فعل ما فعل. اما الزيدي والذي يعبر عن ضمير الأمة بكل مكوناتها وهو لا ينتمي إلى فصيل طائفي أو سياسي بعينه أو ينتمي ,فذلك لا يهم, فقد فقأ عين الامبريالية وجدع انف الاستعمار وصلم أذن عملائهما في العالم بفردة واحدة.
هل غير ذاك الحذاء أصول المظاهرات, والمسيرات, والتي رسمت معالمها سنوات نضال طويل,فرفعت الأحذية فوق رؤوس الناس عوضا عن الصور واللافتات.لقد زاد إنتاج الشركة التي صنعت الحذاء,وباعت أضعاف ما باعت,وتحسن الوضع المعيشي لعمالها ....كثيرا.وتبرعت شركة أحذية أخرى باحتياجات العائلة من الأحذية إلى نهايات العمر.
لقد فاز الزيدي بالسبق في قذف الحذاء,ترى ماذا لوكشف آخر عن عورته."وحدثت في التاريخ"وقذف بها الامبريالية,ترى هل ستهرع الجموع لترفع العورات فوق الراحات وتتغير من جديد أصول التظاهر؟؟
ويزيد إنتاج شركة العورات,ويتحسن مردود عمالها,وتتبرع شركة أخرى بعدد لانهائي من العورات لتوزع في الأماكن أمام أعيننا وعلى ظهورنا وفي عقولنا وفي تفاصيل حركتنا ,لندرك في ساعات انتصارنا انه بلا طعم ولكنه برائحة البراز
انه غبن في محاولة صناعة نصر عبر ملء فراغنا الفكري والنفسي والوجودي بفردتي حذاء,أو أي شيء آخر كائنا ما كان.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - فنان أصلي
ismail adel ( 2009 / 10 / 1 - 17:07 )
مقال جيد من الصديق الفنان وياحبذا لو يرد على صديقه الباحث

اخر الافلام

.. المراجعة النهائية لطلاب الثانوية العامة خلاصة منهج اللغة الإ


.. غياب ظافر العابدين.. 7 تونسيين بقائمة الأكثر تأثيرا في السين




.. عظة الأحد - القس حبيب جرجس: كلمة تذكار في اللغة اليونانية يخ


.. روبي ونجوم الغناء يتألقون في حفل افتتاح Boom Room اول مركز ت




.. تفاصيل اللحظات الحرجة للحالة الصحية للفنان جلال الزكى.. وتصر