الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كيف لنا أن نبني أمجادنا والعقل مقيد مكبل ...؟

مصطفى حقي

2009 / 10 / 1
اخر الاخبار, المقالات والبيانات


مابين الثقافة الخاصة والثقافة العامة بون شاسع .. فالثقافة الخاصة تولّد التشدد والتزمت والتطرف وآحادية الحكم المتعصب .وإنكار الآخر وتجنب الحوار .. ورمي المخالفين بالجهل .. بينما المثقف العام يستوعب كافة الثقافات ويقبل الآخر كصاحب رأي مخالف وقابل للحوار والمناقشة دون ضغط أو إكراه واحترام الرأي الآخر مهما كان مخالفاً ... ومن الواضح أن الأخ الكاتب محمد عبد الفتاح عليوة غارق في ثقافته الإسلامية الخاصة ومن وجهة نظر صارمة ومتطرفة إلى جانب الإسلام المتشدد وحتى في استقطاب رأي الآخرين في محيط ثقافته الضيقة دون التطرق حتى إلى أي رأي مضاد ومخالف مهما صغر ومجرد الذكر .. وحتى في محاربته للعقل والتفكير الذي لا حدود له ، وذلك بصب قوالب إسمنتية مسلحة تحجب ذلك العقل إلا بما يسمح به السيد عليوة وأمثاله ... ويقول في مقاله المؤرخ 19-9 وتحرير العقل لا يعنى انفلاته من كل قيد، بل جولانه ضمن الحدود الطبيعية، له حتى لا يجمح به الخيال؛ فيرى الباطل حقيقة، والخطأ صوابا
فالعقل له دائرة يعمل بها، وهى دائرة النظر العقلي، وهو ما يُتوصل إليه عن طريق البحث والملاحظة والتجربة والاستقراء والاستنباط والتحليل في مسائل الكون والحياة والعلوم المختلفة... وغيرها من المسائل الدينية والدنيوية، كما يدخل العقل في بعض مسائل النظر الشرعي، وهي مجالات قطعية لا مجال فيها للتأويل والتردد مثل : الإيمان بالله تعالي واليوم الآخر والرسل والكتب وفضل شرع الله على ما سواه. فهذه مسائل قد تحدث عنها كتاب الله وسنة رسوله ، وشهد بها العقل بالملاحظة والمشاهدة والأدلة السليمة، كما يدخل العقل في استنباط الأحكام الشرعية من النصوص، طبقا للقواعد المرعية في ذلك (علم أصول الفقه)، وفى إثبات تواتر النصوص، وفى ترجيح أحد المعنيين على الآخر في النصوص المحتملة لأكثر من معنى. ( انتهى) وهكذا يحصر العقل في دائرة من صنعه مخالفاً إرادة (الصانع للعقل ) الإله الذي حرر ذلك الجزء الهام من الجسد في انطلاقة إبداعية خلاّقة مميزاً هذا المخلوق وبعقله المفكر عن بقية المخلوقات ودون أي حدود تحد من إعمال الفكر في الخير أو الشر وذلك عبر موروثه الثقافي والأخلاقي .. هذا هو حقيقة العقل الخلاّق الذي جاء السيد محمد عبد الفتاح ليضعه ضمن سجن مزود بقضبان حديدية مانعة وكيف يمكن تحديد هذا العقل وهو مطلق في طبيعته ، وكيف تتدخل في إرادة الخالق ... لأن كل ما يخشاه أن يسأله المفكر : ما هو دليلكم من أن الأديان سماوية وأنزلت من السماء سوى بالقول الروحاني المجرد من أي دليل مادي ... !؟ وكذلك ما جاء في مقدمة مقال الكاتب تنزبه العقيلي المؤرخ 29-9 والذي يسأل أيضاً بما يمليه عليه عقله المفكر : إذا ثبت لنا أن محمدا نبي مرسل من الله، وأن القرآن هو الكتاب المنزل إليه، إيحاءً منه تعالى، لا بد من بذل جهد استثنائي لتأويل كل نصوص القرآن، بما يجعله منسجما مع العقلين الفلسفي والأخلاقي، ولا بد من بذل أقصى الجهد لفهم سيرة النبي المفترضة نبوته على ضوئهما. أما إذا ثبت لنا، أو افترضنا أن الإسلام دين مبتكر من اجتهاده، اقتبس فيه ما اقتبسه مما قبله، ونقح منه ما نقح، وأضاف إليه ما أضاف، وحذف منه ما حذف، وأن القرآن من تأليفه، اقتباسا، وتنقيحا، وتأملا ذاتيا، واجتهادا، عندها لا بد من أن نسجل مردودات الإسلام لرصيده، فنحسب له ما فيه من إيجابيات، وعليه ما فيه من سلبيات. ( انتهى)
هذا النوع من الأسئلة المشككة يرفضها السيد عليوة والكثير من زملائه لعدم امتلاكهم الجواب المقنع المادي سوى المنع والردع والتكفير .. ومن المثير والمتناقض في مقالات السيد محمد وقوعه في تناقض مقصده عن تقييد العقل وهو يكتب في مقاله المؤرخ 18-9 ما يلي : أولا: العقل مناط التكليف في الإسلام، ومحور الثواب والعقاب، فلا تكليف في الإسلام إلا لمن كان كامل الإدراك عاقلا مدركا الصواب من الخطأ والحلال من الحرام كما ليس هناك محاسبة ولا مؤاخذة على الأفعال التي تصدر عن الإنسان إما بالثواب أو العقاب إلا إذا كان الإنسان مدركا لما يقول ويفعل فقد رفع عن الأمة الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه كما رفع القلم عن المجنون والنائم والسكران لأن هذه حالات يغيب فيها العقل عن الإدراك ... ( ثم يضيف ) خامسا: ويحرم على المسلم أن يتبع الظنون والأوهام، معطلا الأدوات التي وهبه الله إياها لتحصيل المعرفة الصحيحة، وهي: السمع والبصر والفؤاد، قال تعالى: "وَلا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولاً" (الإسراء: 36) قال العلماء في تفسير هذه الآية: إن الله تعالى نهى عن القول بلا علم، بل بالظن الذي هو التوهم والخيال، وفي الصحيحين: "إياكم والظن، فإن الظن أكذب الحديث" (متفق عليه عن أبي هريرة)( انتهى ) ان الكاتب يؤكد على العقل أن يكون كامل الإدراك عاقلاً مدركاً الصواب من الخطأ ... والإنسان غير المدرك وغير العاقل لا يؤاخذ على أفعاله ... وينسف الفكر المبني على الشك (الظن ) الذي هو مفتاح المبتكرات ومفتاح العقل فلولا الشك لما ولد التساؤل الذي يقود إلى الإبداع ، وبإغلاق باب التساؤل والشك وتحريمه صُنّفنا بالشعوب المتأخرة في كافة المجالات تكنلوجياً وحضارياً .. وهل يرضيك ياأخي محمد الفتاح عليوة الوضع التخلفي المخزي الذي نحن فيه وما هو نفع ماضينا المجيد .. ولا تقل أصلي وفصلي .. إنما أصل الفتى ما قد حصل ...؟ أو الذي مضى وراح .. وما نفع الرأس إذا لم يفكر في مسيرة الإنسانية...؟!











التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تعقيب على مقال الدكتور الفاضل مصطفى
كامل عـــــايــــد ( 2009 / 10 / 1 - 19:55 )
مقالك يا دكتور ذكرني بطوفان الجهل الذي أضر بمدينتي البائس حالها و قد كانت له روافد ثقافة خاصةامتزج فيها الكذب بالرياء و القبح بالخلاعة قبل أن يتأكد موتها و ينحصر طوفانها ليحل محله طوفان الثقافة العامة و ما يحمله من روافد أكثر ثباتا و وضوحا كرافد الانترنت الذي زاد في حجم و غزارة و قوة الثقافة الانسانية التي حطت بردائها على كل الثقافات الخاصة المتمردة على سعادة الانسانية ! و الغريب في الامر أن مناصري الثقافة الخاصة الذين لم يبرحوا مساحة قوقعاتهم لم ينتبهوا للتحول الرهيب الذي طرأ على العالم الذي صار لا يمكن فهمه و العيش فيه الا وفق معيارين معيار العلم و معيار القواسم المشتركة و هذا ما تعكسه الثقافة العامة التي أشار اليها الدكتور مصطفى فراحوا يحرمون طرح السؤال و وضع الحواجز و العراقيل لتلاقي و تعاون الثقافات الخاصة مع الثقافة العامة ؟ و هذا ما ولد لنا المدرس المتحجر و الاستاذ المتزمت و الامام المتعصب و الحاكم المنغلق و الجامعي التائه و الشاعر المعتوه و الصحافي الامي و كلهم يرددون نحن خير أمة انجبت ...الخلاصـــــة الخير لنا أن نعترف بأننا لسنا وحدنا على كوكب الارض و الخير لنا أن نعترف بأن ثقافتنا الخاصة وحدها لن تحمينا و لن تضمن لنا البقاء اذا لم نعترف بثقافات الاخرين و نقبل بهم مثلما يقب


2 - بالنتيجة لن يصح إلا الصحيح..
مصطفى حقي ( 2009 / 10 / 2 - 19:16 )
سيد عايد تحية وشكر
ان الوهابية يحاربون كل المظاهر الغربية من الثياب ( البدلة) وربطة العنق والحذاء الفرنجي وحتى السراويل الضيقة والثوب الطويل للرجال ( دشداشة قصيرة فقط) ممنوع قيادة واستعمال السيارة وقد حارب السعوديون الصحون ( الدشات) وراح جماعة النهي عن المنكر اقتحام البيوت وتحطيم الدشات وتحريم الفضائيات .. واليوم المطوفون كلهم يحوزون التلفزيونات وينصبون الدشات وفي الليل وفي غفلة يبصبصون على افلام ( السكس) التي يحرمونها على غيرهم وكذلك يمنعون المرأة من قيادة سيارتها وهي في حيّز مغلق ويسمحون لامرأة في الريف أن تركب حماراً أو حصاناً وهي منفرجة الساقين .. وكل هؤلاء الذين يمنعون كل شيء يسافرون إلى الدول الغربية ويحللون لأنفسهم كل شيء .. أخي عايد هي مرحلة قد تطول ولكن النهاية الحتمية قادمة لامحال لصالح التقدم والمدنية وحقوق الإنسان ان شاء المتزمتون أم أبو .. لأنه بالنتيجة لن يصح إلا الصحيح


3 - المطاطية
عبد القادر أنيس ( 2009 / 10 / 3 - 09:20 )
جاء في مقالك: (وهكذا يحصر العقل في دائرة من صنعه مخالفاً إرادة (الصانع للعقل ) الإله الذي حرر ذلك الجزء الهام من الجسد في انطلاقة إبداعية خلاّقة مميزاً هذا المخلوق وبعقله المفكر عن بقية المخلوقات ودون أي حدود تحد من إعمال الفكر في الخير أو الشر وذلك عبر موروثه الثقافي والأخلاقي .. هذا هو حقيقة العقل الخلاّق الذي جاء السيد محمد عبد الفتاح ليضعه ضمن سجن مزود بقضبان حديدية مانعة).
الواقع يا سيد مصطفى أن الإسلام يتميز باللامنطق، أو بمنطق شديد المطاطية، فهو يدعو إلى استخدام العقل عندما يكون ذلك في مصلحته، ولكنه يشنع عليها في مواقف أخرى. لاحظ: (لا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم) ولاحظ (وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخِيَرة من أمرهم ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالا مبينا)
وقد قرأت عند حسين مروة في النزعات أن غيلان الدمشقي جادل عمرو بن عبد العزيز فاشتكى له هذا الأخير من ضغوط بني أمية فحثه على أخذ موقف قائلا: (إنا هدينا النجدين إما شاكرا أو كفورا...) بمعنى أن للخليفة أن يختار السبيل أو الطريق أوالموقف الصائب، فقال له الخليفة: أكمل السورة، فقرأ غيلان حتى وصل (وما تشاؤون إلا أن يشاء الله).
لاحظ أستاذ مصطفى هذا العبث بالعقل
تحياتي


4 - انهم يحللون حتى الكذب
مصطفى حقي ( 2009 / 10 / 3 - 14:49 )
أستاذ عبدالقادر أنيس
شكراً على مقالك الرائع( قراءة في إشكال العلمانيين ) وكنت على وشك الكتابة إليك عندما وجدت ردك وقد سبقتني وأنت السبّاق دائماً .. أخي عبد القادر ان مبدأ ( التقية) الإسلامي يشجع بكل جدارة على الغش والكذب والنفاق في سبيل الإسلام ، فتصور أن الوصول إلى الإسلام والحفاظ عليه يمكن أن يكون عن طريق الكذب والنفاق ... أي وسيلة حضارية إنسانية هذه التقية وأي تناقض عما رُوي عن الرسول عندما خرج في غزوة وقالوا له بيننا ( كذا) صفات رجال غي أسوياء فكان الرسول لا يمانع إلا عندما ذكروا له أن بننا كذاب .. فأوعز بالرجوع ... كيف نوفق بين مبدأ التقية وهذه الرواية ... وكل الأديان تبدأ بلا تقتل لاتسرق لاتكذب ... ؟ وأخيراً أتمنى كل الخير والتقدم

اخر الافلام

.. مقترح الهدنة.. إسرائيل تمهل حماس حتى مساء الأربعاء للرد


.. إسرائيل تهدد بمحاربة حزب الله في كل لبنان




.. جون كيربي: ننتظر رد حماس على مقترح الاتفاق وينبغي أن يكون نع


.. هدنة غزة وصفقة تبادل.. تعثر قد ينذر بانفجار| #غرفة_الأخبار




.. إيران والمنطقة.. الاختيار بين الاندماج أو العزلة| #غرفة_الأخ