الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


-فلسطينيو أميركا- و-فلسطينيو القضية-

اديب طالب

2009 / 10 / 2
مواضيع وابحاث سياسية


هذا العنوان الجذاب ليس من بنات أفكاري، بل اقتبسته من كلام لمحلل سياسي "ممانع" وأقلوي، كان يتصدر شاشة من شاشات الفضائيات "المقاومة" و"الرافضة" و"المقاتلة"، أشكره وأعتذر له.
نحن لن نقول إن فلسطينيي "أميركا" سيجترحون المعجزات، وسيفتحون نفق السلام الذي سدّته وتسدّه دولة العدوان، ويضع العراقيل في وجهه فلسطينيي "الممانعة بتوجيه من الممانع الأول والمقاوم الأول السيد الإيراني محمود أحمدي نجاد الرئيس "الشرعي" لدولة إيران الجمهورية الإسلامية. نحن نقول إن أوباما رئيس الولايات المتحدة الأميركية ليس "بياع كلام"، عندما ردد مراراً وتكراراً: "نحن قادرون"، وأكد أنه سيغيّر ما هو قائم، وأنه لن يبقي عملية السلام ساكنة، وأنه سيزيل الجمود المحيط بتلك العملية. وسيتحول السلام وفق رؤيته من جثة الى كائن قابل للحياة بشكل طبيعي، وأن ليس ثمة خيار آخر أمام جميع الفرقاء غير السلام، ومن دون طفرات "تكتيكية" قد تتكئ عليها الدولة الإسرائيلية؛ لإعادة السلام الى دائرة الجنّة المحنّطة. عندما قال مصدر صحافي أميركي للإسرائيليين: "أتظنون أنكم تملكون ولايات متحدة احتياطية" إثر تعنتات نتنياهو المعادية للسلام؛ أكد قولنا إن أوباما ليس "بياع كلام". وكما أنه قادر على إيران، فهو قادر على إسرائيل.
قالت "يديعوت أحرونوت" في 23/9/2009: تقدير حكومة إسرائيل بأنها ستنجح في "كبت" المسألة الفلسطينية وإبعادها عن جدول الأعمال السياسي الأميركي والعالمي من خلال إبراز المسألة الإيرانية ـ لم ينجح (كما كان متوقعاً). الأميركيون رفضوا بلباقة اقتراح إسرائيل بالتركيز فقط على التهديد الإيراني ووضع المسألة الفلسطينية جانباً في الوقت الحالي.
قال الرئيس أوباما للإسرائيليين: ثمة فرصة أخرى مقبلة، لمواجهة الأزمة الحقيقية التي يمر بها السلام الآن، وهذا يعني أن الرؤية الأوبامية للسلام، ليست ظرفية آنية، بل جزء استراتيجي من عمله السياسي المستمر. وكما أن على "فلسطينيي أميركا"، ألا ينتظروا معجزات أوبامية؛ فعلى "فلسطينيي القضية" أن لا يتفاءلوا كثيراً بانتصاراتهم في عرقلة مسيرة السلام، وأن لا يظنوا أن الرياح مواتية دائماً للاتكاء على "القضية" ليحفظوا قعودهم على كراسي الحكم والتسلّط على مقدّرات الشعب الفلسطيني، بحجة الحفاظ على "ثوابت الأمة". وأن مرجعياتهم الإقليمية قد تبيعهم في أي حوار أميركي مع تلك المرجعيات، وفي أي احتواء لها قبالة دور إقليمي يرضيهم.
لم يجمد الرئيس أوباما الدرع الصاروخية الدفاعية عبثاً، أو لمجرد الافتراق عن سياسات سلفه الرئيس بوش؛ فلقد قبض الثمن من ميدفيديف وبوتين، وذلك عقب إصدار قرار جماعي من مجلس الأمن الذي رأسه أوباما شخصياً، هذا القرار حول منع الانتشار النووي، والذي وضع سياسات إيران النووية الخفية والعلنية، في مواجهة مع كل العالم وليس أميركا فقط، هذا القرار الذي حاول ـ وبنجاح معقول ـ ضم موسكو الى العواصم الرادعة لإيران ذرية. إن عاصمة دولة العدوان الإسرائيلي ستفهم جيداً أن لهذا القرار علاقة وثيقة بإصرار أوباما على تجميد إسرائيل للبناء في المستوطنات، الأمر الذي يجعل حماية مسار السلام الشرق أوسطي، إيرانياً وإسرائيلياً، قضية تتجه الى الأمام وليس الى الجمود أو للخلف.
إذا كانت هكذا هي اللغة الأوبامية العملية مع موسكو وطهران وتل أبيب، فكيف سيواجهها "فلسطينيو القضية" حماة ثوابت الأمتين العربية والإسلامية؟ مع أن إماراتهم ودويلاتهم فروع أصولها خارج أوطانهم.
وإذا كان "فلسطينيو أميركا الأوبامية"، يستندون دولياً الى الرؤية الأوبامية للسلام لإقامة الدولة الفلسطينية، فإن "فلسطينيي القضية" يستندون الى أعداء قيام هذه الدولة بدءاً من دولة العدوان الإسرائيلي وانتهاء بدولة الهيمنة على كل العالم العربي، الدولة الإيرانية النجادية المدعومة من كيم جونغ إيل الكوري الشمالي، مجوّع شعبه، وتشافيز الاشتراكي الثوري المافيوزي، الذي يبيع ثلثي نفطه لدولة الاستكبار العالمي، والذي أهدى أميركا جزيرة كاملة من الأرض الفنزويلية؛ لتقيم عليها محمية بيئية على هواها عقب لقائه مع "الإمبريالي" أوباما.
() كاتب سوري











التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الجزائر: لإحياء تقاليدها القديمة.. مدينة البليدة تحتضن معرض


.. واشنطن وبكين.. وحرب الـ-تيك توك- | #غرفة_الأخبار




.. إسرائيل.. وخيارات التطبيع مع السعودية | #غرفة_الأخبار


.. طلاب بمعهد ماساتشوستس يقيمون خيمة باسم الزميل الشهيد حمزة ال




.. الجزائر: مطالب بضمانات مقابل المشاركة في الرئاسيات؟