الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المالكي واخوة يوسف

شلال الشمري

2009 / 10 / 1
مواضيع وابحاث سياسية


لقد زجَّ بنا الاحتلال الأمريكي بمأزق سياسي ، انقدنا خلفه بكل يسر تحت تاثير العاطفة الدينية والفتاوى والاصطفافات المذهبية والقومية، التي لاقت رواجاً كرد فعل على سياسة الإقصاء والتهميش والعنصرية والطائفية للنظام البائد. وبعد أن سلمنا مقاليد أمورنا للفاتحين الجدد اتضح أن الديمقراطية على أيديهم ليست إلا سراباً يحسبه الضمآن ماءً،عبارة عن مشروع لدويلات طوائف تحركها الأجندات الإقليمية تنهار فيها هيبة الدولة ، وتتميع سلطتها المركزية وتسقط فيها هيبة القانون ، بل تُعطَّل وتتشابك فيها السلطات الثلاث ، وتُزوَّر الانتخابات وتصبح فيها مؤسسات المجتمع المدني واجهات دعئاية حزبية ، والحرية الفردية مرتهنة بالولاء الجهوي وأن العملية برمتها احتراب أجندات وتصفية حسابات للوصول إلى توافقات على مفاسد لانظير لها في عمق التأريخ وعلى مساحة الكرة الأرضية تحت ظلال الفوضى الخلاقة الأميركية ، الكل ضد الكل لتحقيق تركيع كامل وشامل وبدون شروط أمام الإرادة الأمريكية "سياسة شل الخصم التي ترفض المحايد" . وقد بلغت أمريكا ذروة نجاحها بهذه الفوضى من خلال فتح الحدود أمام ثارات القادسية الثانية وثارات يوم النداء والتنافس بين "عرب العصملية وعرب الصفوية" ، فاشتركت الأطراف الإقليمية بأدوار مكملة لبعضها البعض ، فالسعودية بالتمويل ومصر بثقلها السياسي وسوريا بوابة المرور والتدريب والأردن في تبييض الأموال القذرة لأطراف الصراع المهزومة والمنتصرة كافة ، وتأمين الإيواء لأصحابها، ودويلات الخليج بتمويلها لأطراف الصراع ، وقد بلغت الذروة الدراماتيكية للصراع خلال حكومتي "الدكاترة" إياد علاوي وإبراهيم الجعفري ، واستلم المالكي البلد وهو على شفا حفرة من النار ، وتنذر بحرب أهلية وأخذت من وقت حكومته الأعوام:2005/2006/2007 ومنتصف العام 2008 ، وبعد هذا التاريخ بدأت تظهر مساحة من الأمن اتسعت شيئا فشيئا إلى هنا والاصطفافات واضحة المعالم ، قوى إلى جانب الحكومة ، مازال الوقت مبكرا حتى نطلق عليها صفة الوطنية ، وقوى إرهابية مرتبطة بأجندات إقليمية ، وما ان تجاوزنا انتخابات المجالس البلدية نهاية العام 2008 التي غامرت فيها الأطراف السياسية وخاض كل منها غمارها مستقلا (وعرف كلٌّ مشربه) واتضح أن "البلدوزر المالكي" قد جرف أغلب صناديق الاقتراع إلى قائمته (ائتلاف دولة القانون) وانه قد يكسب ما تبقى منها في الانتخابات المقبلة بداية العام القادم 2010 ، هنا بدأت القوى الإرهابية تنفخ في ماتبقى لها من جمر ، وهذا طبيعي ومتوقع ، أما القوى الحليفة والمشاركة في الدولة ، فقد عزَّ عليها تقرُّب الشعب وإيثاره المالكي عليهم ، فما كان منهم إلا أن قالوا(اقتلوا يوسف أو اطرحوه أرضاً يخلُ لكم وجهُ أبيكم وتكونوا من بعده قوماً صالحين) متنعمين مبقين على دويلات الطوائف والمحاصصات الطائفية ومفاسد التوافقيات.
فشدوا العزم على أن لايتفقوا على شيء في مصلحة الشعب ، حتى لو كان كالشمس في رابعة النهار ؛ لئلا يُجيَّر لصالح "البلدوزرالمالكي" انتخابيا.










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - خوش دعاية
البراق ( 2009 / 10 / 1 - 14:52 )
خوش دعاية للمالكي يظهر بدءت حملته الانتخابية مع اعلان ائتلافه هذا اليوم وقبل ان تعلن المفوضية بالسماح في ذلك وهذا مؤشر على التزام دولة القانون بالقانون!!!! اخي الحرب الطائفية بدءت في عهد القوي الامين ( الجعفري ) ولم تكن هناك حرب طائفية اثناء حكومة اياد علاوي بل الرجل طارد الارهاب اينما حصل ولم يتهم بالطائفية كونه ضرب الارهاب في الفلوجة ثم تبعه بضرب العصابات الاجرامية في النجف وفي زمن حكومته بدء العمل لتأسيس الجيش العراقي الجديد والشرطة العراقية . اما ما حصل من استتباب نسبي للامن في زمن المالكي فكان بسبب زيادة القوات الامريكية ودخول الصحوات لمطاردة القاعدة وهذا ايضا كان بجهود امريكية وليس حكومة المالكي فمن اين جئت بمعلوماتك وكأن العراقيين لم يكونوا هناك في بلدهم.ماذا حقق المالكي للناس اين الخدمات؟؟ سيقول البرلمان لم يعطيني المال!! طيب البرلمان اعطاك اكثر من 250 مليون دولار خلال حكمك فماذا حصل وماهي النتيجة ؟؟ سرقها قادة حزب الدعوة بفروعه المختلفة وكأنما هم متخصصون!! فالسوداني يسرق التجارة ومواد البطاقة التموينية وابو مجاهد الركابي يسرق اموال العراقيين في امريكا مع الشالوشي وعلي العلاق بعمامته يسرق الدولة التي آوته وعائلته ( الدنمارك ) ويسيئ للعراق والعراقيين واخيرا وليس اخرا هو الديمق

اخر الافلام

.. استعدادات دفاعية في أوكرانيا تحسبا لهجوم روسي واسع النطاق


.. مدير وكالة المخابرات الأميركية في القاهرة لتحريك ملف محادثات




.. أمريكا.. مظاهرة خارج جامعة The New School في نيويورك لدعم ال


.. إطلاق نار خلال تمشيط قوات الاحتلال محيط المنزل المحاصر في طو




.. الصحفيون في قطاع غزة.. شهود على الحرب وضحايا لها